التحررية الجماعية Communism libertarian
الحرية دون مساواة استغلال المساواة دون حرية استعباد
**********************************
|
كتاب الناصرية فى الثورة المضادةعادل العمرى المقدمة إذاإذا استطعت أن تحتفظ برأسك عندما يفقد كل من حولك رءوسهم وينحون عليك باللائمة. إذا وثقت بنفسك عندما يفقد كل إنسان ثقته فيك وتترك مع ذلك مجالاً للشك. إذا استطعت أن تنتظر دون أن تمل الانتظار أو تحتمل أن يعاملك الآخرون بالكذب دون أن تلجأ إليه أو أن تصبح موضع كراهية دون أن تدع لها مجالاً للتسرب إلى نفسك، وألا تبدو أفضل مما ينبغى ولا تدع للأحلام سيادة عليك. إذا استطعت أن تفكر ولا تجعل الأفكار غايتك القصوى. إذا استطعت أن تجابه العوز والفشل وتعامل كل منهما على حد سواء. إذا استطعت أن تكرس كل ما تملك من أرباح وتغامر بها دفعة واحدة وتخسرها جميعًا ثم تبدأ من جديد دون أن تنطق كلمة عن خسارتك. إذا استطعت أن تخاطب الجماهير دون أن تتخلى عن فضائلك. وأن تسير فى ركاب الملوك دون أن تفقد مزاياك المعتادة. إذا عجز الأعداء والأصدقاء والمحبون عن إثارة حفيظتك بإيذائك. إذا استطعت أن تملأ الدقيقة الغاضبة التى لا تغفر لأحد ما يعادل ستين ثانية من السعى ركضاً ملكت الأرض وما عليها وأنت فوق ذلك ستكون رجلاً يابنى. رود يارد كبلنجتمت هذه الدراسة عام 1986 ولكنها لم ُتنشر لصعوبات مختلفة . و كانت تهدف فى ذلك الحين ليس إلى فتح ملفات الناصرية باعتبارها ظاهرة تمتُّ إلى الماضى ، بل تهدف إلى فتح ملفات الحركة الشيوعية المصرية، وبشكل ضمنى: الحركة الشيوعية العربية، لأسباب أيديولوجية كانت مطروحة فى ذلك الحين . ذلك أن ظاهرة الناصرية لم يجر – من وجهة نظرنا – استيعابها أبدا من قِبَل اليسار المصرى (والعربى) .. الذى لم تزل تحتل ساحته أغلبية ساحقة من المؤيدين للناصرية ، و الذى كان فى ذلك الوقت يشكل المعارضة التقدمية الأهم . و لكن اليوم و بعد أن تغيرت الخريطة السياسية العالمية و المحلية و تبدلت كثير من المواقع ، بات من اللازم إعادة ترتيب الاعتبارات .
و لذلك تم إجراء عدد من العمليات الجراحية لهذه الدراسة بحيث تصبح أكثر ملاءمة للواقع الحالى و بالتالى أكثر حيوية . ورغم التحليل النقدى فلا ينبغى ولا نود أن يُفهم من هذا أننا ننظر إلى التيار الناصرى الحالى بعينى العداء، بل على العكس، ربما شكل الناصريون يومًا تيارًا مؤهلاً للقيام بدور تقدمى بقدر ما يستطيع أن يتجاوز الكثير من "المفاهيم" الناصرية القديمة و هذا وارد حتما . وفى الحقيقة لم تكن محض مصادفة أن يتعرض بعض الناصريين الثوريين إلى الاعتقال والتعذيب فى عهد السلطة الناصرية نفسها (فى منتصف الستينات). ونحن ندعو التيار الناصرى إلى إعادة تقييم الناصرية، طارحين عليه هنا ما نعتقد أنه يحفز هذه العملية ، خاصةً أن ناصرىّ اليوم فى غالبهم الأعم ليسوا من أبناء النظام الناصرى و إنما من مؤيدى شعاراته . وما يعطى هذه الدراسة حيويتها حتى الآن هو أن الناصرية ماتزال حية تماما ؛ لم تصبح بعد أطلالا . فما تزال بصماتها محفورة فى النظام السياسى القائم ، و ما تزال ؛ كفكرة ، تجد كثيرا من الأنصار ، و ما زال الحنين لشعاراتها قويا لدى جمهور عريض ، بل ان اليسار المصرى بمجمله ناصرى إلى هذا الحد أو ذاك . و للسبب الأخير سنحتفظ بأجزاء من نقدنا لليسار الماركسى فى علاقته بالناصرية فكرا و ممارسة . و قد استُخدم هنا منهج هيجل الجدلى كما استخدمه فعلا لا كما أعلن ، أى كمجرد طريقة للعرض ، لا تعتمد على أى استنباط للوقائع و لا تعتمد أسبقية الفكرة على الوقائع الجزئية ، بل تعتمد مستويات من التجريد مناسبة لإبراز مغزى الأحداث بأوضح صورة ممكنة . بالإضافة إلى المفاهيم المادية الماركسية ، الأكثر عمومية و فى أعرض معانيها .
|
|
للاتصال
جميع الحقوق محفوظة للمؤلفين ومحظور الاقتباس منها دون الإشارة لمؤلفيها
بعض المواد المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف و رأى الموقع و تيار اليسار اللاسلطوى