هذا الرابط تحت التجديد ليناسب الندوة في منتدى العروض فليعذر القارئ بعض الاضطراب فيه

 

الخليل بن أحمد من أعظم العبقريات العربية وهو رمز تألق تفكيرها إبان تفتحه وإبداعه وهو مؤسس ومتمم علم العروض. هذا العلم الذي يعد مفخرة لا للخليل وحده بل للعقل العربي كله.

كل ما وصل من علمه كان من خلال تلاميذه وآكد ما روي عنه نسباً له هو دوائر البحور وبعضهم أسماها دوائر الخليل هذه الدوائر جمعتها معا في شكل واحد أسميته (ساعة البحور ). وهي تمثل لب تفكير الخليل. ومن شأن الإحاطة بها أن تقرب الإنسان إلى أدنى مكانة ممكنة من تفكير الخليل. كما أن من شأنها أن تجعل المرء ملما بأغلب عروض الخليل بصورة تجريدية بسيطة مبرأة من عبء المصطلحات التي أثقلت هذا العلم نتيجة بقاء هذه الدوائر على هامش العروض قرونا في حين استأثرت باهتمام الناس طريقة التفاعيل، والتفاعيل طريقة جميلة للشرح أقرب ما تكون إلى وسيلة الإيضاح0 ولكنها تقدم هذا العلم جزئيات مفككة بل وتحول دون توجه عقل القارئ لربطها في إطار كلي كما كانت لدى الخليل.

فلنتعرف الآن على ساعة البحور خطوة خطوة على افتراض الجهل التام للقارئ بها.

أولا: :                               أنقر هنا لرؤية الشكل

(والشكل في هذه الصفحة من إعداد الأستاذ عزت الهلالي فشكرا له)،

ثانيا : إحفظ الشكل على الجهاز أو اطبعه لاحتمال عدم تيسر فتح الرابط دوما من geocities

ثالثا : سيقودنا هذا الجدول بالتدريج إلى كل معالم هذه الساعة متذكرين أن كلمة زحاف تعني حذف ساكن 2=1ه لتتحول إلى 1ه =1 وليس من زحاف غير هذا.

 

1

الخطوط

تلاحظ على هذا الشكل نوعين من الخطوط، خطٍّ متقطّع يرمز إلى متحرك، وخط مستمر يرمز إلى ساكن. (......=متحرك=1 ) و (____= ه)

2

المحاور

المحاور هي أنصاف أقطار الدائرة ونلاحظ أن المحاور بعضها مكون من ( متقطع+مستمر=1ه =2) وبعضها مكون من ( متقطع + متقطع + ساكن = 1 1 ه =3 )، وهاتان هما مفردتا العروض الرقمي.

المحاور 12 و 8 و 6 و 3 كل منها =3، لاحظ التقارب الشديد هنا مع الأرقام الأربعة التي تحدد على بعض ساعات اليد (12-9-6-3) وباقي المحاور =2 ونؤجل بحث عدم استمرار محور 8

3

الاتجاه

عندما نقول إن محور 12 = ( 3= 1 1 ه = متقطع + متقطع + ساكن ) فمن الواضح أن مسارنا هو عكس عقارب الساعة لأننا نبدأ بالمنقط فالمنقط فالساكن. ونسير هكذا عكس عقارب الساعة في كل مراحل الشرح.

4

مثال

أنظر في الدائرة الصغرى ( أ ) إلى كلمة المتقارب على المحور 8 وتخيل نفسك سائرا عكس عقارب الساعة في داخل الدائرة لتكمل الدورة ابتداءً من محور 8 التي توجد عليه كلمة المتقارب كعلامة على محور بداية هذا البحر، فإنك ستمر على المحاور التالية بالترتيب 8-7-6-5-3-1-12-11، عرفنا أن قيمة كل محور هي إما 3 أو 2.

عوض قيمة كل محور محل رقمه ستخرج بالوزن 3 2 3 2 3 2 3 2 وهذا وزن المتقارب.

ولو كررت العملية ذاتها للمتدارك منطلقا من المحور 11 داخل الدائرة الصغرى فستجد أن وزنه 32323232

5

الدائرة

نلاحظ أن كلا من البحرين المتقارب والمتدارك لهما نفس المحاور، ولكن كل بحر يبدأ من محور مختلف، ولا يشاركهما في هذا  النسق من المحاور أية دائرة أخرى ولهذا نقول إن هذين البحرين من دائرة واحدة هي ( الدائرة – أ )

6

المجموعة

مرت معنا في المنتدى المجموعة 2 وسميت كذلك لأن أرقامها الزوجية محصورة غالبا في الرقم2

وهكذا يوصف هذان البحران بأنهما ينتميان إلى مجموعة 2

7

مثال آخر

ننتقل الآن إلى الدائرة ب ونبدأ من نفس المحور 8 وندور بعكس اتجاه عقارب الساعة داخل (الدائرة-ب) سنجد أن وزن الطويل هو 3 2 3 2 2 3 2 3 2 2 = 3 2 3 4 3 2 3 4 وسنجد أن محاوره مشتركة مع محاور كل من البسيط والمديد، ولهذا نقول إن هذه البحور الثلاثة ( تنتمي إلى الدائرة –ب) وطالما أن الأرقام الزوجية هنا هي الرقمان 2و4 فإننا نعتبر هذه البحور من بحور المجموعة (2و4) فتذكر وأنت تقرأ خصائص هذه المجموعة أن تضع هذه الساعة أمامك.

8

الأخضر

اللون الأخضر يميز المحاور 11-7-5-1 في الدائرتين (أ، ب) وقيمة كل من هذه المحاور =2 ولكن لاحظ أن هذا الرقم2 يقع دائما بين رقمين من 3 أي في 323  إلا عندما يكون في أول المتدارك فيكون 2 3  وهذا اللون يعني أن من المستساغ تحول هذا الرقم 2=1ه إلى 1 ه = 1 ونحن نعرف أن أصل الرقم 1 في هذه الدوائر من الساعة هو 2  فنقول إن تأصيله أي رده إلى أصله يتم حسب (ق1/2)

9

الأزرق

اللون الأزرق المستمر كما ترى هو رمز الساكن في سببين متجاورين دائما 22 على أزواج المحاور (11و10) ، (5 و4)، (2 و 1) وهذا هو الرقم 4=22 في دائرتي (ب ، جـ) وفيهما أغلب بحور مجموعتي (4) و (2و4) .وحكم الزحاف في هذين السببين كالتالي

22 في الدائرة ( ب ) جواز زحاف أحدهما فقط ( جَزَأْ -  معاقبة يعني أحد الوجهين(22  إلى 12) أو ( 22 إلى 21)  وتأصيله هنا حسب (ق3/4) المتفرعة من (ق1/2) أي أن 333 أصلها 343. وهذا الزحاف مستساغ عندما يكون الرقم4 في

أول الشطر كما في البسيط = 3 3 2 3 4 3 1 3  ( بحث 31 في المنتدى)

أخر الشطر كما في الطويل = 3 2 3 4 3 2 3 3

وكلا الزحافين ثقيل في  سوى ما تقدم. يعني لا يكون البيت مكسورا لكنه يكون ثقيلا

22 في الدائرة (جـ ):يجوز زحاف أحدهما فقط ( 22 إلى 12) أو ( 22 إلى 21)، والزحاف 21 ثقيل في الهزج

10

المُحْمر

اللون المحمر في الدائرة ( د ) على المحورين (11و10 ) وهما يمثلان الرقمين 22 الداخلين في الرقم 222=6 الممتد على لمحاور (11و10و9) في الدائرة (د) وأحكام زحافهما كالتالي

أ‌-      وجوب زحاف أحدهما في البحرين القصيرين ( وزاقمراقبة ) أي الذين مجموع مقاطع كل منهما لا تزيد عن 14 وهما المضارع 3 2 2 2 3 2  والمقتضب 2 2 2 3 1 3  ويستحسن ثانيهما الذي على محور (10)

ب‌-   جواز بل ولطف زحاف ثانيهما الذي على محور 10 في البحرين الطويلين الخفيف=232322232 والمنسرح 31322234 وزحاف أولهما ثقيل

إذا نظرت في الزحافات أعلاه وجدت 6 3=222 3 تتحول إلى 212 3=32 3 وهذه تحكمها (ق332/36) أو (ق32/6) وهي كما ترى متفرعة من القاعدة الأم للزحاف (ق1/2)

ومع جواز زحاف 222 لتصبح 1 2 2 = 3 2 إلا أن هذا الزحاف ثقيل.

وهذه البحور هي بحور المجموعة 6=222 لأنها الوحيدة التي تحتوى على 222 في الحشو ( في غير آخر العجز)

11

الأزرق المتقطع

في الدائرة ( هـ ) يرمز هذا اللون على كل من المحاور (11 و 5 و 2) في الدائرة (هـ) إلى ساكن السبب الخببي الذي يجوز فيه التكافؤ الخببي حيث يكون السبب 2=1ه أو (2)=11 وهنا كما ترى فالأسباب أزواج على المحاور (11و10) ، (5 و4)، (2 و 1) وحكم زحاف 22 كالتالي:

أ- عندما يكون السبب الأول 2=1ه  فإن زحاف أحدهما  ( المعاقبة – جزَأْ) يكون ثقيلا.

ب- عندما يكون السبب الأول ثقيلا يمتنع زحاف أي منهما.

والرقمي الزوجي في هذه الدائرة هو (4) وبحراها الكامل والوافر هما بحرا المجموعة (4)

12

الدائرتان

(جـ، هـ)

لاحظ أن المحاور في الدائرتين هي ذاتها وهنا تراجع المجموعة 4

ولعل وجود الرمل في الدائرة جـ سبب استساغة بعضهم للسبب الثقيل فيه 2 3 (2) 2 3 2 2 3 2 وهذا طبعا لا يجوز في الشعر ونعتبره من الموزون لا من الشعر.

 

 

الدوائر

أ

ب

ج

د

هـ

المتفق

المختلف

المجتلب ومؤتلف4ß4

المشتبه

المؤتلف

 

 

زحاف

معاقبة

(جَزأْ )

مراقبه

(وزاق)

ت خ = تكافؤ خببي، عصب وإضمار = الأزرق المتقطع

 

والآن سنأخذ محورا واحدا كمثال للمقارنة بين الطرحي الجزئي للتفاعيل والطرح الأشمل لساعة البحور كما يعبر عنها العروض الرقمي. سنأخذ المحور (1) وهو محور مشترك بين كل الدوائر. وحذف ساكنه في أي بحر زحاف يحول 2 إلى 1 وحكمه من حيث الثقل والاستساغة مبين في الجدول أعلاه.

 أما حسب التفاعيل فإليك ماذا يسمى حذف ساكنه الذي نعبر عنه بالرقمي ( 1/2)،

 

الدائرة

البحر

تفعيلته وموقعه منها وتحولها

إسم الزحاف

أ

المتدارك

فاعلن إلى فَعِلُنْ

خبن

المتقارب

فعولن إلى فعولُ

قبض

ب

البسيط

فاعلن إلى فَعِلُنْ

خبن

الطويل

فعولن إلى فعولُ

قبض

المديد

فاعلاتن إلى فاعلاتُ

كف

جـ

الرجز

مستفعلن إلى مستعلن

طي

الرمل

فاعلاتن إلى فعلاتُن

خبن

الهزج

مفاعيلن إلى مفاعِلُنْ

قبض

د

السريع

مستفعلن

طي

المنسرح

مستفعلن

طي

الخفيف

فاعلاتن إلى فعلاتُن

خبن

هـ

الكامل

متـفاعلن إلى متْفَعلن

خزل

 

الوافر

مفاعلتن إلى مُفاعلْتُ

نقص

 

وما ينطبق على هذا المحور ينطبق على سائر المحاور الزوجية في سائر البحور والدوائر.

 

إذا أحاط بموضوع التخاب إلى جانب ما تقدم من الأوزان وأحكام الأسباب التي تشملها دوائر الخليل ( ساعة البحور) فإنه يكون قد ألم بشكل يكاد يكون تاما بالقواعد العامة لعلم العروض. بحيث أنه لو انطلق لقراءة أي كتاب أو مرجع فسيجد لكل تفصيلة موقعها من تصوره. وإن لم يجد لتفصيلة في بحر ما موقعا من تصوره فإنه يعدله لاستيعاب تلك التفصيلة كجزء من التصور فيعممها على شبيهاتها في سائر البحور. وبهذا يكون مسيطرا على التفاصيل والتفاعيل بنظرته الشمولية.

إن الجهد المبذول لفهم تفعيلة ما في بحر ما وما يطرأ عليها أهون من فهم ساعة البحور، ولكن فهم العديد جدا من التفاعيل وما يتعلق بها من تفاصيل يتطلب جهدا  يفوق كثيرا ما يتطلبه فهم ساعة البحور. مع ما يرافق النهج الأول من تعود الذهن على الركون للأخذ بالجزئيات دون محاولة وضعها في إطار كلي. وما يرافق الثاني من تعوده على التفكير الشمولي بحيث تجيء الجزئيات بشكل سلس في مكانها منه فيسيطر عليها ولا تسيطر عليه.

Hosted by www.Geocities.ws

1