الفاصلة

جاء في كتاب أهدى سبيل لمحمود مصطفى (ص-21) :" وبعضهم يسمي اجتماع السببين الثقيل فالخفيف فاصلة صغرى مثل (مُتَفا) في متفاعلن"

وجاء في كتاب الكافي للخطيب التبريزي (ص-18) :" فالصغيرة (يعني الفاصلة) ثلاثة أحرف متحركة بعدها حرف ساكن نحو عَلِما و ضَرَبا "

وجاء فيه (ص-72) :" ......لأن الكامل فاصلة، والفاصلة سببان ثقيل وخفيف"

ومن النواحي التي جلاها العروض الرقمي التكافؤ الخببي الذي يقوم على أن (2) و2 في الخبب متكافئان ولا يعتبر حلول أحدهما محل الأخرى زحافا، وإنما يقصر الزحاف على حذف ساكن السبب البحري. ولما كان السبب الأول في بحري الكامل والوافر ذو طبيعة مزدوجة يغلب عليها الطابع الخببي فإن الإضمار والعصب الذين بموجبيهما – من وجهة نظر العروض التقليدي – تتحول متَفاعلن إلى متْفاعلن ومفاعلَتن إلى مفاعلْتن إن اعتبارهما زحافا لا يصح لسببين هما وجهان لحقيقة واحدة

الأول: ما تقدم من أن السبب الأول في الفاصلة خببي في أغلب أحواله يتكافأ فيه السببان الثقيل (2)=11 والخفيف2=1ه

الثاني :ويترتب على الأول وهو أن اعتبار الإضمار والعصب زحافين يعني أن الأصل في تفعيلتي الكامل والوافر هو متَفاعلن 11 2 3 ومفاعلَتن =3 11 3 ثم تتحول كل منهما إلى 22 3 و 3 22

لينجم عنهما بحرا الرجز والهزج. وقد اختلف العروضيون بالنسبة للسبب الأول في الفاصلة أي حالتيه أسبق هل هي حالة السبب الثقيل أم حالة السبب الخفيف. وما ذاك إلا لافتراض عدم التكافؤ بينهما.

وتصوري أن من قدّم السبب الخفيف على الثقيل يستند إلى النظرية القائلة أن الرجز أقدم الأوزان كما يقول الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه موسيقى الشعر (ص- 127)": ويحدثوننا أن الرجز (كان ديوان العرب في الجاهلية والإسلام )" نقلا عن حاشية الدمنهوري.(ص053)

ويقول الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه ذاته (ص131) :"أما قول بعض مؤرخي الأدب إن الرجز أقدم الأوزان فليس هناك ما يؤيد هذا القول، بل إن النظر في مقاطع هذا الوزن ومقارنتها بمقاطع الكامل تجعلنا نرجح أن بحرا كالكامل قد سبق الرجز في الوجود، وليس ببعيد أن بحر الرجز تطور للبحر الكامل، وذلك لأن المقاطع العربية بوجه عام قد تطورت من النوع المتحرك إلى النوع الساكن"

وما هذا الاختلاف في وجهتي النظر إلا لعدم أخذ الطبيعة المزدوجة للسبب الأول في الفاصلة.

والتعريف الذي يتماشى مع الفهم الجديد للتكافؤ الخببي والطبيعة المزدوجة للسبب الأول في الفاصلة ينتج التعريف التالي:

الفاصلة هي كل سببين يجوز في أولهما أن يكون ثقيلا أو خفيفا .

وهذا رديف قولنا أن الفاصلة سببان أولهما ذو طبيعة (بحرية خببية) مزدوجه وهو خببي (في أغلب الأحوال) وثانيهما بحري.

والقول ( في أغلب الأحوال هو لعدم استبعاد الوقص (مفاعلن = 33) في الكامل  والعقل (مفاعلن=33) في الوافر (الأحمر وتد حقيقي والأزرق وتد ظاهري ناتج عن زحاف سبب   22=4)

والسؤال هو متى يكون السببان الخفيفان فاصلة أي أن أولهما له طبيعة مزدوجة (خببية غالبا) ومتى لا يكونان فاصلة. هنا محاولة لاستقراء الإجابة على هذا السؤال. مع المعذرة لبعض التكرار.

 

للتذكير

2 = 1ه= سبب خفيف

(2)= 11 = سبب ثقيل

الإيقاع ثلاثة أنواع:

1-خببي لا يحوي إلا 22، وتحل فيه كل من 2 و (2) أي منهما محل الأخرى فيما يعرف بالتكافؤ الخببي. ولا حذف فيه لمتحرك ولا لساكن. أي لا زحاف فيه.

2-إيقاع بحري صرف ترد فيه 32 وهذا السبب وهو يسبق الوتد سبب بحري أي لا يمكن تحريك ساكنه بل يمكن حذفه

3- إيقاع بحري يتداخل معه الخبب في السبب الأول من 22 كما في الكامل والوافر. بحيث يجوز أن أن يأتي السبب الأول في 22 إما 2 أو 11=(2)

 

 

قرأت حواراً في أحد المنتديات حول جواز حلول متفاعلن=3211 محل مستفعلن 322

وقد سبق لي أن تعرضت لذلك في باب حوار وأسميت ما قد نستسيغه من ذلك في غير الكامل والوافر بالموزون ضنا بالشعر من العبث عبه.

 

وهنا محاولة وصفية لا تبريرية لهذا السلوك، أبدأ فيها بالكامل والرجز والسريع.

 

 

نعرف أن 4 و ((4) حسب (ق331) بينهما تكافؤ خببي عندما لا تكون 4 3 أو 331 متبوعة بالرقم 3. أي عدم وجود أي من (334).أو (3331)

أي وجود 4 3 4 وهذا هو الشرط الأول (وهذا معنى عدم وجود4 3 3)

ومن السريع 4 3 4 3 2 3 نستنج أن وجود 2 3 في البحر تمنع التكافؤ الخببي بين ((4) و 4

أي عدم وجود 32 وهذا هو الشرط الثاني

 

ويمكن دمج هذه الشروط في القاعدة التالية:

 

يقع التكافؤ الخببي بين ((4)=31 و4=22  في أي بحر بتوفر ثلاثة شروط:

1.       أن يحوي الوزن  4 3 4

2.    أن ينتفي في أي جزء منه وجود 334

3.   أن ينتفي فيه وجود 32

4.     في حال احتوى البيت 32 فإن التكافؤ الخببي بعدها (لاقبلها) قد يكون مستساغا ولكنه في غير ما أجاز الخليل لا يعتبر شعرا بل موزونا

 

وهذه أحكام تنطبق على البيت بكامله. مع علمنا أن هناك تكافؤاً خببيا يجوز بعد آخر وتد ثابت في البيت (أي ذي طبيعة بحرية مستقرة أي يسبقه الرقم 2) 

 

ولنبدأ بمناقشة البحور التي تنطبق عليها هذه القاعدة

 

1- الرجز :فوزنه 4 3 4 3 4 3  مع جواز أن تأتي تحل ((4) =(2) 2  = 11 2 =31 محل  4=22

وهنا نلاحظ أن الرجز حالة من الكامل

ولكن لو أخذنا الرجز من الوزن 4 3 4 3 3 2 نلاحظ أنه لا يجوز أن تحل فيه 31 محل 4 لأنه يحوي 4 3 3 فيخل بالشرط الثاني

لماذا؟ لنتصور أنها حلت محلها بحيث تعطينا الوزن

4 3 1 3 3 3 2 لدى تأصيلها حسب (ق1)، (ق333) تصبح

4 3 2 3 4 3 2 وهذا مجزوء البسيط (+2)

أي أن الوزن 4 3 1 3 3 3 2 لا يكون مستفعلن متفاعلن متفعلْ حسب مصطلحات العروض

بل هو  مستفعلن فعلن متفْعلاتن

فيصح مثلا القول:

أرجوك في الحبِّ لا لا تظلميني = 4 3 2 3 4 3 2

هل تعرفين عواقب الظنونِ = 4 3 1 3 3 3 2

ولا يصح القول:

أرجوك في الحبِّ لا لا تظلميني =4 3 2 3 4 3 2

أوَتعرفين عواقب الظنونِ =((4) 3 1 3 3 3 2

2- السريع :وعلاقة السريع بالكامل كعلاقة الرجز به

فالسريع 4 3 4 3 2 2 

والسريع 4 3 4 3 1 3

كلاهما موافقان للكامل وكل 4 و ((4) بينهما تكافؤ خببي تحل إحداهما محل الأخرى

 

ولكن السريع 4 3 4 3 2 3 لا يكون من الكامل لاحتوائه على 32

 

ولو أخذنا الوافر 3 4 3 4 3 2 لوجدنا الشروط الثلاثة متحققة فيه

ففيه 434وليس فيه 2 3 وليس فيه 334

وباختصار قياسا على هاتين الحالتين فإن ((4) =31 و 4 =22 بينهما تكافؤ خببي في كامل أبيات البحور(الحشو والعروض والضرب) وهي هنا

الكامل – معظم الرجز – كثيرمن السريع – الوافر

ويمكننا أن نصوغ العلاقة بين هذه البحور بالقول:

ثانيا

أما في أعاريض وأضرب البحور فيمكننا القول:

 

بأن كل صدر ينتهي ب 3134يجوز أن يأتي آخر عجزه 434 في سائر البحور.

 

وكل231 أو  222 في آخر العجز يجوز فيها التكافؤ الخببي

 ومعظم ذلك يطابق عروض الخليل وما لم يطابقه نعتبره خرج من الشعر إلى الموزون وهو مستساغ.

ومن المجدي هنا مراجعة الرابطين

http://www.geocities.com/khashan_kh/26-222.html

 

http://www.geocities.com/khashan_kh/23-ala3areedwaladhrob.html

 

ويحسن هنا أن أعرج على العلاقة بين الرجز والسريع

 

مجزوء البسيط=22 3 2 3 2 2 3

وقد يجيء مقطوعا =22 3 2 3 2 2 2

 

فإذا لحق آخر الشطر منه الخبن مع القطع

 جاء = 4 3 2 3 1 2 2= 4 3 2 3 3 2 وهذا المخلع

 

وإذا لحق آخر الشطر منه الطي مع القطع

 جاء = 4 3 2 3 2 1 2 = 4 3 2 3 2 3 وهذا لاحق البسيط

وعليه لنازك الملائكة : سمرتها عسلٌ سائلٌ .....للحسن في وجهها رقرقهْ

والقصود هنا أن مستفعلن =22 3 في آخر الشطر قد تأتي 3 2 أو  2 3

ولو نظرنا إلى الرجز الذي وزنه 4 3 4 3 3 2

والسريع الذي وزنه 4 3 4 3 2 3

لرأينا مثالا على إمكانية أن يكون هذان الوزنان من بحر واحد. يؤكد هذا

أن 2 3 = مفعولاتُ =مفعلا من آخر السريع = مستفعلن = مستلن من آخر الرجز

وأن 3 2 = مفعولاتُ =معولا من آخر السريع = مستفعلن = مستلن من آخر الرجز

فعلاقة الرجز والسريع ووحدة أصلهما في هذين الوزنين كعلاقة المخلع ولاحق البسيط ووحدة أصلهما من مجزوء البسيط.

ويتضح مدى تعقيد التفاعيل (إدخال مفعولاتُ في السريع) لتناول الأوزان.

قد يقول قائل إن ورود فعْلن وفاعلن في السريع وضرورة ربطهما يبرر وجود مفعولاتُ للربط بينهما باعتبار (فعْلن=22=مفعولاتُ)،و(فاعلن= 32=مفعولاتُ

أ-العروض المشطور المكسوف (العقد الفريد-ج6-ص277):

ويحي قتيلا ما له من عقلِ

322/322/222=مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ

بشادنٍ يهتزُّ مثل النصل

مكحَّلٍ ما مسَّه من كحلِ

وهذا هو مشطور السريع (السريع ~46)

وهذا يتفق مع مستفعلن مستفعلن مستفعلُنْ (مستفعِلْ) من عجز الرجز.(الرجز ~31) في الجدول

http://www.geocities.com/khashan_kh/23-ala3areedwaladhrob.html

 

          ب- الوزن مستفعلن مستفعلن معولا=34/34/23 وهو ما يعتبر من الرجز أصلا، وما ينبغي لمن يعتبر مفعولاتُ في السريع أن يغض الطرف عن تساوي احتمال وروده في السريع مع احتمال وروده في الرجز على أنه مستفعلن مستفعلن متفعلْ، (بالخبن والقطع).

بلْ إن الوزن مستفعلن مستفعلن فعلنْ=34/34/1222 في المتعارف عليه من السريع يتطابق مع الرجز الذي لا أرى ما يحول دون أن يلحقه الحذذ أسوة بالكامل ليصير وزنه مستفعلن مستفعلن مستفعلن=34/34/34.ويزيد من قوة انتماء أغلب أوزان السريع إلى الرجز أن فاعلن في عروض وضرب  الوزن:مستفعلن مستفعلن فاعلن =34/34/32 يمكن أن ينظر إليها على أنها مستفعلن =مستلن (مستعن ، فاعلن)=32 بالقطع والطي

إن التطابق بين كل أو معظم أصناف السريع والرجز لا ينبغي أن يهمل إذا أريد استبعاد مفعولاتُ من تفاعيل السريع.

إن حصول مستلن=32 من طي وقطع مستفعلن شأنه في ذاك شأن حصول متفلن=23 من خبن وقطع مستفعلن يجعلنا نفسر اختلاط البيت(المدارس العروضية في الشعر العربي لعبد الرؤوف بابكر السيد -ص429):

لو وصل الغيث لابنين امرأ          كانت له قبة سحقٍ بجاد

312/   32/     322            322/   312/   32ه

حيث قيل فيه (المدارس العروضية في الشعر العربي-ص430):"وزن مخلوط صدره من الرجز وعجزه من البسيط المجزوء."[وأرى صدره من مجزوء البسيط وعجزه من السريع المذال إن صحت طباعته وقراءتي]. على أن العرب في مرحلة مبكرة ربما استساغوا هذا الوزن على أنه من الرجز باعتباره=مستفعلن مستفعلن مستفعلن           مستفعلن مستفعلن مستفعلـان

والتشابه قائم في الأصل بين الرجز والسريع التامَّين، فباستثناء الفرق بين الضرب التام في الرجز (مستفعلن=34) والضرب المطوي المكشوف في السريع (مفْعُلا=فاعلن=32) فإن التشابه قائم بي كافة الضروب الأخرى للبحرين كما ترى من المقارنة التالية:

 

الضرب

في الرجز

في السريع

222

4 3 4 3 4 21

مستفعلن = مستفعلن =24 (القطع)

4 3 4 3 4 2 1

مفْعولاتُ =مفعولا =24 (الكشف)

حذف متحرك الوتد المجموع في الرجز والمفروق في السريع

23

4 3 4 3 1ه2 21

مستفعلنْ =متفلن=23 =خبن وقطع

4 3 4 3 1 ه 2 2 1

مفعولاتُ = معولا=23

خبن وكشف

32

4 3 4 3 2 1ه 1 2

مستفعلن = مستلن = 2 3=طي وقطع

4 3 4 3 2 1ه 2 1

مفعولاتُ=مفعُلا==2 3طي وكشف

22

مستفعلن=مستف= 4 [الحذذ بعد تعميمه]

مفعولاتُ =مفعو =4[الصلم]

لاحظ وحدة الألوان في الضروب المتشابهة بين البحرين

الحذذ (-21=-3) بالنسبة للوتد المجموع يقابل الصلم (-12) بالنسبة للوتد المفروق.

الأحمر وتد أو من أصل وتدي، والأزرق يبب أو من أصل سببي

الأخضر حاصل جمع أزرق وأحمر

الرمادي إسقاط ساكن السبب في زحاف – الذهبي إسقاط في علّة

 

خلاصة الجدول

1- مستفعلن مستفعلن فعولن (متَفْـلُن) في الرجز = مستفعلن مستفعلن فعولن(معولا) بدلالة السريع

2- مستفعلن مستفعلن فاعلن (مفْعُلا) في السريع = مستفعلن مستفعلن فاعلن (مستلن) بدلالة الرجز

إن أوجه الشبه هذه تغري بالبحث عن صيغة لإلحاق أحد البحرين بالآخر، وبيان علاقتهما بالكامل وهذا يتطلب مخرجا لاستخراج فاعلن=مفعُلا في ضرب السريع من مستفعلن في الرجز.

أمكن استخراج 23=فعولن =متفعلْ (متفلُن) في ضرب الرجز بالقول بخبن وقطع مستفعلن، وكلتا فاعلن وفعولن منحدرتان من أصل مباشر واحد=(222)، وكما يجوز الخبن والقطع يفترض جواز الطي والقطع في مستفعلن، حيث:

مستفْعلن (بالطي والقطع) ß مسْتلنْ أو مستعنْ = 212=32

وإذا قبلنا هذا التخريج وعممنا الحذذ بأنه حذف الوتد المجموع من آخر الشطر آلَ السريعُ والرجز إلى بحر واحد معظمه داخل في إطار الكامل.

ولو رجعنا إلى الجدول :

http://www.geocities.com/khashan_kh/23-ala3areedwaladhrob.html

الذي يمثل الأعاريض والأضرب كما حددها الخليل لأمكننا إلحاق الأضرب المظللة من الرجز والسريع بالكامل، ولون التظليل يحدد الأوزان المتطابقة في كل من البحور الثلاثة. وأما المظلل بالأصفر فليس هناك كبير حرج  من اعتبار أوزان المشطور أو المنهوك من الكامل لتوفر الشروط الثلاثة فيه. وللتسهيل فلا بأس من اعتبار الرجز والسريع بحرين ينحدران من أصل واحد.

 

 

 

 

5

الكامل

1

1 3 3 1 3 3

= ((4)3((4) 3

1 3 3

=((4)3

1

1 3 3 1 3 3

1 3 3

19

 

 

 

 

2

1 3 3 1 3 3

1 3 2

20

3

1 3 3 1 3 3

22=4

21

2

((4)3((4) 3

31=((4)

1

((4)3((4) 3

31=((4)

22

2

((4)3((4) 3

22=4

23

3

 ((4)3

((4)3

1

((4)3

((4)3 2

24

2

((4)3

((4)3 ه

25

3

((4)3

((4)3

26

4

((4)3

((4)2

27

7

الرجز

1

4 3 4 3

4 3

1

4 3 4 3

4 3

30

2

4 3 4 3

4 2

31

4 3 4 3

3 2

4 3 4 3

3 2

 

4 3 4 3

22

 

2

4 3

4 3

1

4 3

4 3

32

3

4 3 4 3

4 3

2

مشطور

 

33

4

4 3

4 3

3

منهوك

 

34

9

السريع

1

4 3 4 3

2 3

1

4 3 4 3

2 3 ه

41

2

4 3 4 3

2 3

42

3

4 3 4 3

2 2

43

2

4 3 4 3

1 3

1

4 3 4 3

1 3

44

3

4 3 4 3

4 2 ه

1

مشطور

 

45

4

4 3 4 3

4 2

1

مشطور

 

46

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الرجز يبقى منه الوزن 4 3 4 3 3 2 وعروضه 3 2 وله ضربان 3 2 و 2 2

والسريع ووزنه 4 3 4 3 2 3 وعروضه 2 3 وله ثلاثة أضرب 32ه و 32 و 22

والبحران منحدران من بحر واحد أصله من الكامل 4 3 4 3 4 2 فزوحف كل منهما بطريقتين مختلفتين، 2 2 2 تصبح 1 2 2 = 3 2 = الرجز

2 2 2 تصبح 2 1 2 = 2 3 = السريع

ومن هذه القرابة بينهما استنتجنا الوزن

4 3 4 3 3 2 ....4 3 4 3 2 2 في الرجز قياسا على الوزن

4 3 4 3 2 3 .......4 3 4 3 2 2 في السريع

 

ومن السريع الأبيات التالية لإيليا أبي ماضي:

يا لهفة النفس على غابةٍ......كنتُ وهنداً نلتقي فيها

أنا كما شاء الهوى والصّبا......وهي كما شاءت أمانيها

آمنت بالله وآياته........أليس أنّ الله باريها

تباغت الأزهار عند الضحى....متكآتٍ في نواحيها

تألقت فالماء من حولها......يرقص والطير تغنيها

من لقّن الطيور أناشيدها........وعلّم الزهر تآخيها

يا هند هذي معجزات الهوى......وإنها فينا كما فيها

وهذه ذات الأبيات بعد تحويل عروضها من 32 (السريع) إلى 23(الرجز) وبقاء الضرب ذاته22

يا لهفة النفس على طريقٍ......كنتُ وهنداً نلتقي فيها

أنا كما شاء الهوى ولوعٌ......وهي كما شاءت أمانيها

آمنت أنّ الله ذوو جلالٍ........أليس أنّ الله باريها

تباغت الأزهار في باسماتٍ....متكآتٍ في نواحيها

تألقت فالماء ذو خريرٍ......يرقص والطير تغنيها

من لقّن الطيور ما تغنّي.......وعلّم الزهر تآخيها

يا هند هذي المعجزات تترى......وإنها فينا كما فيها

لا أرى سلاسة هذه الأبيات في الرجز أقل منها في السريع، الأمر الذي يغري باعتبارهما بحرا واحدا تفرع إلى فرعين كما في المخلع 4 3 2 3 3 2 و لاحق البسيط 4 3 2 3 2 3

وأعود هنا لهذه الفقرة من أول الموضوع

مجزوء البسيط=22 3 2 3 2 2 3

وقد يجيء مقطوعا =22 3 2 3 2 2 2

 

فإذا لحق آخر الشطر منه الخبن مع القطع

 جاء = 4 3 2 3 1 2 2= 4 3 2 3 3 2 وهذا المخلع

 

وإذا لحق آخر الشطر منه الطي مع القطع

 جاء = 4 3 2 3 2 1 2 = 4 3 2 3 2 3 وهذا لاحق البسيط

وعليه لنازك الملائكة : سمرتها عسلٌ سائلٌ .....للحسن في وجهها رقرقهْ

والقصود هنا أن مستفعلن =22 3 في آخر الشطر قد تأتي 3 2 أو  2 3

ولو نظرنا إلى الرجز الذي وزنه 4 3 4 3 3 2

والسريع الذي وزنه 4 3 4 3 2 3

ينتسب كل من المخلع ولاحق البسيط إلى مجزوء البسيط وإن استقلا عنه. وهذا يغري باعتبار السريع والرجز بهذين الوزنين من الكامل واستقلا عنه كما استقل المخلع ولاحق البسيط من بسيط المجزوء. ووجه شبه آخر هو أنه عندما يكون العروض أو الضرب 23 في كل من مخلع البسيط والرجز فإن هذا يؤثر على الحشو في البحرين

ففي مخلع البسيط 4 3 2 3 3 2 يمتنع حذف ساكن السبب 2

لأنه لو حذف وجاء الوزن 4 3 1 3 3 2 لكان هذا الوزن في الحقيقة مجزوء الكامل المرفل ولخرج من البسيط وعليه يمكننا أن نتصور

من نظرة لعيون سلمى

أو بسمةٍ منها بألمى

لكأنما أوتيت علما

فاشكر لأنك لست أعمى

ولنا أن نعتبر هذا من منهوك الكامل

أقول هذا استنتاجا، ولم أطلع عليه رأيا لأي عروضي. ومن وجد بيتا عليه (مستفعلن فَعِلُنْ فعولن) في سياق أبيات المخلع لأي شاعر يعتد به فالرجاء إعلامي به.

وكذلك الحال في الصيغة (4 3 4 3 3 2 ) من (الكامل - الرجز) فإن 23 تمنع 4 من التصرف كفاصلة بل تجعلها دائما سببين خفيفين. مثلها

ولو انتقلنا إلى 4 3 4 3 2 3 في (الكامل - السريع ) فإن 2 3 في آخر البيت تحول دون تصرف 4 كفاصلة (طبعا حسب المعروف من عروض الخليل ) ولو تم ذلك لخرج الوزن من السريع إلى ما يشبه صدر المنسرح. لأن وزنه سيصبح 4 3 1 3 3 2 3

وكذلك يمتنع زحاف 2 ولو زوحفت بحيث صار الوزن 4 3 4 3 1 3 خرج الوزن من (الكامل – السريع) إلى الكامل

 

ومثلها أتوقع أن يكون لِ 2 3 في آخر اللاحق = 4 3 2 3 2 3 قيود على ذاتها وتأثير في حشو البيت أما قيودها على ذاتها فتتمثل في عدم زحاف 2 فلا يأتي لاحق البسيط 4 3 2 3 1 3. ولم أسمع بيتا منه على هذا الوزن ولم أقرأ هذا الرأي من قبل. ومن وجد بيتا عليه لشاعر يعتد به فليوافني به مشكورا. ولعل ذلك لعدم جواز دخول ثلاثة تغييرات مجتمعة على مقاطع متجاورة. ولا بأس هنا من استعمال التفاعيل للإيضاح أت تتحول 4 3 إلى 2 3 في عروض وضرب لاحق البسيط  معناه أن تتحول مستفعلن إلى مستلن وأن تتحول إلى 31 معناه أن تتحول إلى مُتَلُن

مستـفعلن = 1 ه 1 ه 1 1 ه = 1 1 1 ه =1 3

وهذا الوزن 4 3 2 3 1 3 تستسيغه الأذن لكني أراه من الموزون، وعليه القول

سمراءُ سُمرتها عسَلُ .....الوجه نورٌ كما المُقَلُ

2 2 3 1 3 1 3 .........2 2 3 2 3 1 3

أنا ألاحظ أن الصدر أكثر سلاسة من العجز. ومرد ذلك إلى أن الإيقاع الخببي بعد الوتد البحري استحوذ في الصدر على أربعة أسباب بحيث لنا أن نكتب الوزن كالتالي:

4 3 (2) 2 (2) 2 .........4 3 2 3 (2) 2

ولو صار نص الصدر :

حفّ بسمرتها عسلُ = 2 1 3 1 3 1 3

لجاز لنا أن نكتبه = 2 11 2 11 2 11 2 = 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 ولكان هذا خببا خالصا بحيث يصح البيت التالي

حفّ بسمرتها عسلُ......فلهذا تهفو المقلُ

 

2 1 3 1 3 1 3 .......1 3 2 2 2 1 3

 

ولئن أمكن تلمس شبه ما بين الصدر والسريع بالقول إن الصدر يمكن أن يعتبر وزنه

مستعلن فعِلُن فَعِلن، فإن افتراض هذ الشبه للعجز بالسريع متعذر.

ولكننا في بيت نازك الملائكة المتقدم

سمرتها عسلٌ سائلٌ ........للحسن في وجهها رقرقة

2 1 3 1 3 2 3  ......2 2 3 2 3 2 3

أرى في عجزه سلاسة تفوق صدره وذلك لورود الإيقاع الخببي سبعة أسباب قبل الوتد الذي هو آخر الصدر 2 1 3 1 3 2 3 = 2 (2) 2 (2) 2 2 3

 

سمراء سمرتها عسلُ = 2 2 3 1 3 1 3  وسمرتها عسلٌ سائلٌ = 2 1 3 1 3 2 3

أن الإيقاع الخببي في الأول تلا الوتد بينما جاء الوتد بعد الإيقاع الخببي في الثاني. وهذا يتفق مع القول إن الإيقاع الخببي مستساغ ما لم يتبعه وتد بحري أن 3 قبلها 2 (32).

وأخر وتد في البيت واجب البحرية بحاجة إلى موضوع خاص به سأحاول إنجازه قريبا بإذن الله

***

يقول الخطيب التبريزي في الكافي عن دائرتي المجتلب [1]والمؤتلف (ص – 93) أنهما متقاربتان والفارق أن بحري المؤتلف (الكامل والوافر ) مركبان من أوتاد معها فواصل، والفاصلة سببان ثقيل وخفيف، " وهذان السببان أبدا لا يفترقان" إما أن يقعا قبل الوتد أو بعده. وأما دائرة المجتلب (الرجز، الرمل ، الهزج)  "فأجزاؤها في كل جزء سببان، إلا أن السببين يفترقان فيقع أحدهما في أول الجزء والآخر في آخره".

أرى في قوله هذا ما يؤيد ما ذهبت إليه وذلك قوله أن السببين في دائرة المؤتلف لا يفترقان وأما في دائرة المجتلب فيقع أحدهما في أول الجزء والآخر في آخره. وهو هنا إنما يعني الرمل وهو الوزن الوحيد في بحور الدائرة الذي يفترق سبباه فيأتي سبب في أوله وآخر في آخره ولا يحصل ذلك في الرجز ولا في الهزج، الأمر الذي يعني أن الرجز والهزج هما في الحقيقة الكامل والوافر، وإنما اختلف الرمل بتفرق سببيه. ولو نظرنا للرمل = 2 3 2 2 3 2 2 3  لوجدناه يحوي نتيجة افتراق السببين على 2 3 في أوله وهذه وحدها كافية في جعل 22 فيه سببين خفيفين لا فاصلة حسب الشرط الثالث.

واضح أن شرط انتفاء وجود 32 في البحر لوجود الفاصلة يحول دون حلول متَفاعلن بدل مستفعلن في البسيط أو مفاعلتن بدل مفاعيلن في الطويل، وما نستخفه من ذلك لا يجوز أن نعتبره إلا موزونا لا شعرا.

ومع أخذ هذا بعين الاعتبار والتقيد به إلا أنني ألاحظ فائدة رائعة من هذا الشرح.

نلاحظ في البسيط

4 3 2 3 4 3 1 3 ..........4 3 2 3 4 3 2 2

وهنا لنا أن نكتب الوزن

4 3 2 3 4 3 ((4).........4 3 2 3 4 3 4

ونلاحظ درجة من التكافؤ الخببي بين العروض والضرب. صحيح أنها ليست تامة لأن العروض في البسيط لا يأتي 22 إلا أن عدم مجيئه أو الضرب 2 3 أبدا يرجحان هذه الدرجة من التكافؤ الخببي

وطالما تساءلت لم لا يتبع الطويل البسيط في مثل هذا

3 2 3 4 3 2 3 4 .........3 2 3 4 3 2 3 4

وتساءلت لم لا يأتي

3 2 3 4 3 2 3 1 3 .........3 2 3 4 3 2 3 4

وجدت الجواب في الشرط الأول وهو غياب 4 3 4 في الطويل  وتوفرها في البسيط.

واستنتجت من ذلك أن اعتبار 4 في 4 3 أو  4 3 4 3 مقبول سمعا ما لم تتبعه 2 3 بمعنى أنها إن تبعته كان ثقيلا وإن سبقته كان أقل ثقلا

ولكن الطويل لو جاء

3 2 3 4 3 1 3 2 .........3 2 3 4 3 1 3 2  

فإن التكافؤ الخببي في 231 يكون مستساغا (في الموزون لا الشعر) بمعنى أنه لا يكون على درجة كبيرة من الثقل في الأذن وليس بشعر لأن العرب كما قرر الخليل لم تستعمله.

خذ أبيات البهاء زهير

سلامي على من لا يرد سلامي      لقد هان قدري عنده ومقامي

وإني على من لا أسميه عاتبٌ        فيا ربّ لا يبلغْ إليه كلامي

فكم بيننا من حركة ومودةٍ          وكم بيننا من موْثقٍ وغرامِ

واستمع إليها ثانية بهذا النص

 

سلامي على من لا يرد الكَلِما      لقد هان قدري عنده إذْ نقَما

وإني على من لا أسمي جَزِعٌ         فيا ربّ أبعد عنه ما قد عُلِما

فكم بيننا من حرمة قد سلفت      وكم بيننا من موْثقٍ قد سَلِما

3 2 3 4 3 2 1 3               3 2 3 4 3 2 1 3

 

وشرط 4 3 1 3 = 4 3 ((4)  يفسر أن المديد قد يأتي

2 3 4 3 1 3 ........2 3 4 3 2 2  لوجود 4 3 ((4) و 4 3 4 في نهاية كل من الصدر والعجز. (المديد ~9) الرابط:

http://www.geocities.com/khashan_kh/23-ala3areedwaladhrob.html

 



[1] يسمي دائرة المجتلب التي تضم الهزج والرجز والرمل بدائرة المشتبه، وآثرت استعمال المجتلب لأنه الاسم الذي عليه أغلبية كتب العروض

 

الفهرس

Hosted by www.Geocities.ws

1