ويقول الفريق العلمي الذي أجرى هذا التطوير إنه سيكون من الممكن إدخال تعديلات أكثر نفعا على البعوض، كأن يصار إلى <خلق> جنس من البعوض عاجز عن نقل مرض الملاريا
يتمكن العلماء من ذلك من خلال
إدخال تغييرات في جهاز المناعة الخاص بالبعوضة ذاتها، بحيث تعجز عن نقل طفيلي الملاريا
إدخال تحوير في حاسة الشم الخاصة بالبعوضة بحيث تبدأ بتفضيل حيوانات أخرى عدا الإنسان
إدخال تغييرات من شأنها انتاج أعداد كبيرة من الذكور العقيمة التي تطلق بعدئذ في وسط البعوض الخطر لتحد من تكاثره
لكن العلماء يقولون إنه ثمة حاجة لاجراء تقييم سياسي وأخلاقي وعلمي كامل قبل الإقدام على إطلاق مخلوقات معدلة وراثيا كهذه في البيئة
فقد أخبر البروفيسور كريس كورتيس استاذ علم الحشرات الطبي في كلية لندن للأمراض الاستوائية البي بي سي انه يجب الانتباه لاحتمال ان تؤدي التعديلات الوراثية إلى تمكين السلالات الجديدة من نقل فيروسات لا يتمكن البعوض من نقلها حاليا
وقال البروفيسور كورتيس إن الخوف الكبير هو من الفيروس المسبب لمرض الآيدز. لذلك فهو يرى أن يتم اختبار إناث البعوض المعدل - حيث أن اناث البعوض هي وحدها التي تلسع - للتأكد من قابليتها للاصابة بالفيروسات الخطرة قبل اطلاقها في البيئة
لا يدل الألق سوى على نجاح التجربة
جزيئات دائرية أجرى فريق البحث الأوروبي تجربته على البعوض كما يلي: قام بتطعيم بيوض البعوض بمادة الحامض النووي من مصدر خارجي. وقام هذا الحامض بعدئذ بالدخول في تكوين كروموسومات يرقات البعوض
شمل الحامض النووي المذكور، والذي تحتويه جزيئات دائرية تدعى بلازميد، شفرة خاصة ببروتين مشع يجعل البعوض تتألق بلون أخضر عند تسليط الأشعة فوق البنفسجية عليها ليس لهذا الألق أية فائدة سوى اثبات نجاح تجربة نقل الحامض النووي، ويجب ادخال جينات من أنواع أخرى اذا أريد للبعوض أن يكتسب مناعة ضد طفيلي الملاريا على سبيل المثال
وبينما تم في الماضي تحوير حشرات أخرى بنجاح، أبدى البعوض مقاومة لهذه التكنولوجيا
يعود سبب ذلك إلى أن مادة الحامض العضوي يجب حقنها في بيوض البعوض التي وضعت حديثا. لكن بيوض البعوض تتصلب بسرعة مما يجعل عملية الحقن من الصعوبة بمكان
وقال العالم أندريه كريسانتي من كلية أمبريال بلندن إن فريقه تمكن من معاملة البيوض بمادة تؤخر نموها مما يبقي قشرتها لينة وقابلة للحقن 
الباحث كريسانتي
تمت التجارب على بعوض من فصيلة <أنوفيليس ستيفينسي>، وهي من الفصائل المهمة في نقل البعوض في المناطق المدنية من الهند. كما ستجرى تجارب على فصيلة <أنوفيلسي جامبياي> الناقل الرئيسي للملاريا جنوبي الصحراء الأفريقية الكبرى التي تشهد 90 في المئة من مجموع الاصابات بمرض الملاريا في العالم
يذكر ان طفيلي الملاريا يكتسب مناعة ضد العقاقير المستخدمة ضده، كما تعاني حملات السيطرة على انتشار البعوض من تنامي مقاومة البعوض للمبيدات الحشرية
المصدر بي بي سي اون لاين
