حزب الله يطالب بتحرير القرى اللبنانية السبع/صبحي منذر ياغي/النهار 04ـ11ـ2008

اعلن نواف الموسوي مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله خلال لقاء له في السفارة البلجيكية في العاصمة بيروت ان الخط الأزرق الذي حددته الامم المتحدة هو ليس الخط الدولي للحدود اللبنانية الاسرائيلية وانما هو خط انسحاب القوات الإسرائيلية وقال ان المنظمات اليهودية وخلال السنوات التي رسمت فيها الحدود باتفاقيات دولية قامت بتغير هذه الحدود حيث اتفقت بريطانيا وفرنسا على ترسيم الحدود في العام 1920، وقامت تلك الحركات الصهيونية في العام 1923 بتغير الحدود واستولت على سبعة قرى لبنانية وعشرات المزارع اللبنانية التي ما زالت محتلة، وحذر الشيخ نواف الموسوي من محاولات اسرائيلية في التلاعب واقتطاع مزيدا من الأراضي اللبنانية، في تلال كفر شوبا وشبعا ومزارعها والغجر.ـ

أما قصة القرى السبع التاريخية

ـ"في أيلول سنة 1920 أعلن الجنرال الفرنسي غورو قيام دولة لبنان الكبير بموجب القرار 318، الذي عيّن حدود هذه الدولة الجديدة الواقعة ضمن المنطقة الزرقاء الخاضعة بموجب اتفاق سايكس - بيكو للنفوذ الفرنسي. وهذه الحدود حينها كانت تشمل 31 قرية لبنانية جرى سلخها عن لبنان في ما بعد لمصلحة فلسطين، من ضمنها القرى السبع التي لا يزال في حوزة عدد من أهلها هوياتهم اللبنانية الصادرة باسم حكومة لبنان الكبير، وايصالات مالية كانوا بموجبها يدفعون الضرائب للجباة لولاية بيروت. وتشير الوثائق المنشورة في كتاب من اعداد المركز الاستشاري للدراسات حول القرى السبع يتضمن النواحي القانونية والاجتماعية الى عدد من المحطات سبقت ضم هذه القرى الى فلسطين المحتلة. وتقول في معرض تنفيذ أحد بنود معاهدة سان ريمو لترسيم الحدود: جرى وضع خطوط موقتة في أواخر تشرين الأول العام 1920 ريثما يتم الاتفاق النهائي.ـ عندها حصلت فضيحة كبرى تمثلت باستيلاء مكتب الوكالة اليهودية الذي كانت من خلاله تجرى عمليات الاستيلاء والصفقات العقارية على منطقة مستنقعات "الحولة"، وكانت حينها احدى الشركات الفرنسية التزمت تجفيف هذه المستنقعات، فاشترط هذا المكتب على الفرنسيين التنازل عن 23 قرية لبنانية واقعة ضمن منطقة النفوذ الفرنسي وضمها الى فلسطين مقابل تجديد عقد امتياز الشركة الفرنسية في تجفيف المستنقعات، وهذا ما حصل حيث جرى ضم 23 قرية لبنانية الى المنطقة الواقعة تحت الاحتلال الانكليزي.ـ وفي 23 كانون الأول1920 توافق الفرنسيون والبريطانيون بموجب معاهدة باريس على مسألة تنظيم شؤون الحدود والمياه وسكك الحديد وغيرها. وفي أوائل حزيران عام 1921 بدأت أعمال ترسيم الحدود على الأرض من خلال اللجنة التي جرى الاتفاق على تشكيلها، ومثّل الجانب البريطاني الكولونيل نيوكومب ومثل الجانب الفرنسي الكولونيل بوليه. وفي الثالث من شباط عام 1922 وقّع الكولونيل بوليه والكولونيل نيوكومب وثيقة عرفت بالتقرير الختامي لتثبيت الحدود بين لبنان الكبير وسوريا من جهة وفلسطين من جهة أخرى. عدلت بموجبها "لجنة نيوكومب - بوليه" الحدود بازاحة الخط المتفق عليه في اتفاقية 1920 حوالى كيلومترين الى الشمال، لتبدأ من رأس الناقورة وتسير الى الجنوب قليلاً من قرية علما الشعب ثم تنحرف شمالاً على حساب لبنان عند حدود رميش ويارون، ويستمر الانحراف حتى شمال غرب المطلة. ثم تنحرف مجدداً على حساب لبنان فتمر بجسر البراغيث وجسر الحاصباني بدلاً من مرورها بتل القاضي وتل دان بهدف تأمين المياه لمنطقة الانتداب البريطاني. وبموجب هذا الترسيم خسر لبنان عدداً من القرى ومنها طربيخا، تشحل، النبي روبين، سروج، المالكية، قدس، النبي يوشع، صلحا هونين، ابل القمح".ـ ورغم ان القرى الجنوبية السبع المحتلة لا تجرى فيها انهار كبيرة، فان لهذه القرى اهميتها من نواحي وضعها الطبوغرافي – التضريسي في منطقة الجليل الاعلى الذي يميز المنطقة عن غيرها من بقية المناطق الفلسطينية. وقد ورد في "الموسوعة الفلسطينية" (المجلد الثاني - ط1 - بيروت 1984): "تركزت شبكة تصريف المياه في الجليل الاعلى في الاودية المنحدرة عنه الى السهل الساحلي فالبحر غرباً وشمالاً غربياً حيث الاودية اكبر واكثر طولاً من مثيلاتها في الشرق والجنوب الشرقي... وهكذا فان الانحدارات العامة لكتل الجليل هي ذات محور شمالي غربي - غربي سائد، ويساعد هذا الانحدار الشمالي الغربي وانخفاض الجبال باتجاه لبنان على تشكل عدد من الاودية الرافدة لنهر الليطاني في لبنان".ـ

1