التحررية الجماعية      Communism libertarian

الحرية دون مساواة استغلال  المساواة دون حرية استعباد

**********************************

الصفحة الرئيسية

عشوائيات ومعضلات

ترجمات

متنوعات ومختارات

مقالات الراية العربية

مقالات سؤال الهوية

شريف يونس

الفسائل

مقالات إنهيار عبادة الدولة

العلم والأسطورة منهجان للتغيير الاجتماعى

تقدم علمى و تأخر فكرى

الجات ونهب الجنوب

الناصرية فى الثورة المضادة

مواقع أخرى
ENGLISH

مراسلات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
كتاب الناصرية فى الثورة المضادة

عادل العمرى

الباب الثانى انقلاب السادات

 

انقلاب السادات

     يمكننا إعادة إيجاز ما سبق فى هذا القسم كالآتى :

1- حدث اندماج  تدريجى بين  رجال الدولة ورجال الأعمال داخل السلطة الناصرية، كما ظهر ونما اتجاه معادى  للسياسات "الاشتراكية " داخل السلطة كنتيجة لذلك.

2- عاد الصراع الاجتماعى يحتدم منذ منتصف الستينات، واشتد بعد هزيمة1967، ولكن على أرضية الطبقة المسيطرة، فى حدود نظامها الاجتماعى.

3- بدأت الناصرية تفقد نفوذها فعليا فى العالم العربى بعد هزيمة 1967.

4-  الناصرية تضعف تحت تأثير فشلها وعجزها عن تحقيق نجاحات جديدة، سواء فى الداخل أو فى الخارج وفاقت الهزيمة العسكرية من هذا الفشل، مما اضطرها لتقديم تنازلات هامة لمختلف الطبقات الاجتماعية، وبالأخص للطبقة المسيطرة.

5-  والخلاصة أن الناصرية قد فقدت – فى نظر كل الطبقات – مبرر وجودها وبقيت فى يديها آخر ورقة، هى شخص عبدالناصر، الذى جسد تاريخ شعاراتها وسياستها الإصلاحية رغم أنه كان يتقهقر بسرعة حتى منذ ما قبل يونيو 1967.

     ولكن جاء موت عبد الناصر ليسرع كثيراً من معدل انهيار سلطة البيروقراطية. إذ كان – كشخص- يعد من قبيل الجماهير وبفضل دعاية النظام نفسها المسئول عن كافة ما اعتبر إنجازات للنظام دون أن يعد مسئولا عن أوجه الضعف والفشل، وقد ساهمت شخصيته فى رسم هذه الصورة، فكان موته يعادل، من وجهة نظر جماهير تربت  سياسيا فى مدرسة الدعاية الرسمية، نهاية نظامه. وقد سهل وجود شخصية السادات كنائب له عملية الانتقال إلى المرحلة التالية : الساداتية.

     لقد شهدت السلطة نوعين من التغيرات :

أولها : هو تغير سياساتها وشعاراتها، تحت ضغط الفشل الاقتصادى والهزيمة العسكرية؛ التخلى عن "الاشتراكية "، الاتجاه نحو التحالف سياسيا مع الغرب ، التهادن مع الأنظمة العربية المحافظة ومع اسرائيل... الخ.

وثانيها: هو التغير فى تركيب القوى  الحاكمة نفسها، فالارتباط المتزايد بين رجال الدولة ورجال الأعمال ( يتضمن طبعا تحول كل منهم إلى الآخر )، كان يتم بالطبع لحساب الباشوات الجدد والقدامى وعلى حساب سلطة البيروقراطية .

     وبعد موت عبد الناصر، ظل فى السلطة من الناصريين ، أو اليسار الناصرى عدة فئات من الناس: كثير من القيادات العليا والتى لم تندمج أبدا مع رجال الأعمال، والعناصر التى لم تستطع بحكم طبيعة عملها أن تحقق الشيء نفسه، وهؤلاء الذين يتحركون من منطلق الفكر الناصرى فحسب وأخيرا أولئك الذين اعتقدوا أن الناصرية كفكر كانت لا تزال تتمتع بشعبية مطلقة. ولم تتمتع هذه الفئة الناصرية بعد موت عبد الناصر باحترام خاص وسط الجماهير، ذلك أن مساوئها كانت معروفة (القمع – التعذيب – الديماجوجية..) كما لم تكن تتميز بوضوح عن المجموعات الأخرى المشاركة فى السلطة: الاوليجاركية الجديدة أو " اليمين الناصرى".

    

 

************

    

وفق موازين القوى داخل النخبة الحاكمة، جاء السادات بعد وفاة عبد الناصر رئيسا للدولة[1]. ومن هذه اللحظة تقلص كثيرا نفوذ الناصريين (أو " اليسار الناصرى") فى السلطة. فرغم أن السادات لم يكن حتى تلك اللحظة يمثل كتلة معينة فى السلطة، فان ضعفه هذا كان هو مصدر قوته الأساسى لدى اختياره رئيسا للدولة. ولم يكن معروفا عن السادات تبنيه لوجهة نظر خاصة من قبل، إلا أنه، بعد انتخابه " رئيسا، قرر بالتدريج أن ينضم إلى الطرف الذى يحفظ له كرسى العرش، أى إلى اليمين. ففى الممارسة، أصبح على السادات أن يتخذ القرارات التى تـناسب مصالح النظام ككل، و بينما راح الناصريون –  معتقدين أن السادات سيكون رئيسا مؤقتا-  يقترحون من السياسات ما يحفظ لهم سلطتهم المتهاوية. و كان السادات – مستندا إلى اليمين – فى موقف أقوى بالطبع لأنه الأكثر " واقعية " أو الأكثر اتساقا مع التوازنات الاجتماعية – السياسية الجديدة . وقد ظهرت بين الطرفين (الناصريين والسادات) الخلافات التالية :

1- خلاف حول تعيين رئيس الوزراء ( عين السادات محمود فوزى منتصراً لرأيه)

2-  خلاف حول معدل عملية رفع الحراسات، وحقق السادات انتصارا كاملا ولاقى تأييدا واسعا داخل أجهزة الدولة، وُرفعت الحراسات بسرعة.

3-  خلاف حول مد فترة وقف إطلاق النار وفقا لمشروع روجرز، وانتصر رأى الناصريين، فتم إلغاء وقف إطلاق النار نظريا بينما لم يستأنف السادات القتال فعليا.

4-  خلاف حول مبادرة السادات فى 1971، والتى تماثل تقريبا " مشروع دايان".

5- وجاء الخلاف الحاسم بصدد مشروع الوحدة مع ليبيا،إذ رفض الناصريون هذا المشروع خوفا من أن تؤدى إعادة بناء مؤسسات الدولة إلى استبعادهم، بينما أصر عليه السادات للغرض نفسه، خاصة أن الناصريين كانوا يرتبون فعلا لإزاحته.

     وقد استغل السادات – بناء على نصيحة محمد حسنين هيكل – ومنذ خطابة فى 16 مايو 1971 التراث القمعى للناصرية فى التشهير بالنخبة الناصرية وفضحها، فشجع أجهزة الإعلام على مهاجمة الديكتاتورية والقمع، مبشرا بحياة ديمقراطية حقيقية ( ومن يستطيع أن يعترض !!) وهكذا كانت الساداتية " الموجودة "بالقوة" تلتقى مع رجل قَبِل أن يعطيها اسمه وهو فى أعلى مناصب الدولة و يتميز بقدرات انتهازية خارقة كما أنه غير ملوٌث  بتاريخ ممارسة القمع و اتخاذ قرارات قاسية ، بل كان – تقريبا –" صديق الجميع " حتى عبد الناصر نفسه . لهذا كانت ميزة الساداتية حتى ذلك الحين أنها تستطيع أن تتبنى تراث الناصرية الإصلاحى دون أن تتوانى عن إدانة تراثها البوليسى، وحيث أن الناصريين كانوا يحتلون المناصب العليا، فقد حملوا – وبحق – كافة الأوزار، بينما لم يجنوا ثمار المزايا التى حملت فى وعى الجماهير اسم عبد الناصر وحده ، والذى مات.

     كان الخلاف الحقيقى بين السادات – معتمدا على رجال الأعمال البيروقراطيين – والناصريين يتركز حول من يمسك بالسلطة. فكان الناصريون يدافعون عن استمرار سلطتهم وعن منطقهم فى إدارة البلاد، قمع المجتمع سياسيا.. رفع الشعارات الناصرية الديماجوجية، بينما كان أبناء " اليمين البيروقراطى" يريدون التحقق كطبقة مسيطرة، أى أن تحكم بشكل مباشر. وقد تصور الناصريين خطأ أن الأفكار الناصرية كانت لا تزال فى مرحلة الشباب، بينما كانت السلطة ككل تتجه منذ أواسط الستينات تدريجيا إلى تحقيق المصالح المباشرة لرجال الأعمال. تلك السلطة التى وقف على رأسها حتى 1970 جمال عبد الناصر وتلاميذه المخلصون، الذين لم يع بعضهم هذه الحقيقة بالقدر الكافى، وأصر على الاستمرار فى رفع الشعارات المتجاوزة لإمكانيات النظام، حتى بعد أن انكشفت هذه الحقيقة تماما أمام الشعب. بينما تحول آخرون ( ومنهم السادات.. الملكى أكثر من الملك دائما)، إلى التعاون مع والعمل بمنطق رجال الأعمال.

     وقد استطاع السادات، بكل يسر، أن يزيح المجموعة الناصرية بغير احتجاج جماهيرى يذكر، بل وحصل إلى حد كبير جداً على تأييد اليسار الماركسى والتيارات الإسلامية الناشئة بفضل ذلك بالذات .


[1]           انظر بهذا الصدد التفاصيل فى : محمد حسنين هيكل : خريف الغضب ، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ، بيروت ، الفصل الرابع .

 

القسم الأول: الانقلاب

الباب الأول : مسارالأوضاع المحلية بعد الحرب العالمية الثانية

الباب الثانى: حكومة الضباط

الباب الثالث : الثورة و الثورة المضادة

القسم الثانى: الناصرية

الباب الأول: الحكم الناصري

الفصل الأول  منطق الحكم

الفصل الثانى تشكُّل الحكم

الفصل الثالث   فلسفة الحكم

الباب الثانىالسياسة الناصرية

الفصل الأول السياسة العامة(1)

الفصل الأول السياسة العامة(2)

الفصل الثانى: السياسة الاقتصادية(1)

الفصل الثانى: السياسة الاقتصادية(2)

الفصل الثانى: السياسة الاقتصادية(3)

الفصل الثالث:التوجه العام للسياسةالناصرية

الباب الثالث: حقيقة الناصرية

القسم الثالث: سقوط الناصرية

الباب الأول انهيار النظام

الباب الثانى انقلاب السادات

الباب الثالث الساداتية و الناصرية

 

للاتصال

 [email protected]

جميع الحقوق محفوظة للمؤلفين ومحظور الاقتباس منها دون الإشارة لمؤلفيها

 بعض المواد المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف و رأى الموقع و تيار اليسار اللاسلطوى

Hosted by www.Geocities.ws

1