bbb
انظمة المياه عناصر الانظمة المائية آثارها الموقع الجغرافي الرئيسية

 

نظام الجسور

إن أفضل ما بناه الرومان في أم قيس هو الجسر الذي كان يحمل فوقه قناة لنقل المياه وكان لموقعها ما بين الحافة الشرقية (الأكروبولوس)، والحافة الغربية من البلدة الحديثة حيث كان يتميز بوجود واد عميق يصعب نقل المياه من الحافة الشرقية إلى الحافة الغربية ثم إلى المدينة ولتفادي مثل هذه الصعوبات فقد تم بناء جسر يعتمد على الأقواس، يحمل فوقه قناة لتوصيل الماء وهي على شبه كبير من الجسر الموجود في قيساريا مارتيما (عوض 1998 : 45) ,ولقد تم العثور على أجزاء من الجسر بطول 60 م، إلا أن معظم أجزاء الجسر تم تدميره، والسبب الهزات الأرضية التي ضربت المنطقة بالإضافة إلى الشارع الحديث، وأما تبقى من هذا الجسر فهو قوس كبير تم العثور في الحافة الشرقية من الأكروبولوس وبلغ ارتفاعه حوالي 2.60 م والعرض 4 م بني من الحجارة الجيرية الضخمة (kerner 994 : 285 – 286). وتميز القوس بأنه دعم أيضا بالحجارة الضخمة التي وجدت داخل القوس بالكامل، ولأنه آخر قوس من الجسر حيث يمكن أن تستقر المياه فوقه ليتم توزيعها بنظام إلى الموقع، وتشكل القوس شكل تصف دائري ونعتمد على حجر المفتاح وحيث يمكن أن تتهدم القوس إذا فقد ذلك الحجر، وقد ثبتت الحجارة بطبقة رقيقة من الملاط بين الحجارة ,ويعتمد الجسر المائي على أقواس محمولة فوق دعامات أو أعمدة بنيت من حجارة جيرية ضخمة ويبلغ ما تبقى من هذه الدعامات أحد عشر دعامة ويمكن أن تحمل عشرة أقواس على طول الوادي ألا أنه لم يتم العثور سوى على القوس الأخير، وتتكون كل دعامة من مدماكين من الحجارة الضخمة بارتفاع حوالي 1 م، وتأخذ كل دعامة شكل المستطيل وتستخدم تلك الدعامات كأعمدة ترتكز عليها الأقواس من على الجانبين وقد بنيت الدعامات من الحجارة الجيرية يعصها بشكل طولي والعض الأخير بشكل عرضي، حيث يتم تثبيتها بشكل محكم واستخدمت الأسمنت بين الحجارة لتثبيتها وقد بنيت الدعامات فوق الصخر كبير ,وتميزت بوجود تقنية فتحات التصريف باستخدامها في عدد من لمدن التي شكلت أنظمتها المائية شكلاً هندسيا قامت بالسيطرة وضبط مجاري المياه حيث عثر على أشكال مختلفة من تلك الفتحات أو الحواجز (عوض 1998 : 45 - 47)

قناة الفرعون وتسميتها

وهذه القناة مكونة من نظام الأنفاق والجسور، ويبدو أن اسم قناة فرعون هو تسمية محلية تكمن تحت أسطورة مفادها أن هذه التجهيزات بنيت من قبل أحد الفراعنة المصريين. ووصفها شوماخر في عام 1889 م في كتابه شمال عجلون، بأنها عبارة عن نفق منفرد رئيسي يمتد من عين تراب ثم يصل إلى جسر بالقرب من الحافة الشرقية من الأكروبولوس من أم قيس حيث يتجه إلى نفقين داخل الموقع الأثري هما النفق العلوي والنفق السفلي قصرن جوانبه الملاط الناعم الرمادي الملون (عوض 1998 : 48). التوزيعات المائية : تحجز المياه داخل النفق السفلي ويتم التحكم في توزيع المياه إلى خارج النفق عند نهايته الغربية بواسطة ثلاث ثقوب تخرج المياه منها, لتتوزع إلى المدينة بأكملها بوسطه شبكة من الأقنية المتطورة الموزعة بشكل هندسي على جوانب الشوارع الرئيسي والشارع الفرعي بشكل دقيق، فبعد أن تخرج المياه من النفق السفلي، تدخل في فرعين يسير الفرع الأول إلى الشمال وبالقرب من ساحة الكنيسة البيزنطية ينحرف هذا الفرع بزاوية 90 درجة إلى الغرب لتكمل سيرها أمام الكنيسة من الشمال، والفرع الأول هو عبارة عن قناتين تسيران بجانب بعضها البعض بشكل متوازي ,أما القناة الثانية فهي تسير موازية للقناة الأولى متجهة إلى الغرب طول حوالي 30 م، وتفصل عن القناة الأولى بواسطة حجارة صغيرة الحجم من النوع الجيري تم تثبيتها بالأسمنت بعرض حوالي 30 سم على طول القناتين، بحيث تكون جدارا يفصل بين هاتين القناتين، وقد نحتت بالصخر ولكنها أصغر من القناة الأولى فبعد أن تسير المياه في القناة الأولى ثم تتجه نحو المصب التابع لها فإن المياه تنحدر من المصب إلى الأسفل فإنها تنحدر إلى قناة جديدة(T) مبنية من الحجارة البازلتية المشذبة جداً، وهي من الحجارة الكبيرة، وقد تم قصارة جوانبها وأرضية هذه القناة بعدة طبقات من الملاط يبلغ سماكته 5 سم، إلا أنها مدمرة من جانبها الأخير الشمالي وأن القناة T تشير نحو الشارع الرئيسي بشكل منحدر مما يؤكد أنها تغذي الأقنية الموزعة في الشارع الرئيسي ,وتعتبر قناة T الموجدة بجانب الشارع الرئيسي نقطة توزيع وإن هذه القناة تتفرع إلى فرعين الأول يقاطع الشارع الرئيسي باتجاه الشمال، والفرع الثاني فإنه يسير بجانب الشارع الرئيسي من الجنوب، لكي تغذي نظام القنوات الموجودة في الشارع الفرعي باتجاهات مختلفة حيث أطلق على تلك القنوات الرموز وهي(L, K، H، G، F، E، D, B,A) ومن المحتمل أن تلك القنوات كانت تحتوي على أنابيب فخارية (عوض 1998 :66 -69).

النفق الرئيسي المرتبط بأنفاق أم قيس خارج الموقع

إن النبع الرئيسي الذي كان يمد أم قيس هو عين التراب إلى الشرق من أم قيس بحوالي 12 كم، وامتداد النفق بطول 23 كم تحت الأرض. فان الأنفاق تمتد من عين التراب لتصل إلى أودية أبدر حيث يوجد فيها عدة عيون ويمكن استخدام هذه العيون حيث عثر في ذلك الوادي على أنفاق متجه إلى أم قيس.وان جميع الإنفاق الممتدة إلى أم قيس لم يتم قصارتها، ومن الممكن ان السبب في ذلك هو جريان الماء الدائم فيها باتجاه أم قيس ليخزن في الأنفاق الموجودة في الموقع لا يحتاج إلى أنفاق مقصورة، فهي لا يمكن أن تتسرب في الداخل الصخر لأنها دائمة الجريان ولا تستقر المياه داخل النفق الرئيسي (عوض 1998 : 77-76).

الآبار

تعتبر الآبار من أقدم الأنظمة المائية التي استخدمها الإنسان لتخزين المياه، وكانت تتميز بالكثافة السكانية المجتمعة حول تلك الآبار، وكانت من أكثر الأنظمة استخداما معتمدة على تجميع الأمطار، وإن المياه تدخل إلى البئر بواسطة قناة نحتت على السطح تقود إلى الفوهة وتكون بشكل منحدر، وبعض الأقنية تم بناءها من الحجارة تصل من المسطح الذي تم قطعه بشكل منحدر ثم يبنون جدرانا دائرية أو مربعة الشكل فوق الفوهة من الحجارة الكبيرة وكان فوق الفوهة المبنية من الحجارة كان يوضع حجر كبير الحجم تم تجويفه من الوسط، يأخذ شكل المربع أو الدائري ويستخدم في إخراج الماء من البئر بواسطة حبل وانية وكانت تغلق هذه الفوهات بواسطة لوح معدني أو خشبي لمنع سقوط أي شيء داخل البئر ولوحظ هناك بعض الآبار تحتوي على ثلاث فوهات تبعد الواحدة عن الأخرى حوالي متر واحد، ويدل ذلك على كبر حجم ذلك البئر، وكان عدد الآبار في أم قيس في الموقع الأثري 110 بئرا، ويبلغ عمق الواحد منها 5 -10 م وقد تم قصارتها بطبقتين من القصارة الأولى طبقة خشنة وذلك لتثبيتها على جدران البئر الصخرية الناعمة، ثم يأتي فوقها قصارة ناعمة وهذه طبقات القصارة تمنع التلوث وتسرب المياه داخل الصخر، وتعتمد هذه الآبار على مياه الأمطار حتى تقوم هذه الآبار بتلبية حاجة سكان المدينة(عوض 1998 : 79).

الخزانات

تمتاز الخزانات المائية في أم قيس بأن بعضها قطع في الصخر والبعض الآخر بني من حجارة بازلتية مشذبة، وقد كانت الخزانات مسقوفة بعضها بحجارة، واتخذت الآبار أشكالاً مختلفة منها مستطيل سقفه برميلي، وقد بلغ عدد الخزانات الموجودة في أم قيس ثلاث خزانات موزعة في الموقع الأثري، وكان بعضها معتمد على مياه الأمطار والآخر معتمد على أنظمة قنوات المياه الممتدة داخل المدينة الأثرية (عوض 1998 : 83).