كتاب الناصرية فى الثورة المضادة

عادل العمرى

الباب الأول: الحكم الناصري

تمهيد:

بدأت الناصرية وجودها باستيلاء الضباط على السلطة. ومن ثم كانت بداية تشكلها هو إقامة نظام خاص للحكم. وقد كان استيلاء الضباط على السلطة هو البداية الفعلية والمنطقية لتحولهم من أداة طيعة للطبقة المسيطرة إلى "عبد يركب سيده" ( حسب تعبير تروتسكى) ، فلم يكن لهم أن يحققوا نفوذهم الخاص بأكمله إلا بطرق هذا السبيل : الانقلاب.

والانقلاب يعنى قبل أى شىء الاستيلاء على جهاز الدولة، وقد تضمن فى الحالة الناصرية تجاوز النظام السياسى القائم وبالتالى إقامة نظام سياسى جديد يستوعب الدور الخاص والجديد للبيروقراطية العسكرية .

ولأن حكمها كان هو مفتاح وجودها وأساس تحققها فقد حافظت عليه بكل السبل. فوجودها كسلطة، قد شكل الأساس المنطقى (والفعلى) لممارسة سياستها وتحقيق مصالحها الخاصة. وقد كان سقوط الحكم الناصرى يعنى سقوط كل طموحات كبار رجال الدولة الجدد  … لذلك ُنعد الحكم الناصرى هو المصلحة الأولية والأساسية للنخبة البيروقراطية الصاعدة ، فسلاحها كان هو جهاز الدولة، فلا يمكن أبداً تصور أن تحقق النخبة الناصرية – بخلاف أية طبقة أو جماعة أخرى – جل طموحاتها و مصالحها دون أن تكون على رأس السلطة السياسية .