إيقاع الخبب

 

لعلّ ضررا عظيما قد لحق بإمكانية تطوير علم العروض نتيجة إغفال أهمية الخبب واعتباره مجرد حالة أو

حالتين من حالات المتدارك. وحديثا فقط بدأ الانتباه إلى خصوصية الخبب وتميزه عن سائر البحور. وممن

قرأت لهم فإنّ الدكتور أحمد مستجير أول من أشار إلى تفرده كإيقاع وليس كمجرد بحر، وإن لم يذكر

ذلك صراحةً

يتميز الخبب بأنه مكون من أسباب فحسب فلا وتد فيه. كما أنْ لا (زحاف – حذفَ )فيه بل يتكافأ

السببان الثقيل والخفيف فيحل أحدهما محل الآخر مع ملاحظة أن نهاية العروض والضرب تقتضي أن يكون

 السبب خفيفا لعدم انتهاء الأشطر بمتحركات إلا في حالات نادرة كعروض المتقارب وعروض الهزج.

ولو افترضنا اصطلاحيا أن أصل تفعيلة الخبب هي فعْلُنْ =22 يكون لديتا للخبب التفاعيل التالية الناجمة

 عن أشكال إحلال سبب ثقيل محل السبب الخفيف

2 2 = 4 =فعْ لُنْ

11 2 = (2) 2 = ((4) = فعِ لُنْ

2 11 = 2 (2) = (4)) = فعْ لَنُ            (فاعلُ)

11 11 = (2) (2) = ((4)) فَعِ لَنُ – أو فَعِلَتُ=1111-(17-ص99)

تورد كتب العروض في شواهد المتدارك البيتين

ووجود القوس المزدوج في جهة ما يعني وجود السبب الثقيل بمتحركيه في تلك الجهة. وهذا يذكرنا بأنّنا عندما نرمز

لمتَفاعلن بـِ((4) 3 نشير إلى الطبيعة الخببية لسببها الأول وذلك ضمن ازدواج انتمائه للإيقاعين الخببي والبحري.

 

1-إن الدنيا قد غرّتنا              واستهوتْنا واستلْهتنا            =22/22/22/22

2-أََبَكَيْتَ على طَلَلٍ طَرَباً     فشجاك وأحزنك الطّللُ            =31/31/31/31

 

ويبين بعضها أحكام العروض والضرب الخاصة بالمتدارك من هذين البيتين دون الأخذ بعين الإعتبار تغير كافة التفاعيل

عن تفعيلة المتدارك فاعلن=32إلى  فعِلن=31أو فعِلن =211=31 ، وعليه يمكن أن ينسب البيت الثاني  إلى كل من

الخبب والمتدارك، بخلاف البيت الأول فهو من الخبب وهذا إيقاع قائم بذاته، والأدلة على ذلك:

1- أنه لم ترد فيه تفعيلة واحدة فاعلن=32 تامة  في حشوه أو عروضه أو ضربه

2-فعِلن=31 تأتي في بيت واحد مع فاعلن=32، فيكون الوزن من المتدارك ويمتنع دخول فعْلن=22 كما يمتنع دخول

فاعلُ أو فعْلِنُ = 2 11 = (4)).

3- وما من وجه يمكننا فيه إرجاعه فاعلُ =112 إلى فاعلن، إلا بافتراض وجود تفعيلة فاعِ لن =212 وعندها يجوز

أن تزاحف بما يمكن أن نطلق عليه كف الخماسي لتؤول إلى فاع لُ=112 ( فا=2،عِ=1،لُ=ا ) بعد حذف ساكن

السب الأخير . وفي ذلك - إن صح - دليل على افتراق البحرين لا توحدهما.

ولتوضيح ما تقدم خذ البيت

يا ليل الصب متى غده   أقيام الساعة موعده

22/22/31/31    31/22/31/31

لو أدخلنا عليه فاعلُ ليصبح العجز:

هلْ نُذُرُ الساعة موعده          112/22/31/31

ولو أدخلنا عليه فاعلن ليصبح العجز:

هلْ قيام الساعة موعده               32/22/31/31

فانظر الفارق في تقبله لـ فاعلُ=112 وتأبّيه على فاعلن=32، والأصل في هذا أن لا وتد في الخبب.

(يمكن النظر لهذا الوزن على أنه من موزون الخفيف 232-312-31 لمن يأخذ بالوتد المفروق أو من

الخفيف لمن لا يأخذ بالوتد المفروق)

الخبب إيقاع مستقل بذاته ولْنصفه (بالخببي) في مقابل الإيقاع (البحري) الذي يشمل كافة البحور.

وكمثال إليك البيت التالي وهو شاهد الخبن في المديد

ومتى ما يع منك كلاما              يتكلمْ فيجبك بعقْلِ

1 3 2 – 1 3 – 1 3 2 = فعلاتن فعِلن فعلاتن

ولو قطعناه على النحو = 1 3 – 2 11 – 2 11 – 22

= ((4) (4)) (4)) 4 لكان هذا من الخبب. والبيت فيه القابلية لكلا الوزنين.

وفي النص المحرف التالي هو من المديد فحسب لاحتوائه على الوتد في (32) في الصدر

إنّهُ (و) إنْ يع منك كلاما            يتكلمْ فيجبك بعقْلِ

2 3 2 – 1 3 – 1 3 2           1 3 2 – 1 3 – 1 3 2

 

ولو قرأنا (إنّهُ) دون إشباع للضمة الهاء لكان من الخبب لا غير لاحتوائه 2 11 في الصدر ويجوز حينئذ أن يحل

أي سبب خفيف أو ثقيل محل الآخر

2 11 – 2 11 -22- 1 3         2 2 – 11 2 – 11 – 2 2

إنّهُ إنْ يعِ مني كَلِماً                  يفْهَمْهُ (و) فيجيبُ بعقْلِ

ولو حاولنا توزيع المقاطع لتقارب تفاعيل المديد لكانت

2 1 3 – 1 3 – 2 1 3           2 2 2 – 1 3 – 1 3 2

وهذا ما أسمّيه (خبيب المديد ) ويمكننا اعتبار وزنه

= فاعلَتن فَعِلُن فاعِلَتُن        فالاتن فعِلُن فعِلاتن

 

 

 

 

وتحسن الإشارة هنا إلى أن إطلاق كل من الخبب والمتدارك على الوزنين المذكورين مسألة إصطلاحية

إذ أن كلا من الاسمين يطلق على كلا البحرين في الأصل، ولعل المتدارك أطلق في البداية على مكرر

فعْلن وفعِلن ثم ضُمَّ إليه مكرر فاعلن.

 

ولشوقي من الخبب، لاحظ خلو التفاعيل من فاعلن=32

مُضناكَ جفاهُ مرقدُهُ      وبكاهُ ورحَّمّ عُوَّد‎هُُ

2 2

11 2

2 2

11 2

11 2

11 2

11 2

11 2

حيران القلب معذّبه      مقروح الجفن مسهّدُهُ

22

22

11 2

11 2

22

22

11 2

11 2

أودى حرقاُ إلا رمَقاً        يبقيه عليكَ وتنفدهُ

4 4 4 ((4)

4 ((4) ((4) ((4)

يقول محمد الزويد النفيعي (جريدة الرياض –العدد10600 –26/2/1418)

والعار يرصّع بزّته        ممتطيا ضعف الأنذال

4 ((4) ((4) ((4)                      (4)) 4 4 4

قبُلات الذّلّ يوزّعها     ما بين يمـينٍ وشمال

31-22-31-31                   4 ((4) ((4) 4

وللشيخ جلال وعدّه المتدارك الثلاثين (16-ص301) وما هو إلا الخبب ( كل شطر تسعة أسباب ) ، ولو كان عدد أسباب الشطر ثمانية لكان أسلس. أمام كل بيت تقطيع الشيخ على افتراض أنه من المتدارك، ثم التقطيع الخببي للصدر في كل بيت.

طاب الشعر ومثلك ينشده    ألقاً يجلو الظلمة فرقده

22/312؟/31/31= فعْلن مفتَعلن فعِلن فعِلن

22/112/112/112/2=أربع تفاعيل خببية+سبب

في لين الديباج طراوته      وكلطف الخدين تورده

22/22/312؟/31 = فعْلن فعِلن مفتَعلن فعِلن

22/22/112/112/2=أربع تفاعيل خببية+سبب

وانظر إلى إيقاع البيتين كيف يصبح أسلس لو اقتصر الشطر على ثمانية أسباب، ويخيل لي أن ثمة فرق جهد من مفصل الفك أثناء إنشادهما في الحالين.

طاب الشعر ومن ينشدهُ    ألَقاً يحلو بهِ فرقدهُ

22/112/22/31—1 3/22/31/31= أربع تفاعيل خببية

في لين الخزّ طراوته       لطفُ الخدّين تورّدْ

22/22/1 3/22—22/22/31/31 = أربع تفاعيل خببية

نرمز للسبب الخفيف ب 2

نرمز لسبب الثقيل ب (2)

نرمز للسبب الخببي التي يأتي خفيفا أو ثقيلا بالرقم  2 الأخضر أو 2 بخط تحته

وللمزيد من معرفة أهمية الخبب ضمن النظرة إلى وجود إيقاعين متميزين في الشعر العربي وتداخلهما

أنظر إلى (إيقاعان)

 

قراءة إضافية :

 

http://alarood.googlepages.com/r2.htm

 

Hosted by www.Geocities.ws

1