هذا حوار حول دائرتي المؤتلف والمجتلب ولكنه يتعداهما إلى سواهما

هذا حوار حول دائرتي المؤتلف والمجتلب ولكنه يتعداهما إلى سواهما.

وهو في الطبعة الأولى من كتابي وأجريت عليه بعض التعديل، فهو سابق لموضوع الفاصلة وإن تمت إضافته للموقع بعدها.

للتذكير، 2 = 1 ه مثل مُتْ من متْفاعلن، (2) =11 مثل مُتَ من متَفاعلن

وبالتالي 22=4 كما في متْفا من متْفاعلن، (متْ =2) (فا=2)

(2)2 = 11 2 = 1 3 = ((4) أو 4 كما في مُتَفا من متَفاعلن، مُتَ = (2) أو 2، فا = 2

الأول: أرى أن دائرة المجتلب حالة خاصة من دائرة المؤتلف حسب الطرح التالي :

أ‌. وزن الكامل 331/331/331=4 3/4 3/4 3وقد تحل 4=22=مُتْفا محل 4=31=مُتَفا،

وقد يكون حلولها محلها جزئيا أو كليا فإن حلت كليا كان ذلك الرجز الذي يمكننا اعتباره حالة خاصة من الكامل هي حالة الكامل المضمر.

ب‌. وزن الوافر 3 4/3 4/3 2 ويبقى اسمه الوافر سواء حلت 4=22=عَلْتُن محل 4=31=عَلَتُن كليا أو جزئيا. ومجزوء الوافر 313/313=3 4/3 4 يصير اسمه الهزج إن حلت عَلْتُن=4 محل عَلَتُن=4 كليا ليصير وزنه مفاعلْتن مفاعلْتن الذي يعتبر مفاعيلن مفاعيلن، وما هو في الحقيقة إلا حالة خاصة من مجزوء الوافر

الثاني: إن كان ما تقول صحيحا؛ فماذا عن بحر الرمل، وهو من دائرة المجتلب، وينبغي حسب ما تقول أن يكون حالة خاصة من وزن في دائرة المؤتلف، وهو ما لا علم لي بوجوده.

الأول: هذا صحيح، ولكن دعنا من قبيل الرياضة الذهنية نفترض وجود وزن كالرمل مع حلول 4=31 فيه محل 4=22، لا سيما وأن وزن الرمل =2+(43/43/23) أي هو وزن الوافر المعصوب مسبوقا بسبب أي = ما مفاعيلن مفاعيلن فعولن. وكما يصح الوافر من دون عصب أفترض أن يصح الرمل بدون عصب كذلك؛ ليكون وزنه = ( ما مفاعَلَتن مفاعَلَتن فعولن)

الثاني: هل تعرف أن التعبير التفعيلي عن هذا الوزن بدلالة تفاعيل الرمل هو

فاعِلاتُكَ فاعِلاتُكَ فاعلاتن

الأول: أحب أن أعرف كيف توصلت إلى ذلك، مع أنه ما غير شيئا.

الثاني: توصلت إلى ذلك بمقارنة الوزن الرقمي للمقاطع لكلا التعبيرين كما في الجدول:

المقطع رقميا	2	3	1	1	2	3	1	1	2	3	2
الوزن بدلالة الوافر	ما	مُفا	عَ	لَ	تُن	مفا	عَ	لَ	تُن	فعو	لن
الوزن بدلالة الرمل	فا	عِلا	تُ	كَ	فا	عِلا	تُ	كَ	فا	عِلا	تُن

الأول: إن هذا أمر مشجع وإليك بعض الأمثلة من النظم على ذلك:

ضاحك القسَمَاتِ حتى أنَّـهُ لو أراد تـجهُّما ما أمْكَنَهْ =343432 343432

طابت الفلوات فيـها هانئٌ سارحُ بالحب يرعى غنمهْ =343432 343432

يـعبد الرحمن جلَّ جلاله إذ سواهُ مُـتَوَلٍّ صَـنَمَهْ =343432/31231232

وكذلك: يا حبيبةَ مُسْتَهامٍ قدْ تفانى أعذري الولْهان قد نسي الكلاما

132 33 22 23 232 32 31 23

2343432 2343434

الثاني: يبدو لي الوقع مستساغا

الأول:دعنا من النظم إلى أبيات من الرمل ولنحل فيها 4 =31=فَعِلنْ محل 22=4=فَعْلن.

1-الرمل: أنا في اللذات مخلوع العذار هائمٌ في حبِّ ظبْيٍ ذي احورارِ

2343431 2343432

ومعدَّلا: أنا في اللذات قد خلعوا عذاري هائمٌ وأحبّ ظبيا ذا احورارِ

3431 4 23 32 4 2343

2-الرمل: شادن يسحب أذيال الطرب يتثنّى بين لهوٍ ولعِبْ

232 231 32 231 232 31

ومعدلا: شادن خلبته ألحان الطربْ فانتشى وتراقصت من الركب

32 331 322 32 331 34

الثاني: لو أنك أتحت لي أن أواصل الحديث لوفرت عليك مؤونة النظم والتعديل، فإن كتب العروض تذكر أن ثمة بحرا مهملا في دائرة المؤتلف يسمى المتوافر (أهدى سبيل- ص204) وشاهده :

ما وقوفكَ بالركائبِ في الطللْ ما سؤالكَ عن حبيب قد رحلْ

ما أصابكَ يا فؤادي بعدهم أين صبركَ يا فـؤادي ما فعلْ

وأنت لو قرأت الكلمات التالية بتسكين الكاف على هذا النحو لكان الرمل لا غير.

وقوفكْ – بالركائبْ – سؤالكْ – أصابكْ – صبركْ )

وسماه الدكتور أحمد كشك في كتابه (الزحاف والعلة-ص72) بالمتوفر أو المعتمد وأورد له الشاهد:

ما رأيتَ من الجآذر بالجزيرةْ إذْ رمين بأسهمٍ جرحت فؤادي

الأول: رب رمية من غير رام، فاحتواء أبيات النظم مرة (31=4) في مفاعلَتن أو تكرر فاعلاتُكَ ومرة (22=4) في مفاعلْتن أو تكرر فاعلاتن يعني أن البحرين ما هما إلا بحر واحد وما يسمى الرمل هو الحالة الخاصة من المتوافر، وهذا ما ذهب إليه د. مستجير وأورد عليه للشاعر مانع سعيد العتيبة (مدخل رياضي-8) قوله:

يا فتاتـي لا تخافـي حبنا لن يقتلوهْ =232/232/232/532

دربنا صعبٌ ولكن لن أحيد ولن أتوهْ =232/232/1132/532

كم كتابٍ مزّقوا صفَحاتهِ أو مزّقوهْ =232/1132/232/532

وهو ما بحثته في التكافؤ الخببي ، وقد لا يقتصر ذلك على بحور دائرة المؤتلف.

الثاني: كأنك تعني أن هذا ممكن في بحور أخرى؟

الأول: نعم، ولكي لا أطيل عليك فهذه بعض الأمثلة :

1-إقرأ بيتي الأخطل:

يتَّصلون (يتواصلون) بيربوع ورفدهمُ..........عند التفاخر مغمورٌ ومُحتَقَرُ

واتَّخِذوه (ولتأخُذَنَّ) عدوا إن شاهده.....وما تغيَّب من أخلاقه دعرُ

ألا ترى أن ما بين القوسين (يتواصلو، ولتأخُذَنْ=331) أسلس مما تحته خط (يتَّصلو، واتَّخذو=312). يقول د. كشك (10-ص216):"ومن النادر البدء بطي هذا البحر [البسيط] أي بمستعلن[312] لأننا نكون قد قبلنا هذا التتالي 1ه 111ه 111ه =[31312] أي وحدتين من نوع الفاصلة الصغرى (3131)."ولقارئ أن يفهم من هذا أن طي مستفعلن إذا تبعتها فاعلن=32 غير مخبونة يكون أخف وطأةً على السمع، كما في بيت المتنبي :

رب نجيع بسيف الدولة انسفكا ورب قافية غاظت به ملكا

رُبْ بَ نجي =312/عِنْ بِسَيْ=32 فكأن جُلَّ الثقل في البسيط من التركيب 31312 وليس من 32312، وفي هذا الأقل ثقلا يقول أبو العلاء المعري عن هذا البيت كما نقله عنه سليمان أبو ستة في كتابه

(نظرية في العروض العربي-ص87):"ولم يزاحف أبو الطيب زحافا تنكره الغريزة إلا في هذا الموقع."

ويمكن التعبير عن تتابع الفاصلتين بتتابع تفعيلتين خببيتين، وهو ما ينتفي عن بيت أبي الطيب فيخفف من ثقله إن كان ثقيلا على الإطلاق.

2-المثال(40) من الطويل:

أ-أحب سلا من أجل كونك من سلا فكل سلاوِيٍّ إليَّ قريب

ب-أحب سلا ولأجل أنك من سلا فكل سلاوِيٍّ إليَّ قريب

ألا تجد ذات الوقع النجم عن تكافؤ (من أجلِ أنْ=322) و (ولأجلِ أنْ=331)

3-أنظر إلى هذه الأبيات من قصيدة المرقش الأكبر التي كثر القول باضطراب وزنها، ولم يتسن لي الاطلاع على سواها من القصيدة

1. هل بالديار ان تجيب صممْ لو كان رسم دارس كلَّمْ

2. الدار قفـرٌ والرسوم كما رقَّشَ في ظهر الأديم قلمْ

3. وديارُ أسـماءَ التي تـبلت قلبي فعيني ماؤها يسجمْ

4. أضحت خلاءً نبْتها تَـئِدٌ نوّر فيها زهوهُ فـاعتمْ

5. بل هلْ شجتك الظعنُ باكرةً كأنهنّ النخلُ من ملهمْ

6. النشر مسكٌ والوجوه دنا نبرٌ وأطراف الأكفِّ عنمْ

7. ماذا عـلينا إن غزا ملـكٌ من آلِ جفنةَ ظالمٌ مرغمْ

إن افتراض تكافؤ 31=4 و22=4دون اشتراط ورود (الفاصلة +3=331) يعطينا وزنا مستقرا رقميا، كما يوضح ذلك الجدول التالي

م	الوزن قبل التأصيل		الوزن بعد التأصيل
	الصدر	العجز	الصدر	العجز
1	34-33-31	34-34-22	34-34-4	34-34-4
2	34-34-31	312-34-31	34-34-4	312-34-4
3	331-34-31	34-34-22	34-34-4	34-34-4
4	34-34-31	312-34-22	34-34-4	34-34-4
5	34-34-31	33-34-22	34-34-4	34-34-4
6	34-34-31	34-34-31	34-34-4	34-34-4
7	34-34-31	34-331-22	34-34-4	34-34-4

يلاحظ هنا أن العروض تأتي دائما 31= 4.وهذا ينسجم مع القول بأن 31 في هذه الأبيات بما في ذلك العروض والضرب هي 211=متفا أو فعِـ لن المثقَّلة من فعْـ لن وليست 31 مخبونة فاعلن

وإليك ما ذكره صاحب المدارس العروضية عن هذه القصيدة (6-ص242):"وقد علق الدكتور عبدا لله الطيب (المرشد-جـ1ص81) على بيت المرقش الأكبر في مفضليته (هل بالديار أن تجيب صممْ) الذي جعله ابن عبد ربه في العقد الفريد من السريع إلى أن هذا الوزن ليس مضطربا حقيقة، وإنما هو وزن قديم مهجور تركته آذان العلماء الأوائل فاعتبروه كأنه غير مستقيم، ثم إن وزن المرقش هذا عند د. عبد الله الطيب ليس من السريع كما ذكر ابن عبد ربه ولكنه شيءٌ وسط بين الكامل الأحذ والسريع الذي دخلته العلل.

وعن هذه القصيدة يقول الشيخ جلال في كتابه (العروض تهذيبه وإعادة تدوينه-ص651):"ونجد في قصيدة المرقش الأكبر من شعراء الجاهلية نموذجا ظاهرا للجهد الذي بذله الشاعر الجاهلي في سبيل الخروج بالرجز من فلكه إلى فلك آخر هو فلك الكامل، ونرى الشاعر قد غاص في غمرة من الارتباك، جاوز فيها ما ما غاص فيه عبيد بن الأبرص الذي وُصفت قصيدته المشهورة بالارتباك الشديد."

وأنا أرى أن ذلك ليس التنظير الوحيد المعقول، بل أرى أن هناك تنظيرا آخر لو قال به أحدهم لكان حريا بأن يلقى من القبول ما لا يقل إن لم يزد عما يلقاه قول الشيخ جلال وهو قول أحدهم المحتمل:"إن وعي الفطرة العربية على تعادل 211و22 يظهر جليا في قصيدة المرقش الأكبر التي صيغت على الوزن الجد الذي يضم الكامل والرجز والسريع وما هذه الأوزان إلا أحفاد لذلك الوزن، نما الإحساس باستقلال كل منها عن الآخر فيما بعد لدرجة أصبحنا نرى في الجمع بينها مشقة وتكلفا ولم تكن كذلك في حس العربي قريب العهد من الفطرة وجيل أصول البحور حيث تجتمع هذه الأوزان بصفتها تناويع لوزن واحد كان يراه الشاعر في غاية السهولة واليسر. ولعل هذا يفسر الكثير مما نحسبه اضطرابا في قصيدة عبيد بن الأبرص."

4-وهذه الأبيات من رواية مجنون ليلى، وينطبق عليها ما تقدم من تكافؤ 31و22 أو 4 و4:

يا نجـدُ خذْ بالزّمام ورحّبي 34-32-4 3

سر في ركاب الغمام ليثربِ 34-32-4 3

هذا الحسين الإمام ابن النبي 34-32-34

حيث البيت الأخير من مجزوء البسيط ولنا أن نعتبرها كلها من شبيه مجزوء البسيط.

5-من أوزان الرجز (أو السريع) –أنظر (ص- ) مستفعلن مستفعلن متفعلْ =34/34/23، ومنه قول الشاعر (16-ص667):

إذا الجياد مدّت الأعنة وبذّت الخيل بسبقهنّه

فإنه يمكن أن يقول –وأرى قوله صوابا من حيث الوزن-:

وإذا الجياد مددنها أعنّه وبذذن خيلا في سباقهنّه

331/331/23 =متفاعلن متفاعلن متفاعلن (مُفالن)

أو القول:

هُرعت إليك جموعهم تنادي يا سيِّدي هيّا إلـى الجهاد

وادفع بجيشك غاشما تمادى "يا ربُّ" يبتهلُ الذي ينادي

فإذا اعتبرنا هذا من الكامل كان العروض والضرب فيه على وزن مفاعنْ وهي متفاعلن وقد لحقها الوقص والقطع . وأنت هنا بين أربع خيارات:

أ‌- أن تقبل هذا العروض والضرب في الكامل لتكون أول من يفعل ذلك وأول من يقول بجواز الوقص والقطع معا.

ب‌- أن تعتبر هذا من الموزون شبيها بالرجز.

ج‌- أن تقبل مقولة أن الرجز والكامل بحر واحد. وإليك بهذا الصدد ما ذكره كل من الشيخ جلال (العروض تهذيبه-ص651):"وربما أريد بهذه التسمية [الكامل] تكامل بناء أول قصيدة عربية نبغت من تفاعيل الرجز أي بإجراء تحولات خاصة في تلك التفاعيل التي إن اختلفت أشكالها فإن إيقاعها ظل على ذات الجرس والحالة."و الدكتور إبراهيم.أنيس (موسيقى الشعر-ص131):"أما قول بعض مؤرخي الأدب إن الرجز أقدم الأوزان فليس هناك ما يؤيد هذا القول، بل إن النظر في مقاطع هذا الوزن ومقارنتها بمقاطع الكامل تجعلنا نرجح أن بحرا كالكامل قد سبق الرجز في الوجود وليس ببعيد أن بحر الرجز تطور للبحر الكامل، ذلك لأن المقاطع العربية بوجه عام قد تطورت من النوع المتحرك إلى النوع الساكن."

د‌- أن تريح رأسك وترفض هذا الوزن.

الثاني:" وماذا تقول في قول الشيخ جلال (العروضض تهذيبه-ص469) عن الرجز والكامل وتحديد ورود متْفاعلن =مستفْعلن=34 في الكامل:"وإن كان معلوما عندنا أن الكامل منتزع منه، غير أن هذا الانتزاع فصل بين البحرين وانتهى أمر كل منهما عند نهايته.لذا يقتصر في البدائل التفعيلية أن لا تزيد على اثنتين في كل شطر."

الأول :أقول بأن هذا من إيحاء الإصرار على فصل البحرين، فورود أشطر كاملة من الكامل بثلاث من تفعيلة متْفاعلن=34 كثير جدا، وفيه ورد في الهامش التعليق على كلام الشيخ المتقدم:"يغتفر من ذلك الشطر الواحد من الرجز إذا ورد في الكامل وكان مما يمكن قراءته بما لا يبعد عن الكامل ولحنه، إذ تختلف قراءة الرجز عن قراءة الكامل." وفي التعليق اختلاف مع قول الشيخ المتقدم "بوحدة الجرس والحالة". وفي قول الشيخ الذي تسأل عنه وفي التعليق الذي يسمح بتفعيلة زيادة عما يراه الشيخ، فيهما مخالفة للواقع الشعري الذي يغري تشددهما في دحضة على اتخاذه حجة لتعميم تطابق الرجز والكامل وأنهما بحر واحد،. وإليك الأمثلة التالية التي يرد فيها البحران –إن صح التعبير، وما أراه كذلك- في بيتين متجاورين

أ‌- لعنترة من معلقته

وكأنَّ رُبًّا أو كُحيلاً مُعْقداً حشّ الوقودَ جوانب قمقمِ

ينباعُ من ذفرى غضوبٍ جسْرةٍ زيّـافَةٍ مثل الفنيقِ المُكْدمِ

ب‌- للمتنبي :

من مبلغ الأعْراب أني بعدها شاهدت رسطاليس والإسكندرا

322/322/322 مستفعلن مستفعلن مستفعلن(متْفاعلن)

نسقوا لنا نسق الحساب مقدَّما وأتى فـذلك إذْ أتيت مؤخرا

331/331/331 متَفاعلن متَفاعلن متَفاعلن

ت‌- ولأبي تمام:

عرضت لنا يوم الحمى في خرَّدٍ كالسرب حُوِّ لثىً ولعْسِ شفاهِ

لم يـجتمع أمثالها في موطنٍ لولا صفاتٌ فـي كتاب الباهِ

وله:

ما زالت الأيام تخبر سائلا أنْ سوف تفجع جاهلا أو عاقلا

نجمان شاء الله أن لا يطلعا إلا ارتداد الطرف حتى يـأفلا

ث‌- ولأحمد شوقي:

لما جمعت الشام من أطرافه وافى يعزّي الشام فيك المشرق

يبكي لواءٌ من شباب أميةٍ يحمي حمى الحق المبين ويخفق

ج‌- ولأبي العلاء المعري:

وهجيرةٍ كالهجر موجُ سرابها كالبحر ليس لمائها من طحلبِ

أوفى بها الحرباء عودَيْ منبرٍ للظـهر إلا أنّـه لم يـخطب

الثاني: أتفق أن ما ذكرت يستحق أن يدرس بتمعن ولكن مع تذكر قول ع.إبراهيم أنيس (موسيقى الشعر-ص344):"…ولذلك اقتصرت زحافات العروض وعلله على تسكين الحرف ولم تشر إلى تحريك الساكن أبدا، هذا إذا لم يكن الزحاف أو العلة عبارة عن حذف حرف من حروف التفعيلة، أي أن حذف الحرف جائز أو ممكن، أما تحريكه بعد أن كان ساكنا فغير ممكن في موسيقى الشعر العربي."

الأول: أرى أن قول ع أنيس صحيح فيما يخص السبب الواقع بين وتدين (323)، أو في السبب الذي في أول الشطر (32) ولكنه بحاجة إلى إعادة النظر في السبب الأول من (322)،

ولكننا لو فتحنا الباب هكذا على مصراعيه لتحول كل 4 إلى ((4) لاضطربت الذائقة الشعرية، ولأعقب ذلك تداخل البحور، ثم إن الشعر سماعي وليس تنظيري، فلعلك تعيد النظر في هذا الذي قلت فلعلك ستجحد من الضوابط العامة قاعدة تفسر ما ذهب إليه العرب بما في ذلك قصيدة المرقش الأكبر.

والسماح بتحول 4 في مستفعلن البسيط إلى ((4) في دائرة الشعر قد يجد نفسه مستدرَجا للسماح بتحول 31 = فعِلن إلى 22=فعْلن

فيخرج علينا أحدهم ببيت على النحو:

يتواصلون اليومَ وإنّ رفْدهمُ..........عند التفاخر مغمورٌ ومُحتَقَرُ

((4)3 4 ((4) 3 ((4).............4 3 1 3 4 3 1 3

زاعما أن للصدر من البسيط ما للعجز. وهذا لعمري باطل

فإن لكل من بحري الطويل والبسيط من العذوبة في وزنيهما المعروفين ما يجعلنا نميل إلى التشدد في الحفاظ عليهما فنميل مع أبي العلاء ومع الدكتور أحمد كشك في التضييق على ما وسع الخليل. لا اتخاذ ثقل ما أجازه الخليل حجة لقبول ما هو أقل ثقلا نحو إحلال ((4) محل 4 فيهما. ومن باب أولى رفض بيت المخبول (الكافي للتبريزي – ص 45):

وزعموا أنهم لقيهم رجل ...........فأخذوا ماله وضربوا عنقه.

وإن كان لا بد من الأخذ ببعض التيسير على ضوء التنظير خلافا لأقوال الخليل فليكن ذلك تحت اسم الموزون لا تحت اسم الشعر. حتى لا يكون هذا التنظير حجة يحتج بها من لا يتقن الشعر أو من اضطربت سليقته أو من يريد سوءً بهذه اللغة، فإن الثلم وإن بدأ بسيطا يوشك أن يتسع فيستطير شره ويصعب تلافيه بعد ذلك.

الأول: هذا حل يبدو حسنا. سأحاول أن أعمل كما قلت وربما أسميت ذلك الفاصلة

ولنتفق أن استعمال الأرقام يسهل دراسة مواضيع العروض.