تجتمع الدوائر كلها في الشكل المبين ، وهو ترتيب معين للأسباب والأوتاد والفواصل، موزعة على اثني عشر محورا تبين كافة البحور كل في دائرته، وهذا سبب تسميتها بساعة البحور(الشكل في هذه الصفحة من إعداد الأستاذ عزت الهلالي فشكرا له)، وفقا للرموز التالية:

 

 

أنقر هنا لرؤية الشكل

 

 

يمكن التعبير عن كل بحر بدلالة ما تمثله كل من بدايته ونهايته من توقيت على الساعة فالمقتضب يبدأ بالمحور 11 وهو يقابل الساعة 11، وينتهي بالمحور 3 وهو يقابل الدقيقة 15 وإذن يمكننا التعبير عن المقتضب بـِ15: 11وعن الرمل 55: 10إذا كانت تفعيلته الأخيرة فاعلاتن،أو 00 :10 إذا كانت فاعلا.

وفي الجدول التالي فائدة هامة (3-ص59) عن علاقات أزواج من البحور،والبحر (1) هو المذكور أولا و(2) المذكور تاليا، والمقصود بعقرب البحر نصف القطر أو المحور الذي يبدأ منه على ساعة البحور، وعندما يقال إن بحرين متعامدان فالمقصود محورا بدايتهما على ساعة البحور

 

كل أزواج البحور المتعالقة إما متعامدة أو على استقامة، باستثناء المجتث والبسيط ولعل ذلك تعبير عن تعقيد الاشتقاق أو التعسف فيه.

فوائد أخرى (الاجتثاث والاقتضاب يحملان معنى الاجتزاء ولكن فيما يلي تعميم للفظ المجتث كمفهوم موحد للدلالة على حذف أول تفعيلة في الشطر )

قد تبدو دوائر البحور ومن ثمّ ساعة البحور للبعض نوعا من ترف الرياضة العقلية التي لا علاقة لها بالواقع العروضي. جاء في أهدى سبيل (4-ص161):"ليس في حديث هذه الدوائر شيء جديد في علم العروض، ولا هي تشمل على قاعدة أو رأي في العلم لم يمر بك،…..ومهما يكن من أنر هذه الدوائر فإنها طرفة من طرف العروض ودليل على قوة ملكة الوضع والتأليف التي امتاز بها هذا الإمام الجليل [الخليل]

ويقول د.كشك (10-ص69):"….وهذا يعطينا الإحساس بأن الدائرة أصل تام تحاول أن تحوي إمكانات الفطرة العربية الموسيقية التي ألهمها الله للشعراء." وحري بساعة البحور التي تجمع الدوائر كافة أن تمثل  الفطرة العربية؛ وفي الصفحات التالية محاولة لشرح الأهمية التطبيقية للساعة وتمثيلها للفطرة العربية بشكل يفوق مجرد الجمع الكمي لما تحويه كل دائرة على حدة

في الجدولين المتقدمين رأينا كيف تتمثل العلاقة بين بحرين من دائرتين مختلفتين بعلاقة التعامد أو الاستقامة بين محوري بدايتيهما. تتصف أوزان البحور العربية بخاصيتين على ساعة البحور كما هي في هذا الكتاب:

أولاهما أن وزن البحر يبدأ بأول تطابق بين التفعيلة الأولى فيه وما يماثلها من الدائرة التي ينتمي إليها البحر انطلاقا من محور (12) وسيرا بعكس عقارب الساعة.

          وثانيتهما أن وزن البحر يتمثل بخط مستمر في ذات الدائرة، ويشارك البحور المطروقة في ذلك الأوزان المهملة في الدوائر، ولكن مسارات أوزان لم يرصدها الخليل لا تتم على ساعة البحور إلا بالتضحية بإحدى الخاصيتين المذكورتين وقد يكون ذلك ما يمثل الاختلاف عن السليقة العربية المعبر عنها في الساعة. وتشارك بحورَ المولدين في هذا بعض مجزوءات البحور.وأذكر هنا بما تقدم من التعبير عن المسار بدلالة الوقت بحسب عقربي البداية والنهاية (ص   )

          وفيما يلي طائفة من الأوزان ممثلة على ساعة البحور، بانعطافة في المسار أو بعدم البداية بأول تفعيلة بعد المحور 12 في عكس اتجاه دوران الساعة. مع ملاحظة أن المسار يمثل الوزن بعد تأصيله حسب قواعد التأصيل المعروفة وأهم ما فيها استبعاد المتحرك المنفرد

وهو ما قد يغير من طبيعة الوزن غير العربي الأصل كالدوبيت، وقد مر ضرب مثال للنظم على ما يمكن أن ندعوه الدوبيت المؤصل (ص  )

1- السلسلة ووزنه (17-ص185)= فعْلن فَعِلاتن مُتَفْعِلن فعِلاتان=22/231/33/231ه

وشاهده :السحر بعينيك ما تحرك أو جالْ             إلا ورماني من الغرام بأوجالْ

كما يمكننا أن نعبر عنه بإحدى الصيغ التالية:

أ-2/2312/133/3/2ه = 2+ المنسرح(المطوي التفاعيل) +2ه ويمكن أن نرسم له مسارا مستمرا في هذه الحالة يبدأ في دائرة المشتبه من الوتد الممثل بمحور 3 بعد خرمه ويدور دورة كاملة وينتهي مع نهاية محور 2 مضافا إليه سكون ورمز هذا المسار

ب-4/231/33/231ه = فعلنْ فَعِلاتن متَفعِلن فعلاتان=4+ الخفيف

ورمز مساره في الحالتين (أ،ب) هو (10 :03)والبداية من وتد المحور (3) بعد خرمه

ج- وحسب مرجعية مستفعيلن (ص  ) =1122/322/113/22ه

   =مستفعلُ مستفعلن مُتَفْعِلُ فعْلان(مستافْ)= نظير الرجز +4ه ورمز هذا المسار 11:50

د-وحسب مرجعية مستفعيلاتن (ص  )=مسْتَفْعِلَتُن مسْتَعيلتن مُتَعيلاتْ

وعلى كل الأحوال فإن له الصيغة المؤصلة 36/36/232ه ، ويمثلها المسار المبين بخط مقطع في الشكل المبين أدناه، ورمز مساره هنا= (15: 11)

 

2-الدوبيت (17-ص6):"ويدل اسمه على انه مستعار من الأوزان الفارسية" نسج على منواله العرب وأشهر صيغ وزنه:

فَعْلن متفاعلن فعولن فعِلن =22/331/23/31 وشاهده قول ابن الفارض:

روحي لك يا مواصل الليل فدا               يا مؤنس وحدتي إذا الليل هدا

أ-ويمكن التعبير عن وزنه بعد تأصيله على 36 34 34 =  2+ الرجز =4+ الرمل، ويكون رمز مساره (12:00)، مبتَدِءً من الوتد (12) بعد خرمه.

ب-كما يمكننا اعتباره: مستفعلُ فاعلن فعولن+فعِلن=نظير المخلع + فعلن

ويقارن هنا بعجز البيت الذي أورده الشيخ جلال (16-ص213)

ما إن هناك اختلاف في روايتهم              عما نقلتُ إليك من أقوال

ج- ويمكن اعتبار وزنه= 2/312/33/312= 2+ الرجز (مع وجوب مزاحفة تفاعيله)

ويمكن رسم غير مسار له، حسب نظرتنا إلى ما يمكن أن تؤول إليه صورة مؤصلة منه.

3-الموشح التالي لابن سناء الملك المصري أو للمظفر ابن إبراهيم العلاني

كللي يا سحب تيجان الربى بالحلي ويمكن التعبير عنه بإحدى الصيغ التالية

أ- 232/232/232/3=فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فَعلا ، ومساره =(10:40)

ب-2/43/43/123/2=ما مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلُ ما، ومساره كما في (أ )أعلاه

ج- (4-ص208):فاعلاتن فاعلن مستفعلن فاعلن=232/32/34/32

د- وحسب مرجعية مستفعيلاتن=مسْتَعيلاتن مُتَفْعيلاتُ مستفعلا

هـ-)س ل ل س-ص )= (فاعلن مستفعلن مستفعلن فاعلن) = 32/34/32/34

 

          نشرت جريدة الجيرة في عددها الصادر يوم الأحد 30/10/1417 للأستاذ خالد البيلي وزنا جديدا أسماه بحر القدس يجري على (مُتَفاعلن مفاعَلَتن مفاعَلَتن)، ومنه قوله:

          والمسجد الحـرام يهزنا هزا                   للذكر ملء باحاتٍ من الأقصى

          فصلاتنا غدا لا شك نركعها                  في قدسنا ووعد الحـر لا ينسى

          وفي هذا الوزن شبه بالموشح المتقدم،  بحيث لو عصبت تفعيلتا مفاعلتن أو الأولى منهما ولم تضمر متفاعلن لكاد الوزنان يتطابقان (أنظر ص   الهرم)

متَفاعلن مفاعلْتن مفاعلْتن=331/43/43/2= 131/232/232/2

          ومن شعر الشاعر القروي الذي يشبه الوزن بالموشح المذكور ويزيد عنه بسبب:

حيث يمشي إخوتي مثل القطا خلف أمي       فالثـمي عنِّيَ آثـار الخُـطى أيَّ لـثم

=232/232/232/23

والملاحظ على الدوبيت والسلسلة والموشح أن كلا منها لدى التعبير عنه مقارَناً بأحد البحور ينتهي بعد محور بدايته بمحور واحد بعد أن يكمل الدورة مما يعني زيادة سبب فيه عن البحر الذي قرن به، وزيادة عدد المقاطع في كل منها عن المقاطع في أي دائرة.

          المفروض أن يراعي مسار وزن ما على ساعة البحور ما يلي:

1-يبدأ من أول محور بعد المحور 12 يتطابق فيه وزنه مع إحدى دوائر الساعة.
          2-أن يكون عكس عقارب الساعة.

          3-لا يقاطع نفسه.

          4-الانتقال من دائرة لدائرة يكون إما

أ-في محور أسباب بقطعه في خط مستقيم وفي هذه الحالة يعتبر قطع المحور=2، او بدخوله في نقطة ثم السير فيه والخروج منه في نقطة أخرى لإكمال المسار، ويعتبر الدخول=2ثم الخروج=2

ب-في محور أوتاد بقطعه في خط مستقيم وهذا يعادل (3) أو دخوله والسير فيه والخروج منه وكل من الدخول والسير والخروج معا يعادل 3 قيمة الوتد.

وينطبق ذلك على كافة البحور العربية، ولكن تمثيل بحري السلسلة والدوبيت يقتضي الخروج عن ذلك إما بتكرار المسار في مقاطع معينة، أو البدء بمقطع سبب أو وتد مخروم قبل المحور (12).

وفيما يلي تطبيق على ساعة البحور:المقاطع والتفاعيل -بداية البحر بالأحمر، والأزرق واجب الحذف، والعمود الرمادي في كل دائرة محور على ساعة البحور لا يمتد فيها:

جدول ساعة البحور

 

الجدول السابق لا يعدو أن يكون بسطا لخطوط ساعة البحور الدائرية على شكل خطوط الجدول المستقيمة؛ وذلك أشبه ما يكون برسم الكرة الأرضية على الورق، ولا يقتصر وجه الشبه على ذلك، بل إن الدوائر تناظر خطوط العرض، والمحور تناظر خطوط الطول، وكما يعين المكان بخطوط الطول والعرض تعين التفاعيل والمقاطع كذلك بتحديد إحداثيين أولهما للدائرة والبحر وثانيهما للمحور، فمثلا (ب، بسيط) ، (11،8) تحدد الدائرة (ب) فبحر البسيط، فتفعيلة البسيط الأولى مستفعلن المثلة بالمحاور الممتدة ما بين المحورين(11، 8)، وعنصرا الربط في الساعة هما:

أ-المحيطي أو الأفقي وهو الدوائر وقد قيل فيها الكثير.

ب-القطري أو العمودي وهو المحاور، وهو مهم وتنبع أهميته من أن كل محور يحمل خصائصه كلها أو جلها معه من دائرة لأخرى. وفيما يلي أمثلة على ذلك:

1-المحور (11): ووزنه الرقمي (2) وهو يمثل سببا في كافة الدوائر، وتجد مكانه في كل بحر في الجدول السابق كما في ساعة البحور، وهو قابل للحذف في كثير من البحور في غير دائرة كالتالي حيث أنه يمثل آخر سبب في كل من البحور التالية:

أ-المتقارب وبحذفه تتحول فعولن=23 في الضرب إلى فعو=3

ب-المديد وبحذفه تتحول فاعلاتن=232 في العروض والضرب إلى فاعلا=32

ج-الرمل وبحذفه تتحول فاعلاتن=232 في العروض والضرب إلى فاعلا=32

كما أننا يمكننا افتراض حذفه من الطويل -وهو يمثل السبب قبل الأخير فيه - فتتحول مفاعيلن=223 إلى مفالن (فعولن)=23، أما حذف محور (10) من الطويل فتتحول به مفاعيلن=223 إلى مفاعي (فعولن)=23.

د-وهو يمثل السبب الأول في الرجز وبحذفه يعطينا الرجز الرمل

  2 2 3/ 322 /322ß 232/232/32، ولو حذفنا هذا السبب من مجزوء البسيط، وهو أوله لأعطانا الوزن: 2 232/23/32، وعليه من المثال (47):

فتنتي في الهوى إنْ تظلمي             تصرمي حبل من لم يصرمِ

هكذا  باطلا  عاقـبتني               يُغضب الرحمن من لم يرحمِ

2- حذف ساكن السبب الممثَّل بأي من المحاور (11،10،7،5،4،2،1)، وينتج عنه كافة أنواع الزحاف من خبن وطي وقبض وكف حسب موقعه من التفعيلة

3-ثنائيا المحاور (11و10) و (5و4) هما موضعا التعاقب في كل البحور، والتراقب في دائرة د- المشتبه0 ويقبح حذف ساكني السببين في كل من زوجي الثنائي.

يقول د.كشك (10-ص58):"إن/ ظاهرة المعاقبة وكذلك المراقبة - وهما ظاهرتان تنمان عن تكامل موسيقي - فيهما دلالة واضحة على ربط الزحاف بالبحر". إن نظرة على الشكل التالي تبين ارتباط الزحاف بالتفعيلة والبحر والدائرة والمحور في تجمع الساعة .

ع=معاقبة

ق=مراقبة

ز=زحاف

د=تبديل خببي (11↔2)

4- الأسباب على المحاور (11،5،2) يستوي فيها في دائرة المؤتلف (هـ) تحريك ثانيها أو تسكينه، وأستنتج من نظرية مستجير جواز تحريك ساكن أي منها في الدوائر الأخرى، وسواء أجيز ذلك في الشعر أم اقتصر على الموزون من أشباه البحور، فإن أثره ليس بثقل تحريك سواكن كل من الأسباب الممثلة بالمحاور (10، 9، 4،1) التي لا يجوز تحريك سواكنها أبدا.

4-السريع وخاصة عندما تكون ضربه =31 وهو المسمى المكشوف المخبول.

تنطبق قاعدة التعاقب بعدم حذف ساكني سببي المحورين (11،10) على كافة البحور،وينجم عن مخالفتها بحذفهما مع وزن مكسور أو مستثقل على الأقل، إلا في السريع كما في قول الشاعر (1-ج6-ص276):

شمسٌ تجلَّـت تحت ثوبِ ظُلَمْ                  سقيمة الطرف بغير سقَمْ

ضاقت عليَّ الأرضُ مذ صرمت                حبلي فما فيها مكان قدمْ

النـشر مسكٌ والوجوه دنـا                  نيرٌ وأطراف الأكف عنمْ

وهو وزن سائغ يناقض المتوقع من مخالفة التعاقب في السريع بافتراض موقعه المعروف من دائرة المشتبه، كما في الجدول التالي:

عندما يأتي العروض الضرب على وزن فعْلنْ=22 فإن الصلم _مع التساؤل عن صحة افتراضه - يبرر هذا الوزن. أما عندما يأتي أحدهما أو كلاهما على فَعِلن=مَعُلا=31 فإن المفروض أن اقتران الخبل والطي المسمى بالخبل قبيح كما يقول ابن عبد ربه في العقد (1-ج6-277) فكيف إذا كان معهما الكشف وافتراضه أصلا محل نظر.

إن التناقض بين الثقل المتوقع من الخبل والسلاسة في وزن السريع المخبول -حسب مكانه في دائرة المشتبه - إضافة إلى الشك حول التعسف في القول إن التفعيلة الأخيرة هي مفعولاتُ الأمر الذي أدى إلى إقحام القول بعلَّتي الكشف والصلم، إن التناقض والشك يبعثان على التساؤل لا عن صحة عروض الخليل ودوائره بل عن صحة تطبيق منطق الخليل في عروضه ودوائره على السريع عند نسبته لدائرة المشتبه.

البديل افتراضٌ آخرُ لشطر السريع كما في ملحق ساعة البحور المعدلة (ص  )

5-هل الزحاف مرتبط بالتفعيلة أم البيت؟

        يقدم د. كشك (10-ص59) إجابتي فريقين على هذا  السؤال، وهما اختلفا حسب النظرة إلى تفسير اختلاف زحاف مستفعلن بين البسيط والخفيف؛ فمن قال منهم إن الزحاف مرتبط بالتفعيلة اعتبر الدليل على رأيه وجود تفعيلتين الأولى مستفعلن =322 في البسيط تقبل الطي والثانية مستفعِ لن=2122 في الخفيف لا تقبل الطي.ومن اعتبر الزحاف مرتبطا بالبحر اعتبر أن هناك مستفعلن =322 واحدة يختلف قبولها للطي تبعا للبحر الذي تأتي فيه لا لذاتها. وأرى أن كلا الجانبين افترض الإجابة ثم نظّر لها. ولا يقتصر الأمر على الطي، وإنما يفرض جواز كف مستفعلن في الخفيف أن يكون المحور رقم (5) سببا =2 وهذا بدوره يفرض ان يكون المحور رقم (8) =1إذ ان مجموع المحورين (8و5) في دائرة المشتبه ينبغي ان يكون 21 سواءا جاز جمعهما على 3 أو لم يجز.

        تبين دائرة البحور أن الترابط بين المقطع والتفعيلة والبحر والدائرة والمحور نسيج محكم تضمه ساعة البحور، وأن تفاعُلها جميعا يقرر الزحاف المقبول والمرفوض.وأن لا سبيل إلى تجاهل أن مستفعلن في البسيط تقع على المحاور (11،10،8)بينما مستفع لن في الخفيف تقع على المحاور (10،9،8،5)، والفارق بينهما أن محور (08) في البسيط من الدائرة (ب)=(3) بينما محور (8) في الخفيف من الدائرة (د) =1 ويتم استكمال وزن مستفع لن بإدخال المحور (5) الذي قد يتساءل متسائل إن كنا قد سلخناه من المحور (8) في دائرة (د) ثم رددناه إليه، والجواب أن وجود محور (5) مستقلا ضروري في هذه الدائرة كبداية لبحر السريع على الأقل. ولا سبيل في وجود المحورين 9و5 في دائرة المشتبه-وهما يتنازعان محور (8)- إلى توحيد وزن مستفع لن في الخفيف مع مستفعلن في البسيط.؛ ذلك أن ساعة البحور تجسد فكرة وجوب وجود كلٍّ يجمع أجزاء العروض المختلفة ويفسر أو يملي قوانينها بما فيها أحكام الزحاف. - كأنها في هذا تشبه الجدول الدوري للعناصر في الكيمياء 1- ولا أظن هذه الساعة تتحقق على نحو يختلف كثيرا عما سبق. والجدول التالي يوضح ما تقدم.

وغني عن البيان أن هذا ينطبق على فاعِ لاتن في المضارع

        6-حذف ساكن السبب الممثل بالمحور (11)

المحور (11) بداية مستفعلن في أول البسيط وحذف ساكنه وهو خبن مستفعلن حسن فيه، وهو كذلك يمثل المقطع الثاني (عي) من مفاعيلن في عروض الطويل وحذف ساكنه وهو قبض مفاعيلن واجب فيه.

المحور (10) هو المقطع الأخير (لن) من مفاعيلن في عروض الطويل ولا يجوز حذف ساكنه أي كف مفاعيلن في هذا المقام، وهو كذلك المقطع الثاني (تف) في مستفعلن أول تفعيلة في البسيط وحذف ساكنه أو طي مستفعلن شاذ غريب تنفر منه الأذن (14-ص74) وهو نادر (10-ص216)

يقول الأستاذ سليمان أبو ستة (23-ص31) تحت عنوان الأنساق الإيقاعية : "تنتظم الأسباب والأوتاد في أنساق تختلف باختلاف عدد وترتيب هذه الأسباب والأوتاد في كل نسق منها.

ويبلغ الحد الأقصى لهذه الأنساق خمسة وأربعين نسقا في تسع مجموعات بحيث تتألف كل مجموعة من عدد من الأنساق المتساوية في عدد عناصرها من الأسباب والأوتاد ولكن باختلاف ترتيبها في كل نسق من غيره في المجموعات ذاتها.…وتمثل هذه المجموعات الوزنية التسع جميع الأنساق الوزنية الممكنة في الشعر العربي ما هو مستعمل منها وما هو مهمل".

وتحتوي كل مجموعة على عدد من الأنساق يساوي عدد عناصرها من الأسباب والأوتاد.[أي ما ينتج عن وضعها على دائرة واختلاف الفك من مقطع لآخر].

وفيما يلي قائمة بالمجموعات الوزنية الأساسية000وتمثل جميع الأنساق الوزنية الممكنة في الشعر العربي ما هو مستعمل منها وما هو مهمل."-[معبرا عتها بالأرقام، مع ملاحظات على بعضها تبين أنها مشمولة جميعا في دوائر البحور وبالتالي فإنها ومقولة د.كشك (ص  ) عن دوائر البحور، ومعهما ساعة البحور تعابير عن ذات المضمون، والتعليق على المجموعة يشملها أو أيا من مدوَّراتها؛ فمثلا القول بأن 43 ترد في كل الدوائر يقصد به 43 أو 34 أو 232]-:

 

وهي إذا تأملتها عبارة عن تناوب الأرقام الزوجية والفردية التي يمكن التعبير عنها كالتالي حسب ما ورد في (ص ) ويمكننا أن نعتبر أن (ق=ا)كالتالي:

من استقراء المجموعات 7،8،9 نستنتج ضرورة وجود (مجموعة =مجم)

(مجم قبل7)=ق4ق6ق2=216141=34323. التي يمكن أن يغني عنها ما نستنتجه من استقراء المجموعات 4،3،2 وهو وجود  (مجم قبل 2) = (ق2)=21=3، حيث:

 (مجم قبل7=4323+3)=(مجم 5=4323)+(مجم قبل2=3)

ولا بد من هذه المجموعة لتغطي الحالات الافتراضية التي يبدأ الوزن فيها بوتد وينتهي بوتد.

          ولكن إغفال المؤلف لهذا الاحتمال يذكرني بما ورد في القاعدة (3ج) من قواعد التأصيل (ص  ) التي تنص على عدم وجود بحر غير مزاحفِ أو معلولِ الضرب يبدأ وزنه وينتهي بوتد، وفي الوافر المجزوء فإن الفاصلة في آخره عبارة (31=211ß22)

يمكن أن ندعو هذا الوزن (34323) مجزوء الطويل المحذوف وعليه النظم:

ألا  ليت  أنّا  نلتـقي              على ربوةٍ في المفرقِ

فقد طالَ هجْرٌ لم يزلْ               علينا ثقيلَ الـمطرقِ

وهو كما ترى في غاية الثقل. ولعل هذا النظم برهان على صحة إغفال هذا الوزن. بل وانتفاء انتهاء أي من الصيغ الهرمية القبْلية (ص    ) بالرقم (2) سوى المتقارب.

          ويقول في خاتمة كتابه (23-ص111):"ولقد كان لقائمة الأنساق التي وضعناها لبيان ما يمكن النظم عليه دور في تصنيف الأوزان تصنيفا جديدا، وهذا التصنيف هو ما يتيح إمكانية التنبؤ بما قد يكشف من أوزان ويجعل لهذه القائمة دورا في علم العروض يشبه الدور الذي للجدول الدوري للعناصر في علم الكيمياء."

          ما يسري على الأنساق من هذا يسري على دوائر الخليل.