مختصر نكبة القرى السبع عام 1948مجزرة صلحامعركة المالكية

معركة المالكية

شهدت المالكية معارك عنيفة بين القوات العربية و القوات الصهيونية, تنقلت خلالها القرية خمس مرات بين أيدي المقاتلين, في الفترة من أيار إلى تشرين ألأول 1948 , و كانت أصلا في يد فوج اليرموك الثاني من جيش الإنقاذ العربي, و كان الفوج بإمرة المقدم أديب الشيشكلي الذي صار رئيسا للجمهورية السورية فيما بعد, و استخدم الصهاينة في إحدى جولاتهم خدعة متطورة لاحتلال القرية, فقاموا بشن هجوم على حامية القرية المؤلفة من جنود الجيش اللبناني, بحيث يضطرون إلى طلب التعزيزات, ثم تسلل رتل صهيوني داخل الأراضي اللبنانية, مستخدما طريقا مجاورة, و قارب القرية من الوراء, زاعما أنه رتل التعزيزات اللبنانية.... وقد التقت, و هي في الطريق, التعزيزات اللبنانية الحقيقية, و باغتتها بهجوم كاسح, أخيرا هاجمت القافلة المالكية و تمكنت من السيطرة عليها في الساعات الأولى من صباح 29 أيار, و مع ذلك, فإن معركة المالكية لم تنته, إذ إن الجيش اللبناني نجح بعد أسبوعين, في 7 حزيران, في استرداد القرية و التمسك بها مدة الصيف كله, و لكن تحت غطاء جوي من الطائرات الحربية الصهيونية, و ضغط الهجوم البري الذي شنته أربعة ألويةصهيونية في إطار عملية حيرام, تمكن لواء شيفع(السابع) من مقاربتها من الجنوب, و استولى على القرية في أواخر تشرين الأول 1948 , وفي سنة 1949 أنشئت مستعمرة مالكية على أراضي القرية, إلى الجنوب من موقعها, و حول الصهاينة موقع القرية إلى منطقة عسكرية مسيجة يحظر دخولها. و قد استشهد في معركة المالكية عدد من جنود الجيش اللبناني على رأسهم قائد الحامية النقيب محمد زغيب

مجزرة صلحا

استولى الصهاينة على صلحا, وارتكبوا فيها مجزرة مروعة ذهب ضحيتها 105 اشخاص من أبنائها, تراوحت أعمارهم من 5 سنوات إلى 85 سنة, و نقلت وكالة يونايتدبرس عن مصادر عسكرية عربية في عمان أن صلحا(و معها كفى برعم) سقطت في يد القوات الصهيونية في أيار 1948 , و من الجائز أن يكون ذلك الإحتلال موقتا, لأن المصادر الإسرائيلية التي يستشهد المؤرخ الإسرائيلي بني موريس بها تقول إن مجزرة قد ارتكبت في صلحا في 30 تشرين الأول 1948 عند نهاية عملية حيرام, كذلك ورد خبر مجزرة تشرين الأول على لسان رئيس أركان ألهاغاناة سابقا, يسرائيل غاليلي, في إجتماع حضرة مسؤولو حزب مبام...فقد اطلع غاليلي المجتمعين على عدة فظائع ارتكبت أثناء عملية حيرام, و لا سيما تلك التي اقترفها اللواء شيفع(السابع), من ذلك, فيما قال, أن أربعة و تسعين شخصا" قتلوا داخل منزل تم نسفه". و قد أنشأ الصهاينة سنة 1949 مستعمرة يروؤن (تجاه بلدة يارون اللبنانية) في موقع القرية, و في سنة 1960 أنشئت مستعمرة أفيفيم على أراضي القرية شمالي شرقي موقعها. المعلم الوحيد الباقي هو بناء طويل(ربما كان المدرسة) ذو نوافذ كثيرة عالية, اما الموقع نفسه, فبات أرضا مستوية في معظمها, و قد غرس المزارعون الصهاينة شجر التفاح في معظم الأراضي المجاورة

Top

مختصر نكبة القرى السبع عام 1948

جرى إحتلال القرى السبع سنة 1948 من قبل العصابات الصهيونية في إطار الهجوم الذي شنته تحت عنوان عملية يفتاح في سياق خطة دالتا التي هندسها الإرهابي ييغال آلون قائد البلماخ و استمرت هذه العملية من أواسط نيسان حتى آخر أيار, أي بالتزامن مع انتهاء ألإنتداب البريطاني على فلسطين في 15أيار 1948, و قد نتج عن العملية المذكورة إحتلال المنطقة و طرد أهلها بالقوة بعد ارتكاب المجاور الجماعية بحقهم. جرت عملية الإحتلال و التهجير بالتواطؤ مع الإنكليز الذين انسحبوا من من منطقة العملية الصهيونية بطريقة تؤكد إخلاءها تمهيدا لدخول اليهود إليها و احتلالها و ترويع سكانها الآمنين, فاستهلت بهجوم شنته العصابات الصهيونية على قرية النبي يوشع الواقعة في منتصف الطريق بين صفد و آبل القمح, ففي 17 نيسان هاجمت هذه العصابات قرية النبي يوشع و احتلت مركز الشرطة الذي كان المجاهدون ووحدات من جيش الإنقاذ استولوا عليه بعد انسحاب الإنكليز, و باحتلال هذا المركز جعلته القوات الصهيونية مقرا لقيادة عمليتها. تابعت العصابات الصهيونية عمليات التدمير و ترويع السكان بهدف إفراغ المنطقة من سكانها فبعد احتلالها قرية النبي يوشع هاجم الصهاينة المالكية في مطلع شهر أيار من العام 1948 انطلاقا من مستعرة الهراوي التي شهدت معارك عنيفة خاضتها ضد الصهاينة سرية لبنان الجنوبي بقيادة النقيب محمد زغيب و التي كبدت العدو خسائر ثم دافعت هذه السرية عن قرية المالكية. و يبدو أن لبنان الرسمي كان يعتبر قرية المالكية جزءا لا يتجزأ من الأرض اللبنانية بدليل أن سرية لبنان الجنوبي التي خاضت معركة المالكية إشترك في تجيزها الجيش اللبناني و القيادة العامة لقوات فلسطين, و قد تصدت هذه السرية ببسالة مميزة للهجوم الصهيوني و أجبرت القوات الصهيونية على التراجع عن القرية مخلفة وراءها ذخائرها و انجلت المعركة عن استشهاد قائد السرية النقيب محمد زغيب الذي يروي الشهيد معروف سعد أنه استشهد إثر إصابته برصاص من نوع(دم دم) نقل إثرها إلى المستشفى في صور و ما لبث أن فاضت روحه بتاريخ 21 أيار 1948, و أنه خلال فترة إصابته و قبل استشهاده كان يشدد على كل من يعوده من رفاق المعركة على ضرورة الصمود في المالكية و الإحتفاظ بها باعتبارها جزءا من أرض الوطن يجب الموت دونه. و من الملفت أن الشهيد محمد زغيب كان يجول في القرى اللبنانية الحدودية داعيا اللبنانين إلى الدفاع عن أرضهم بقوله" من أراد الموت دفاعا عن الأرض فليأت معي", بما يوحي بأن مسؤولية حماية هذه القرى, و منها المالكية, كانت أولا هي مسؤولية لبنانية و هذا بظهر من تشكيلة السرية التي كان يقودها, كما تؤكده مجموعة الأوسمة الممنوحة له من قبل الدولة اللبنانية. و بعد الهجوم الأول على المالكية, و الذي فشل كما بينا أعلاه استلم جيش الإنقاذ هذه القرية و شن الصهاينة هجوما ثانيا في حزيران 1948 فسقطت بأيديهم, و تدخل الجيش اللبناني مباشرة بتوجيهات من اللواء فؤاد شهاب ووزير الدفاع آنذاك الأمير مجيد ارسلان, و قد تمكن الجيش اللبناني من الدخول إلى القرية و الصمود فيها حتى أوائل تشرين الأول سنة 1948 حيث دخلت القرية كتيبة تابعة لجامعة الدول العربية, و في النصف الثاني من الشهر نفسه شن الصهاينة هجوما مكثفا على المنطقة فتراجعت أمامه القوات و تصدى الجيش اللبناني ببسالة للهجوم الصهيوني المدعوم بالطيران, غير أنه اضطر بالنتيجة للتراجع أمام هذا الهجوم الذي أسفر عن احتلال إحدى عشرة لبنانية, عدا القرى السبع, أعيدت إلى لبنان بعد توقيع اتفاق الهدنة سنة 1949. مارس ألارهابيون الصهاينة خلال هجومهم و إحتلالهم للقرى السبع أبشع صور الإجرام بحق أهالي هذه القرى, و قاموا بعمليات إبادة جماعية, كان أبرزها مجزرة صلحا في 21 تشرين الأول عام 1948, حيث أخرج الأرهابيون من بقي من أهل القرية و عددهم 120 شخصا إلى ساحة مسجدها من جهة الغرب و قاموا بنسف المنازل ثم انهمر رصاص الغدر الصهيوني على مجموعة العزل المحتجزة في إحدى زوايا الساحة ثم ألقيت القنابل عقب رصاص الغدر, وانجلت المجزرة عن 105 شهداء من أهالي, إغتالتهم يد الحقد الصهيوني بأبشع صور الإجرام التي تناساه التاريخ و المؤرخون

Top
1