ذاكرة الجسد

ما زلت أذكر قولك ذات يوم : " الحب هو ما حدث بيننا. والأدب هو كل ما لم يحدث".

يمكنني اليوم بعدما انتهى كل شيء ، أن أقول : هنيئاً للأدب على فجيعتنا إذن، فما أكبر مساحة ما لم يحدث، إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب.

وهنيئاً للحب أيضاً ..

فما أجمل الذي حدث بيننا .. ما أجمل الذي لم يحدث .. ما أجمل الذي لن يحدث !

بهذه الكلمات عرفت أحلام مستغانمي موضوع روايتها ذاكرة الجسد التي لاقت ولا زالت منذ نشرها تحظى بنجاح منقطع النظير في كل أنحاء العلم العربي.

أما عن أسلوب وبناء الرواية فإننا سنترك الكلام للشاعر نزار قباني الذي كتب هذه الكلمات عنها في 20/8/1995 :

روايتها دوّختني. وأنا نادراً ما أدوخ أمام رواية من الروايات. وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق فهو مجنون، ومتوتر، واقتحامي، ومتوحش، وإنساني، وشهواني .. وخارج على القانون مثلي.

ولو أن أحداً طلب مني أن أوقع إسمي تحت هذه الرواية الإستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر لما ترددت لحظة واحدة ...

هل كانت أحلام مستغانمي في روايتها (تكتبني) دون أن تدري .. لقد كانت مثلي تهجم على الورقة البيضاء، بجمالية لا حد لها .. وشراسة لا حد لها .. وجنون لا حد له ...

الرواية قصيدة مكتوبة على كل البحور .. بحر الحب، وبحر الجنس، وبحر الإيديولوجية، وبحر الثورة الجزائرية بمناضليها ومرتزقيها، وأبطالها وقاتليها، وملائكتها وشياطينها، وأنبيائها وسارقيها ..

هذه الرواية لا تختصر ذاكرة الجسد فحسب، ولكنها تختصر تاريخ الوجع الجزائري، والحزن الجزائري، والجاهلية الجزائرية التي آن لها أن تنتهي...

 

كتاب الزوار

صـفـحـة الإسـتـقـبـال

Hosted by www.Geocities.ws

1