Ahmed on line

 

الصفحة الرئيسية          مسؤول الموقع          للمراسلة               أضف الموقع للمفضلة     اجعلنا الرئيسية   

تفسير الأحلام....

  رؤيا الله جل شأنه

(718 قراءة



قال الأستاذ سعيد رضي الله عنه : من رأى في منامه كأنه قائم بين يدي الله تعالى ، و الله ينظر إليه، كأن الرائي من الصالحين، فرؤياه رؤيا رحمة، و إن لم يكن من الصالحين فعليه بالحذر، لقوله تعالى: ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) المطففين 6. فإن رأى كأنه يناجيه، أكرم بالقرب، و حبب إلى الناس قال الله تعالى : ( و قربناه نجيا ) مريم 52. و كذلك لو رأى أنه ساجد بين يدي الله تعالى، لقوله تعالى : ( و أسجد و اقترب ) العلق 19. فإن رأى أنه يكلمه من وراء حجاب حسن دينه، و أدى أمانة إن كانت في يده و قوي سلطانه. و إن رأى أنه يكلمه من غير حجاب ، فإنه يكون خطأ في دينه، لقوله تعالى : ( و ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من و راء حجاب ) الشورى 51. فإن رآه بقلبه عظيما، كأنه سبحانه قربه و أكرمه و غفر له، أو حسابه أو بشره، و لم يعاين صفة، لقي الله تعالى في القيامة كذلك فإن رآه تعالى قد وعده المغفرة و الرحمة، كان الوعد صحيحا لا شك فيه، لأن الله تعالى لا يخلف الميعاد، لكنه يصيبه بلاء في نفسه، أو معيشته، ما دام حيا. فإن رآه تعالى كأنه يعظه، انتهى عما لا يرضاه الله تعالى . قوله تعالى : ( يعظكم لعلكم تذكرون) النحل90 فإن كساه ثوبا. فهو هم و سقم ما عاش، و لكنه يستوجب بذلك الشكر الكثير فقد حكى أن بعض الناس رأى كأن الله كساه ثوبين، فلبسهما مكانه، فسأل ابن سيرين، فقال : استعد لبلائه، فم يلبث أن جذم إلى أن لقي الله تعالى، فإن رأى نورا تحير فيه فلم يقدر على وصفه، لم ينتفع بيديه ما عاش فإن رأى أن الله تعالى سماه باسمه أو اسما آخر، علا أمره و غلب أعداءه، فإن أعطاه شيئا من متاع الدنيا فهو بلاء يستحق رحمته. فإن رأى كأن الله تعالى ساخط عليه فذلك يدل على سخط والديه عليه، فإن رأى كأن أبويه ساخطان عليه، دل ذلك على سخط الله عليه، لقوله عز اسمه : ( أن أشكر لي و لوالديك ) لقمان 14. و قد روى في بعض الأخبار :" رضا الله في رضا الوالدين، و سخط الله تعالى في الوالدين " و قيل : من رأى كأن الله تعالى غضب عليه، فإنه يسقط من مكان رفيع لقوله تعالى : ( و من يحلل عليه غضبي فقد هوى ) طه 81. و لو رأى كأنه سقط من حائط أو سماء أو جبل، دل ذلك على غضب الله تعالى عليه، فإن رأى نفسه بين يدي الله عز و جل، في موضع يعرفه انبسط العدل و الخصب في تلك البقعة، و هلك ظالموها و نصر مظلوموها. فإن رأى كأنه ينظر إلى كرسي الله تبارك و تعالى نال نعمة و رحمة، فأن رأى مثالا أو صورة فقيل له إنه إلهك أو ظن أنه إلهه سبحانه، فعبده و سجد له، فإنه منهمك في الباطل، على تقدير أنه حق، و هذه رؤيا من يكذب على الله تعالى. فإن رأى كأنه يسب الله تعالى، فإنه كافر لنعمة ربه، عز وجل و غير راضِ بقضائه
رؤيا المصطفى صلى الله عليه و سلم ثم رؤيا المصطفى صلوات الله و سلامه عليه و هي ما أخبرنا سهل بن أبي يحي الفقيه ، قال: حدثنا جعفر بن محمد العريبي، قال : حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا صدقة، قال حدثنا ابن جابر عن سليمان بن عامر الكلاعي، قال : حدثنا أبو أمامة الباهلي، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " بينما أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأخرجاني و أتيا بي جبلا وعرا فقالا لي أصعد، فقلت لا أطيقه قالا : إننا سنسهله لك، قال فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل، إذا أنا بصوت شديد فقلت : ما هذه الأصوات فقالا: عواء أهل النار ثم انطلقا بي، فإذا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة تسيل أشداقهم دما، فقلت من هؤلاء؟ قالا: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم، فقلت: خابت اليهود و النصارى- قال سليمان فلا أدري أشيء سمعه أبو أسامة عن النبي صلى الله عليه و سلم، أو شيء قاله برأيهثم انطلقا بي، فإذا بقوم أشد منهم انتفاخا و أنتنهم ريحا، كأن ريحهم المراحيض، فقلت من هؤلاء؟ قالا هؤلاء الزانون و الزواني، قال ثم إنطلقا بي فإذا بغلمان يلعبون بين نهرين، فقلت: من هؤلاء قالا : هؤلاء ذرارى المسلمين. ثم شرفا بي شرفا فإذا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم ، فقلت من هؤلاء؟ قالا هؤلاء زيد و جعفر و ابن رواحه، ثم شرف بي شرفا آخر، فإذا بنفر ثلاثة، قلت : من هؤلاء؟ قالا هؤلاء هم إبراهيم و موسى و عيسى عليهم السلام و هم ينتظرونك و أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال : حدثني علي بن محمد الوراق، قال حدثنا أحمد بن محمد بن نصر، قال : خبرنا يوسف بن بلال عن محمد بن مروان الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، قال سحر رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخذ عن عائشة فاشتكى رسول الله صلى الله عليه و سلم، حتى تخوفنا عليه فبينما هو صلى الله عليه و سلم بين النائم و اليقظان ، إذ ملكان أحدهما عند رأسه و الآخر عند رجليه فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: ما شكواه؟ ليفهم عنهما صلى الله عليه و سلم قال: طب قال : و من فعله؟ قال : لبيد بن أعصم اليهودي، قال أين صنعه؟ قال: في بئر ذروان، قال : فما دواؤه ؟ قال : يبعث إلى تلك البئر فينزح ماءها، ثم ينتهي إلى صخرة فيقلعها، فإذا فيها وتر كربة، عليها إحدى عشر عقدة، فيحرقها فيبرأ إنشاء الله، أما إنه إن بعث إليها استخرجاها، قال فاستيقظ صلى الله عليه و سلم و قد فهم ما قيل له قال: فبعث عمار بن ياسر و رهطا من أصحابه إلى تلك البئر، و قد تغير ماؤها كأنه ماء الحناء، قال فنزح ماءها ثم انتهى إلى الصخرة فاقتلعها، فإذا تحتها كربة في الكربة وتر فيه إحدى عشر عقدة ، فأتوا به رسول الله صلى الله عليه و سلم. فنزلت هاتان السورتان : ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس) و هما إحدى عشرة آية . فكلما قرأ آية انحلت عقدة، فلما حل العقد قام النبي صلى الله عليه و سلم فكأنما نشط من عقال، قال: و أحرق الوتر. قال و أمر النبي صلى الله عليه و سلم، أن يتعوذ بهما و كان لبيد يأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فما ذاكره النبي صلى الله عليه و سلم، و لا رؤى في وجهه شيء فهذه جملة دالة على تحقيق أمر الرؤيا و ثبوتها في أحبار كثيرة يطول الكتاب بذكرها قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه: لما رأيت العلوم تتنوع أنواعا، منها ما ينفع في الدنيا دون الدين و منها ما ينفع فيهما جميعا، و كان علم الرؤيا من الاختصار مستعينا بالله في إتمامه على ما هو أرضى لديه، و أحب إليه، و مستعيذا به من وباله و فتنته، و الله تعالى ولي التوفيق، و هو حسبنا و نعم الوكيل

رؤيا سيدنا إبراهيم صلى الله عليه و سلم

و مما يدل على تحقيق الرؤيا في الأصل، أن إبراهيم صلى الله عليه و سلم رأى في المنام أنه ذبح ابنه، فلما استيقظ ائتمر لما أمر به في منامه، قال الله عز وجل حكاية عنه: ( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فأنظر ماذا ترى قال يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) الصافات 102 فلما علم إبراهيم عليه السلام برؤياه، و بذل جهده في ذلك، إلى أن فرج الله عنه بلطفه، علم به أن للرؤيا حكما

رؤيا يوسف عليه السلام

ثم رؤيا يوسف عليه السلام، و هي ما أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد، قال أخبرنا الحسن الأزهري قال حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، قال حدثنا عبد المنعم بن إدريس، قال: حدثني أبي عن وهب بن منبه أن يوسف بن يعقوب عليه السلام، رأى رؤيا و هو يومئذ صبي نائم في حجر أحد إخوته و بيد كل رجل منهم عصا غليظة، يراعى بها، و يتوكأ عليها، و يقاتل بها السباع عن غنمه، و ليوسف عليه السلام قضيب خفيف دقيق صغير، يتوكأ عليه، و يقاتل به السباع عن غنمه، و يلعب به و هو إذ ذاك صبي في الصبيان ، فلما إستيقظ من نومه و هو في حجر أحد إخوانه، قال ألا أخبركم يا إخواني برؤيا رأيتها في منامي هذا، قالوا : بلى , فأخبرنا، قال: فإني رأيت قضيبي هذا غرز في الأرض، ثم أتي بعصيكم كلها فغرزت حوله فإذا هو أصغرها و أقصرها، فلم يزل يترقى في السماء و يطولها حتى طال عصيكم، فثبت قائما في الأرض، و تفرشت عروقه من تحتها، حتى انقلعت عصيكم، فثبت قائما و سكنت حوله عصيكم فلما قص عليهم هذه الرؤيا، قالوا : يوشك ابن راحيل أن يقول أنتم عبيدي و أنا سيدكم، ثم لبث بعد هذا سبع سنين، فرأى رؤيا فيها الكواكب و الشمس و القمر فقال لأبيه : ( يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين ) يوسف 4 فعرف يعقوب تأويل الرؤيا و خشي عليه اخوته، فالقمر أبوه و الشمس أمه، و الكواكب اخوته فقال : ( يا بني لا تقصص رءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) يوسف 5 . و ذكر القصة إلى أن قال :( و رفع أبويه على العرش ) يوسف 100 يعني أجلسهما على السرير، و آواهما إلى منزله، و خر له أبواه و اخوته سجداً و تعظيماً له، و كانت تحية الناس في ذلك الزمان السجود، و لم تزل تحية الناس السجود حتى جاء الله تعالى بالإسلام، فذهب بالسجود و جاء بالمصافحة، ثم إن يعقوب عليه السلام رأى في المنام قبل أن يصيب يوسف ما فعل اخوته و هو صغير، كأن عشرة ذئاب أحاطت بيوسف و يعقوب على جبل، و يوسف في السهل، فتعاورته بينهم فأشفق عليه و هو ينظر إليه من فوق الجبل، إذ انفرجت الأرض ليوسف، فغار فيها، فتفرقت عنه الذئاب فذلك قوله لبنيه : ( أخاف أن يأكله الذئب ) يوسف 13

رؤيا آدم عليه السلام

قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه: فهذه الأخبار التي رويناها، تدل على أن الرؤيا في ذاتها حقيقة، و أن لها حكما و أثرا و أول رؤيا رويت في الأرض، رؤيا آدم عليه السلام، و هي ما أخبرنا به محمد بن عبد الله بن حمدويه، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، قال حدثنا بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه، قال: أوحى الله تعالى إلى آدم عليه السلام، أنك قد نظرت في خلقي، فهل رأيت لك فيهم شبيهاً، قال : لا يا رب، و قد كرمتني و فضلتني و عظمتني، فأجعل لي زوجاً تشبهني، و أسكن إليها حتى توحدك و تعبدك معي، فقال الله تعالى له : نعم، فألقى عليه النعاس، فخلق منه حواء على صورته، و أراه في منامه ذلك، و هي أول رؤيا كانت في الأرض. فانتبه و هي جالسة عند رأسه فقال له ربه: يا آدم ما هذه الجالسة التي عند رأسك؟ فقال له آدم : الرؤيا أريتني في منامي يا إلهي

 

 

 

 

 

  تفسير رؤيا المصحف و قراءته

(904 قراءة



تفسير رؤيا المصحف و قراءته

فإن رأى كأنه يقرأ القرآن ظاهرا، فإنه يكون مؤديا لأمانات مستقيماً على الحق يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، لقوله تعالى :( يتلون آيات الله ) إلى قوله تعالى :( و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ) آل عمران114،113 فإن رأى أنه اشترى مصحفا، انتشر عمله في الدين و الناس، و أفاد خيرا فإن رأى أنه باع مصحفا، فإنه يحتقب الفواحش فإن رأى أنه أحرق مصحفا أفسد دينه فإن رأى أنه سرق مصحفا نسي الصلاة فإن رأى في يده كتابا أو مصحفا ، فلما فتحه لم يكن فيه كتابة دل على أن ظاهره بخلاف باطنه فإن رأى أنه يأكل أوراق المصحف ، فإنه يكتب المصاحف بأجر، و يطلب رزقه من غير وجهه فإن رأى أنه يقبل المصحف، فإنه لا يقصر في أداء الواجبات فإن رأى أنه يكتب القرآن في خزف أو صدف فإنه يقول القرآن برأيه فإن رأى أنه يكتبه على الأرض فهو ملحد و قد حكي أن الحسن البصري رحمه الله، رأى كأنه يكتب القرآن في كساء فقص رؤياه على ابن سيرين فقال اتق الله و لا تفسر القرآن برأيك، فإن رؤياك تدل على ذلك فإن رأى كأنه يقرأ القرآن و هو متجرد، فإنه صاحب أهواء و من رأى كأنه يأكل القرآن، فإنه يأكل به و من رأى كأنه متوسد مصحفا فإنه رجل لا يقوم بما معه من القرآن لقوله صلى الله عليه و سلم : " لا تتوسدوا بالقرآن " و من رأى أنه حفظ القرآن و لم يكن يحفظه، نال ملكا لقوله تعالى :( إني حفيظ عليم ) يوسف 55 و من رأى كأنه يسمع القرآن ، قوي سلطانه و حسنت خاتمته

و من رأى أن المصحف أخذ منه، فإنه ينتزع منه علمه و ينقطع عمله من الدنا. و من رأى أنه يتلى عليه القرآن و هو لا يفهمه، أصابه مكروه، إما من الله أو من السلطان. لقوله تعالى :( و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير) الملك 10 و من رأى آية رحمة، فإذا وصل آية عذاب ، عسرت عليه قراءتها، و أصاب فرجا و من رأى أنه يقرأ آيه عذاب، فإذا وصل إلى آية رحمة، لم يتهيأ لها بقي في شدة من رأى أنه يختم القرآن ظفر بمراده و كثر خيره و حكي أن امرأة رأت كأن في حجرها مصحفا، و هي تقرب منه، فجاءت فروجتان يلتقطان كل كتابة فيه، حتى استوفتا جميع كتابته أكلا، فقصت رؤياه على ابن سيرين فقال : ستلدين ابنين يحفظان القرآن. فكان كذلك
تنويع الرؤيا إلى حق و باطل ثم الرؤيا على ضربين : حق و باطل، فأما الحق فما يراه الإنسان مع إعتدال طبائعه و استقامة الهواء، و ذلك من حين تهتز الأشجار إلى أن يسقط ورقها، و أن لا ينام على فكرة و تمني شيء مما رآه في منامه، و لا يخل بصحبه الرؤيا جنابة و لا حيض، و أما الباطل منها، فما تقدمه حديث نفس وهمة و تمن، و لا تفسير لها، و كذلك الإحتلام الموجب للغسل جار مجراه، و أنه ليس له تأويل، و كذلك رؤيا التخويف و التحزين من الشيطان، قال الله تعالى : ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا و ليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ) المجادلة 10. ثم إن من السنة خمس خصال، يعلمها الذي يرى في منامه ما يكره: " يتحول عن جنبه الذي ينام عليه إلى الجنب الآخر، و يتفل عن يساره ثلاثا، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، و يقوم فيصلي، و لا يحدث أحداً برؤياه

 

 

 

أدوات الركبان والفرسان

(665 قراءة



الآكاف : امرأة أعجمية غير شريفة ولا حسيبة ، تحل من زوجها محل الخادمة . وركوب الرجل الآكاف يدل على توبته عن البطالة بعد طول تنعمه فيها وأما السرج : فيدل على امرأة ما لم يكن مسرجا به ، فإن كان مسرجا به كان من أداة الدابة لا يعتد به وقيل إن السرج يدل على امرأة عفيفة حسناء غنية وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني على دابة وأخذت في مضيق فبقي السرج فيه ، وتخلصت أنا والدابة . فقال ابن سيرين : بئس الرجل أنت . إنه يعرض لك أمر تخذل في امرأتك . فلم يلبث الرجل أن سافر مع امرأته ، فقطع عليه اللصوص الطريق ، فخلى امرأته في أيديهم وأفلت بنفسه وقيل : إن السرج إصابة مال ، وقيل : إصابة ولاية ، وقيل : بل هو استفادة دابة وقال بعضهم : من رأى كأنه ركب سرجا نصر في أموره

وأما المركب : فمال رجل شريف ورياسة . وكثرة حليه ارتفاع الرياسة والذكر . وكون حليه من ذهب لا يضر ، ويدل على جارية حسناء . وكونه من حديد قوة صاحب الرؤيا . وكونه من رصاص يدل على وهن أمره وديانته وكونه من فضة مطلية بالذهب يدل على جواري وغلمان حسان وكون ا لسرج واللجام واللبب : لا حلي يدل على تواضع راكبه ، وكونه باطنه خير من ظاهره . واللبب ضبط الأمر . والمقود مال أو آداب أو علم يحجزه عن المحارم . واللجام حسن التدبير وقوة في المال ونيل رياسة ينقاد له بها ويطاع . والسرج إذا انفرد عن الدابة ، فهو امرأة . ويدل على المجلس الشريف والمقعد الرفيع وإن كان على الدابة فهو من أدواتها . فإن كانت الدابة تنسب إلى المرأة فهو فرجها ، وقد يكون بطنها . وركابها فرجها ، وحزامها صداقها ، ولجامها عصمتها ، والزمام مال وقوة والسوط : سلطان ، وانقطاعه في الضرب ذهاب السلطان ،وانشقاقه انشقاق السلطان . وضرب الدابة بالسوط يدل على أن صاحبه يدعو إلى الله تعالى في أمر . فإن ضرب رجلا بالسوط غير مضبوط ولا ممدود اليدين ، فإنه يعظه وينصحه . فإن أوجعه فإنه يقبل الوعظ . وإن لم يوجعه لم يتعظ . وإن سال منه الدم عند الضرب فهو دليل الجور . وإن لم يسل فهو دليل الحق. فإن أصاب الضارب منه دمه فإنه يصيب من المضروب مالا حراما . واعوجاج السوط عن الضرب يدل على اعوجاج الأمر الذي هو فيه ، أو على حمق الذي يستعين به في أمره . وإن أصابه السوط ، تبدل على الاستعانة برجل أعجمي متصل بالسلطان يقبل قوله . فإن رأى كأن سوطا نزل عليه من السماء وعلى أهل بلده ، فإن الله تعالى يسلط عليهم سلطانا جائرا بذنب قد اكتسبوه ، لقوله تعالى ( فصب عليهم ربك سوط عذاب ) ــ الفجر : 13

والكرة : من أديم ، رجل رئيس أو عالم ، وقيل : إن اللعب بالكرة مخاصمة ، لأن من لعب بها كلما أخذها ضرب بها الأرض وأما الغاشية: فمال أو خادم أو امرأة ، وقيل: إنها غير محبوبة في المنام ، لقوله تعالى(أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله )ــ يوسف : 107
والرحالة : امرأة حرة من قوم مياسير والحزام : نظام الأمر والزمام : طاعة وخصوم. ومن رأى في يده سوطا مخروزا ، فإنها ولاية وعمالة في الصدقات.وإن رأى أنه ضرب بسوطه حماره ، فإنه يدعو الله في معيشته ، فإن ضرب بها فرسا قد ركبه وأراه ركضه ، فإنه يدعو الله في أمر فيه عسر . وقيل : إن الكرة قلب الإنسان والصولجان لسانه ، فإن لعب بهما على المراد جرى أمره في خصومة أو مناظرة على مراده والخطام : زينة والهودج : امرأة ، لأنها من مراكب النساء . ومن رأى أنه ملجم بلجام ، فإنه يكف عن الذنوب . وروي في الحديث التقي ملجم
واللجام : دال على الورع والدين والعصمة والمكنة ، فمن ذهب ذلك من يده ومن رأس دابته ، تلاشى أمره وفسد حاله وزوجته وكانت بلا عصمة تحته ، وكذلك من ركب دابة بلا لجام فلا خير فيه

 

 

  رؤيا الله جل شأنه

(718 قراءة



قال الأستاذ سعيد رضي الله عنه : من رأى في منامه كأنه قائم بين يدي الله تعالى ، و الله ينظر إليه، كأن الرائي من الصالحين، فرؤياه رؤيا رحمة، و إن لم يكن من الصالحين فعليه بالحذر، لقوله تعالى: ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) المطففين 6. فإن رأى كأنه يناجيه، أكرم بالقرب، و حبب إلى الناس قال الله تعالى : ( و قربناه نجيا ) مريم 52. و كذلك لو رأى أنه ساجد بين يدي الله تعالى، لقوله تعالى : ( و أسجد و اقترب ) العلق 19. فإن رأى أنه يكلمه من وراء حجاب حسن دينه، و أدى أمانة إن كانت في يده و قوي سلطانه. و إن رأى أنه يكلمه من غير حجاب ، فإنه يكون خطأ في دينه، لقوله تعالى : ( و ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من و راء حجاب ) الشورى 51. فإن رآه بقلبه عظيما، كأنه سبحانه قربه و أكرمه و غفر له، أو حسابه أو بشره، و لم يعاين صفة، لقي الله تعالى في القيامة كذلك فإن رآه تعالى قد وعده المغفرة و الرحمة، كان الوعد صحيحا لا شك فيه، لأن الله تعالى لا يخلف الميعاد، لكنه يصيبه بلاء في نفسه، أو معيشته، ما دام حيا. فإن رآه تعالى كأنه يعظه، انتهى عما لا يرضاه الله تعالى . قوله تعالى : ( يعظكم لعلكم تذكرون) النحل90 فإن كساه ثوبا. فهو هم و سقم ما عاش، و لكنه يستوجب بذلك الشكر الكثير فقد حكى أن بعض الناس رأى كأن الله كساه ثوبين، فلبسهما مكانه، فسأل ابن سيرين، فقال : استعد لبلائه، فم يلبث أن جذم إلى أن لقي الله تعالى، فإن رأى نورا تحير فيه فلم يقدر على وصفه، لم ينتفع بيديه ما عاش فإن رأى أن الله تعالى سماه باسمه أو اسما آخر، علا أمره و غلب أعداءه، فإن أعطاه شيئا من متاع الدنيا فهو بلاء يستحق رحمته. فإن رأى كأن الله تعالى ساخط عليه فذلك يدل على سخط والديه عليه، فإن رأى كأن أبويه ساخطان عليه، دل ذلك على سخط الله عليه، لقوله عز اسمه : ( أن أشكر لي و لوالديك ) لقمان 14. و قد روى في بعض الأخبار :" رضا الله في رضا الوالدين، و سخط الله تعالى في الوالدين " و قيل : من رأى كأن الله تعالى غضب عليه، فإنه يسقط من مكان رفيع لقوله تعالى : ( و من يحلل عليه غضبي فقد هوى ) طه 81. و لو رأى كأنه سقط من حائط أو سماء أو جبل، دل ذلك على غضب الله تعالى عليه، فإن رأى نفسه بين يدي الله عز و جل، في موضع يعرفه انبسط العدل و الخصب في تلك البقعة، و هلك ظالموها و نصر مظلوموها. فإن رأى كأنه ينظر إلى كرسي الله تبارك و تعالى نال نعمة و رحمة، فأن رأى مثالا أو صورة فقيل له إنه إلهك أو ظن أنه إلهه سبحانه، فعبده و سجد له، فإنه منهمك في الباطل، على تقدير أنه حق، و هذه رؤيا من يكذب على الله تعالى. فإن رأى كأنه يسب الله تعالى، فإنه كافر لنعمة ربه، عز وجل و غير راضِ بقضائه
رؤيا المصطفى صلى الله عليه و سلم ثم رؤيا المصطفى صلوات الله و سلامه عليه و هي ما أخبرنا سهل بن أبي يحي الفقيه ، قال: حدثنا جعفر بن محمد العريبي، قال : حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا صدقة، قال حدثنا ابن جابر عن سليمان بن عامر الكلاعي، قال : حدثنا أبو أمامة الباهلي، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " بينما أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأخرجاني و أتيا بي جبلا وعرا فقالا لي أصعد، فقلت لا أطيقه قالا : إننا سنسهله لك، قال فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل، إذا أنا بصوت شديد فقلت : ما هذه الأصوات فقالا: عواء أهل النار ثم انطلقا بي، فإذا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة تسيل أشداقهم دما، فقلت من هؤلاء؟ قالا: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم، فقلت: خابت اليهود و النصارى- قال سليمان فلا أدري أشيء سمعه أبو أسامة عن النبي صلى الله عليه و سلم، أو شيء قاله برأيهثم انطلقا بي، فإذا بقوم أشد منهم انتفاخا و أنتنهم ريحا، كأن ريحهم المراحيض، فقلت من هؤلاء؟ قالا هؤلاء الزانون و الزواني، قال ثم إنطلقا بي فإذا بغلمان يلعبون بين نهرين، فقلت: من هؤلاء قالا : هؤلاء ذرارى المسلمين. ثم شرفا بي شرفا فإذا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم ، فقلت من هؤلاء؟ قالا هؤلاء زيد و جعفر و ابن رواحه، ثم شرف بي شرفا آخر، فإذا بنفر ثلاثة، قلت : من هؤلاء؟ قالا هؤلاء هم إبراهيم و موسى و عيسى عليهم السلام و هم ينتظرونك و أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال : حدثني علي بن محمد الوراق، قال حدثنا أحمد بن محمد بن نصر، قال : خبرنا يوسف بن بلال عن محمد بن مروان الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، قال سحر رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخذ عن عائشة فاشتكى رسول الله صلى الله عليه و سلم، حتى تخوفنا عليه فبينما هو صلى الله عليه و سلم بين النائم و اليقظان ، إذ ملكان أحدهما عند رأسه و الآخر عند رجليه فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: ما شكواه؟ ليفهم عنهما صلى الله عليه و سلم قال: طب قال : و من فعله؟ قال : لبيد بن أعصم اليهودي، قال أين صنعه؟ قال: في بئر ذروان، قال : فما دواؤه ؟ قال : يبعث إلى تلك البئر فينزح ماءها، ثم ينتهي إلى صخرة فيقلعها، فإذا فيها وتر كربة، عليها إحدى عشر عقدة، فيحرقها فيبرأ إنشاء الله، أما إنه إن بعث إليها استخرجاها، قال فاستيقظ صلى الله عليه و سلم و قد فهم ما قيل له قال: فبعث عمار بن ياسر و رهطا من أصحابه إلى تلك البئر، و قد تغير ماؤها كأنه ماء الحناء، قال فنزح ماءها ثم انتهى إلى الصخرة فاقتلعها، فإذا تحتها كربة في الكربة وتر فيه إحدى عشر عقدة ، فأتوا به رسول الله صلى الله عليه و سلم. فنزلت هاتان السورتان : ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس) و هما إحدى عشرة آية . فكلما قرأ آية انحلت عقدة، فلما حل العقد قام النبي صلى الله عليه و سلم فكأنما نشط من عقال، قال: و أحرق الوتر. قال و أمر النبي صلى الله عليه و سلم، أن يتعوذ بهما و كان لبيد يأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فما ذاكره النبي صلى الله عليه و سلم، و لا رؤى في وجهه شيء فهذه جملة دالة على تحقيق أمر الرؤيا و ثبوتها في أحبار كثيرة يطول الكتاب بذكرها قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه: لما رأيت العلوم تتنوع أنواعا، منها ما ينفع في الدنيا دون الدين و منها ما ينفع فيهما جميعا، و كان علم الرؤيا من الاختصار مستعينا بالله في إتمامه على ما هو أرضى لديه، و أحب إليه، و مستعيذا به من وباله و فتنته، و الله تعالى ولي التوفيق، و هو حسبنا و نعم الوكيل

رؤيا سيدنا إبراهيم صلى الله عليه و سلم

و مما يدل على تحقيق الرؤيا في الأصل، أن إبراهيم صلى الله عليه و سلم رأى في المنام أنه ذبح ابنه، فلما استيقظ ائتمر لما أمر به في منامه، قال الله عز وجل حكاية عنه: ( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فأنظر ماذا ترى قال يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) الصافات 102 فلما علم إبراهيم عليه السلام برؤياه، و بذل جهده في ذلك، إلى أن فرج الله عنه بلطفه، علم به أن للرؤيا حكما

رؤيا يوسف عليه السلام

ثم رؤيا يوسف عليه السلام، و هي ما أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد، قال أخبرنا الحسن الأزهري قال حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، قال حدثنا عبد المنعم بن إدريس، قال: حدثني أبي عن وهب بن منبه أن يوسف بن يعقوب عليه السلام، رأى رؤيا و هو يومئذ صبي نائم في حجر أحد إخوته و بيد كل رجل منهم عصا غليظة، يراعى بها، و يتوكأ عليها، و يقاتل بها السباع عن غنمه، و ليوسف عليه السلام قضيب خفيف دقيق صغير، يتوكأ عليه، و يقاتل به السباع عن غنمه، و يلعب به و هو إذ ذاك صبي في الصبيان ، فلما إستيقظ من نومه و هو في حجر أحد إخوانه، قال ألا أخبركم يا إخواني برؤيا رأيتها في منامي هذا، قالوا : بلى , فأخبرنا، قال: فإني رأيت قضيبي هذا غرز في الأرض، ثم أتي بعصيكم كلها فغرزت حوله فإذا هو أصغرها و أقصرها، فلم يزل يترقى في السماء و يطولها حتى طال عصيكم، فثبت قائما في الأرض، و تفرشت عروقه من تحتها، حتى انقلعت عصيكم، فثبت قائما و سكنت حوله عصيكم فلما قص عليهم هذه الرؤيا، قالوا : يوشك ابن راحيل أن يقول أنتم عبيدي و أنا سيدكم، ثم لبث بعد هذا سبع سنين، فرأى رؤيا فيها الكواكب و الشمس و القمر فقال لأبيه : ( يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين ) يوسف 4 فعرف يعقوب تأويل الرؤيا و خشي عليه اخوته، فالقمر أبوه و الشمس أمه، و الكواكب اخوته فقال : ( يا بني لا تقصص رءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) يوسف 5 . و ذكر القصة إلى أن قال :( و رفع أبويه على العرش ) يوسف 100 يعني أجلسهما على السرير، و آواهما إلى منزله، و خر له أبواه و اخوته سجداً و تعظيماً له، و كانت تحية الناس في ذلك الزمان السجود، و لم تزل تحية الناس السجود حتى جاء الله تعالى بالإسلام، فذهب بالسجود و جاء بالمصافحة، ثم إن يعقوب عليه السلام رأى في المنام قبل أن يصيب يوسف ما فعل اخوته و هو صغير، كأن عشرة ذئاب أحاطت بيوسف و يعقوب على جبل، و يوسف في السهل، فتعاورته بينهم فأشفق عليه و هو ينظر إليه من فوق الجبل، إذ انفرجت الأرض ليوسف، فغار فيها، فتفرقت عنه الذئاب فذلك قوله لبنيه : ( أخاف أن يأكله الذئب ) يوسف 13

رؤيا آدم عليه السلام

قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه: فهذه الأخبار التي رويناها، تدل على أن الرؤيا في ذاتها حقيقة، و أن لها حكما و أثرا و أول رؤيا رويت في الأرض، رؤيا آدم عليه السلام، و هي ما أخبرنا به محمد بن عبد الله بن حمدويه، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، قال حدثنا بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه، قال: أوحى الله تعالى إلى آدم عليه السلام، أنك قد نظرت في خلقي، فهل رأيت لك فيهم شبيهاً، قال : لا يا رب، و قد كرمتني و فضلتني و عظمتني، فأجعل لي زوجاً تشبهني، و أسكن إليها حتى توحدك و تعبدك معي، فقال الله تعالى له : نعم، فألقى عليه النعاس، فخلق منه حواء على صورته، و أراه في منامه ذلك، و هي أول رؤيا كانت في الأرض. فانتبه و هي جالسة عند رأسه فقال له ربه: يا آدم ما هذه الجالسة التي عند رأسك؟ فقال له آدم : الرؤيا أريتني في منامي يا إلهي

 

 

رؤيا المنازعات والمخالفات

(974 قراءة



أما البغض : فغير محمود ، لأن المحبة نعمة من الله تعالى ، والبغض ضدها ،وضد النعمة الشدة . وقد ذكر الله تعالى منته على المؤمنين برفع العداوة الثابتة بينهم بمحبة الإسلام ، فقال الله تعالى ( إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) ـ آل عمران : 103 والبغي : راجع على الباغي ، والمبغي عليه منصور ؛ لقوله تعالى ( إنما بغيكم على أنفسكم ) ـ يونس: 23 وقال تعالى ( ثم بغي عليه لينصره الله ) ـ الحج : 60 والتهدد : ظفر للمتهدد بالمتهدد وأمن له وأمان ومن رأى كأن بعض الناس يجور على بعض ، فإنه يتسلط عليهم سلطان جائر
وأما الحسد : فهو فساد للحاسد وصلاح للمحسود وأما الخداع : فإن الخادع مقهور ،والمخدوع منصور لقوله تعالى ( وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله ) ـ الأنفال : 62 والخصومة : المصالحة ، فمن رأى أنه خاصم خصما صالحه والخيانة : هي الزنا والنقب في البيت مكر : فإن رأى كأنه نقب في بيت وبلغ فإنه يطلب امرأة ويصل إليها بمكر . فإن رأى كأنه ينقب في مدينة فإنه يفتش عن دين رجل عالم لقول النبي ،صلى الله عليه وسلم ، (أنا مدينة العلم وعلي بابها ) فمن رأى كأنه ينقب في صخر فإنه يفتش عن دين سلطان قاس

وأما الرفس : فمن رأى كأن رجلا يرفسه برجله ، فإنه يعيره بالفقر ، ويتصلف عليه بغناه وأما الضرب : فإنه يصيب المضروب على يدي ا لضارب ، إلا أن رأى كأنه يضربه بالخشب ، فإنه حينئذ يدل على أنه يعده خيرا فلا يفي له به . ومن رأى كأن ملكا يضربه بالخشب، فإنه يكسوه . وإن ضربه على ظهره فإنه يقضي دينه . وإن ضربه على عجزه فإنه يزوجه . وإن ضربه بالخشب أصابه منه ما يكره . وقيل : إن الضرب يدل على التغيير ،وقيل : إن الضرب وعظ . ومن رأى كأنه يضرب رجلا على رأسه بالمقرعة وأثرت في رأسه وبقي أثرها عليه ، فإنه يريد ذهاب رئيسه . فإن ضرب على جفن عينه فإنه يريد هتك دينه . فإن قلع أشفار جفنه فإنه يدعو إلى بدعة . فإن ضرب جمجمته فإنه قد بلغ في تغييره نهايته ، وينال الضارب بغيته . فإن ضربه على شحمة أذنه أو شقها وخرج منها دم ، فإنه يفترع ابنة المضروب . وقيل : إن كل عضو من أعضائه يدل على القريب الذي هو تأويل ذلك العضو . وقال بعض المعبرين : إن الضرب هو الدعاء ، فمن رأى أنه يضرب رجلا فإنه يدعو عليه . فإن ضربه وهو مكتوف فإنه يكلمه بكلام سوء ويثني عليه بالقبيح والخدش : الطعن والكلام

وأما الرضخ : فمن رأى كأنه يرضخ رأسه على صخرة ، فإنه ينام ولا يصلي العتمة ، لما روي عن النبي ،صلى الله عليه وسلم ، وأما الرجم : فمن رأى كأنه يرجم إنسانا فإنه يسب ذلك الإنسان وأما السب : فهو القتل وأما السخرية : فهي الغبن ، فمن رأى كأنه سخر به فإنه يغبن وأما الصفع : إذا كان على جهة المزاح فاتخاذ يد عند المصفوع
وأما العداوة : فمن رأى كأنه يعادي رجلا ، فإنه يظهر بينهما مودة ، لقوله تعالى ( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة )ـ الممتحنة : 7 . فإن غضب على إنسان من أجل الدنيا ، فإنه رجل متهاون بدين الله . وإن غضب لأجل الله تعالى ، فإنه يصيب قوة وولاية ؛ لقوله تعالى ( ولما سكت عن موسى الغضب ) ـ الأحزاب : 25

وأما الغالب : في النوم فمغلوب في ا ليقظة وأما اللطم : فمن رأى كأنه يلطم إنسانا فإنه يعظه وينهاه عن الغفلة
وأما المقارعة : فمن رأى أنه يقارع رجلا أصابته القرعة ، فإنه لم يظفر به ويغلبه في أمر حق . فإن وقعت القرعة له ناله هم وحبس ثم يتخلص ، لقوله عز وجل ( فساهم فكان من المدحضين ) ـ الصافات : 141
وأما المصارعة : فإن اختلف الجنسان ، فالمصارع أحسن حالا من المصروع كالإنسان والسبع . فإن كانت المصارعة بين رجلين ، فالصارع مغلوب وأما الذبح : فعقوق وظلم

 

 

في أثاث البيت وأدواته

(913 قراءة



الطست : جارية أو خادم . فمن رأى كأنه يستعمل طستا من نحاس ، فإنه يبتاع جارية تركية ، لأن النحاس يحمل من الترك . وإن كان الطست من فضة ، فإن الجارية رومية . وإن كان من ذهب ، فإنها جميلة تطالبه بما لا يستطيع وتكلفه ما لا يطيق . وقيل : إن الطست امرأة ناصحة لزوجها تدله على سبب طهارته ونجاته والباطية : جارية مكرة غير مهزولة والبرمة : رجل تظهر نعمه لجيرانه وقيل : إن القدر قيمة البيت . والكانون زوجها الذي يواجه الأنام ويصلي تعب الكسب ، وهو يتولى في الدار علاجها مستورة مخمرة . وقد يدل الكانون على الزوجة ، والقدر على الزوج ، فهي أبدا تحرقه بكلامها وتقضيه في رزقها ، وهو يتقلى ويتقلب في غليانها داخلا وخارجا . ومن أوقد نارا ووضع القدر عليها وفيها لحم أو طعام ، فإنه يحرك رجلا على طلب منفعة . فإن رأى كأن اللحم نضج وأكله ، فإنه يصيب منه منفعة ومالا حلالا ، وإن لم ينضج فإن المنفعة حرام ، وإن لم يكن في القدر لحم ولا طعام ، فإنه يكلف رجلا فقيرا ما لا يطيقه ولا ينتفع منه بشيء وقدر الفخار : رجل تظهر نعمته للناس عموما ولجيرانه خصوصا والمرجل : قيم البيت من نسل النصارى

والمصفاة : خادم جميل واللجام : هو حبيب الرجل والمحبوب منه يقدم عليه من ا لحلاوة ، وذلك لأن الحلو على اللجام يدل على زيادة المحبة في قلب حبيبه له . فإن قدم اللجام وعليه شيء من البقول أو من الحموضات فإنه يظهر بلي بيت حبيبه منه عداوة وبغضاء والزنبيل : يدل على العبيد . والسلة : في الأصل تدل على التبشير والإنذار ، فإن رأى فيها ما يستحب نوعه أو جنسه أو جوهره فهي مبشرة ، وإن كان فيها ما لا يستحب فهي منذرة الصندوق : امرأة أو جارية . وذكر القيرواني الصندوق بلغته وسماه التابوت ، فقال : إنه يدل على بيته وعلى زوجته وحانوته وعلى صدره ومخزنه ، وكذلك العتبة . فما رؤي فيه أو خرج منه إليه رآه فيما يدل عليه من خير أو شر على قدر جوهر الحادثة ، فإن فيه بيتا دخلت صدره غنيمة . وإن كانت زوجته حاملا ولدت ابنا . وإن كان عنده بضاعة خسر فيها أو ندم عليها وعلى نحو هذا والتابوت : ملك عظيم ، فإن رأى أنه في تابوت نال سلطانا إن كان أهلا له لقوله تعالى ( إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت ) الآية ــ البقرة : 248 وقيل : إن صاحب هذه الرؤيا خائف من عدو وعاجز عن معاداته ، وهذه الرؤيا دليل الفرج والنجاة منشر بعد مدة . وقيل إن رأى هذه الرؤيا من له غائب قدم معليه . وقيل من رأى أنه على تابوت فإنه في وصية أو خصومة ، وينال الظفر ويصل وإلى المراد والحقة : قصر ، فمن رأى كأنه وجد حقة فيها لآلئ ، فإنه يستفيد قصرا فيه خدم والسفط : امرأة تحفيظ أسرار الناس والصرة : سر ، فمن رأى أنه استودع رجلا صرة فيها دراهم أو دنانير أو كيسا ، فإن كانت الدراهم أو الدنانير جيادا فإنه يستودعه سرا حسنا ، وإن كانت رديئة استودعه سرا رديئا . فإن رأى كأنه فتح الصرة فإنه يذيع ذلك السر

والقربة : عجوز أمينة تستودع أموالا والقارورة والقنينة : جارية أو غلام ،وقيل : بل هي امرأة ،لقول النبي ، صلى الله عليه وسلم ،(رفقا بالقوارير ) والكيس : يدل على الإنسان ، فمت رآه فارغا فهو دليل موت صاحب الكيس . وقيل إن الكيس سر كالصرة وقيل من رأى كأن في وسطه كيسا ، دل على أنه يرجع إلى صدر صالح من العلم ، فإن كانت فيه دراهم صحاح فإن ذلك العلم صحيح ، وإن كانت مكسرة فإنه يحتاج في عمله إلى دراسة وحكي أن رجلا أتى أبا بكر رضوان الله عليه فقال : رأيت كأني نفضت كيسي فلم أجد فيه إلا علقة . فقال الكيس بدن الإنسان ، والدرهم ذكر وكلام ، والعلقة ليس لها بقاء ، فإن رأى الإنسان أنه نفش كيسه أو هميانه أو صرته ، مات وانقطع ذكره من الدنيا . قال : فخرج الرجل من عند أبي بكر ، فرمحه برذون فقتله الهميان : جار مجرى الكيس . وقيل : إن الهميان مال ، فمن رأى كأن هميانه وقع في بحر أو نهر ، ذهب ماله على يدي ملك . وإن رأى كأنه وقع في نار ، ذهب ماله على يد سلطان جائر والمقراض : رجل قسام ، فمن رأى كأن بيده مقراضا اضطر في خصومة إلى قاض . وإن كانت أم صاحب الرؤيا في الأحياء فإنها تلد أخا له من أبيه . وقيل : إن المقراض ولد مصلح بينا لناس ، وقال القيرواني : من رأى بيده مقراضا فإن كان عند ولد أتاه آخر ، وكذلك في العبيد والخدم ، وإن كان عازبا فإنه يتزوج ، وأما من سقط عليه من السماء مقراض في مرض أو في وباء ، فإنه منقرض من الدنيا . وأما من رأى أنه يجز به صوفا أو وبرا أو شعرا من جلد أو ظهر دابة ، فإنه يجمع مالا بفهمه وكلامه وشعره وسؤاله أو بمنجله وسكينه . وأما من جز به لحى الناس وقرض به أثوابهم ، فإنه رجل خائن مغتاب

وأما الإبرة : فدالة على المرأة والأمة لثقبها ، وإدخال الخيط فيها بشارة الوطء وإدخال غير الخيط فيها تحذير ، لقوله تعالى ( ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط )ـ الأعراف : 40 . وأما من خاط بها ثياب الناس فإنه ينصحهم أو يسعى بالصلاح بينهم ، لأن النصاح هو الخيط في لغة العرب،والإبرة المنصحة ، والخياط الناصح . وإن خاط ثيابه استغنى إن كان فقيرا ، واجتمع شمله إن كان مبددا ، وانصلح حاله إن كان فاسدا وأما إن رأفأ بها قطعا فإنه يتوب من غيبة أو يستغفر من إثم إذا كان رفوه صحيحا متقنا ، وإلا اعتذر بالباطل وتاب من تباعة ولم يتحلل من صاحب الظلامة ، ومنه يقال من اغتاب فقد خرق ، ومن تاب فقد رفأ . والإبرة رجل مؤلف أو امرأة مؤلفة ، فإن رأى كأنه يأكل إبرة فإنه يفضي بسره إلى ما يضره به . وإن رأى كأنه غرز إبرة في إنسان فإنه يطعن ويقع فيه من هو أقوى منه وحكي أن رجلا حضر ابن سيرين فقال : رأيت كأني أعطيت خمس إبر ليس فيها خرق . فعبر رؤياه بعض أصحاب ابن سيرين فقال : الإبر الخمس التي لا ثقب فيهن أولاد ، والإبرة المثقوبة ولد غير تمام ، فولد له أولاد على حسب تعبيره وقال أكثر المعبرين : إن الإبرة في التأويل سبب ما يطالب من صلاح أمره أو جمعه أو التئامه ، وكذلك لو كانت اثنتين أو ثلاثة أو أربعة ، فما كان منها بخيط فإن تصديق التئام أمر صاحبها أقرب ، ومبلغ ذلك بقدر ما خاط به وما كان من الإبر قليلا يعمل به ويخيط به ، خير من كثير لا يعمل بها ، وأسرع تصديقا ، فإن رأى أنه أصاب إبرة فيها خيط أو كان يخيط بها ، فإنه يلتئم شأنه ويجتمع له ما كان من أمره متفرقا ، ويصلح .

فإن رأى أن إبرته التي يخيط بها أو كان فيها خيط انكسرت أو انخرمت ، فإنه يتفرق شأنه من شأنه . وكذلك لو رأى أنه انتزعت منه أو احترقت ، فإن ضاعت أو سرقت فإنه يشرف على تفريق ذلك الشأن ثم يلتئم والخيط : بينة ، فمن رأى أنه أخذ خيطا فإنه رجل يطلب بينة في أمر هو بصدده لقوله تعالى ( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) ـ البقرة : 187 فإن رأى كأنه فتل خيطا فجعله في عنق إنسان وسحبه أو جذبه ، فإنه يدعو إلى فساد ، وكذلك إذا رأى أنه نحر جملا بخيط .
وأما الخيوط المعقدة فتدل على السحر . ومن رأى أنه يفتل حبلا أو خيطا أو يلوى ذلك على نفلسه أو على قصبة أو خشبة أو غير ذلك من الأشياء أو غير ذلك من الأشياء ، فإنه سفر على أي حال كان فإن رأى أنه يغزل صوفا أو شعرا أو مرعزا مما يغزل الرجال مثله ، فإنه يصيب خيرا في سفره ، فإن رأى أنه يغزل القطن والكتان أو القز وهو في ذلك متشبه بالنساء ، فإنه ينال ذل ويعمل معملا حلالا غير مستحسن للرجال ذلك فإن رأت امرأة أنها تغزل من ذلك شيئا ، فإن غائبا لها يقدم من سفر . فإن رأت أنها أصابت مغزلا فإن كانت حاملا ولدت جارية ،وإلا أصابت أختا ، فإن كان في المغزل فلكة تزوجت بنتها أو أختها ، فإن انقطع سلك المغزل أقام المسافر عنها ، فإن رأت خمارها انتزع منها أو انتزع كله فإنها يموت زوجها أو يطلقها . فإن احترق بعضه أصاب الزوج ضر وخوف من سلطان . وكذلك لو رأت فلكتها سقطت من مغزلها ، طلق ابنتها زوجها أو أختها . فإن كان خمارها سرق منها وكان الخمار من ينسب إليه في التأويل إلى رجل أو امرأة ، فإن إنسانا يغتال زوجها في نفسه ، أو في ماله أو في بعض ما يعز عليه من أهله . فإن كان السارق ينسب إلى امرأة ، فإن زوجها يصيب امرأة غيرها حلالا أو حراما ، وكذلك مجرى الفلكة وقال القيرواني : الحبل سبب من الأسباب ، فإن كان من السماء ، فهو القرآن والدين وحبل الله المتين الذي أمرنا أن نعتصم به جميعا ، فمن استمسك به قام بالحق في سلطان أو علم . وإن رفع به مات عليه ، وإن قطع به ولم يبق بيده منه سلطانه وبقي عقده وصدقه وحقه. فإن وصل له وبقي على حاله عاد إلى سلطانه ، فإن رفع به من بعد ما وصل له غدر به ومات على الحق . وإن كانا لحبل في عنقه أو على كتفه أو على ظهره أو في وسطه ، فهو عهد يحصل في عنقه وميثاق ، إما نكاح أو وثيقة أو نذر أو دين أو شركة أو أمانة ، قال الله تعالى ( إلا بحبل من الله وحبل من الناس ) ـ آل عمران : 112 وأما الحبل على العصا فعهد فاسد وعمل رديء وسحر ، قال الله تعالى(فألقوا حبالهم وعصيهم) ــ الشعراء : 44 . وأما من فتل حبلا أو قاسه أو لواه على عود أو غير ، فإنه يسافر ، وكذلك كل لي وفتل . وقد يدل الفتل على إبرام الأمور والشركة والنكاح

وأما مغزل المرأة ولفاظاتها : فدالان على نكاح العزب وشراء الأمة وولادة الحامل أنثى . وأما من غزل من الرجال ما يغزله الرجال ، فإنه يسافر أو يبرم أمرا يدل على جوهر المغزول ، أو يتغزل في شعر . فإن غزل ما يغزله النساء ، فإن ذلك كله ذلة تجري عليه في سفر أو في غيره ، أو يعمل عملا ينكر فيه عليه ، وليس يحرام، وأما غزل المرأة فإنه دليل على مسافر يسافر لها أو غائب يقدم عليها ، لأن المغزل يسافر عنها ويرجع إليها ، وإلا أفادت من عمل يدها وصناعتها وقد حكي عن ذي القرنين أنه قال : الغزل عمر الرجل . فإن رأى كأنه غزل أو نسج وفرغ من النسج ، فإنه يموت . وفكه المغزل زوج المرأة ، وضياعها تطليقه إياها ، ووجودها مراجعته إياها ، ونقضها الغزل نكثها العهد وأما المشط : فمنهم من قال يدل على سرور ساعة لأنه يظهر وينظف ويزين زينة لا تدوم . وقيل : المشط عدل . وقيل : إن التمشيط يدل على أداء الزكاة والمشط بعينه يدل على العلم وعلى الذي ينتفع بأمره وكلامه كالحاكم والمفتي والمعبر والواعظ والطبيب ، فمن مشط رأسه أو لحيته فإن كان مهموما سلى همه ، وإلا عالج زرعه ونخله أو ماله مما يصلحه ويدفع الأذى عنه من كلام أو حرب ونحوه

وأما المرآة : فمن نظر وجهه فيها من العزاب فإنه ينكح غيره ويلقى وجهه ، وإن كان عنده حمل أتى مثله ذكرا كان الناظر أم أنثى ، وقد يدل على فرقة الزوجين حتى يرى الناظر في بيته وجها غير وجهه . وأما المسافر فإن ذلك دليل له على الرحلة حتى يرى وجهه في أرض غيره وفي غير المكان الذي هو فليه ، وقد تفرق فيه بنية ا لناظر فيها وصفته وآماله ، فإن كان نظره فيها ليصلح وجهه أو ليكحل عينيه ، فإنه ناظر في أمر اخوته مروع متسنن وقد تدل مرآته على قلبه ، فما رأى عليها من صدأ كان ذلك إثما وغشاوة على قلبه . والناظر في مرآة فضة يناله مكروه في جاهه . والنظر في المرآة للسلطان عزله عن سلطانه ، ويرى نظيره في مكانه ، وربما فارق زوجته وخلف عليها نظيره وقيل : المرآة مروءة الرجل ومرتبته على قدر كبر المرآة وجلالتها ، فإن رأى وجهه فيها أكبر فإن مرتبته فيها ترتفع ، وإن كان وجهه فيها حسنا فإن مروءته تحسن ، فإن رأى لحيته فيها سوداء مع وجه حسن وهو على غير هذه الصفة في اليقظة ، فإنه يكرم على الناس ويحسن فيهم جاهه في أمر الدنيا . وكذلك إن رأى لحيته شمطاء مكهلة مستوية . فإن رآها بيضاء فإنه يفتقر ويكثر جاهه ويقوى دينه . فإن رأى في وجهه شعرا أبيض حيث لا ينبت الشعر ، ذهب جاهه وقوي دينه ، وكذلك النظر في مرآة الفضة يسقط الجاه . وقال آخر : المرآة امرأة ، فإن رأى في المرآة فرج امرأة أتاه الفرج والنظر في المرآة المجلوة يجلو الهموم ، وفي المرآة الصدئة سوء حال . فإن رأى كأنه يجلو مرآة فإنه في هم يطلب الفرج منه . فإن لم يقدر على أن يجلوها لكثرة صدئها فإنه لا يجد الفرج . وقيل : إذا رأى كأنه ينظر في مرآة فإن كان عازبا تزوج ، وإن كانت امرأته غائبة اجتمع معها . وإن نظر في المرآة من ورائها ارتكب من امرأته فاحشة ، وعزل إن كان سلطانا ،ويذهب زرعه إذا كان دهقانا . والمرأة إذا نظرت في المرآة وكانت حاملا فإنها تضع بنتا تشبهها أو تلد ابنتها بنتا . فإن لم يكن شيء من ذلك تزوج زوجها أخرى عليها نظيرها ، فهي تراها شبهها . وكذلك لو رأى صبي أنه نظر في مرآة وأبواه يلدان ، فإنه يصيب أخا مثله ونظيره . وكذلك الصبية لو رأت ذلك أصابت أختا نظيرتها ، وكذلك إذا رأى رجل ذلك وكانت عنده حبلى ولد له ابن يشبهه

والمذبة : دالة على الرجل الذاب والرجل المحب وأما المروحة : فتدل على كل من يستراح إليه في الغم والشدة والدرج : بشارة تصل بعد أيام ، خصوصا إذا كان فيه لؤلؤ وجوهر . وكذلك تحت الثياب والخلال : لا تستحب في التأويل لتضمنه لفظ الخلل ،وقيل : إنه لا يكره لأنه ينقي وسخ الأسنان ، وهي في التأويل أهل البيت ، فكأنه يفرج الهموم عن أهل البيت . فإن فرق به شعره افترق ماله وأصابته فيه ذلك ، وإن خلل به ثوبه انخل ما بينه وبين أهله وحليلته والمكحلة : وأما من أولج مرودا في مكحلة ليكحل عينه ، فإن كان عازبا تزوج ، وإن كان فقيرا أفاد مالا ، وإن كان جاهلا تعلم ، إلا أن يكون كحله رمادا أو زبدا أو رغوة أو عذرة أو نحوه ، فإنه يطلب حراما من كسب أو فرج أو بدعة . والمكحلة في الأصل امرأة داعية إلى الصلاح والميل : ابن ،وقيل : هو رجل يقوم بأمور الناس محتسبا والمقدمة : خادمة .

والمهد : بركة وخير وأعمال صالحة والصفحة والطبق : حبيب الرجل ، والمحبوب ما يقدم عليه شيء حلو وأما السكين : فمن أفادها في المنام أفاد زوجة إن كان عازبا ،وإن كانت امرأته حاملا سلم ولدها ، وإن كان معها ما يؤيد الذكر فهي ذكر ، وإلا فهي أنثى . وكذلك الرمح . وإن لم يكن عنده حمل وكان يطلب شاهدا بحق وجده . فإن كانت ماضية ، كان الشاهد عدلا ، وإن كانت غير ماضية أو ذات فلول ، جرح شاهده ، وإن غمدت له ستر له أو ردت شهادته لحوادث تظهر منه في غير الشهادة . فإن لم يكن في شيء من ذلك فهي فائدة من الدنيا ينالها ، أو صلة يوصل بها ، أو أخ يصحبه ، أو صديق يصادقه ، أو خادم يخدمه ، أو عبد يملكه على إقرار الناس . وإن أعطى سكينا ليس معها غيرها من السلاح ، فإن السكين حينئذ من السلاح هو سلطان ، وكذلك الخنجر . والسكين حجة ، لقوله تعالى ( وآتت كل واحدة منهن سكينا ) ـ يوسف : 31 وقيل : من رأى في يده سكين المائدة وهو لا يستعملها ، فإنه يرزق ابنا كيسا. فإن رأى كأنه يستعملها ، فإنها تدل على انقطاع الأمر الذي هو فيه والشفرة : اللسان ، وكذلك المبرد وأما المسن : فامرأة ، وقيل : رجل يفرق بين المرء وزوجه وبين الأحبة وأما الموسى : فلا خير في اسمها من امرأة أو خادم أو رجل يتسمى باسمها أو مثلها ، إلا أن يكون يشرح بها لحما أو يجرح حيوانا ، فهي لسانه الخبيث المتسلط على الناس بالأذى والميسم : يدل على ثلب الناس ووضع الألقاب لهم ، وقيل : إنه يدل على برء المريض وأما الفأس : فعبد أو خادم ، لأن لها عينا يدخل فيها غيرها . وربما دلت على السيف في الكفار إذا رؤيت في الخشب ، وربما دلت على ما ينتفع به لأنها من الحديد . وقال بعضهم : هو ابن . وقال بعضهم : هو أمانة وقوة في الدين ، لقوله تعالى في قصة إبراهيم ( فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم ) ـ الأنبياء : 58 . وإنما جذذهم بالفأس

وأما القدوم : فهوا لمحتسب المؤدب للرجال المصلح لأهل الاعوجاج ، وربما دل على فم صاحبه وعلى خادمه وعبد . وقيل : هو رجل يجذب المال إلى نفسه ، وقيل : هو امرأة طويلة اللسان والساطور : رجل قوي شجاع قاطع للخصومات والمنشار : يدل على الحاكم والناظر الفاصل بينا لخصمين ، المفرق بين الزوجين ، مع ما يكون عنده من الشر مع اسمه وحسبه ، وربما دل على القاسم وعلى الميزان ، وربما دل على المكاري والمسدي والمداخل لأهل النفاق ، والجاسوس على أهل الشر المسيء بشرهم ، وربما دل على النكاح لأهل الكتاب لدخوله في الخشب . وقيل : هو رجل يأخذ ويعطي ويسامح والمطرقة : صاحب الشرطة وأما المسحاة : فإنها خادم ومنفعة أيضا ، لأنمها تجرف التراب والزبل ، وكل ذلك أموال ، ولا يحتاج إليها إلا من كان ذلك عنده . وهي للعزب ولمن يؤمل شراء جارية نكاح تسر ، ولمن تعذر عليه رزقه إقبال ، ولمن له سلم بشارة يجمعه ، ولمن له في الأرض طعام دلالة على تحصيله . فكيف إن جرف بها ترابا أو زبلا أو تبنا فذلك أعجب في الكثرة ، وقد يدل الجرف بها على الجبانة والمقتلة ، لأنها لا تبالي ما جرفت ، وليست تبقى باقية وربما دلت على المعرفة . وقيل : هي ولد إذا لم يعمل بها ، وإن عمل بها فهي خادم

والمثقب : رجل عظيم المكر شديد الكلام ، ويدل على حافر الآبار ،وعلى الرجل النكاح ، وعلى الفحل من الحيوان والأرجوحة المتخذة من الحبل ، فإن رأى كأنه يتأرجح فيها فإنه فاسد الاعتقاد في دينه يلعب والجواليق والجراب : يدلان على حافظ السر ، وظهور شيء منها يدل على انكشاف السر ، وقيل : إنها خازن الأموال والزق : رجل دنيء ، وإصابة الزق من العسل غنيمة من رجل دنيء وكذلك السمن . وإصابة الزق من النفط مال حرام من رجل شرير . والنفخ في الزق ابن ، لقوله تعالى ( فنفخنا فيه من روحنا ) ـ التحريم : 12 . والنفخ في الجراب كذلك والنحى : زق السمن والعسل ، فإنه رجل عالم زاهد والوطب : رجل يجري على يديه أموال حلال يصرفها في أعمال

وأما النطع : فهو دال على الرجل ، لأنه يعلو على الفراش ويقيه الإدناس . وقد يدل على ماله الذي تتمعك في المرأة وولدها . وربما دل على السرية المشتراة ، وعلى الحرة المؤثرة عليها . وقد يدل على الخادم لأن خادم الفراش يدفع الأوساخ عنه والوضم : رجل منافق يدخل في الخصومات ويحث الناس عليها والسفود : قيم البيت ،وهو خادم ذو بأس يتوصل به المراد والتور : خادم : والجونة : خازن . والمنخل : رجل يجري على يديه أموال شريفة ، لأن الدقيق مال شريف ، ويدل على المرأة والخادمة التي لا تحمل ولا تكتم سرا والغربلة : تدل على الورع في المكسب ، وتدل على نفاد الدراهم والدنانير ، والمميز بينا لكلام الصحيح والفاسد وقفص الدجاج : يدل على دار ، فإن رأى كأنه ابتاع قفصا وحصر فيه دجاجته ، فإنه يبتاع دارا وينقل إليها امرأته وإن وضع القفص على رأسه وطاف به في السوق فإنه يبيع داره وتشهد به الشهود عليه والقبان : ملك عظيم ، ومسماره قيام ملكه ، وعقربه سره ، وسلسلته غلمانه وكفته سمعته ، ورمانته قضاؤه وعدله والميزان : دال على كل من يقتدي به ويهتدي من أجله كالقاضي والعالم والسلطان والقرآن ، وربما دل على لسان صاحبه ، فما رؤي فيه من اعتدال أو غير ذلك عاد عليه في صدقه وكذبه وخيانته وأمانته ، فإن كان قاضيا ، فالعمود جسمه ، ولسانه لسانه ، وكفتاه أذناه ، وأوزانه أحكامه وعدله ،والدراهم كلام الناس وخصوماتهم ،وخيوطه أعوانه ووكلاؤه والمكيال : يجري مجراه . والعرب تسمي الكيل وزنا . والميزان عدل حاكم ، وصنجاته أعوانه ، وميل اللسان إلى جهة اليمين يدل على ميل القاضي إلى المدعي، وميله إلى اليسار يدل على ميله إلى المدعى عليه،واستواء الميزان عدله ، واعوجاجه جوره ، وتعلق الحجر في إحدى جهتيه للاستواء دليل على ككذبه وفسقه . وقيل إن وفور صنجاته دليل على فقه القاضي وكفاءته ، ونقصانها دليل على عجزه عن الحكم . فإن رأى كأنه يزن فلوسا فإنه يقضي بشهادة الزور . وميزان العافين خازن بيت المال . والميزان الذي كفتاه من جلد الحمار يدل على التجار والسوقة الذين يؤدون الأمانة في التجارات

والمهراس : رجل يعمل ويتحمل المشقة في إصلاح أمور يعجز غيره عنها والمسمار : أمير أو خليفة ،ويدل على الرجل الذي يتوصل الناس به إلى أمورهم كالشاهد وكاتب الشروط ،ويدل على الفتوة الفاصلة ، وعلى الحجج اللازمة ،وعلى الذكر . ويدل على مال وقوة وأما الوتد : فمن رأى كأنه ضربه في حائط أو أرض ، فإن كان عازبا تزوج ، وإن كانت له زوجة حملت منه . وإن رأى نفسه فوقه تمكن من عالم ، أو مشى فوق وجبل ،وقيل : الوتد أمير فيه نفاق . وإن رأى كأنه غرسه في حائط فإنه يحب رجلا جليلا . فإن غرزه في جدار بيت فإنه يحب امرأة . فإن غرسه في جدار من خشب فإنه يحب غلاما منافقا . فإن رأى كأن شيخا غرز في ظهره مسمارا من حديد ، فإنه يخرج من صلبه ملك أو نظير ملك أو عالم يكون من أوتاد الأرض . فإن رأى أن شابا غرز في ظهره وتدا من خشب فإنه يولد له ولد منافق يكون عدوا له . فإن رأى كأنه قلع الوتد فإنه يشرف على الموت . وقيل : من رأى أنه أوتد وتدا في جدار أو أرض أو شجرة أو اسطوانة أو غير ذلك ، فإنه يتخذ أخبية عند رجل ينسب إلى ذلك الشيء الذي فيه وتد والحلقة : دين والجلجل : خصومة وكلام في تشنيع والجرس : رجل مؤذ من قبل السلطان والراوية والركوة : للوالي عامرة ، وللتجار تجارة شريفة المندفة : امرأة مشنعة ، ووترها رجل طنان ،وقيل هو رجل منافق والمنفخة : وزير والعصا : رجل حسيب منيه فيه نفاق

.
فمن رأى كأن بيده عصا فإنه يستعين برجل هذه صفته ، وينال ما يطلبه ويظفر بعدوه ويكثر ماله . فإن رأى العصا مجوفة وهو متوكئ عليها فإنه يذهب ماله ويخفي ذلك من ا لناس فإن رأى كأنها انكسرت فإن كان تاجرا خسر فلي تجارته ، وإن كان واليا عزل . وإن رأى كأنه ضرب بعصا أرضا فيها تنازع بينه وبين غيره ، فإنه يملكها ويقهر منازعه . وإن رأى كأنه تحول عصا مات سريعا وأما الكرسي : لمن جلس عليه فإنه دال على الفوز في الآخرة إن كان فيها ، وإلا نال سلطانا ورفعة شريفة على قدره ونحوه . فإن كان عازبا تزوج امرأة على قدره وجماله وعلوه وجدته . ولا خير للمريض ولا لمن جلس داخلا فيه لما في اسمه من دلائل كرور السوء ، لا سيما إن كان ممن قد ذهب عنه مكروه مرض أو سجن ، فإنه يكر راجعا . وأما الحامل فكونها فوقه مؤذن بكرسي القابلة التي تعلوه عند الولادة عند تكرار التوجع والألم ، فإن كان على رأسها تاج ولدت غلاما ، أو شبكة بلا رأس أو غمد سيف أو زوج بلا رمح ولدت جارية وقيل : من رأى أنه أصاب كرسيا أو قعد عليه ، فإنه يصيب سلطانا على امرأة وتكون تلك في النساء على قدر جمال الكرسي وهيئته . وكذلك ما حدث من الكرسي من مكروه أو محبوب فإن ذلك في المرأة المنسوبة إلى الكرسي . والكرسي امرأة أو رفعة من قبل سلطان . وإن كان من خشب فهو قوة في نفاق ، وإن كان من حديد فهو قوة كاملة . والجالس على الكرسي وكيل أو وال أو وصي إن كان أهلا لذلك ، أو قدم على أهله إن كان مسافرا ، لقوله تعالى ( وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ) ــ ص : 34 . والإنابة الرجوع والقمع : رجل مدبر ينفق على الناس بالمعروف . ودخول الكندوخ مصيبة واللوح : سلطان وعلم وموعظة وهدى ورحمة ، لقوله تعالى (وكتبنا له في الألواح )ـ الأعراف:145. وقوله ( في لوح محفوظ ) ـ البروج :22 . والمصقل منه يدل على أن الصبي مقبل صاحب دولة ، والصدئ منه يدل على أنه مدبر لا دولة له . وإذا لوحا من حجر فإنه ولد قاسي القلب ، وإذا كان من نحاس فإنه ولد منافق ، وإذا كان من رصاص فإنه ولد مخنث

والمحرضة : خادم يسلي الهموم والمسرجة : نفس ابن آدم وحياته ، وفناء الدهن والفتيلة ذهاب حياته ، وصفاؤها صفاء عيشه ، وكدرهما كدر عيشه ، وانكسار المسرجة بحيث لا يثبت فيها الدهن علة في جسده . بحيث لا تقبل الدواء . والمسرجة قيم البيت والمكنسة : خادم . والخشنة : خادم متقاض . وأما من كنس بيته أو داره فإن كان بها مريض مات ، وإن كان له أموال تفرقت عنه ، وإن كنس أرضا وجمع زبالتها أو ترابها أو تبنها ، فإنه يفيد من البادية إن كانت له ، وإلا كان جابيا أو عشارا أو فقيرا سائلا طوافا الممخض : رجل مخلص ، أو مفت يفرق بين الحلال والحرام . فإن رأى كأنه ثقب الممخض فإنه لا يقبل الفتوى ولا يعمل بها وأما القصعة : فداله على المرأة والخادم ، وعلى المكان الذي يتعيش فيه وتأتي الأرزاق إليه . فمن رأى جمعا من الناس على قصعة كبيرة أو جفنة عظيمة ، فإن كان من أهل البادية كانت أرضهم وفدادينهم ، وإن كانوا أهل حرب داروا إليها بالمنافقة ، وحركوا أيديهم حولها بالمجادلة على قدر طعامها وجوهرها ، وإن كانوا أهل علو تألفوا عليه إن كان طعامها حلوا ونحوه .. وإن كانوا فساقا أو كان طعامها سمكة أو ولحما منتنا تألفوا على زانية

وأما الطاجن : فربما دل على قيم البيت ، وربما دل على الحاكم والناظر والجاني والعاشر والماكس والسفافيد أعوانه ، وقد يدل على السجان وصاحب الخراج والطبيب وصاحب البط والحصير : دال على الخادم ، وعلى مجلس الحاكم والسلطان . والعرب تسمي الملك حصيرا ، فما كان به من حادث فبمنزلة البساط وأما التحافه : فدال على الحصار ، والحصر فيا لبول ، وأما من حمله أو لبسه فهو حسرة تجري عليه وتناله ويحل فيها من تلك الناحية ، أو امرأة أو مريض أو محبوس وأما الزجاج : وما يعمل منه ، فحمله غرور ، ومكسوره أموال والظرف : منه آنية أو زوجة أو خادم أو غيرهن من النساء . وككثرته في البيت دالة على اجتماع النساء في خير أو شر وأما العروة : فمن تعلق بعروة أو أدخل يده فيها فإن كان كافرا أسلم واستمسك بالعروة الوثقى ، وإن استيقظ ويده فيها مات على الإسلام . ويدل على صحبة العالم وعلى العمل بالعلم والكتاب والمنقار : دال على ذكر صاحبه وفمه ، وعلى عبده وخادمه الذي لا يستقيم إلا بالصفع ، وحماره الذي لا يمشي إلا بالضرب القفل والمفاتيح : وأما من فتح قفلا فإن كان عازبا فهو يتزوج ، وإن كان مصروفا عن عروسه فإنه يفترعها ، فالمفتاح ذكره ، والقفل زوجته . إلا أن يكون مسجونا فينجو منه بالدعاء ، قال الله تعالى ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) ـ الأنفال : 19 .أي تدعوا فقد جاءكم النصر . وإن كان في خصومة نصر فيها وحكم له ، قال الله تعالى ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ـ الفتح :1 . وإن كان في فقر وتعذر فتح له من الدنيا ما ينتفع به على يد زوجة ، أو من شركة أو من سفر ، وقفول . وإن كان حاكما وقد تعذر عليه حكم ، أو مفت وقد تعذرت عليه فتواه ، أو عابر وقد تعذرت عليه مسألة ، ظهر له ما انغلق عليه وقد يفرق بين زوجين أو شريكين بحق أو باطل على قدر الرؤيا وأما المفتاح : فإنه دال على تقدم عند السلطان والمال والحكمة والصلاح . وإن كان مفتاح الجنة نال سلطانا عظيما في الدين ، أو أعمالا كثيرة من أعمال البر ، أو وجد كنزا أو مالا حلالا ميراثا . فإن حجب مفتاح الكعبة حجب سلطانا عظيما أو إماما ، ثم على نحو هذا في المفاتيح. والمفاتيح سلطان ومال وخطر عظيم ، وهي المقاليد . قال الله تعالى (له مقاليد السموات والأرض)ـ الزمر:63.يعني سلطان السموات والأرض وخزائنهما وكذلك قول الله تعالى في قارون ( ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ) ـ القصص : 76 . يصف بها أمواله وخزائنه

، فمن رأى أنه أصاب مفتاحا أو مفاتيح فإنه يصيب سلطانا أو مالا بقدر ذلك . وإن رأى أنه يفتح بابا بمفتاح حتى فتحه ، فإن المفتاح حينئذ دعاء يستجاب له ولوالديه أو لغيرهما فيه ، ويصيب بذلك طلبته التي يطلبها ، أو يستعين بغيره فيظفر بها . ألا ترى أن الباب يفتح بالفتاح حين يريد ، ولو كان المفتاح وحده لم يفتح به ، وكان يستعين في أمر ذلك بغيره . وكذلك لو رأى أنه استفتح برجا بمفتاح حتى فتحه ودخله ، فإنه يصير إلى فرج عظيم وخير كبير بدعاء ومعونة غيره له والقفل : كفيل ضامن ، وإقفال الباب به إعطاء كفيل ، وفتح القفل فرج وخروج من كفالة . وكل غلق هم ، وكل فتح فرج ، وقيل : إن القفل يدل على التزويج ، وفتح القفل قد قيل هو الافتراع ، والمفتاح الحديد رجل ذو بأس شديد ومن رأى أنه فتح بابا أو قفلا ، رزق الظفر لقوله تعالى ( نصر من الله وفتح قريب ) ــ الصف : 13

 

 

في أثاث البيت وأدواته

(913 قراءة



الطست : جارية أو خادم . فمن رأى كأنه يستعمل طستا من نحاس ، فإنه يبتاع جارية تركية ، لأن النحاس يحمل من الترك . وإن كان الطست من فضة ، فإن الجارية رومية . وإن كان من ذهب ، فإنها جميلة تطالبه بما لا يستطيع وتكلفه ما لا يطيق . وقيل : إن الطست امرأة ناصحة لزوجها تدله على سبب طهارته ونجاته والباطية : جارية مكرة غير مهزولة والبرمة : رجل تظهر نعمه لجيرانه وقيل : إن القدر قيمة البيت . والكانون زوجها الذي يواجه الأنام ويصلي تعب الكسب ، وهو يتولى في الدار علاجها مستورة مخمرة . وقد يدل الكانون على الزوجة ، والقدر على الزوج ، فهي أبدا تحرقه بكلامها وتقضيه في رزقها ، وهو يتقلى ويتقلب في غليانها داخلا وخارجا . ومن أوقد نارا ووضع القدر عليها وفيها لحم أو طعام ، فإنه يحرك رجلا على طلب منفعة . فإن رأى كأن اللحم نضج وأكله ، فإنه يصيب منه منفعة ومالا حلالا ، وإن لم ينضج فإن المنفعة حرام ، وإن لم يكن في القدر لحم ولا طعام ، فإنه يكلف رجلا فقيرا ما لا يطيقه ولا ينتفع منه بشيء وقدر الفخار : رجل تظهر نعمته للناس عموما ولجيرانه خصوصا والمرجل : قيم البيت من نسل النصارى

والمصفاة : خادم جميل واللجام : هو حبيب الرجل والمحبوب منه يقدم عليه من ا لحلاوة ، وذلك لأن الحلو على اللجام يدل على زيادة المحبة في قلب حبيبه له . فإن قدم اللجام وعليه شيء من البقول أو من الحموضات فإنه يظهر بلي بيت حبيبه منه عداوة وبغضاء والزنبيل : يدل على العبيد . والسلة : في الأصل تدل على التبشير والإنذار ، فإن رأى فيها ما يستحب نوعه أو جنسه أو جوهره فهي مبشرة ، وإن كان فيها ما لا يستحب فهي منذرة الصندوق : امرأة أو جارية . وذكر القيرواني الصندوق بلغته وسماه التابوت ، فقال : إنه يدل على بيته وعلى زوجته وحانوته وعلى صدره ومخزنه ، وكذلك العتبة . فما رؤي فيه أو خرج منه إليه رآه فيما يدل عليه من خير أو شر على قدر جوهر الحادثة ، فإن فيه بيتا دخلت صدره غنيمة . وإن كانت زوجته حاملا ولدت ابنا . وإن كان عنده بضاعة خسر فيها أو ندم عليها وعلى نحو هذا والتابوت : ملك عظيم ، فإن رأى أنه في تابوت نال سلطانا إن كان أهلا له لقوله تعالى ( إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت ) الآية ــ البقرة : 248 وقيل : إن صاحب هذه الرؤيا خائف من عدو وعاجز عن معاداته ، وهذه الرؤيا دليل الفرج والنجاة منشر بعد مدة . وقيل إن رأى هذه الرؤيا من له غائب قدم معليه . وقيل من رأى أنه على تابوت فإنه في وصية أو خصومة ، وينال الظفر ويصل وإلى المراد والحقة : قصر ، فمن رأى كأنه وجد حقة فيها لآلئ ، فإنه يستفيد قصرا فيه خدم والسفط : امرأة تحفيظ أسرار الناس والصرة : سر ، فمن رأى أنه استودع رجلا صرة فيها دراهم أو دنانير أو كيسا ، فإن كانت الدراهم أو الدنانير جيادا فإنه يستودعه سرا حسنا ، وإن كانت رديئة استودعه سرا رديئا . فإن رأى كأنه فتح الصرة فإنه يذيع ذلك السر

والقربة : عجوز أمينة تستودع أموالا والقارورة والقنينة : جارية أو غلام ،وقيل : بل هي امرأة ،لقول النبي ، صلى الله عليه وسلم ،(رفقا بالقوارير ) والكيس : يدل على الإنسان ، فمت رآه فارغا فهو دليل موت صاحب الكيس . وقيل إن الكيس سر كالصرة وقيل من رأى كأن في وسطه كيسا ، دل على أنه يرجع إلى صدر صالح من العلم ، فإن كانت فيه دراهم صحاح فإن ذلك العلم صحيح ، وإن كانت مكسرة فإنه يحتاج في عمله إلى دراسة وحكي أن رجلا أتى أبا بكر رضوان الله عليه فقال : رأيت كأني نفضت كيسي فلم أجد فيه إلا علقة . فقال الكيس بدن الإنسان ، والدرهم ذكر وكلام ، والعلقة ليس لها بقاء ، فإن رأى الإنسان أنه نفش كيسه أو هميانه أو صرته ، مات وانقطع ذكره من الدنيا . قال : فخرج الرجل من عند أبي بكر ، فرمحه برذون فقتله الهميان : جار مجرى الكيس . وقيل : إن الهميان مال ، فمن رأى كأن هميانه وقع في بحر أو نهر ، ذهب ماله على يدي ملك . وإن رأى كأنه وقع في نار ، ذهب ماله على يد سلطان جائر والمقراض : رجل قسام ، فمن رأى كأن بيده مقراضا اضطر في خصومة إلى قاض . وإن كانت أم صاحب الرؤيا في الأحياء فإنها تلد أخا له من أبيه . وقيل : إن المقراض ولد مصلح بينا لناس ، وقال القيرواني : من رأى بيده مقراضا فإن كان عند ولد أتاه آخر ، وكذلك في العبيد والخدم ، وإن كان عازبا فإنه يتزوج ، وأما من سقط عليه من السماء مقراض في مرض أو في وباء ، فإنه منقرض من الدنيا . وأما من رأى أنه يجز به صوفا أو وبرا أو شعرا من جلد أو ظهر دابة ، فإنه يجمع مالا بفهمه وكلامه وشعره وسؤاله أو بمنجله وسكينه . وأما من جز به لحى الناس وقرض به أثوابهم ، فإنه رجل خائن مغتاب

وأما الإبرة : فدالة على المرأة والأمة لثقبها ، وإدخال الخيط فيها بشارة الوطء وإدخال غير الخيط فيها تحذير ، لقوله تعالى ( ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط )ـ الأعراف : 40 . وأما من خاط بها ثياب الناس فإنه ينصحهم أو يسعى بالصلاح بينهم ، لأن النصاح هو الخيط في لغة العرب،والإبرة المنصحة ، والخياط الناصح . وإن خاط ثيابه استغنى إن كان فقيرا ، واجتمع شمله إن كان مبددا ، وانصلح حاله إن كان فاسدا وأما إن رأفأ بها قطعا فإنه يتوب من غيبة أو يستغفر من إثم إذا كان رفوه صحيحا متقنا ، وإلا اعتذر بالباطل وتاب من تباعة ولم يتحلل من صاحب الظلامة ، ومنه يقال من اغتاب فقد خرق ، ومن تاب فقد رفأ . والإبرة رجل مؤلف أو امرأة مؤلفة ، فإن رأى كأنه يأكل إبرة فإنه يفضي بسره إلى ما يضره به . وإن رأى كأنه غرز إبرة في إنسان فإنه يطعن ويقع فيه من هو أقوى منه وحكي أن رجلا حضر ابن سيرين فقال : رأيت كأني أعطيت خمس إبر ليس فيها خرق . فعبر رؤياه بعض أصحاب ابن سيرين فقال : الإبر الخمس التي لا ثقب فيهن أولاد ، والإبرة المثقوبة ولد غير تمام ، فولد له أولاد على حسب تعبيره وقال أكثر المعبرين : إن الإبرة في التأويل سبب ما يطالب من صلاح أمره أو جمعه أو التئامه ، وكذلك لو كانت اثنتين أو ثلاثة أو أربعة ، فما كان منها بخيط فإن تصديق التئام أمر صاحبها أقرب ، ومبلغ ذلك بقدر ما خاط به وما كان من الإبر قليلا يعمل به ويخيط به ، خير من كثير لا يعمل بها ، وأسرع تصديقا ، فإن رأى أنه أصاب إبرة فيها خيط أو كان يخيط بها ، فإنه يلتئم شأنه ويجتمع له ما كان من أمره متفرقا ، ويصلح .

فإن رأى أن إبرته التي يخيط بها أو كان فيها خيط انكسرت أو انخرمت ، فإنه يتفرق شأنه من شأنه . وكذلك لو رأى أنه انتزعت منه أو احترقت ، فإن ضاعت أو سرقت فإنه يشرف على تفريق ذلك الشأن ثم يلتئم والخيط : بينة ، فمن رأى أنه أخذ خيطا فإنه رجل يطلب بينة في أمر هو بصدده لقوله تعالى ( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) ـ البقرة : 187 فإن رأى كأنه فتل خيطا فجعله في عنق إنسان وسحبه أو جذبه ، فإنه يدعو إلى فساد ، وكذلك إذا رأى أنه نحر جملا بخيط .
وأما الخيوط المعقدة فتدل على السحر . ومن رأى أنه يفتل حبلا أو خيطا أو يلوى ذلك على نفلسه أو على قصبة أو خشبة أو غير ذلك من الأشياء أو غير ذلك من الأشياء ، فإنه سفر على أي حال كان فإن رأى أنه يغزل صوفا أو شعرا أو مرعزا مما يغزل الرجال مثله ، فإنه يصيب خيرا في سفره ، فإن رأى أنه يغزل القطن والكتان أو القز وهو في ذلك متشبه بالنساء ، فإنه ينال ذل ويعمل معملا حلالا غير مستحسن للرجال ذلك فإن رأت امرأة أنها تغزل من ذلك شيئا ، فإن غائبا لها يقدم من سفر . فإن رأت أنها أصابت مغزلا فإن كانت حاملا ولدت جارية ،وإلا أصابت أختا ، فإن كان في المغزل فلكة تزوجت بنتها أو أختها ، فإن انقطع سلك المغزل أقام المسافر عنها ، فإن رأت خمارها انتزع منها أو انتزع كله فإنها يموت زوجها أو يطلقها . فإن احترق بعضه أصاب الزوج ضر وخوف من سلطان . وكذلك لو رأت فلكتها سقطت من مغزلها ، طلق ابنتها زوجها أو أختها . فإن كان خمارها سرق منها وكان الخمار من ينسب إليه في التأويل إلى رجل أو امرأة ، فإن إنسانا يغتال زوجها في نفسه ، أو في ماله أو في بعض ما يعز عليه من أهله . فإن كان السارق ينسب إلى امرأة ، فإن زوجها يصيب امرأة غيرها حلالا أو حراما ، وكذلك مجرى الفلكة وقال القيرواني : الحبل سبب من الأسباب ، فإن كان من السماء ، فهو القرآن والدين وحبل الله المتين الذي أمرنا أن نعتصم به جميعا ، فمن استمسك به قام بالحق في سلطان أو علم . وإن رفع به مات عليه ، وإن قطع به ولم يبق بيده منه سلطانه وبقي عقده وصدقه وحقه. فإن وصل له وبقي على حاله عاد إلى سلطانه ، فإن رفع به من بعد ما وصل له غدر به ومات على الحق . وإن كانا لحبل في عنقه أو على كتفه أو على ظهره أو في وسطه ، فهو عهد يحصل في عنقه وميثاق ، إما نكاح أو وثيقة أو نذر أو دين أو شركة أو أمانة ، قال الله تعالى ( إلا بحبل من الله وحبل من الناس ) ـ آل عمران : 112 وأما الحبل على العصا فعهد فاسد وعمل رديء وسحر ، قال الله تعالى(فألقوا حبالهم وعصيهم) ــ الشعراء : 44 . وأما من فتل حبلا أو قاسه أو لواه على عود أو غير ، فإنه يسافر ، وكذلك كل لي وفتل . وقد يدل الفتل على إبرام الأمور والشركة والنكاح

وأما مغزل المرأة ولفاظاتها : فدالان على نكاح العزب وشراء الأمة وولادة الحامل أنثى . وأما من غزل من الرجال ما يغزله الرجال ، فإنه يسافر أو يبرم أمرا يدل على جوهر المغزول ، أو يتغزل في شعر . فإن غزل ما يغزله النساء ، فإن ذلك كله ذلة تجري عليه في سفر أو في غيره ، أو يعمل عملا ينكر فيه عليه ، وليس يحرام، وأما غزل المرأة فإنه دليل على مسافر يسافر لها أو غائب يقدم عليها ، لأن المغزل يسافر عنها ويرجع إليها ، وإلا أفادت من عمل يدها وصناعتها وقد حكي عن ذي القرنين أنه قال : الغزل عمر الرجل . فإن رأى كأنه غزل أو نسج وفرغ من النسج ، فإنه يموت . وفكه المغزل زوج المرأة ، وضياعها تطليقه إياها ، ووجودها مراجعته إياها ، ونقضها الغزل نكثها العهد وأما المشط : فمنهم من قال يدل على سرور ساعة لأنه يظهر وينظف ويزين زينة لا تدوم . وقيل : المشط عدل . وقيل : إن التمشيط يدل على أداء الزكاة والمشط بعينه يدل على العلم وعلى الذي ينتفع بأمره وكلامه كالحاكم والمفتي والمعبر والواعظ والطبيب ، فمن مشط رأسه أو لحيته فإن كان مهموما سلى همه ، وإلا عالج زرعه ونخله أو ماله مما يصلحه ويدفع الأذى عنه من كلام أو حرب ونحوه

وأما المرآة : فمن نظر وجهه فيها من العزاب فإنه ينكح غيره ويلقى وجهه ، وإن كان عنده حمل أتى مثله ذكرا كان الناظر أم أنثى ، وقد يدل على فرقة الزوجين حتى يرى الناظر في بيته وجها غير وجهه . وأما المسافر فإن ذلك دليل له على الرحلة حتى يرى وجهه في أرض غيره وفي غير المكان الذي هو فليه ، وقد تفرق فيه بنية ا لناظر فيها وصفته وآماله ، فإن كان نظره فيها ليصلح وجهه أو ليكحل عينيه ، فإنه ناظر في أمر اخوته مروع متسنن وقد تدل مرآته على قلبه ، فما رأى عليها من صدأ كان ذلك إثما وغشاوة على قلبه . والناظر في مرآة فضة يناله مكروه في جاهه . والنظر في المرآة للسلطان عزله عن سلطانه ، ويرى نظيره في مكانه ، وربما فارق زوجته وخلف عليها نظيره وقيل : المرآة مروءة الرجل ومرتبته على قدر كبر المرآة وجلالتها ، فإن رأى وجهه فيها أكبر فإن مرتبته فيها ترتفع ، وإن كان وجهه فيها حسنا فإن مروءته تحسن ، فإن رأى لحيته فيها سوداء مع وجه حسن وهو على غير هذه الصفة في اليقظة ، فإنه يكرم على الناس ويحسن فيهم جاهه في أمر الدنيا . وكذلك إن رأى لحيته شمطاء مكهلة مستوية . فإن رآها بيضاء فإنه يفتقر ويكثر جاهه ويقوى دينه . فإن رأى في وجهه شعرا أبيض حيث لا ينبت الشعر ، ذهب جاهه وقوي دينه ، وكذلك النظر في مرآة الفضة يسقط الجاه . وقال آخر : المرآة امرأة ، فإن رأى في المرآة فرج امرأة أتاه الفرج والنظر في المرآة المجلوة يجلو الهموم ، وفي المرآة الصدئة سوء حال . فإن رأى كأنه يجلو مرآة فإنه في هم يطلب الفرج منه . فإن لم يقدر على أن يجلوها لكثرة صدئها فإنه لا يجد الفرج . وقيل : إذا رأى كأنه ينظر في مرآة فإن كان عازبا تزوج ، وإن كانت امرأته غائبة اجتمع معها . وإن نظر في المرآة من ورائها ارتكب من امرأته فاحشة ، وعزل إن كان سلطانا ،ويذهب زرعه إذا كان دهقانا . والمرأة إذا نظرت في المرآة وكانت حاملا فإنها تضع بنتا تشبهها أو تلد ابنتها بنتا . فإن لم يكن شيء من ذلك تزوج زوجها أخرى عليها نظيرها ، فهي تراها شبهها . وكذلك لو رأى صبي أنه نظر في مرآة وأبواه يلدان ، فإنه يصيب أخا مثله ونظيره . وكذلك الصبية لو رأت ذلك أصابت أختا نظيرتها ، وكذلك إذا رأى رجل ذلك وكانت عنده حبلى ولد له ابن يشبهه

والمذبة : دالة على الرجل الذاب والرجل المحب وأما المروحة : فتدل على كل من يستراح إليه في الغم والشدة والدرج : بشارة تصل بعد أيام ، خصوصا إذا كان فيه لؤلؤ وجوهر . وكذلك تحت الثياب والخلال : لا تستحب في التأويل لتضمنه لفظ الخلل ،وقيل : إنه لا يكره لأنه ينقي وسخ الأسنان ، وهي في التأويل أهل البيت ، فكأنه يفرج الهموم عن أهل البيت . فإن فرق به شعره افترق ماله وأصابته فيه ذلك ، وإن خلل به ثوبه انخل ما بينه وبين أهله وحليلته والمكحلة : وأما من أولج مرودا في مكحلة ليكحل عينه ، فإن كان عازبا تزوج ، وإن كان فقيرا أفاد مالا ، وإن كان جاهلا تعلم ، إلا أن يكون كحله رمادا أو زبدا أو رغوة أو عذرة أو نحوه ، فإنه يطلب حراما من كسب أو فرج أو بدعة . والمكحلة في الأصل امرأة داعية إلى الصلاح والميل : ابن ،وقيل : هو رجل يقوم بأمور الناس محتسبا والمقدمة : خادمة .

والمهد : بركة وخير وأعمال صالحة والصفحة والطبق : حبيب الرجل ، والمحبوب ما يقدم عليه شيء حلو وأما السكين : فمن أفادها في المنام أفاد زوجة إن كان عازبا ،وإن كانت امرأته حاملا سلم ولدها ، وإن كان معها ما يؤيد الذكر فهي ذكر ، وإلا فهي أنثى . وكذلك الرمح . وإن لم يكن عنده حمل وكان يطلب شاهدا بحق وجده . فإن كانت ماضية ، كان الشاهد عدلا ، وإن كانت غير ماضية أو ذات فلول ، جرح شاهده ، وإن غمدت له ستر له أو ردت شهادته لحوادث تظهر منه في غير الشهادة . فإن لم يكن في شيء من ذلك فهي فائدة من الدنيا ينالها ، أو صلة يوصل بها ، أو أخ يصحبه ، أو صديق يصادقه ، أو خادم يخدمه ، أو عبد يملكه على إقرار الناس . وإن أعطى سكينا ليس معها غيرها من السلاح ، فإن السكين حينئذ من السلاح هو سلطان ، وكذلك الخنجر . والسكين حجة ، لقوله تعالى ( وآتت كل واحدة منهن سكينا ) ـ يوسف : 31 وقيل : من رأى في يده سكين المائدة وهو لا يستعملها ، فإنه يرزق ابنا كيسا. فإن رأى كأنه يستعملها ، فإنها تدل على انقطاع الأمر الذي هو فيه والشفرة : اللسان ، وكذلك المبرد وأما المسن : فامرأة ، وقيل : رجل يفرق بين المرء وزوجه وبين الأحبة وأما الموسى : فلا خير في اسمها من امرأة أو خادم أو رجل يتسمى باسمها أو مثلها ، إلا أن يكون يشرح بها لحما أو يجرح حيوانا ، فهي لسانه الخبيث المتسلط على الناس بالأذى والميسم : يدل على ثلب الناس ووضع الألقاب لهم ، وقيل : إنه يدل على برء المريض وأما الفأس : فعبد أو خادم ، لأن لها عينا يدخل فيها غيرها . وربما دلت على السيف في الكفار إذا رؤيت في الخشب ، وربما دلت على ما ينتفع به لأنها من الحديد . وقال بعضهم : هو ابن . وقال بعضهم : هو أمانة وقوة في الدين ، لقوله تعالى في قصة إبراهيم ( فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم ) ـ الأنبياء : 58 . وإنما جذذهم بالفأس

وأما القدوم : فهوا لمحتسب المؤدب للرجال المصلح لأهل الاعوجاج ، وربما دل على فم صاحبه وعلى خادمه وعبد . وقيل : هو رجل يجذب المال إلى نفسه ، وقيل : هو امرأة طويلة اللسان والساطور : رجل قوي شجاع قاطع للخصومات والمنشار : يدل على الحاكم والناظر الفاصل بينا لخصمين ، المفرق بين الزوجين ، مع ما يكون عنده من الشر مع اسمه وحسبه ، وربما دل على القاسم وعلى الميزان ، وربما دل على المكاري والمسدي والمداخل لأهل النفاق ، والجاسوس على أهل الشر المسيء بشرهم ، وربما دل على النكاح لأهل الكتاب لدخوله في الخشب . وقيل : هو رجل يأخذ ويعطي ويسامح والمطرقة : صاحب الشرطة وأما المسحاة : فإنها خادم ومنفعة أيضا ، لأنمها تجرف التراب والزبل ، وكل ذلك أموال ، ولا يحتاج إليها إلا من كان ذلك عنده . وهي للعزب ولمن يؤمل شراء جارية نكاح تسر ، ولمن تعذر عليه رزقه إقبال ، ولمن له سلم بشارة يجمعه ، ولمن له في الأرض طعام دلالة على تحصيله . فكيف إن جرف بها ترابا أو زبلا أو تبنا فذلك أعجب في الكثرة ، وقد يدل الجرف بها على الجبانة والمقتلة ، لأنها لا تبالي ما جرفت ، وليست تبقى باقية وربما دلت على المعرفة . وقيل : هي ولد إذا لم يعمل بها ، وإن عمل بها فهي خادم

والمثقب : رجل عظيم المكر شديد الكلام ، ويدل على حافر الآبار ،وعلى الرجل النكاح ، وعلى الفحل من الحيوان والأرجوحة المتخذة من الحبل ، فإن رأى كأنه يتأرجح فيها فإنه فاسد الاعتقاد في دينه يلعب والجواليق والجراب : يدلان على حافظ السر ، وظهور شيء منها يدل على انكشاف السر ، وقيل : إنها خازن الأموال والزق : رجل دنيء ، وإصابة الزق من العسل غنيمة من رجل دنيء وكذلك السمن . وإصابة الزق من النفط مال حرام من رجل شرير . والنفخ في الزق ابن ، لقوله تعالى ( فنفخنا فيه من روحنا ) ـ التحريم : 12 . والنفخ في الجراب كذلك والنحى : زق السمن والعسل ، فإنه رجل عالم زاهد والوطب : رجل يجري على يديه أموال حلال يصرفها في أعمال

وأما النطع : فهو دال على الرجل ، لأنه يعلو على الفراش ويقيه الإدناس . وقد يدل على ماله الذي تتمعك في المرأة وولدها . وربما دل على السرية المشتراة ، وعلى الحرة المؤثرة عليها . وقد يدل على الخادم لأن خادم الفراش يدفع الأوساخ عنه والوضم : رجل منافق يدخل في الخصومات ويحث الناس عليها والسفود : قيم البيت ،وهو خادم ذو بأس يتوصل به المراد والتور : خادم : والجونة : خازن . والمنخل : رجل يجري على يديه أموال شريفة ، لأن الدقيق مال شريف ، ويدل على المرأة والخادمة التي لا تحمل ولا تكتم سرا والغربلة : تدل على الورع في المكسب ، وتدل على نفاد الدراهم والدنانير ، والمميز بينا لكلام الصحيح والفاسد وقفص الدجاج : يدل على دار ، فإن رأى كأنه ابتاع قفصا وحصر فيه دجاجته ، فإنه يبتاع دارا وينقل إليها امرأته وإن وضع القفص على رأسه وطاف به في السوق فإنه يبيع داره وتشهد به الشهود عليه والقبان : ملك عظيم ، ومسماره قيام ملكه ، وعقربه سره ، وسلسلته غلمانه وكفته سمعته ، ورمانته قضاؤه وعدله والميزان : دال على كل من يقتدي به ويهتدي من أجله كالقاضي والعالم والسلطان والقرآن ، وربما دل على لسان صاحبه ، فما رؤي فيه من اعتدال أو غير ذلك عاد عليه في صدقه وكذبه وخيانته وأمانته ، فإن كان قاضيا ، فالعمود جسمه ، ولسانه لسانه ، وكفتاه أذناه ، وأوزانه أحكامه وعدله ،والدراهم كلام الناس وخصوماتهم ،وخيوطه أعوانه ووكلاؤه والمكيال : يجري مجراه . والعرب تسمي الكيل وزنا . والميزان عدل حاكم ، وصنجاته أعوانه ، وميل اللسان إلى جهة اليمين يدل على ميل القاضي إلى المدعي، وميله إلى اليسار يدل على ميله إلى المدعى عليه،واستواء الميزان عدله ، واعوجاجه جوره ، وتعلق الحجر في إحدى جهتيه للاستواء دليل على ككذبه وفسقه . وقيل إن وفور صنجاته دليل على فقه القاضي وكفاءته ، ونقصانها دليل على عجزه عن الحكم . فإن رأى كأنه يزن فلوسا فإنه يقضي بشهادة الزور . وميزان العافين خازن بيت المال . والميزان الذي كفتاه من جلد الحمار يدل على التجار والسوقة الذين يؤدون الأمانة في التجارات

والمهراس : رجل يعمل ويتحمل المشقة في إصلاح أمور يعجز غيره عنها والمسمار : أمير أو خليفة ،ويدل على الرجل الذي يتوصل الناس به إلى أمورهم كالشاهد وكاتب الشروط ،ويدل على الفتوة الفاصلة ، وعلى الحجج اللازمة ،وعلى الذكر . ويدل على مال وقوة وأما الوتد : فمن رأى كأنه ضربه في حائط أو أرض ، فإن كان عازبا تزوج ، وإن كانت له زوجة حملت منه . وإن رأى نفسه فوقه تمكن من عالم ، أو مشى فوق وجبل ،وقيل : الوتد أمير فيه نفاق . وإن رأى كأنه غرسه في حائط فإنه يحب رجلا جليلا . فإن غرزه في جدار بيت فإنه يحب امرأة . فإن غرسه في جدار من خشب فإنه يحب غلاما منافقا . فإن رأى كأن شيخا غرز في ظهره مسمارا من حديد ، فإنه يخرج من صلبه ملك أو نظير ملك أو عالم يكون من أوتاد الأرض . فإن رأى أن شابا غرز في ظهره وتدا من خشب فإنه يولد له ولد منافق يكون عدوا له . فإن رأى كأنه قلع الوتد فإنه يشرف على الموت . وقيل : من رأى أنه أوتد وتدا في جدار أو أرض أو شجرة أو اسطوانة أو غير ذلك ، فإنه يتخذ أخبية عند رجل ينسب إلى ذلك الشيء الذي فيه وتد والحلقة : دين والجلجل : خصومة وكلام في تشنيع والجرس : رجل مؤذ من قبل السلطان والراوية والركوة : للوالي عامرة ، وللتجار تجارة شريفة المندفة : امرأة مشنعة ، ووترها رجل طنان ،وقيل هو رجل منافق والمنفخة : وزير والعصا : رجل حسيب منيه فيه نفاق

.
فمن رأى كأن بيده عصا فإنه يستعين برجل هذه صفته ، وينال ما يطلبه ويظفر بعدوه ويكثر ماله . فإن رأى العصا مجوفة وهو متوكئ عليها فإنه يذهب ماله ويخفي ذلك من ا لناس فإن رأى كأنها انكسرت فإن كان تاجرا خسر فلي تجارته ، وإن كان واليا عزل . وإن رأى كأنه ضرب بعصا أرضا فيها تنازع بينه وبين غيره ، فإنه يملكها ويقهر منازعه . وإن رأى كأنه تحول عصا مات سريعا وأما الكرسي : لمن جلس عليه فإنه دال على الفوز في الآخرة إن كان فيها ، وإلا نال سلطانا ورفعة شريفة على قدره ونحوه . فإن كان عازبا تزوج امرأة على قدره وجماله وعلوه وجدته . ولا خير للمريض ولا لمن جلس داخلا فيه لما في اسمه من دلائل كرور السوء ، لا سيما إن كان ممن قد ذهب عنه مكروه مرض أو سجن ، فإنه يكر راجعا . وأما الحامل فكونها فوقه مؤذن بكرسي القابلة التي تعلوه عند الولادة عند تكرار التوجع والألم ، فإن كان على رأسها تاج ولدت غلاما ، أو شبكة بلا رأس أو غمد سيف أو زوج بلا رمح ولدت جارية وقيل : من رأى أنه أصاب كرسيا أو قعد عليه ، فإنه يصيب سلطانا على امرأة وتكون تلك في النساء على قدر جمال الكرسي وهيئته . وكذلك ما حدث من الكرسي من مكروه أو محبوب فإن ذلك في المرأة المنسوبة إلى الكرسي . والكرسي امرأة أو رفعة من قبل سلطان . وإن كان من خشب فهو قوة في نفاق ، وإن كان من حديد فهو قوة كاملة . والجالس على الكرسي وكيل أو وال أو وصي إن كان أهلا لذلك ، أو قدم على أهله إن كان مسافرا ، لقوله تعالى ( وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ) ــ ص : 34 . والإنابة الرجوع والقمع : رجل مدبر ينفق على الناس بالمعروف . ودخول الكندوخ مصيبة واللوح : سلطان وعلم وموعظة وهدى ورحمة ، لقوله تعالى (وكتبنا له في الألواح )ـ الأعراف:145. وقوله ( في لوح محفوظ ) ـ البروج :22 . والمصقل منه يدل على أن الصبي مقبل صاحب دولة ، والصدئ منه يدل على أنه مدبر لا دولة له . وإذا لوحا من حجر فإنه ولد قاسي القلب ، وإذا كان من نحاس فإنه ولد منافق ، وإذا كان من رصاص فإنه ولد مخنث

والمحرضة : خادم يسلي الهموم والمسرجة : نفس ابن آدم وحياته ، وفناء الدهن والفتيلة ذهاب حياته ، وصفاؤها صفاء عيشه ، وكدرهما كدر عيشه ، وانكسار المسرجة بحيث لا يثبت فيها الدهن علة في جسده . بحيث لا تقبل الدواء . والمسرجة قيم البيت والمكنسة : خادم . والخشنة : خادم متقاض . وأما من كنس بيته أو داره فإن كان بها مريض مات ، وإن كان له أموال تفرقت عنه ، وإن كنس أرضا وجمع زبالتها أو ترابها أو تبنها ، فإنه يفيد من البادية إن كانت له ، وإلا كان جابيا أو عشارا أو فقيرا سائلا طوافا الممخض : رجل مخلص ، أو مفت يفرق بين الحلال والحرام . فإن رأى كأنه ثقب الممخض فإنه لا يقبل الفتوى ولا يعمل بها وأما القصعة : فداله على المرأة والخادم ، وعلى المكان الذي يتعيش فيه وتأتي الأرزاق إليه . فمن رأى جمعا من الناس على قصعة كبيرة أو جفنة عظيمة ، فإن كان من أهل البادية كانت أرضهم وفدادينهم ، وإن كانوا أهل حرب داروا إليها بالمنافقة ، وحركوا أيديهم حولها بالمجادلة على قدر طعامها وجوهرها ، وإن كانوا أهل علو تألفوا عليه إن كان طعامها حلوا ونحوه .. وإن كانوا فساقا أو كان طعامها سمكة أو ولحما منتنا تألفوا على زانية

وأما الطاجن : فربما دل على قيم البيت ، وربما دل على الحاكم والناظر والجاني والعاشر والماكس والسفافيد أعوانه ، وقد يدل على السجان وصاحب الخراج والطبيب وصاحب البط والحصير : دال على الخادم ، وعلى مجلس الحاكم والسلطان . والعرب تسمي الملك حصيرا ، فما كان به من حادث فبمنزلة البساط وأما التحافه : فدال على الحصار ، والحصر فيا لبول ، وأما من حمله أو لبسه فهو حسرة تجري عليه وتناله ويحل فيها من تلك الناحية ، أو امرأة أو مريض أو محبوس وأما الزجاج : وما يعمل منه ، فحمله غرور ، ومكسوره أموال والظرف : منه آنية أو زوجة أو خادم أو غيرهن من النساء . وككثرته في البيت دالة على اجتماع النساء في خير أو شر وأما العروة : فمن تعلق بعروة أو أدخل يده فيها فإن كان كافرا أسلم واستمسك بالعروة الوثقى ، وإن استيقظ ويده فيها مات على الإسلام . ويدل على صحبة العالم وعلى العمل بالعلم والكتاب والمنقار : دال على ذكر صاحبه وفمه ، وعلى عبده وخادمه الذي لا يستقيم إلا بالصفع ، وحماره الذي لا يمشي إلا بالضرب القفل والمفاتيح : وأما من فتح قفلا فإن كان عازبا فهو يتزوج ، وإن كان مصروفا عن عروسه فإنه يفترعها ، فالمفتاح ذكره ، والقفل زوجته . إلا أن يكون مسجونا فينجو منه بالدعاء ، قال الله تعالى ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) ـ الأنفال : 19 .أي تدعوا فقد جاءكم النصر . وإن كان في خصومة نصر فيها وحكم له ، قال الله تعالى ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ـ الفتح :1 . وإن كان في فقر وتعذر فتح له من الدنيا ما ينتفع به على يد زوجة ، أو من شركة أو من سفر ، وقفول . وإن كان حاكما وقد تعذر عليه حكم ، أو مفت وقد تعذرت عليه فتواه ، أو عابر وقد تعذرت عليه مسألة ، ظهر له ما انغلق عليه وقد يفرق بين زوجين أو شريكين بحق أو باطل على قدر الرؤيا وأما المفتاح : فإنه دال على تقدم عند السلطان والمال والحكمة والصلاح . وإن كان مفتاح الجنة نال سلطانا عظيما في الدين ، أو أعمالا كثيرة من أعمال البر ، أو وجد كنزا أو مالا حلالا ميراثا . فإن حجب مفتاح الكعبة حجب سلطانا عظيما أو إماما ، ثم على نحو هذا في المفاتيح. والمفاتيح سلطان ومال وخطر عظيم ، وهي المقاليد . قال الله تعالى (له مقاليد السموات والأرض)ـ الزمر:63.يعني سلطان السموات والأرض وخزائنهما وكذلك قول الله تعالى في قارون ( ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ) ـ القصص : 76 . يصف بها أمواله وخزائنه

، فمن رأى أنه أصاب مفتاحا أو مفاتيح فإنه يصيب سلطانا أو مالا بقدر ذلك . وإن رأى أنه يفتح بابا بمفتاح حتى فتحه ، فإن المفتاح حينئذ دعاء يستجاب له ولوالديه أو لغيرهما فيه ، ويصيب بذلك طلبته التي يطلبها ، أو يستعين بغيره فيظفر بها . ألا ترى أن الباب يفتح بالفتاح حين يريد ، ولو كان المفتاح وحده لم يفتح به ، وكان يستعين في أمر ذلك بغيره . وكذلك لو رأى أنه استفتح برجا بمفتاح حتى فتحه ودخله ، فإنه يصير إلى فرج عظيم وخير كبير بدعاء ومعونة غيره له والقفل : كفيل ضامن ، وإقفال الباب به إعطاء كفيل ، وفتح القفل فرج وخروج من كفالة . وكل غلق هم ، وكل فتح فرج ، وقيل : إن القفل يدل على التزويج ، وفتح القفل قد قيل هو الافتراع ، والمفتاح الحديد رجل ذو بأس شديد ومن رأى أنه فتح بابا أو قفلا ، رزق الظفر لقوله تعالى ( نصر من الله وفتح قريب ) ــ الصف : 13

 

 

في أصوات الحيوانات وكلامها

(1118 قراءة





صهيل الفرس : نيل هيبة من رجل ذي شرف ، وكلامه كما تكلم به ، لأن البهائم لا تكذب ، ونهيق الحمار ، تشنيع من رجل عدو سفيه . وشحيج البغل ، صعوبة يراها من رجل صعب . وخوار الثور ، وقوع في فتنة . ورغاء الجمل، سفر عظيم كالحج والجهاد وتجارة رابحة . وثغاء الشاة ، بر من رجل كريم . وصياح الكبش والجدي ، سرور وخصب . وزئير الأسد ، خوف من سلطان ظلوم ، وضغاء الهرة ، تشنيع من خادم لص . وصوت الضبي ، إصابة جارية جميلة عجمية . وصياح الثعلب ، كيد من رجل كاذب . ونباح الكلب ، ندامة من ظلم
. وصياح الخنزير ، ظفر بأعداء جهال وأموالهم . وصوت الفأر ، ضرر من رجل نقاب سارق فاسق ، ووعوعة ابن آوى ، صياح النساء والمحبوسين والفقراء . وصياح الفهد ، كلام رجل طماع . وصياح النعام ، إصابة خادم شجاع . وهدير الحمامة امرأة قارئة مسلمة شريفة ، وصوت الخطاف ، موعظة واعظ . وقيل : كلام الطير كلها صالح . ودليل على ارتفاع شأن صاحب الرؤيا . وكشيش الحية ،إبعاد من عدو كاتم للعداوة ، ثم يظفر به .
ونقيق الضفدع ، دخول في عمل بعض الرؤساء والسلاطين أو العلماء
وأتى ابن سيرين رجل ، فقال : رأيت كأن دابة كلمتني . فقال له : إنك ميت . وتلا قوله تعالى ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ) ـ النمل : 82 . فمات الرجل من يومه ذلك

 

 

في الأرض وجبالها وترابها

(988 قراءة



أما الأرض : فتدل على الدنيا لمن ملكها ، على قدر اتساعها وكبرها وضيقها وصغرها ، وربما دلت الأرض على الدنيا ، والسماء على الآخرة ، لأن الدنيا أدنيت ، والآخرة أخرت ، سيما أن الجنة في السماء ، وتدل الأرض المعروفة على المدينة التي هو فيها ، وعلى أهلها وساكنها. وتدل على السفر ، إذا كانت طريقا مسلوكا كالصحاري والبراري ، وتدل على المرأة إذا كانت مما يدرك حدودها ، ويرى أولها وآخرها . وتدل على الأمة والزوجة ، لأنها توطأ وتحرث وتبذر وتسقى ، فتحمل وتلد وتضع نباتها إلى حين تمامها . وربما كانت الأرض أما لأنا خلقنا منها . فمن ملك أرضا مجهولة ، استغنى إن كان فقيرا ، وتزوج إن كان عازبا ، وولي إن كان عاملا وإن نباع أرضا أو خرج منها إلى غيرها ، مات إن كان مريضا سيما إن كانت الأرض التي انتقل إليها مجهولة ، وافتقر إن كان موسرا ، سيما إن كانت الأرض التي فارقها ذات عشب وكلأ ، أو خرج من مذهب إلى مذهب ، إن كان نظارا . فإن خرج من أرض جدبة إلى أرض خصبة ، انتقل من بدعة إلى سنة ، وإن كان على خلاف ذلك ، فالأمر ضده ، وإن رأى ذلك مؤمل السفر ، فهو ما يلقاه في سفره ، فإن رأى كأن الأرض انشقت فخرج منها شاب ، ظهرت بين أهلها عداوة ، فإن خرج منها شيخ ، سعد جدهم ونالوا خصبا ، وإن رآها انشقت ولم يخرج منها شيء ولم يدخل فيها شيء ، حدث في الأرض حادثة شر ، فإن خرج منها سبع ، دل على ظهور سلطان ظالم ، فإن خرج منها حية ، فهي عذاب باق من تلك الناحية . وإن انشقت الأرض بالنبات ، نال أهلها خصبا ، فإن رأى أنه يحفر الأرض ويأكل منها ، نال مالا بمكر ، لأن الحفر مكر ، فإن رأى أرضا تفطرت بالنبات وفي ظنه أنه ملكه وفرح بذلك ، دل على أنه ينال ما يشتهي ويموت سريعا، لقوله تعالى ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ) ــ الأنعام :44 ومن تولى طي الأرض بيده ، نال ملكا ، قيل : إن طي الأرض أصاب ميراثا. وضيق الأرض ضيق المعيشة . ومن كلمته الأرض بالخير . نال خيرا في الدين والدنيا ، وكلامها المشتبه المجهول المعنى ، مال من شبهة والخسف بالأرض : زوال النعم وانقلاب الأحوال ،والغيبة في الأرض من غير حفر ، طول غربة في طلب الدنيا ، أو موت في طلب الدنيا . فإن غاب في حفيرة ليس فيها منفذ ، فإنه يمكر به في أمر بقدر ذلك . ومن كلمته الأرض بكلام توبيخ ، فليتق الله فإنه مال حرام . ومن رأى أنه قائم في مكان فخسف به ، فإن كان واليا فإنه تنقلب عليه الدنيا ، ويصير الصديق عدوه وسروره غما ، لقوله تعالى ( فخسفنا به وبداره الأرض ) ــ القصص : 81 .

فإن رأى محلة أو أرضا طويت على الناس ، فإنه يقع هناك موت ، أو قال وقيل يهلك فيه أقوام بقدر الذي طويت عليهم ، أو ينالهم ضيق وقحط ، أو شدة . فإن كان ما طوي له وحده ، فهو ضيق معيشته وأموره . فإن رأى أنها بسطت له أو نشرت له ، فهو طول حياته وخير يصيبه المفازة : اسمها مستحب ، وهو فوز من شدة إلى رخاء ، ومن ضيق إلى سعة ، ومن ذنب إلى توبة ، ومن خسران إلى ربح ، ومن مرض إلى صحة ، ومن رأى أنه في بر ، فإنه ينال فسحة وكرامة وفرحا وسرورا ، بقدر سعة البر والصحراء وخضرتها وزرعها والأرض القفر فقر ، والوادي بلا زرع حج ، لقوله تعالى ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ) ـ إبراهيم : 37 . ومن رأى أنه يهيم في واد ، فإنه يقول ما لا يفعل ، لقوله تعالى عن الشعراء ( ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون ) ــ الشعراء : 255 ــ 226 الجبل : ملك أو سلطان قاسي القلب ، قاهر ، أو رجل ضخم على قدر الجبل وعظمه ، وطوله وقصوره ، وعلوه ، ويدل على العالم والناسك ،ويدل على المراتب العالية والأماكن الشريفة والمراكب الحسنة ، والله تعالى خلق الجبال أوتادا للأرض حين اضطربت ، فهي كالعلماء والملوك ، لأنهم يمسكون ما لا تمسكه الجبال الراسية ، وربما دل على الغايات والمطالب ، لأن الطالع إليه لا يصعد إلا بجاهه ، فمن رأى نفسه فوق جبل ، أو مسندا إليه أو جالسا في ظله ، تقرب من رجل رئيس ، واشتهر به واحتمى به ، إما سلطان أو فقيه عالم عابد ناسك ، فكيف به إن كان فوقه يؤذن أذان السنة مستقبل القبلة ،أو كان يرمي عن قوس بيده ،فإنه يمتد صيته في الناس على قدر امتداد صوته ، وتنفذ كتبه وأوامره إلى المكان الذي وصلت سهامه . وإن كان من رأى نفسه عليه خائفا في اليقظة أمن ، وإن كان في سفينة ، نالته في بحره شدة وعقبة يرشي من أجلها ، وكان صعوده فوقه عصمة ، لقوله تعالى ( سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ) ــ هود : 43

قال ابن سيرين : الجبل حينئذ عصمة ، إلا أن يرى فلي المنام كأنه فر من سفينة إلى جبل ، فإنه يعطب ويهلك ، لقصة ابن نوح ، كما في قوله تعالى ( قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ) ــ هود : 43 وقد يدل ذلك على من لم يكن في يقظته في سفينة ولا بحر ، على مفارقة رأي الجماعة والانفراد بالهوى والبدعة ، فكيف إذا كان معه وحش الجبال وسباعها ، أو كانت السفينة التي فر منها إلى الجبل فيها قاض ، أو رئيس في العلم ، أو إمام عادل . وأما صعود الجبال ،فإنه مطلب وأمر يرومه ، فيسأل عما قد هم به في اليقظة ، أو أمله فيها من صحبة السلطان أو عالم ، أو الوقوف إليها في حاجة أو في سفر في البر وأمثال ذلك . فإن كان صعوده إياه كما يصعد الجبال أو بدرج أو طريق آمن ، سهل عليه كل ما أهله ، وخف عليه كل ما حوله . وإن نالته فيه شدة أو صعد إليه بلا درج ولا سلم ولا سبب ، ناله خوف ، وإن كان أمره غررا كله . فإن خلص إلى أعلاه ، نجا من بعد ذلك . وإن هب من نومه دون الوصول ، أو سقط في المنام ، هلك ، نجا من بعد ذلك. وإن هب منم نومه دون الوصول ،أو سقط في المنام ، هلك في مطلوبه وحيل بينه وبين مراده ، أو فسد دينه في عمله ، وعندها ينزل به من التلاف والإصابة من الضرر والمصيبة والحزن ، على قدر ما انكسر من أعضائه وأما السقوط من فوق الجبل والكوادي والروابي والسقوف وأعالي الحيطان والنخل والشجر ، فإنه يدل على مفارقة من يدل ذلك الشيء الذي سقط عنه في التأويل عليه ، من سلطان أو عالم أو زوج أو زوجة أو عبد أو ملك أو عمل أو حال من الأحوال ،يسأل الرائي عن أهم ما هو عليه يفي يقظته ، مما يرجوه ويخافه ويقدمه ويؤخره في فراقه له ، ومداومته إياه ، فإن شكلت اليقظة لكثرة ما فيها من المطالب والأحوال ، أو لتغيرها من الآمال ، حكم له بمفارقة من سقط عنه في المنام على قدر دليله في التأويل

.
ويستدل على التفرقة بين أمريه على قدر دليله ، وأن علمه باستكماله من الشيء الذي كان عليه وقوته وضعفه واضطرابه ، وربما أفضى إليه من سقوطه من جدب أو خصب أو وعر أو سهل أو حجر أو رمل أو أرض أو بحر ، ربما عاد عليه فيء جسمه في حين سقوطه ، ويدل على السقوط إلى الوحش والغربان والحيات وأجناس الفأر ، أو القاذورات والحمأة ، وقد يدل على ترك الذنوب والإقلاع عن البدع ، إذا كان فراره من مثل ذلك ، أو كان سقوطه في مسجد أو روضة أو إلى نبي أو روضة ، أو إلى نبي أو أخذ مصحف ، أو إلى صلاة جماعة وأما ما عاد إلى الجبل من سقوط أو هدم أو احتراق ، فإنه دال على هلاك من دل الجبل عليه ، أو دماره أو قتله ، إلا أن يرتفع في الهواء على رؤوس الخلق ، فإنه خوف شديد يظل على الناس من ناحية الملك . لأن بني إسرائيل رفع الجبل فوقهم كالظلة تخويفا من الله لهم ، وتهديدا على العصيان ، لقوله تعالى (وإذ نتقنا فوقهم الجبل كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ) ــ الأعراف : 171 وأما تسيير الجبال ، فدليل على قيام قائمة ، إما حرب تتحرك فيه الملوك بعضها على بعض ، أو اختلاف واضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة وشدة ، يهلك فيها العامة . وقد يدل ذلك على موت وطاعون ، لأنها من علامات القيامة ،

وأما رجوع الجبل زبدا أو مادا أو ترابا ، فلا خير فيه لمن دل الجبل عليه لا في حياته ولا في دينه ، فإن كان المضاف إليه ممن عز بعد زلته ، وآمن بعد كفره ، واتقى الله من بعد طغيانه ، عاد إلى ما كان عليه ورجع إلى أولى حالتيه ، لأن الله تعالى خلق الجبال فيما زعموا من زبد الماء ، والزبد باطل كما عبر به تعالى في كتابه والجبل الذي فيه الماء والنبات والخضرة ، فإنه ملك صاحب دين ، وإذا لم يكن فيه نبات ولا ماء فإنه ملك كافر طاغ ، لأنه كالميت لا يسبح الله تعالى ولا يقدسه والجبل القائم غير الساقط فهو حي وهو خير من الساقط ، والساقط الذي صار صخورا فهو ميت ، لأنه لا يذكر الله ولا يسبحه ، ومن ارتقى على جبل وشرب من مائه وكان أهلا للولاية ، نالها من رجل ملك قاسي القلب نفاع ، وما لا يقدر ما شرب . وإن كان تاجرا ارتفع أمره وربح ، وسهولة صعوده فيه سهولة الإفادة للولاية من غير تعب . والعقبة عقوبة وشدة ، فإن هبط منه نجا ، وإن صعد عقبة فإنه ارتفاع وسلطنة مع تعب والصخور التي حول الجبل والأشجار قواد ذلك المكان . وكل صعود رفعة ، وكل هبوط ضعة ، وكل طلوع يدل على هم ، فنزوله فرج ، وكل صعود يدل على ولاية ، فنزوله عزل . وإن رأى أنه حمل جبلا فثقل عليه ، فإنه يحمل مؤونة رجل ضخم أو تاجر يثقل عليه ، فإن خف ، خف عليه فإن رأى أنه دخل في كهف جل ، فإنه ينال رشدا في دينه وأموره ، ويتولى أمور السلطان ، ويتمكن . فإن دخل كهف جبل في غار ، فإنه يمكر بملك أو رجل منيع ، فإن استقبله جبل ، استقبله هو أو سفر أو رجل منيع أو أمر صعب أو امرأة صعبة قاسية ، فإن رأى أنه صعد الجبل ، فإن الجبل غاية مطلبه يبلغها بقدر ما أنه صعد ، حتى يستوي فوقه وكل صعود يراه الإنسان ، أو عقبة أو تل أو سطح أو غير ذلك ، فإنه نيل ما هو طالب من قضاء الحاجة التي يريدها ، والصعود مستويا مشقة ولا خير فيه . فإن رأى أنه هبط من تال أو قصر أو جبل ، فإن الأمر الذي يطلبه ينتقص ولا يتم ،

ومن رأى أنه يهدم جبلا فإنه يهلك رجلا ، ومن رأى أنه يهتم بصعود جبل أو بنزوله ، كان ذلك الجبل حينئذ غاية يسمو إليها ، فإن هو علاه نال أمله ، فإن سقط عنه يغترب حاله والصعود المحمود على الجبل ، أن يعرج في ذلك كما يفعل صاعد الجبل . وكل الارتفاع محمود ، إلا أن يكون مستويا ، لقوله تعالى ( سأرهقه صعودا ) ــ المدثر : 17 فإن رأى أنه يأكل الحجر ، فإنه ييئس من رجاء يرجوه . فإن أكله مع الخبز ، فإنه يداري ويحتمل بسبب معيشته صعوبة . فإن رأى أنه يحذف الناس بالحجر ، فإنه يلوط ، لأن الحذف من أفعال قوم لوط التراب : يدل على الناس ، الأرض ، وبه قوام معاش الخلق ، والعرب تقول : أترب الرجل ، إذا استغنى . وربما دل على الفقر والميتة والقبر ، لأنه فراش الموتى . والعرب تقول : ترب الرجل ، إذا افتقر . وقال تعالى ( أو مسكينا ذا متربة ) ــ البلد : 16 .فمن حفر أرضا واستخرج ترابها ، فإن كان مريضا أو عنده مريض ، فإن ذلك قبره ، وإن كان مسافرا ، كان حفره سفره ، وترابه كسبه وماله وفائدته ، لأن الضرب في الأرض سفر ، لقوله تعالى ( وآخرون يضربون في الأرض ) ــ المزمل : 20

وإن كان طالبا للنكاح ، كانت الأرض زوجة ، والحفر افتضاضا ، والمعول الذكر ، والتراب مال المرأة أو دم عذريتها وإن كان صيادا ، فحفره ختله للصيد ، وترابه كسبه وما يستفيده ، وإلا كان حفره مطلوبا يطلبه في سعيه ومكسبه مكرا أو حيلة وأصل الحفر ما يحفر للسباع من الزبى لتسقط فيها ، فلزم الحفر المكر من أجل ذلك وأما من عفر يديه من التراب ، أو ثوبه من الغبار ، أو تمعك في الأرض ، فإن كان غنيا ذهب ماله ونالته ذله وحاجة ، وإن كان عليه دين أو عنده وديعة ، رد ذلك إلى أهله وزال جميعه من يده ، واحتاج من بعده ، وإن كان مريضا ، نقصت يده من مكاسب الدنيا ، وتعرى من ماله والحق بالتراب وضرب الأرض بالتراب ، دال على المضاربة بالمكاسبة ، وضربها بسير أ و عصا ، يدل على سفر بخير ، وقال بعضهم : المشي في التراب ، التماس مال ، فإن جمعه أو أكله ، فإنه يجمع مالا ويجري على يديه مال ، وإن كانت الأرض لغيره ، فالمال لغيره ، فإن حمل شيئا من التراب ، أصاب منفعة بقدر ما حمل ، فإن كنس بيته وجمع منه ترابا ، فإنه يحتال حتى يأخذ من امرأته مالا ، فإن جمعه من حانوته جمع مالا من معيشة ومن رأى أنه يستف التراب ، فهو مال يصيبه ، لأن التراب مال ودراهم ، فإن رأى أنه كنس تراب سقف بيته وأخرجه ، فهو ذهاب مال امرأته ، فإن أمطرت السماء ترابا ، فهو صالح ما لم يكن غالبا . ومن انهدمت داره وأصابه من ترابها وغبارها ، أصاب مالا من ميراث ، فإن وضع ترابا على رأسه ، أصاب مالا من تشنيع ووهن . ومن رأى كأن إنسانا يحثي التراب في عينه ، فإن الحاثي ينفق مالا على المحثي ليلبس عليه أمر أو ينال منه مقصده فإن رأى كأن السماء أمطرت ترابا كثيرا ، فهو عذاب ، ومن كنس دكانه وأخرج التراب ومعه قماش ، فإنه يتحول من مكان إلى آخر

الرمل : أيضا يجري مجرى التراب ، في دلالة الموت والحياة والغنى والمسكنة ، لأنه من الأرض ، والعرب تقول أرمل الرجل ، إذا افتقر . ومنه أيضا المرملات ، وهن اللواتي قد مات أزواجهن ، وربما دل السعي فيه على القيود والعقلة والحصار والشغب والنصب ، وكل ما سعى فيه من الهم والحزن والخصومة والتظلم ، لأن الماشي فيه يحصل ولا يركض ، راجلا يمشي فيه ، أو راكبا ، على قدر كثرته وقلته ، ونزول القدم فيه ، يكون دلالته في الشدة والخفة ، ومن رأى أن يده في الرمل ، فإنه يتلبس بأمرهن أمور الدنيا . فإن رأى أنه استف الرمل أجمعه أو حمله ، فإنه يجمع مالا ويصيب خيرا . ومن مشى في الرمل ، فإنه يعالج شغلا شاغلا على قدر كثرته وقلته التل والرابية : إذا كانت الأرض دالة على الناس ، إذ منها خلقوا . فكل نشز منها وتل ورابية وكدية وشرف ، يدل على كل من ارتفع ذكره على العامة ، بنسب أو علم أو مال أو سلطان . وقد تدل على الأماكن الشريفة والمراتب العالية والمراكب الحسنة . فمن رأى نفسه فوق شيء منها ، فإن كان مريضا كان ذلك نعشه ، سيما إن رأى الناس تحته . وإن لم يكن مريضا وكان طالبا للنكاح تزوج امرأة شريفة عالية الذكر ، لها من سعة الدنيا بقدر ما حوت الرابية من سعة الأرض ، وكثرة التراب والرمل

.
وإن رأى أنه يخطب الناس فوق ذلك أو يؤذن ، فإن كان أهلا للملك ناله ، أو القضاء أو الفتيا أو الأذان أو الخطبة أو الشهرة والسمعة ، لأنها مقام أشراف العرب ، ومن رأى أرضا مستوية فيها رابية أو تل ، فإنه رجل له من سعة الدنيا بقدر ما حوله من الأرض المستوية.فإن رأى حوله خضرة ، فإن دينه أو حسن معاملته ، فمن رأى أنه قعد على ذلك التل أو تعلق به أو استمكن منه ، فإنه يتعلق برجل عظيم كما وصفت ، فإن رأى أنه جالس في ظل التل ، فإنه يعيش في كنف الرجل . فإن رأى أنه سائر على التلال ، فإنه ينجو ، ومن رأى كأنه ينزل من مكان مرتفع ، فإنه ينال هم وغم .والسير في الوهدة عسر يرجو صاحبه اليسر في عاقبته المدينة : تدل على أهلها وساكنيها ، وتدل على الاجتماع والسواد الأعظم والأمان والتحصين ، لآن موسى ، عليه السلام ، حين دخل إلى مدين قال له شعيب ، عليه السلام، : لا تخف نجوت ، وربما دلت القرية على الدنيا ، والمدينة على الآخرة ، لأن نعيمها أجل ، وأهلها أنعم، ومساكنها أكبر . وربما دلت المدينة على الدنيا ،والقرية على الجبالة ، وذلك أنها بارزة منعزلة عنها مع غفلة أهلها . وربما دلت المدينة المعروفة على دار الدنيا ، والمجهولة على الآخرة . وربما دلت المدينة المجهولة الجميلة على الجنة ، والقرية السوداء المكروهة على النار ، لنعيم أهل المدن ، وشقاء أهل القرى فمن انتقل في منامه من قرية مجهولة إلى مدينة كذلك ، فانظر في حاله ، فإن كان كافرا أسلم ، وإن كان مذنبا تاب ، وإن كان صالحا فقيرا حقيرا ، فإنه يستغني ويعز ، وإن كان مع صلاحه خائفا أمن ، وإن كان صاحب سرية تزوج ، وإن كان مع صلاحه عليلا مات ، وإن كان ذلك لميت تنقلت حاله وابتدلت داره ، فإنما هناك داران إحداهما أحسن من الأخرى ، فيمن انتقل من الدار القبيحة إلى الحسنة الجميلة نجا من النار ، ودخل الجنة إن شاء الله وأما من خرج من مدينة إلى قرية مجهولتين ، فعلى عكس الأول ، وإن كانتا معروفتين اعتبرت أسماؤها وجواهرهما ، فتحكم للمنتقل بمعاني ذلك ، كالخارج من باغاية إلى مدينة مصر، فإنه يخلص من بغي ويبلغ سؤله ويأمن خوفه ،لقوله تعالى ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) ــ يوسف : 99

.
فإن كان خروجه من سر من رأى إلى خرا سان ، انتقل من سرور إلى سوء قد آن وقته . وكذلك الخارج من المهدية والداخل إلى سوسة ، خارج عن هدى وحق إلى سوء وفساد ، على نحو هذا ومأخذه في سائر القرى والمدن المعروفة وأما أبواب المدينة المعروفة ، فولاتها أو حكامها ومن يحرسها ويحفظها . وأما دورها فأهلها من الرؤساء وكبراء محلتها ، وكل درب دال على من يجاوره ، ومن يحتاج إليه أهل تلك المحلة في مهماتهم وأمورهم ، ويرد عنهم حوادثهم بجاهه وسلطانه ، أو بعمله وماله . وقال بعضهم : المدينة رجل عالم ، إذا رأيتها من بعيد ، وقيل المدينة دين ،والخروج من المدينة خوف ، لقوله تعالى ( فخرج منها خائفا يترقب ) ــ القصص : 21 . ، ودخول المدينة صلح فيما بينه وبين الناس ، يدعونه إلى حق ، قال الله تعالى ( ادخلوا في السلم كافة ) ـ البقرة : 208 . وهو المدينة ، فإن رأى أن مدينة عتيقة قد خربت قديما وانهدمت دورها ، فجاء هناك عالم أو إمام ، يحدث هناك ورعا ونسكا . ومن رأى أنه دخل بلدا فرأى مدينة خربة لا حيطان لها ولا بنيان ولا آثار ، فإنه كان في ذلك اليوم علماء ماتوا وذهبوا ودرسوا . ولم يبق منهم ولا من ذريتهم أحد ، فإن رأى أنه يعمر ، فإنه يولد من نسل العلماء الباقين ولد يظهر فيه سيرة أولئك العلماء ، ومن رأى مدينة أو بلدا خاليين من السلطان ، فإنه سعر الطعام يغلو هناك ، فإن رأى مدينة أو بلدا مخصبة حسنة الزرع ، فذلك خير حال أهلها ، وقال بعضهم : إذا كانت المدن هادئة ساكنة ، فإنها في الخصب دليل على الجدب ، وفي الجدب دليل على الخصب. والأفضل أن يرى الإنسان المدن العامرة الكثيرة الخصب ، فإنها تدل على رفعة وخصب ، وإن رأى الجدبة القليلة الأهل ، دلت على قلة الخير وبلدة الإنسان تدل على الآباء ،

مثال ذلك : أن رجلا رأى كأن مدينته وقعت من الزلزال ، فحكم على والده بالقتل . وحكي أن وكيعا كان مع قتيبة لما سار من الري إلى خرا سان ، فرأى وكيع في منامه كأنه هدم شريف مدينته ونسفها ، فسأل المعبر فقال : أشراف يسقطون من جاههم على يدك ويوسمون ، فكان كذلك . القرية المعروفة تدل على نفسها وعلى أهلها وعلى ما يجيء منها ويعرف بها ، لأن المكان يدل على أـهله كما قال تعالى ( واسأل القرية ) ــ يوسف : 82 . يعني أهلها . وربما دلت القرية على دار الظلم والبدع والفساد والخروج عن الجماعة ، والشذوذ عن جماعة رأي أهل المدينة ، ولذا وسم الله تعالى دور الظالمين في كتابه بالقرى . وقد تدل على بيت النمل ، ويدل بيت النمل على القرية ، لأن العرب تسميها قرية . فمن هدم قرية أو أفسدها ، أو رآها خربت وذهب من فيها ، أو ذهب سيل بها أو احترقت بالنار ، فإن كانت معروفة جار عليها سلطان ، وقد يدل ذلك على الجراد والبرذ والجوانح والربا . وردم كوة النمل في سقف البيت ، وكذلك في المقلوب من صنع ذلك بكوة النمل أو الحيات ، عدا على أهل القرية بالظلم والعدوان ، وعلى كنيسة أو دار مشهورة بالفسوق ، ومن رأى أنه دخل قرية حصينة ، فإنه يقتل أو يقاتل لقوله تعالى ( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة ) ، الحشر : 14 . وقيل : من رأى أنه يجتاز من بلد إلى قرية ، فإنه يختر أمرا وضيعا على أمر رفيع ، أو قد عمل عملا محمودا يظن أنه غير محمود ، أو قد عمل خيرا يظن أنه شر ، فيرجع عنه ، وليس بجازم ، فإنه رأى أنه دخل قرية ، فإنه يلي سلطانا ، فإن خرج من قرية ، فإنه ينجو من شدة ويستريح ، لقوله تعالى ( أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ) ــ النساء : 75 .

فإن رأى كأن قرية عامرة خربت والمزارع تعطلت ، فإنه ضلالة أو مصيبة لأربابها . وإن رآها عامرة ، فهو صلاح دين أربابها الصخور : الميتة المقطوعة الملقاة على الأرض ، ربما دلت على الموتى لانقطاعها من الجبال الحية المسبحة ، وتدل على أهل القساوة والغفلة والجهالة ، وقد شبه الله تعالى بها قلوب الكفار ، والحكماء تشبه الجاهل بالحجر ، وربما أخذت الشدة من طبعها ، والحجر والمنع من اسمها ، فمن رأى كأنه ملك حجرا أو اشترى له أو قام عليه ، ظفر برجل على نعته ، أو تزوج على شبهة على قدر ما عنده من اليقظة . ومن تحول فصار حجرا ، قسا قلبه وعصى ربه وفسد دينه ، وإن كان مريضا ، ذهبت حياته وتعجلت وفاته ، وإلا أصابه فالج تتعطل منه حركاته وأما سقوط الحجر من السماء إلى الأرض على ا لعالم أو في الجوامع ، فإنه رجل قاس وال أو عشار ، يرمي به السلطان على أهل ذلك المكان ، إلا أن يكونوا يتوقعون قتالا ، فإنها وقعة تكون الدائرة فيها والشدة والمصيبة على أهل ذ لك المكان ، فكيف إن تكسر الحجر وطار فلق تكسيره إلى الدور والبيوت ، فإنه دلالة على افتراق الأنصبة في تلك الوقعة وتلك البلية ، فكل من دخلت داره منها فلقة ، نزل بها منها مصيبة ، وإن كان الناس في جدب يتقون دوامه ويخافون عاقبته ، كان الحجر شدة تنزل بالمكان ، على قدر عظم الحجر وشدته وحاله فكيف إن كان سقوطه من الأنادر أو في رحاب الطعام . وإن كانت حجارة عظيمة قد يرمي بها الخلق من السماء ، فعذاب ينزل من السماء بالمكان ، لأن الله سبحانه وتعالى قتل أصحاب الفيل حين رمتهم الطير بها ، لقوله تعالى ( وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة منن سجيل ) ــ الفيل 3 ـ 4. فإما وباء أو جراد أو برد أو بريح أو مغرم أو غارة ونهبة ، وأمثال ذلك ، على قدر زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة.

الحصى : تدل على الرجال والنساء ، وعلى الصغار من النساء ، وعلى الدراهم ابيض المعدودة ، لأنها من الأرض وعلى الحفظ والإحصاء ، لما ألم به طالبه من علم ، أو شعر ، وعلى الحج ورمي الجمار ، وعلى القساوة والشدة ،وعلى السباب والقذف . فمن رأى طائرا نزل من السماء إلى الأرض ، فالتقط حصاة وطار بها ، فإن كان ذلك في مسجد ، هلك منه رجل صالح أو صلحاء الناس ، فإن كان صاحب الرؤيا مريضا ، وكان من أهل الخير أو ممن يصلي أيضا فيه ، ولم يشركه في المرض أحد ممن يصلي أيضا فيه ، فصحاب الرؤيا ميت ، وإن كان التقاطه للحصاة من كنيسة ، كان الاعتبار في فلساد المريض ، كالذي قدمناه ، وإن التقطها من دار أو من مكان مجهول ، فمريض صاحب الرؤيا من ولد أو غير هلك ، فأما من التقط عددا من الحصى وصيرها في ثوبه أو ابتلعها في جوفه ، فإن كان التقاطه إياها من مسجد أو دار عالم أو حلقة ذكر ، أحصى من العلم والقرآن ، وانتفع من الذكر والبيان بمقدار ما التقط من الحصاة . وإن كان التقاطه من الأسواق أو من الفدادين وأصول الشجر ، فهي فوائد في الدنيا ، ودراهم تتألف له عن سبب الثمار أو النبات أو من التجارة والسمسرة ، أو من السؤال والصدقة لكل إنسان على قدر همته وعادته في يقظته . وإن كان التقاطه من طف البحر ، فعطايا من السلطان إن كان يخدمه ، أو فوائد من البحر إن كان يتجر فيه ، أو علم يكتسبه من عالم إن كان ذلك طلبه ، أو هبة وصلة من زوجة غنية إن كانت له . أو ولد أو نحوه وأما من رمي بها في ا لبحر ، ذهب ماله فيه . وإن رمى بها في بئر ، أخرج مالا في نكاح أو شراء خادم وإن رمى بها في ممطر أو ظرف من ظروف الطعام ، أو في مخزن من مخازن البحر ، اشترى بما معه أو بمقدار ما رمى به تجارة يستدل عليها بالمكان الذي رمى ما كان معه فيه

.
والعامة تقول : رمى فلان ما كان معه من دراهم في حنطة أو زيت أو غيرهما . وإن رمى بها حيوانا ، كالأسد والقرد والجراد والغراب وأشباهها . كان ذلك في أيام الحج ، بشرته بالحج ورمى الجمار في مستقبل أمره ، لأن أصل رمى الجمار ، أن جبريل عليه السلام ، أمر آدم عليه السلام أن يقذف الشيطان بها حتى عرض له ، فصارت سنة لولده . وإن لم يكن ذلك في أيام الحج ، كانت الحصاة دعاءه على عدو أو فاسق ، أو سبه وشتمه ، أو شهادات يشهد بها عليه . وإن رمى بها خلاف هذه الأجناس كالحمام والمسلمين من الناس ، كان الرجل سبابا مغتابا متكلما في الصلحاء والمحصنات من النساء الدور : وأما الدور ، فهي دالة على أربابها ، فما نزل بها من هدم أو ضيق أو سعة أو خير أو شر ، عاد ذلك على أهلها وأربابها وسكانها . والحيطان رجال ، والسقوف نساء ، لأن الرجال قوامون على النساء ، لكونها من فوقها ، ودفعها للأسواء عنها ، فهي كالقوام ، فما تأكدت دلالته رجع إليه وعمل عليه . وتدل دار الرجل على جسمه وتقسيمه وذاته ، لأنه يعرف بها وتعرف به ، فهي مجده وذكره واسمه وسترة أهله ، وربما دلت على ماله الذي به قوامه ، وربما دلت على ثوبه لدخوله فيه ، فإذا كانت جسمه ، كان بابها وجهه ، وإن كانت زوجته ، كان بابها فرجه ، وإذا كانت دنياه وماله ، كان بابها الباب الذي يتسبب فيه ومعيشته ، وإذا كانت ثوبه ، كان بابها طوقه وقد يدل الباب إذا انفرد على رب الدار ، وقد يدل عليه منه الفرد الذي يفتح ويغلق ، والفرد الآخر على زوجته الذي يعانقها في الليل ، وينصرف عنها في الدخول والخروج بالنهار ، ويستدل فيها على الذكر والأنثى بالشكل والغلق ، فالذي فيه الغلق هو الذكر ، والذي فيه العروة هو الأنثى زوجته ، لأن القفل الداخل في العروة ذكر ، ومجموع الشكل إذا انفلق كالزوجين ، وربما دلا على ولدي صاحب الدار ذكر وأنثى ، وعلى الأخوين والشريكين في ملك الدار وأما أسكفة الباب ودوارته وكل ما يدخل فيه منه لسان ، فذاك على الزوجة والخادم ، وأما قوائمه ، فربما دلت على الأولاد الذكران أو العبيد والأخوة والأعوان . وأما قوائمه وحلقة الباب ، فتدل على إذن صاحبه وعلى حاجبه وخادمه ، فلمن رأى شيئا من ذلك نقصا أو حدوثا أو زيادة أو جدة ، عاذ دلك على المضاف إليه زيادة الأدلة وشواهد اليقظة

وأما الدار المجهولة سوى المعروفة ، فهي دار الآخرة ، لأن الله تعالى سماعا دارا فقال (تلك الدار الآخرة ) ــ القصص : 83 . وكذلك إن كانت معروفة لها اسم تدل على الآخرة ، كدار عقبة أو دار السلام ، فمن رأى نفسه فيها وكان مريضا ، أفضى إليها سالما معافى من فتن الدنيا وشرها،وإن كان غير مريض ، فهي له بشارة ، على قدر عمله ، من حج أو جهاد أو زهد أو عبادة أو علم أو صدقة أو صلة أو صبر على مصيبة ، يستدل على ما أوصله إليها ، وعلى الذي من أجله بشر به زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة ، فإن رأى معه في المنام كتبا يتعلمها فيها ، فعلمه أداه إليها . وإن كان فيها مصليا ، فبصلاته نالها ، وإن كان معه فرسه وسيفه ، فبجهاده بلغها ، ثم على المعنى ، وأما اليقظة ، فلينظر إلى أشهر أعمالها عند نفسه وأقربها بمنامه من سائر طاعاته ،إن كانت كثيرة ففيها كانت البشارة في المنام وأما من بنى دارا غير داره في مكان معروف أو مجهول ، فانظر إلى حاله ، فإن كان مريضا أو عنده مريض ، فذلك قبره ، وإن لم يكن شيء من ذلك ، فهي دنيا يفيدها إن كانت في مكان معروف ، فإن بناها باللبن والطين ، كانت حلالا ، وإن كانت بالآجر والجص والكلس ، كانت حراما من أجل النار التي توقد على عمله . وإن كان بناؤه الدار في مكان مجهول ولم يكن مريضا، فإن كانت من اللبن فهو عمل صالح يعمله للآخرة ، أو قد عمله . وإن كانت بالآجر ، فهي أعمال مكروهة يندم في الآخرة عليها ، إلا أن يعود إلى هدمها في المنام ، فإنه يتوب منها ، وأما الدار المجهولة البناء والتربة والموضع والأهل المنفردة عن الدور، ولا سيما رأى فيها موتى يعرفهم ، فهي دار الآخرة ، فمن رأى أنه دخلها ، فإنه يموت إن لم يخرج منها ، فإن دخلها وخرج منها ، فإنه يشرف على الموت ثم ينجو ،

ومن رأى أنه دخل دارا جديدة كاملة المرافق وكانت بين الدور في موضع معروف ، فإن كان فقيرا استغنى ، وإن كان غنيا ازداد غنى ، وإن كان مهموما فرج عنه ، وإن كان عاصيا تاب ، على قدر حسنها وسعتها ، إن كان لا يعرف لها صاحبا ، فإن كان لها صاحب ، فهي لصاحبها ، وإن كانت مطينة ، كان ذلك حلالا ، وإن كانت مجصصة كان ذلك حراما وسعة الدار سعة دنياه وسخاؤه ، وضيقها ضيق دنياه وبخله ، وجدتها تجديد عمله ، وتطيينها دينه ، وأما إحكامها تدبيره ، ومرمتها سروره ، والدار من حديد طول عمر صاحبها ودولته . ومن خرج من داره غضبان ، فإنه يحبس ، لقوله تعالى ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا)ــ الأنبياء 87 . فإن رأى أنه دخل دار جاره ، فإنه يدخل في سره ، وإن كان فاسقا فإنه يخونه في امرأته ومعيشته وبناء الدار للعازب امرأة مرتفعة يتزوجها ، ومن رأى دارا من بعيد نال دنيا بعيدة ، فإن دخلها وهي من بناء وطين ولم تكن منفردة عن البيوت والدور ، فإنه دينا يصيبها حلالا. ومن رأى خروجه من الأبنية مقهورا أو متحولا ، فهو خروجه من دنياه أو مما يملك على قدر ما يدل عليه وجه خروجه حكي أن رجلا من أهل اليمن أتى معبرا فقال : رأيت كأني في دار لي عتيقة فانهد مت على . فقال : تجد ميراثا ، فلم يلبث أن مات ذو قرابة فورثة ستة آلاف درهم ورأى آخر كأنه جالس على سطح دار من قوارير ، وقد سقط منه عريان فقص رؤياه على معبر فقال : تتزوج امرأة من دار الملك جميلة ولكنها تموت عاجلا فكان كذلك وبيوت الدار نساء صاحبها ، والطرز والرقاق رجال ، والشرفات للدار شرف الدنيا ورياسة ، وخزانها أمناؤه على ماله من أهل داره ، وصحتها وسط دولة دنياه ، وسطحها اسمه ، ورفعته ، والدار للإمام العدل ثغر من ثغور المسلمين ، وهدم دار الملك المتعزز نقص في سلطانه . وكون الرجل على سطح مجهول نيل رفعة واستعانة برجل رفيع الذكر ، وطلب المعونة منه وقالت النصارى : من رأى كأنه يكنس داره أصابه غم أو مات فجأة ، وقيل : إن كنس الدار ذهب الغم ، والله أعلم بالصواب ، وقيل إن هدم الدار موت صاحبها

البيوت : بيت الرجل زوجته المستورة في بيته التي يأوي إليها ، ومنه يقال : دخل فلان بيته ، إذا تزوج ، فيكنى عنها به لكونها فيه ، ويكون بابه فرجها أو وجهها ، ويكون المخدع والخزانة بكرا كابنته أو ربيبته لأنها محجوبة ، والرجل لا يسكنها ، وربما دل بيته على جسمه أيضا ، وبيت الخدمة خادمة ، ومخزن الحنطة والدته التي كانت سبب تعيشه باللين للنمو والتربية ، والكنيف يدل على الخادم المبذولة للكنس والغسل ، وربما دل على الزوجة التي يخلو مها لقضاء حاجته خاليا من ولده وسائر أهله . ونظر إنسان من كوة بيته يدل على مراقبة فرج زوجته أو دبرها ، فما عاد على ذلك من نقص أو زيادة أو هدم أو إصلاح ، عاد إلى المنسوبة إليه ، مثل أن يقول رأيت كأني بنيت في داري بيتا جديدا ، فإن كان مريضا أفاق وصح جسمه ، وكذلك إن كان في داره مريض دل على صلاحه ، إلا أن يكون عادته ، دفن من مات له في داره ، فإنه يكون ذلك قبر المريض في الدار سيما إن كان بناؤه إياه في مكان مستحيل ، أو كان مع ذلك طلاء بالبياض ، أو كان في الدار عند ذلك زهر أو رياحين ، أو ما تدل عليه المصائب ، وإن لم يكن هناك مريض ، تزوج إن كان عازبا ، أو زوج ابنته وأدخلها عنده إن كانت كبيرة ،أو اشترى سرية على قدر البيت وخطره ومن رأى أنه يهدم دارا جديدة أصابه هم وشر ، ومن بنى دارا أو ابتاعها أصاب خيرا كثيرا ، ومن رأى أنه في بيت مجصص جديد مفرد عن البيوت ، وكان مع ذلك كلام يدل على الشر ، كان قبره . ومن رأى أنه حبس في بيت موثقا مقفلا عليه بابه ، والبيت وسط البيوت ، نال خيرا وعافية . ومن رأى أنه احتمل بيتا أو سارية ، احتمل مؤونة امرأة . فإن احتمله بيت أو سارية ، احتملت امرأة مؤونته وباب البيت امرأة وكذلك أسكفته ، ومن رأى أنه يغلق بابا تزوج امرأة . والأبواب المفتحة أبواب الرزق . وأما الدهليز فخادم على يديه يجري الحل والعقد والأمر القوي . ومن رأى أنه دخل بيتا وأغلق بابه على نفسه ،فإنه يمتنع من معصية الله تعالى،لقوله تعالى (وغلقت الأبواب)ــ يوسف: 23

.
فإن رأى أنه موثق منه مغلق الأبواب والبيت مبسوط ، نال خيرا وعافية . فإن رأى أن بيته من ذهب ، أصابه حريق في بيته ، ومن رأى أنه يخرج من بيت ضيق ، خرج من هم والبيت بلا سقف وقد طلعت فيه الشمس أو القمر ، امرأة تتزوج هناك . ومن رأى في داره بيتا واسعا مطينا لم يكن فيه ، فإنها امرأة صالحة تزيد في تلك الدار. فإن كان مجصصا أو مبنيا بآجر ، فإنه امرأة سليطة منافقة . فإن كانت تحت البيت سرب ، فهو رجل مكار . فإن كان منطين ، فإنه مكر في الدين والبيت المظلم امرأة سيئة الخلق رديئة ، وإن رأته المرأة فرجل كذلك . فإن رأى أنه دخل بيتا مرشوشا ، أصابه هم من امرأة بقدر البلل وقدر الوحل ثم يزول ويصلح . فإن رأى أن بيته أوسع مما كان ، فإن الخير والخصب يتسعان عليه وينال خيرا من قبل امرأة . ومن رأى أنه ينقش بيتا أو يزوقه ، وقع في البيت خصومة وجلبة والبيت المضيء دليل خير وحسن أخلاق المرأة الحائط : رجل ، وربما كان حال الرجل في دنياه إذا رأى أنه قائم عليه ، وإن سقط عنه زال عن حاله . وإن رأى أنه دفع حائطا فطرحه ، أسقط رجلا من مرتبته وأهلكه . والحائط رجل ممتنع صاحب دين ومال وقدر ، على قدر الحائط في عرضه وإحكامه ورفعته ، والعمارة حوله بسببه . ومن رأى حيطان بناء قائمة محتاجة إلى مرمة ، فإنه رجل عالم أو إمام قد ذهبت دولته . فإن رأى أن أقواما يرممونها ، فإن له أصحابا يرمون أموره . ومن رأى أنه سقط عليه حائط أو غيره ، فقد أذنب ذنوبا كثيرة وتعجل عقوبته . والشق في الحائط أو الشجرة أو فلي الغصن ، مصير الواحد من أهل بيته ، واثنين بمنزلة القطرين والحلمتين . ومن رأى حيطانا دارسة ، فهو رجل إمام عادل ذهبت أصحابه وعترته . فإن جددها فإنهم يتجدد ون وتعود حالتهم الأولى في الدولة . فإن رأى أنه متعلق بحائط ، فإنه يتعلق برجل رفيع ، ويكون استمكانه منه بقدر استمكانه من الحائط . ومن نظر في حائط فرأى مثاله فيه ، فإنه يموت ويكتب على قبره

السقف : رجل رفيع ، فإن كان من خشب ، فإنه رجل غرور . فإن رأى سقفا يكاد ينزل عليه ، ناله خوف من رجل رفيع . فإن نزل عليه التراب من السقف فأصاب ثيابه ، فإنه ينال بعد الخوف مالا . فإن انكسر جذع ، فهو موت صاحب الدار أو آفة تنزل به . فإن رأى أن عارضته انشقت طولا بنصفين فلم يسقط ، فهو وجمع ما ينسب إلى ذلك البيت ، والطرز وغيره ، مضاعف الواحد اثنان ، والخشب والجذوع في البناء ، رجل منافق متحمل لأمور الناس . وكسره موت رجل بهذه الصفة القصر :للفاسق سجن وضيق ونقص مال ، وللمستور جاه ورفعة أمر وقضاء دين . وإذا رآه من بعيد فهو ملك فالقصر رجل صاحب ديانة وورع . فمن رأى أنه دخل قصرا فإنه يصير إلى سلطان كبير ويحسن دينه ، ويصير إلى خير كثير ، لقوله تعالى (تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا ) ــ الفرقان : 10
.
ومن رأى كأنه قائم على قصر وكان القصر لبه ، فإنه يصيب رفعة عظيمة وجلالة وقدرة إن كان القصر لغيره ، فإنه يصيب من صاحبه منفعة وخيرا الإيوان الأزج : الأزج من اللبن : امرأة قروية صاحبة دين ، وبالجص دنيا مجددة ، وبالآجر مال يصير إليه حرام ،وقيل : هو امرأة منافقة . ومن رأى أنه يعقد أزجا بآجر صهريج ، فإنه يؤدب ولده . والجص والآجر من عمل أهل النار والفراعنة القبة : قوة ، من رأى أنه بنى قبة على السحاب ، فإنه يصيب سلطانا وقوة بحلمه . ومن رأى أن له بنيانا بين السماء والأرض من القباب الخضر ، فإن ذلك حسن حاله وموته على الشهادة . ويدل البناء على بناء الرجل بامرأته ،وقيل : من رأى كأنه يبني بناء ، فإنه يجمع أقرباءه وأصدقاءه على سرور . ومن رأى أنه طين قبر النبي ،صلى الله عليه وسلم ، فإنه يحج بمال . واللبن إذا كان مجموعا ولا يستعمل في بناء ، فهو دراهم ودنانير ، ومن رأى أنه يجدد بنيانا عتيقا لعالم ، فإنه تجديد سيرة ذلك العالم . وإن كان البناء لفرعون أو ظالم ، فإنه تجدد سيرته ، وقال النبي ،صلى الله عليه وسلم ، ( من رأى كأنه يبني بنيانا فإنه يعمل معملا ) ومن رأى أنه ابتدأ في بناء فحفره من أساسه وبناه من قراره حتى شيده ، فإنه طلب علم أو ولاية أو حرفة ، وسينال حاجته فيما يروم . وقيل : من رأى أنه يبني بنيانا في بلدة أو قرية ، فإنه يتزوج هناك امرأة . فإن بناه من خزف فتزيين ورياء ، وإن بناه من طين ، فإنه حلال وكسب . وإن كان منقوشا ، فهو ولاية أو علم مع لهو وطرب . وإن بناه من جص وآجر عليه صورة ، فإنه يخوض في الأباطيل

الغرفة : تدل على الرفعة وعلى استبدال السرية بالحرة ، لعلو الغرفة على البيت . وتدل على أمن الخائف ، لقوله تعالى ( وهم في الغرفات آمنون ) ــ سبأ : 37 . وتدل عل الجنة لقوله تعالى (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ) ــ الفرقان : 75 .،وتدل أيضا على المحراب ، لأن العرب تسميها بذلك . فمن بنى غرفة فوق بيته ورأى زوجته تنهاه عن ذلك وتسخط فعله ، أو تبكي بالعويل ، أو كأنها ملتحفة في كساء فإنه يتزوج على امرأته أخرى ، أو يتسرى ، وإن كانت زوجته عطرة جميلة مبتسمة كانت الغرفة زيادة دنياه ورفعة . وإن صعد إلى غرفة مجهولة ، فإن كان خائفا أمن ، وإن كان مريضا صار إلى الجنة ، وإلا نال رفعة وسرورا وعلوا . وإن كان معه جمع يتبعه في صعوده ، يرأس عليهم بسلطان أو علم ، أو إمامة في محراب . وإن رأى عذبا أنه في غرفة ، تزوج امرأة حسنة رئيسة دينه ، وإن رأى له غرفتين أو ثلاثة أو أكثر ، فإنه يأمن مما يخاف . وإن رأى أن البيت الأعلى سقط على البيت الأسفل ولم يضره ، فإنه يقدم له غائب . فإن كان معه غبار كان معه مال المنظرة : رجل منظور إليه ، فمن رآها من بعيد ، فإنه يظفر بأعدائه وينال ما يتمنى ويعلو أمره في سرور . فإن رآها تاجر ، فإنه يصيب ربحا ودولة ويعلو نضارة حيث كان ويكون ، وبناء المنظرة يجري مجرى بناء الدور وأما الأسطوانة : من خشب أو من طين أو من جص أو آجر ، فهي قيم دار أو خادم أهل الدار وحامل ثقلهم وبيوتهم ، ويقوى على ما كفلوه ، فيما يحدث فيها ففي ذلك الذي ينسب إليه . والكوة في البيت أو الطرز والغرفة ، ملك يصيبه صاحبها ، وعز وغنى ينال ، وللمكروب فرج ، وللمريض شفاء ، وللعازب امرأة وللمرأة زوج ,وإذا رأيت الكوة في البيت الذي ليس فيه كوة ، فإنها لأهل الولاية ولاية ، وللتاجر تجارة

الدرج : تدل على أسباب العلو والرفعة والإقبال في الدنيا والآخرة . لقول معرب : ارتفعت درجة فلان ، وفلان رفيع الدرجة . وتدل على الإملاء والاستدراج لقوله تعالى ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) ــ الأعراف : 182 . وربما دلت على مراحل السفر ومنازل المسافرين التي ينزلونها منزلة ، منزلة ومرحلة مرحلة . وربما دلت على أيام العمر المؤدية إلى غايته . ويدل المعروف منها على خادم الدار وعلى عبد صاحبها ودابته ، فمن صعد درجا مجهولا نظرت في أمره ، فإن وصل إلى آخره وكان مريضا مات ، فإن دخل في أعلاه غرفة وصلت روحه إلى الجنة ، وإن حبس دونها حجب عنها بعد الموت ، وإن كان سليما ورام سفرا خرج لوجهه ووصل على الرزق إن كان سفره في المال ، وإن كان لغير ذلك استدللت بما أفضى إليه أو لقيه في حين صعوده ، مما يدل على الخير والشر وتمام الحوائج ونقصها، مثل أن يلقاه أربعون رجلا ، أو يجد دنانير على هذا العدد ، فإن ذلك بشارة بتمام ما خرج إليه ، وإن كان العدد ثلاثين لم يتم له ذلك ، لأن الثلاثين نقص ،والأربعون تمام ، أتمها الله عز وجل لموسى عليه السلام بعشر ، ولو وجد ثلاثة وكان خروجه في وعد تم له ، لقوله تعالى في الثلاثة ( ذلك وعد غير مكذوب ) ــ هودج : 65 . وكذلك إن إذن في طلوعه وكان خروجه إلى الحج ، تم له حجه ، وإن لم يؤمل شيئا من ذلك ، ولا أرى ذلك في أشهر الحج ، نال سلطانا ورفعة ، إما بولاية أو بفتوى أو بخطابة أو بأذان على المنار ، أو بنحو ذلك من الأمور الرفيعة المشهورة وأما نزول الدرج ، فإن كان مسافرا قدم من سفر ، وإن كان مذكورا رئيسا نزل عن رياسته . وعزل عن عمله

، وإن كان راكبا مشى راجلا ، وإن كانت له امرأة عليلة هلكت ، وإن كان هوا لمريض نظرت ، فإن كان نزوله إلى مكان معروف ، أو إلى أهله وبيته ، أو إلى تبن كثير أو شعير ، أو إلى ما يدل على أموال الدنيا وعروضها ، أفاق من علته . وإن كان نزوله إلى مكان مجهول لا يدريه ، أو برية ، أو إلى قوم موتى قد عرفهم ممن تقدمه ، أو كان سقوطه تكويرا ، أو سقط منها في حفرة أو بئر أو مطمورة ، أو إلى أسد افترسه ، أو إلى طائر اختطفه ، أو إلى سفينة مرسية أقلعت به ، أو إلى راحلة فوقها هودج ، فسارت به ، فإن الدرج أيام عمره ، وجميع ما أنزل إليه منها موته حين تم أجله وانقضت أيامه . وإن كان سليما في اليقظة من السقم ، وكان طاغيا أو كافرا ، نظرت فيما نزل إليه ، فإن دل على الصلاح كالمسجد والخصب والرياض والاغتسال ونحو ذلك ، فإنه يسلم ويتوب ، وينزل عما هو عليه ويتركه ويقطع عنه . وإن كان نزوله إلى ضد ذلك مما يدل على العظائم والكبائر والكفر ، كالجدب والنار العظيمة المخيفة والأسد والحيات والمهاوي العظام ، فإنه يستدرج له ولا يؤخذ بغتة حتى يرد عليهما يهلك فيه ، ويعطب عنده ولا يقدر على الفرار منه وتجدد بناء الدرج ، يستدل به على صلاح ما يدل عليه من فساد ، فإن كان من لبن كان صالحا ، وإن كان من آجر كان مكروها ، وقال بعضهم : الدرجة أعمال الخير أولها الصلاة ،والثانية الصوم ، والثالثة الزكاة ،والرابعة الصدقة ،والخامسة الحج ،والسادسة الجهاد ، والسابعة القرآن وكل المراقي أعمال الخير لقوله ، صلى الله عليه وسلم ، ( اقرأ وارق ) فالصعود منها إذا كان منطين أو لبن ، حسن الدين والإسلام ، ولا خير فيه إذا كانت من آجر ، وإن رأى أنه على غرفة بلا مرقاة ولا سلم صعد فيه ، فإنه كمال دينه وارتفاع درجته عند الله لقوله تعالى ( نرفع درجات من نشاء ) ــ الأنعام : 83 و يوسف : 76 .والمراقي من طين ، للوالي رفعة وعز مع دين ، وللتجار تجارة مع دين . وإن كانت من حجارة ، فإنها رفعة قساوة قلب . وإن كانت من خشب ، فإنها مع نفاق ورياء . وإن كانت من ذهب ، فإنه ينال دولة وخصبا وخيرا وإن كانت من فضة ، فإنه ينال جواري بعدد كل مرقاة ،وإن كانت من صفر ، فإنه ينال متاع الدنيا . ومن صعد مرقاة استفاد فهما وفطنة يرتفع به ,به . وقيل : الدرجة رجل زاهد عابد ، ومن قرب منه نال رفعة ونسكا ، لقوله تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) ــ المجادلة : 11 . وكل درجة للوالي ولاية سنة

والسلم الخشب : رجل رفيع منافق ، والصعود فيه إقامة بينة ، لقوله تعالى ( أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ) ــ الأنعام : 35 . وقيل : إن الصعود فيه استعانة بقوم فيهم نفاق ،وقيل : هو دليل سفر . فإن صعد فيه ليستمع كلاما من إنسان ، فإنه يصيب سلطانا لقوله تعالى ( أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين ) ــ الطور : 38 . وقال رجل لابن سيرين : رأيت كأني فوق سلم ، فقال : أنت رجل تستمع على الناس . والسلم الموضوع على الأرض مرض ، وانتصابه صحة الطاق : الواسعة دليل على حسن خلق المرأة ، والضيقة على سوء خلقها . والرجل إذا رأى أنه جالس في طاق ضيق ، فإنه يطلق امرأته جهارا ، وإن كان موضعه من الطاق واسعا ، فإن المرأة تطلق من زوجها سرا والصفة رئيس يعتمده أهل البيت الأبواب : الأبواب المفتحة أبواب الرزق ، وباب الدار قيمها ، فما حدث فيه فهو في قيم الدار. فإن رأى في وسط داره بابا صغيرا ، فهو مكروه ، لأنه يدخل على أهل العورات ، وسيدخل تلك الدار خيانة في امرأته . وأبواب البيوت معناها يقع على النساء ، فإن كانت جددا فهن أبكار ، وإن كانت خالية من الإغلاق فهمن ثيبات . وإن رأى باب دار قد سقط أو قلع إلى خارج أو محترقا أو مكسورا،فذلك مصيبة في قيم الدار . فإن عظم باب داره أو اتسع وقي ، فهو حسن حال القيم . فإن رأى أنه يطلب باب داره فلا يجده ، فهوة حائر في أمر دنياه . ومن رأى أنه دخل من باب ، فإن كان في خصومة فهو غالب ، لقوله تعالى : ( ادخلوا عليهما لباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ) ــ المائدة

: 23 .
فإذا رأى أبوابا فتحت من مواضع معروفة أو مجهولة ، فإن أبواب الدنيا تفتح له ما يجاوز قدرها ، فإن جاوز فهو تعطيل تلك الدار وخرابها . فإن كانت الأبواب إلى الطريق ، فإن ما ينال من دنياه تلك يخرج إلى الغرباء والعامة . فإن كانت مفتحة إلى بيت في الدار ، كان يناله لأهل بيته . فإن رأى أن باب داره اتسع فوق قدر الأبواب ، فهو دخول قوم عليه بغير إذن في مصيبة ، وربما كان زوال باب الدار عن موضعه زوال صاحب الدار على خلقه وتغيره لأهل داره . فإن رأى أنه خرج من باب ضيق إلى سعة ، فهو خروجه من ضيق إلى سعة ، ومن هم إلى فرج . وإن رأى أن لداره بابين ، فإن امرأته فاسدة . فمن رأى لبابه حلقتين ، فإن عليه دينا لنفسه ، فإن رأى أنه قلع حلقة بابه فإنه يدخل في بدعة . وانسداد باب الدار مصيبة عظيمة لأهل الدار العتبة : امرأة ، روي أن إبراهيم الخليل ، صلى الله عليه وسلم ، قال لامرأة ابنه إسماعيل : قولي له غير عتبة بابك ، فقالت له ذلك ، فطلقها . وقيل : إن العتبة الدولة ، والأسكفة هي المرأة ، والعضاضة رئيس الدار وقيمها ،فقلعها ذل لقيم الدار بعد العز وتغيبها عن البصر موت القيم ، كما أن قلع أسكفته تطليق المرأة

وحكي أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت : رأيت في المنام أسكفة بابي العليا وقعت على السفلى ،ورأيت المصراعين قد سقطا ، فوقع أحدهما خارج البيت والآخر داخل البيت . فقال لها : ألك زوج وولد غائبان ؟ قالت نعم ، فقال : أما سقوط الأسكفة العليا فلقدوم زوجك سريعا ، وأما وقوع المصراع خارجا فإن ابنك يتزوج امرأة غريبة . فلم تلبث قليلا حتى قدم زوجها وابنها مع غريبة الغلق : من خشب هو البلط ، إذا فتح يكون فيه مكر . ومن رأى أنه يغلق باب داره بالبلط،فإنه محكم في حفظ دنياه . فإن لم يكن له بلط ،فليس له ضبط فلي أمر دنياه . فإن رأى أنه يزيد إغلاق باب داره ولا ينغلق ، فإنه يمتنع من أمر يعجز عنه . وإن رأى غاز أنه يفتح بابا يغلق ، فإنه ينقب حصنا أو يفتحه . فإن فتحه رجل ، فإنه يمكر بالمنسوب إلى ذلك النقب ويفتح عليه خير من قبل ذلك الرجل .ودخول الدرب ، دخول في سوم تاجر أو ولاية وال أو صناعة ذي حرفة . فمن رأى دربا مفتوحا فإنه يدخل في عمل كما ذكرت مرافق الدار : المطبخ ، طباخة ، والمبرز امرأة ، فإن كان واسعا نظيفا غير ظاهر الرائحة ، فإن امرأته حسنة المعاشرة ، ونظافته صلاحها ، وسعته طاعتها ، وقلة نتنه حسن بنائها . وإن كان ضيقا مملوءا عذرة لا يجد صاحبه منه مكانا يقعد فيه ، فإنها تكون ناشزة . وإن كانت رائحته منتنة فإنها تكون سليطة وتشتهر بالسلاطة وعمق بئرها تدبيرها وقيامها في أمورها . وإن نظر فيها فرأى فيها دما فإنه يأتي امرأته وهي حائض ، فإن رأى بئرها قد امتلأت فإن تدبيرها ومنعها للرجل من النفقة الكبيرة مخافة التبذير ، فإن رأى بيده خشبه يحرك بها في البئر ، فإن في بيته امرأة مطلقة .فإن كانت البئر ممتلئة لا يخاف فورها، فإن امرأته حبلى . ومن رأى أنه جعل في مستراح، فإنه يمكر به ، فإن أغلق عليه بابه ، فإنه يموت . وقد تقدم في ذكر الكنيف والمبرز في أول الباب ما فيه الكفاية والمعلف : عز ، لأنه لا يكون إلا لمن له الظهور والدواب ، وقيل : إنه امرأة الرجل . ومن رأى كأن في بيته معلفا يعتلف عليه دابتان ، فإنه يدل على تخليط في امرأة مع رجلين ، إما امرأته أو غيرها من أهل الدار وأما الحجر : في الأرض أو الحائط ، فإنه الفم . فمن رأى حجرا خرج منه حيوان ، فإنه فم يخرج منه كلام بمنزلة ذلك الحيوان وتأويله

وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت حجرا ضيقا خرج منه ثور عظيم ، فقال :الحجر هو الفم تخرج منه الكلمة العظيمة ولا يستطيع العود إليه وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن يزيد بن المهلب عقد طاقا بين داري وداره . فقال : ألك أم ؟ قال : نعم ، قال : هل كانت أمة ؟ قال : لا أدري ، فأتى الرجل أمه فاستخبرها فقالت : صدق ، كنت أمة ليزيد بن المهلب ، ثم صرت لأبيك السرب : كل حفيرة مكر ، فمن رأى أنه يحفر سربا أو يحفر له غيره ، ، فإنه يمكر مكرا أو يمكر به غيره . فإن رأى أنه دخل فيه ، رجع ذلك المكر إليه دون غيره . فإن رأى أنه دخله حتى استترت السماء عنه ، فإنه تدخل بيته اللصوص ويسرقون أمتعة بيتيه . فإن كان مسافرا ، فإنه يقطع عليه الطريق . فإن رأى أنه توضأ في ذلك السرب وضوء صلاة أو اغتسل ، فإنه يظفر بما سرق منه أو يعوض عاجلا وتقر عينه ، لأنه يأخذ بتأويل الماء . وإن كان عليه دين قضاه الله تعالى . فإن رأى أنه استخرج مما احتفره أو أحفر له ماء جاريا أو راكدا ، فإن ذلك معيشة في مكر لمن احتفر الحفائر : دالة على المكر والخداع والشباك ودور الزناة والسجون والقيود والمراصد وأمثال ذلك ، وأصل ذلك ما يحفر للسباع من الربا لتصطاد فيها إذا سقطت إليها ، والمطمورة ربما دلت على الأم الكافلة الحاملة المربية ، لأن قوت الطف في بطن أمه مكنوز بمنزلة الطعام في المطمورة ، يقتات منه صاحبه شيئا بعد شيء ، حتى يفرغ أو يستغني عنه بغيره وربما دلت المجهولة على رحبة الطعام جرت فيما تجري الحفائر فليه ، لأنها حفرة ، فمن رأى مطمورة انهدمت أو ارتدمت ، فإن كانت أنه عليلة هلكت ، وإن كانت عنده حامل خلصت وردم قبرها ، لأن قبر الحامل مفتوح، إلا أن يأتي في الرؤيا ما يؤكد موتها ، فيكون ذلك دفنها . وإن لم يكن شيء من ذلك ، فانظر فإن كان عنده طعام فيها في اليقظة باعه ، وكان ما ردمت به من التراب والأزبال عوضه ، وهو ثمنه

.
وإن رأى طعامه بعينه زبلا أو ترابا ، رخص سعره وذهب ماله . وإن لم يكن له فيها طعام ورآها مملوءة بالزبل أو التراب ، ملأها بالطعام عند رخصه . وإن كانت مملوءة بالطعام ، حملت زوجته إن كان فقيرا أو أمته . فإن كانت المطمورة مجهولة في جامع أو سماط ، أو عليها جمع من الناس وكان فيها طعام وهي ناقصة ، نقص من السعر في الرحبة بمقدار ما نقص من المطمورة . وإن فاضت وسالت والناس يفرقون منها ولا ينقصونها ، رخص السعر وكثر الطعام . وإن رأى نارا وقعت في الطعام ، كان في الطعام الذي فيها غلاء عظيم . أو حادث من السلطان في الرحبة ، أو جراد أو حجر في الفدادين . فإن رأى في طعامها تمرا أو سكرا فإن السعر يغلو والجنس الذي فيها من الطعام يغلو ، على قدر ما فيها من الحلاوة في القلة والكثرة . فإن كان كقدر ننصف طعامها ، فهو على النصف ، وإلا فعلى هذا المقدار . وأما من سقط في مطمورة أو حفير مجهول ، فعلى ما تقدم في اعتبار السقوط في البئر الآبار :
أما بئر الدار ، فربما دلت على ربها ، لأنه قيمها . وربما دلت على زوجته ، لأنه يدلي فيها دلوه وينزل فيها حبله في استخراج الماء ، وتحمل الماء في بطنها وهي مؤنثة . وإذا كان تأويلها رجلا فماؤها ماله وعيشه الذي يجود به على أهله ، وكلما كثر خيره ما لم يفض في الدار ، فإذا فاض كان ذلك سره وكلامه، وكلما قل ماؤه قل كسبه وضعف رزقه ، ولكما بعد غوره دل على بخله وشحه . وكلما قرب ماؤه من اليد دل ذلك على جوده وسخائه وقرب ما عنده وبذله لماله . وإذا كانت البئر امرأة ، فماؤه مالها وجنينها ، فكلما قرب من اليد تدانت ولادتها ، وإن فاض على وجه الأرض ولدته أو أسقطته ، وربما دلت البئر على الخادم والعبد والدابة ، وعلى كل من يجود في أهله بالنفع من بيع الماء وأسبابه ، أو من السفر ونحوه، لأن البئر المجهولة دلت على السفر ، لأن الدلاء تمضي فيها وتجيء وتسافر وترجع بمنزلة المسافرين الطالعين والنازلين . وربما دلت البئر المجهولة المبذولة في الطرقات ، المسبلة في الفلوات ، على الأسواق التي ينال منها كل من أتاها ما قدر له ، ودلوه وحبله تشبثه بها . وربما دلت على البحر ، وربما دلت على الحمام وعلى المسجد الذي يغسل فيه أوساخ المصلين ، وربما دلت على العالم الذي يستقي العلم من عنده الذي يكسف الهموم . وربما دلت على الزانية المبذولة لمن مر بها وأرادها . وربما دلت على السجن والقبر ، لما جرى على يسوف عليه السلام في الجب فمن رأى كأنه سقط في بئر مجهولة ، فإن كان مريضا مات ، وإن كان في سفينة عطب وصار في الماء ، وإن كان مسافرا في البر قطع من الطريق ومكر به وغدر في نفسه ، وإن كان مخاصما ، سجن ، وإلا دخل حماما مكروها ، أو دخل دار زانية . وأما إن استقى بالدلو من بئر مجهولة، فإن كان عنده حمل ،بشر عنه بغلام، لقوله تعالى(فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام) ــ يوسف: 1

9.
وإن كانت له بضاعة في البحر أو البر ، قدمت عليه أو وصلت إليه . وإن كان عنده عليل ، أفاق ونجا وخلص . وإن كان له مسجون ، نجا من السجن . وإن كان له مسافر ، قدم من سفره . فإن لم يكن شيء من ذلك ، وكان عازبا تزوج . وإلا توسل إلى سلطان أو حاكم في حاجته وتمت له . وكل ذلك إذا طلع دلوه سليما مملوءا . والعرب تقول : دلونا إليك بكذا ، أي توسلنا إليك . وإن لم يكن شيء من ذلك طلب علما ، فإن لم يلق به ذلك ، فالبئر سوقه واستقاؤه وتسببه ، فما أفاد من الماء أفاد مثله ، وإن مجه أو أراقه أتلفه وأنفقه . قال الشاعر وما طلب المعيشة بالتمني ولكن ألقي دلوك في الدلاء تجيء بملئها طــورا وطــورا تجيء بحمـــأة وقليل مــــاء وقال بعضهم : إذا رأى الرجل البئر ، فهي امرأة ضاحكة مستبشرة ، وإذا رأت امرأة ، فهو رجل حسن الخلق ومن رأى أنه احتفر بئرا وفيها ماء ، تزوج امرأة موسرة ومكر بها ، لأن الحفر مكر . فإن لم يكن فيها ماء ، فإن المرأة لا مال لها . فإن شرب من مائها ، فإنه يصيب مالا من مكر إذا كان هو الذي احتفر ، ,وإلا فعلى يد من احتفر أو سميه أو عقبه بعده . فإن رأى بئرا عتيقة في محلة أو دار أو قرية يستقي منها الصادرون والوارد ون بالحبل والدلو ، فإن هناك امرأة أو بعل أو امرأة أو قيمها ينتفع به الناس في معايشهم ، ويكون له في ذلك ذكر حسن لمكان الحبل الذي يدلي به إلى الماء ، لقوله عز وجل ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) ــ آل عمران : 103

.
فإن رأى أن الماء فاض من تلك البئر ، فخرج منها ، فإنه هم وحزن وبكاء في ذلك الموضع . فإن امتلأت ماء ولم يفض ، فلا بأس أن يلقى خير ذلك وشره . فإن رأى أنه يحفر بئرا سقي منه بستانه ، فإنه يتناول دواء يجامع به أهله . فإن رأى أن بئره فاضت أكثر مما سال فيها حتى دخل الماء البيوت ، فإنه يصيب مالا يكون وبالا عليه فإن طرق لذلك حتى يخرج من الدار ،فإنه ينجو من هم ويذهب من ماله بقدر ما يخرج من الدار ومن رأى أنه وقع في بئر فيها ماء كدر ، فإنه يتصرف مع رجل سلطان جائر ويبتلي بكيده وظلمه . وإن كان الماء صافيا فإنه يتصرف لرجل صالح يرضى به كفافا . فإن رأى أنه يهوي أو يرسل في بئر ، فإنه يسافر البئر إذا رآها الرجل في موضع مجهول وكان فيها ماء عذب ، فإنها دنيا الرجل ويكون فيها مرزقا طيب النفس طويل العمر بقدر الماء . وإن لم يكن فيها ماء ، فقد نفذ عمره وانهدام البئر موت المرأة ،

فإن رأى أن رجليه تدلتا في البئر ،فإنه يمكر بماله كله أو يغضب ، فإن نزل في بئر وبلغ نصفها وأذن فيها ،فإنه سفر . وإذا بلغ طريقه نال رياسة وولاية . أو ربحا عن تجارة وبشارة ، فإن سمع الأذان في نصف البئر ، عزل إن كان واليا ، وخسر إن كان تاجرا ، وقال بعضهم : من رأى بئرا في داره وأرضه ، فإنه ينال سعة في معيشته ، ويسرا بعد عسر ، ومنفعة . وقيل : من أصاب بئرا مطمورة ، أصاب مالا مجموعا الحمام : يدل على المرأة لحل الإزار عنده ، ويؤخذ الإنسان معه مع خروج عرقه ، كنزول نطفته في الرحم، وهو كالفرج . وربما دل على دور أهل النار وأصحاب الشر والخصام والكلام ، كدور الزناة والسجون ، ودور الحطام والجباة لناره وظلمته وجلة أهله وحسن أبوابه وكثرة جريان الماء فيه . وربما دل على البحر والأسقام ، وعلى جهنم . فمن رأى نفسه في حمام أو رآه غير فيه ، فإن رأى فيه ميتا فإنه في النار والحميم ، لأن جهنم أدراك وأبواب مختلفة ، وفيها الحميم والزمهرير ، وإن رأى مريض ذلك نظرت حاله ، فإن رأى أنه خارج من بيت الحرارة إلى بيت الطهر ، وكانت علته في اليقظة حرا ، تجلت عنه . فإن اغتسل وخرج منه ، خرج سليما . وإن كانت علته بردا ، تزايدت به وخيف عليه . فإن اغتسل مع ذلك ولبس بياضا من الثياب خلاف عادته ، وركب مركوبا لا يليق به ، فإن ذلك غسله وكفته ونعشه ، وإن كان ذلك في الشتاء ، خيف عليه الفالج .

وإن رأى أنه داخل بيت الحرارة فعلى ضد ما تقم في الخروج ، يجري الاعتبار ، ويكون البيت الأوسط لمن جلس فيه من المرضى ، دالا على توسطه في علته حتى يدخل أو يخرج ، فإما نكسة أو إفاقة . وإن كان غير مريض ، وكانت له خصومة أو حاجة في دار حاكم أو سلطان أو جاب ، حكم له عليه على قدر ما ناله في الحمام من شدة حرارته أو برده ، أو زلق أو رش . فإن لم يكن شيء منم ذلك ، وكان الرجل عازبا تزوج أو حضر في وليمة أو جنازة ، وكان فيها من الجلبة والضوضاء والهموم والغموم كالذي يكون في الحمام ، وإلا ناله عنه سبب من مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق ، وهي أموال . وربما دل العرق خاصة على الهم والتعب والمرض مع غمة الحمام وحرارته . فإن كان فيه متجردا من ثيابه ، فالأمر مع زوجته ، ومن أجلها وناحيتها وناحية أهلها يجري عليه ما تؤذن الحمام به . فإن كان فيه بأثوابه ، فالأمر من ناحية أجنبية أو بعض المحرمات كالأم والابنة والأخت حتى تعتبر أحواله أيضا ، وتنقل مراتبه ومقاماته ، وما لقيه أو يلقاه بتصرفه في الحمام ، وانتقاله فيه من مكان إلى مكان. وإن رأى أنه دخله من قناة أو طاقة صغيرة في بابه ، أو كان في أسد أو سباع أو وحش أو غربان أو حيات ، فإنها امرأة يدخل إليها في زينة .ويجتمع عندها مع أهل الشر والفجور من الناس . فإنها امرأة يدخل إليها في زينة، ويجتمع عندها مع أهل الشر والفجور من الناس . وقال بعضهم : الحمام بيت أذى ، ومن دخله أصابه هم لا بقاء له من قبل النساء والحمام اشتق من اسمه الحميم ، فهو حم ،والحم صهر أ, قريب . فإن استعمل فيه ماء حارا أصاب هما من قبل النساء ، وإن كان مغموما ودخل الحمام خرج من غمه . فإن اتخذ في الحمام مجلسا ، فإنه يفجر بامرأة ويشهر بأمره ، لأن الحمام موضع كشف العورة .
فإن بنى حماما فإنه يأتي الفحشاء ويشنع عليه بذلك . فإن كان الحمام حارا لينيا ، فإن أهله وصهره وقرابات نسائه موافقون مساعدون له ، مشفقون عليه . فإن كان باردا ، فإنهم لا يخالطونه ولا ينتفع بهم ، وإن كان شديد الحرارة ، فإنهم يكونون غلاظ الطباع لا يرى منهم سرورا لشدتهم وقيل : إن رأى أنه في البيت الحار ، فإن رجلا يخونه في امرأته ، وهو يجهد أن يمنعه فلا يتهيأ له . فإن امتلأ الحوض وجرى الماء من البت الحار إلى البيت الأوسط ، فإنه يغضبه على امرأته.وإن كان الحمام منسوبا إلى غضارة الدنيا ، فإن كان باردا ، فإن صاحب الرؤيا فقير قليل الكسب لا تصل يده إلى ما يريد . وإن كان حارا لينا واستطابه ، فإن أموره تكون على محبة ، ويكون كسوبا صاحب دولة ، يرى فيها فرجا وسرورا . وإن كان حارا شديد الحرارة ، فإنه يكون كسوبا ولا يكون له تدبير ولا يكون له عند الناس محمدة وقيل : من رأى أنه دخل حماما ، فهو دليل الحمى النافض . فإن رأى أنه شرب من البيت الحار ماء ساخنا ، أو صب عليه أو اغتسل به على غير هيئة الغسل ، فهو هم وغم ومرض وفزع ، بقدر سخونة الماء ، وإن شربه من البيت الأوسط ، فهي حمى صالبة . وإن شربه من البيت البارد ، فهو برسام . فإن رأى أنه اغتسل بالماء الحار وأراد سفرا فلا يسافر . فإن كان مستجيرا بإنسان يطلب منفعته ، فليس عنده فرج ، لقوله تعالى ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل ) ـ الكهف : 29 .فإذا اجتمع الحمام والاغتسال والنورة ، فخذ بالاغتسال والنورة ودع الحمام ، فإن ذلك أقوى في التأويل . فإن رأى في محلة حماما مجهولا ، فإن هناك امرأة ينتابها الناس وقال بعضهم : من رأى كأنه يبني حماما قضيت حاجته وحكي أن رجلا رأى كأنه زلق في الحمام فقصها على معبر ، فقال : شدة تصيبك . فعرض له أن زلق في الحمام فانكسرت رجله والأتون : أمر جليل على كل حال وسرور ، فمن رأى أنه يبني أتونا ، فإنه ينال ولاية وسلطانا . وإن لم يكن متحملا ، فإنه يشغل الناس بشيء عظيم

الفرن : المعروف دال على مكان معيشة صاحبه وغلته ومكسبه ، كحانوته وفدانه ومكان متجره ، لما يأوي إليه من الطعام ، وما يوقد فيه من النار النافعة ، وما يربى فيه من زكاة الحنطة المطحونة وريعها ، وطحن الدواب والأرحية وخدمتها وربما دل على نفسه ، فما جرى عليه من خير أو شر أو زيادة أو نقص أو خلاء أو عمارة ، عاد عليه أو على مكان كسبه وغلته وأما الفرن المجهول ، فربما دل على دار السلطان ودار الحاكم ، لما فيه من وقيد النار . والسلطان يضر وينفع ، ولها كلام وألسنة . وأما العجين والحنطة التي تجيء إليه من كل مكان وكل دار ، فهي كالجبايات والمواريث التي تجبى إلى دار السلطان وإلى دار الحاكم ، ثم يردونها أرزاقا. والدواب كالأبناء والأعوان والوكلاء ، وكذلك ألواحا لخبز . وربما دل على السوق ، لأن أرزاق الخلق أيضا تساق إليها ،ويكون فيها الربح كرماده المطحون ، والخسارة كنقص المخبوز ، والحرام والكلام للنار فيه ، فمن بعث بحنطة أو شعير إلى الفرن المجهول ، فإن كان مريضا مات ومضى بماله إلى القاضي . وإن لم يكن مريضا وكان عليه عشر للسلطان أو كراء أو بقية من مغرم ونحو ذلك ، أدى ما عليه ، وإلا بعث بسلعة إلى السوق .فإن كان المطحون والمبعوث به إلى الفرن شعيرا ، أتاه في سلعته قريب من رأس ماله ، وإن كانت حنطة ، ربح فيها ثلثا للدينار أو ربعا أو نصفا على قدر زكاتها ، إن كان قد كالها ، أو وقع في ضميره شيء منها

الرحا : الطاحون تدل على معيشة صاحبها وحانوته ، وكل من يتعيش عنده أو كل من يخدمه ويصلح طعامه وينكحه من زوجة وأمة . وربما دلت على السفر لدورانها ، وربما دلت على الوباء والحرب لسحقها ، والعرب والشعراء كثيرا ما يعبرون بها عنهما ، فمن اشترى رحا تزوج إ‘ن كان عازبا ، أو زوج ابنته أو ابنه أو اشترى خادما للوطء أو للخدمة ، أو سافر إذا كان من أهل السفر ، وإن كان فقيرا استفاد ما يكتفي به ، لأن الرحا لا يحتاج إليها إلا من عنده ما يطحنه فيها . وأما من نصب رحا ليطحن فيها الناس على ماء أو بحر أو غيره ، فإنه يفتح دكانا أو حانوتا إن لم يكن له حانوت ، ويدر فيه رزقه إن كان قد تعذر عليه ، أو جلس للناس بمساعدة سلطان لحكومة أو منفعة أو أمانة ، وكان له حس في الناس . وأما من تولى الطحين بيده ، فإنه يتزوج أو يتسرى أو ويجامع ، لأن الحجرين كالزوجين والقطب كالذكر والعصمة . وإن كانت بلا قطب ، كان الجماع حراما ، وقد تكون امرأتين يتساحقان، فإن لم يكن عنده شيء من ذلك، فلعله يتوسط العقد بين زوجين أو شريكين. أو يسافر في طلب الرزق،وأما الرحا الكبيرة إذا رؤيت في وسط المدينة أو في الجوامع.

 

في البسط والفرش

(749 قراءة



في البسط والفرش والسرادقات والفساطيط والاسرة والشراع والستور وما أشبهها

البساط :دنيا لصاحبه وبسطه بسط الدنيا ،وسعته سعة الرزق ، وصفاقته طول العمر . فإن رأى كأنه بسط في موضع مجهول أو عند قوم لا يعرفهم ، فإنه ينال ذلك في سفر .وصغر البساط ورقته قلة الحياة وقصر العمر وطيه طي النعيم والعمر . ومن رأى كأنه على بساط نال السلامة إن كان في حرب ، وإن لم يكن في حرب اشترى ضيعة . وبسط البساط بين قوم معروفين أو في موضع معروف ، يدل على اشتراك النعمة بين أهل ذلك الموضع . وقيل : إن بسط البساط ثناء لصاحبه الذي يبسط له ، وأرضه الذي يجري عليها أثره . كل ذلك بقدر سعة البساط وثخانته ورقته وجوهره فإن رأى أنه بسط له بساط جديد صفيق ، فإنه ينال في دنياه سعة الرزق وطول العمر . فإن كان البساط في داره أو بلده أو محلته أوفي قومه أو بعض مجالسه ، أو عند من يعرفه بمودته أو مخاطبته إياه ، حتى لا يكون شيء من ذلك مجهولا ، فإنه ينال دنياه تلك على ما وصفت . وكذلك يكون عمره فيها في بلده أو موضعه الذي هو فيه ، أو عند قومه أو خلطائه . وإن كان ذلك في مكان مجهول وقوم مجهولين فإنه يتغرب وينال ذلك في غربة . فإن كان البساط صغيرا ثخينا ، نال عزا في دنياه ، وقلة ذات يد . وإن كان رقيقا قدر رقة البسط واسعا ، فإنه ينال دنيا واسعة وعمره قليل فيها . فإذا اجتمعت الثخانة والسعة والجوهر ، اجتمع له طول العمر وسعة الرزق ولو رأى أن البساط صغيرا خلقا ، فلا خير فيه . فإن رأى بساطه مطويا على عاتقه قد طواه أو طوي له ، فهو ينقله من موضع إلى موضع . فإذا انتقل كذلك إلى موضع مجهول ، فقد نفذ عمره وطويت دنياه عنه . وصارت تبعاته منها في عنقه

.
فإن رأى في المكان الذي انتقل إليه أحدا من الأموات ، فهو تحقيق ذلك . فإن رأى بساطا مطويا لم يطوه هو ولا شهد طيه ولا رآه منشورا قبل ذلك وهو ملكه ، فإن دنياه مطوية عنه وهو مقبل فيها ، ويناله فيها بعض الضيق في معيشته . فإن بسط له اتسع رزقه وفرج عنه وبدل البساط على مجالسة الحكام والرؤساء ، وكل من يوطأ بساطه . فمن طوى بساطه تعطل حكمه أو تعذر سفره أو أمسكت عنه دنياه . وإن خطف عنه أو احترق بالنار ، مات صاحبه أو تعذر سفره . وإن ضاق قدره ضاقت دنياه عليه . وإن رق جسم البساط قرب أجله أو أصابه هزال في جسده ، أو اشرف على منيته والوسادة والمرفقة خادمة . فما حدث فيها ففيهم وقال بعضهم : المخاد للأولاد والمساند للعلماء

وأما الفرش : فدال على الزوجة وحشو ولحمها أو شحمها . وقد يدل الفراش على الأرض التي يتقلب الإنسان عليها بالغفلة ، إلى أن ينقل عنها إلى الآخرة. وقال بعضهم : للفراش المعروف صاحبه أو هو بعينه أو موضعه ، فإنه امرأته . فما رؤي به من صلاح أو فساد أو زيادة على ما وصفت في الخدم كذلك ، يكون الحدث في المرأة المنسوبة إلى الفراش فإن رأى أنه استبدل بذلك الفراش وتحول إلى غيره من نحوه ، فإنه يتزوج أخرى ، ولعله يطلق الأولى إن كان ضميره أن لا يرجع إلى ذلك الفراش . وكذلك لو رأى أن الفراش الأول قد تغير عن حاله إلى ما يكره في التأويل ، فإن المرأة تموت أو ينالها ما ينسب إلى ما تحولت إليه . فإن كان التحول إلى ما يستحب في التأويل ، فإنه مراجعة الأولى بحسن حال وهيئة بقدر ما رأى من التحول فيه . فإن رأى فراشه تحول من موضع إلى موضع ، فإن امرأته تتحول من حال إلى حال ، بقدر فضل ما بين الموضعين في الرفق والسعة والموافقة لهما أو لأحدهما . فإن رأى مع الفراش فراشا آخر مثله أو خيرا منه أو دونه ، فإنه يتزوج أخرى على نحو ما رأى من هيئة الفراش ، ولا يفرق بين الحرائر والإماء في تأويل الفراش ، لأنهن كلهن نساء . وتأويل ذلك سواء ومن رأى أنه طوى فراشه فوضعه ناحية ، فإنه يغيب عن امرأته أو تغيب عنه أو يتجنبها . فإن رأى مع ذلك شيئا يدل على الفرقة والمكاره ، فإنه يموت أحدهما عن صاحبه أو يقع بينهما طلاق. فإن رأى فراشا مجهولا في موضع مجهول ، فإنه يصيب أرضا على قدر صفة الفراش وهيئته . فإن رأى فراشا مجهولا أو معروفا على سرير مجهول وهو جالس عليه ، فإنه يصيب سلطانا يعلو فيه على ا لرجال ويقهرهم لأن السرير من خشب ،والخشب جوهر الرجال الذين يخالطهم نفاق في دينهم ، لأن الأسرة مجالس الملوك . وكذلك لو رأى كأن فراشه على باب السلطان ، تولى ولايته وإذا أولنا الفراش بالمرأة ، فليس الفراش طاعتها لزوجها ، وسعة الفراش سعة خلقها ، وكونه جديدا يدل على طراوتها ، وكونه من ديباج امرأة مجوسية ،وكونه من شعر أو صوف أو قطن يدل على امرأة غنية ، وكونه أبيض امرأة ذات دين ، وكونه مصقولا يدل على امرأة تعمل ما لا يرضي الله ، وكونه أخضر امرأة مجتهدة في العبادة ، والجديد امرأة حسناء مستورة ، والمتمزق امرأة لا دين لها فمن رأى كأنه على فراش ولا يأخذه النوم ، فإنه يريد أن يباشر امرأته ولا يتهيأ له ذلك فإن رأى كأن غيره مزق فراشه ، فإنه يخونه في أهله

وأما السرير : فقد قيل : من رأى أنه على سرير ، فإنه يرجع إليه شيء قد كان خرج عن يده ، وإن كان سلطانا ضعف في سلطانه ثم يثبت بعد الضعف ، لقوله تعالى ( وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ) ــ ص : 34 . وإن كان يريد التزويج فذلك نكاح امرأة . وإن كان على سرير وعليه فرش ، فذلك زيادة رفعة وذكر على قوم منافقين في الدين . وإن لم يكن عليه فرش فإنه يسافر وقال بعضهم : السرير وجميع ما ينام عليه يدل على امرأة وعلى جميع المعاش ، وكذلك تدل الكراسي . وأرجل السرير تدل على المماليك ، وخارجه على المرأة خاصة ، وداخله على صاحب الرؤيا ، وأسفله على الأولاد والإناث وقال القيراوني : إن السرير دال على كل ما يسر المرء به ويشرف من أجله ويقربه . وتقول العرب : ثل عرشه ، إذا هدم عزه والعرش : السرير ، وربما دل على مركوب من زوجة أو محمل أو سفينة ، لأن النائم يركبه في حين سفر روحه عن أهله وبيته . وربما دل على النعش ، لأنه سرير المنايا. فمن تكسر سريره في المنام أو تفكك تأليفه ذهب سلطانه إن كان ملكا ، وعزل عن نظره إن كان حاكما ، وفارق زوجته إن كانت ناشز أو ماتت مريضة ، أو زوجها إن كان هو المريض ، أو سافر عنها أو هجرها ، وقد يدل وجهه على الزوج ، ومؤخره على الزوجة ، وما يلي الرأس منه على الولد ، وما يلي الرجلين على الخادم والابنة ،وقد يدل حماره على قيم البيت ، وألواحه على أهله وقد يدل حماره على الخادم ، وألواحه على الفراش ، والبسط والفرش والحصر وثياب المرأة وأما من رأى نفسه على سرير مجهول ، فإن لاق به الملك ناله ، وإلا جلس مجلسا رفيعا . وإن كان عازبا تزوج ، وإن كانت حاملا ولدت غلاما . وكل ذلك إن كان عليه فرش فوقه ، أو كان له جمال . وإن كان لا فرش فوقه ، فإن راكبه بسافر سفرا بعيدا ، وإن كان مريضا مات ، وإن كان ذلك في أيام الحج وكان يؤمله ، ركب محملا على البعير . أو سفينة في البحر ، أو جلس فيها على السرير

السرادق : سلطان في ا لتأويل ، فإذا رأى الإنسان سرادقا ضرب فوقه ، فإنه يظفر بخصم سلطاني . وقيل : من رأى له سرادقا مضروبا ، فإن ذلك سلطان وملك ويقود الجيوش لأن السرادق للملوك ، والفسطاط كذلك ، إلا أنه دونه والقبة : دون الفسطاط ،والخباء دون القبة . ومن رأى للسلطان أنه خرج من شيء من هذه الأشياء المذكورة ، دل على خروجه عن بعض سلطانه . فإن طويت باد سلطانه أو فقد عمره . وربما كانت القبة امرأة . تقول ضرب قبة إذا بنى بأهله والأصل في ذلك أن الداخل بأهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله بها . فقيل لكل داخل بأهله بان بأهله . ( يريد بان بأهله ، فمصباحه لا يطفأ )
وقيل : إن الفساطيط ، من رأى أنه ملكها أو استظل بشيء منها ، فإن ذلك يدل على نعمة منعم عليه بما لا يقدر على أداء شكرها . والمجهول من السرادقات الفساطيط والقباب إذا كان لونه أخضر أو أبيض مما يدل على البر ، فإنه يدل على الشهادة أو على بلوغه لنحوها بالعبادة ، لأن المجهول من هذه الأشياء يدل على قبور الشهداء والصالحين إذا رآه ، أو يزور بيت المقدس وقيل : إن الخيمة ولاية ، وللتاجر سفر . وقيل : إنها تدل على إصابة جارية حسناء عذراء ، لقوله تعالى ( حور مقصورات في الخيام ) ــ الرحمن : 72 . والقبة اللبدية سلطان وشرف

وأما الشراع : فمن رأى كأن شراعا ضرب له ، فإنه ينال عزا وشرفا وأما الستر : فقد قال أكثرهم : هو هم ، فإذا رآه على باب البيت كان هما من قبل النساء ، فإن رآه على باب الحانوت فهو هم من قبل المعاش ، فإن كان على باب المسجد فهو همم من قبل الدين ، فإن كان على باب دار فهو هم من قبل الدنيا . والستر الخلق هم سريع الزوال ، والجديد هم طويل ، والممزق طولا فرج عاجل ، والممزق عرضا تمزق عرض صاحبه ، والأسود من الستور هم من قبل املك ، والأبيض والأخضر فيها محمود العاقبة هذا كله إذا كان الستر مجهولا أو في موضع مجهول . فإن كان معروفا فبعينه في التأويل . وقال بعضهم الستور كلها على الأبواب هم وخوف مع سلامة . وإذا رأى المطلوب أو الخائف أو الهارب أو المختفي كان عليه سترا ، فهو ستر عليه من اسمه ، وأمن له . وكلما كان الستر أكبر كان همه وغمه أعظم وأشنع وقال الكرماني : إن الستور قليلها وكثيرها ورقيقها وصفيقها ، إذا هو رؤي على باب أو بيت أو مدخل أو ومخرج ، فإنه هم لصاحبه شديد قوي ومأزق منه وضعف وصغر ، فإنه أهون وأضعف في الهم . وليس ينفع مع الشر لونه إن كان من الألوان التي تستحب لقوته في الهم والخوف كما وصفت . وليس في ذلك عطب ، بل عاقبته إلى سلامة وما كان من الستور على باب الدار الأعظم أو على السوق العظمى أو ما يشبه ذلك ، فالهم في تأويله أقوى وأشنع . وما رؤي من الستور لم يعلق على شيء من المخارج والمداخل فهو أهون فيما وصفت من حالها وأبعد لوقوع التأويل . وكذلك ما رؤي أنه تمزق أو قلع أو ألقي أو ذهب ، فإنه يفرج عن صاحبه الهم والخوف والمجهول من ذلك أقوى في التأويل وأشده . وأما المعروف من الستور في مواضعها المعروفة فإنه هو بعينه في اليقظة ، لا يضر ذلك ولا ينفع حتى يصير مجهولا لم يعرفه في اليقظة

واللحاف : يدل على أمن وسكون ، وعلى امرأة يلتحف بها والكساء : في البيت فقيمه أو ماله أو معاشه . وأما شراؤه واستفادته مفردا أو جماعة ، فأموال وبضائع كاسدة في منام الصيف ، ونافقة في منام الشتاء . وأما اشتماله لمن ليس ذلك عادته من رجل أو وامرأة فنظراء سوء عليه وإساءة تشمله . فإن سعى به في الأماكن المشهورة اشتهر بذلك وافتضح به . وإن كان ممن عادته أن يلبسه في الأسفار والبادية ، عرض له سفر إلى المكان الذي عادته أن يلبسه إليه وأما الكلة : فدالة على الزوجة التي يدخل بين فخذيها لحاجته . وربما دلت على الغمة ، لأنها تغم من تحتها ، وكذلك الستور . إلا أن الغمة التي يدل الستر عليها لا عطب فيها . والطنفسة كالبساط وحكي أن رجلا أتي ابن سيرين فقال : رأيت كأني على طنفسة إذ جاء يزيد بن عبد الملك فأخذ والطنفسة من تحتي فرص بها، ثم قعد على الأرض . فقال ابن سيرين : هذه الرؤيا لم ترها أنت وإنما رآها يزيد بن المهلب ، وإن صدقت رؤياه هزمه يزيد بن عبد الملك

وأما اللواء : فمن رأى أنه أعطي لواء وسار بين يديه ، أصاب سلطانا ، ولا يزال في ذوي السلطان بمنزلة حسنة . ومن رأى أن لواءه نزع منه ، نزع من سلطان كان عليه . وقال القيرواني الألوية والرايات دالة على الملوك والأمراء والقضاة والعلماء وكذلك المظلة أيضا . ومن رأى في يده لواء أو راية ، فإن ذلك يدل على الملك والولاية ، وربما دل على العز والأمان مما يخافه ويحذره من سلطان أو حاكم . وربما دل على ولاء الإسلام ، وعلى ولادة الحامل الغلام ، أو على تزويج الرجل أو المرأة أيهما رأى ذلك

 

 

في الجنة وخزنتها

(598 قراءة



في الجنة و خزنتها و حورها و قصورها و أنهارها و ثمارها

أخبرنا الوليد بن أحمد الواعظ، قال أخبرنا ابن أبي حاتم، قال حدثنا محمد بن يحي الواسطي، قال حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني، قال: حدثنا بشر بن عمر الزهراني أبو محمد، قال حدثنا حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن حفصة بنت راشد، قالت كان مروان المحلمي جار لنا، و كان ناصبا مجتهدا فمات، فوجدت عليه وجدا شديدا، فرأيته فيما يرى النائم، فقلت: يا أبا عبد الله ما فعل بك ربك ؟ فقال : أدخلني الجنة، قلت : ثم ماذا ؟ قال: ثم رفعت إلى أصحاب اليمين، قالت: قلت : ثم ماذا؟ قال : رفعت إلى المقربين، قلت: فمن رأيت من إخوانك؟ قال: رأيت الحسن و ابن سيرين و ميمونا قال حماد: قال هشام بن حسان: حدثتني أم عبد الله و كانت من خيار نساء أهل البصرة، قالت رأيت في منامي، كأني دخلت دارا حسنة، ثم دخلت بستانا فرأيت من حسنه ما شاء الله، فإذا أنا برجل متكئ على سرير من ذهب، و حوله وصائف بأيديهم الأكاريب، قالت فإني متعجبة من حسن ما أرى، إذا أتى برجل، فقيل من هذا ؟ قال: هذا مروان المحلمي أقبل فاستوى على سريره جالسا، قالت: فاستيقظت من منامي، فإذا جنازة مروان قد مرت على تلك الساعة أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني بدمشق، قال أخبرنا علي بن أحمد البزار، قال سمعت إبراهيم بن السري المغلس يقول : سمعت أبي يقول كنت في مجي ذات يوم وحدي بعدما صلينا العصر، و كنت قد وضعت كوز ماء لأبرده لإفطاري في كوة المسجد، فغلب عيني النوم، فرأيت كأن جماعة من الحور العين قد دخلن المسجد و هن يصفقن بأيديهن، فقلت لواحدة منهن لمن أنت؟ قالت : لثابت البناني، فقلت للأخرى و أنت؟ قالت لعبد الرحمن بن زيد، و قلت للأخرى فقالت: لعتبة، و قلت للأخرى: و أنت؟ فقالت : لفرقد، حتى بقيت واحدة، فقلت: لمن أنت فقالت : لمن لا يبرد الماء لإفطاره. فقلت لها: فإن كنت صادقة فأكسري الكوز ، فانقلب الكوز و وقع من الكوة، فإنتبهت من منامي بكسر الكوز قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله:

من رأى الجنة و لم ير دخولها، فإنه رؤياه بشارة له بخير عمل عمله أو يهم بعمله، و هذه رؤيا متصف ظالم، و قيل : من رأى الجنة عيانا، نال ما اشتهى و كشف عنه همه. فإن رأى كأنه يريد أن يدخلها فمنع فإنه يصير محصرا عن الحج و الجهاد، بعد أن يهم بهما ، أو يمنع من التوبة من ذنب هو عليه مصر. يريد أن يتوب منه، فن رأى بابا من أبواب الجنة أغلق عنه، مات أحد أبويه، فإن رأى أن بابين أغلقا عنه، مات أبواه. فإن رأى كأن جميع أبوابها تغلق عنه، و لا تفتح له، فإن أبويه ساخطان عليه، فإن رأى كأنه دخلها من أي باب شاء، فإنهما عنه راضيان، فإن رأى كأنه دخلها، نال سرورا و أمنا في الدارين، لقوله تعالى :( ادخلوها بسلام آمنين ) الحجر 46. فإن رأى كأنه أدخل الجنة، فقد قرب أجله و موته، و قيل إن صاحب الرؤيا يتعظ و يتوب من الذنوب على يد من أدخله الجنة، إن كان يعرفه. و قيل من رأى دخول الجنة، نال مراده بعد احتمال المشقة، لأن الجنة محفة بالمكاره، و قيل: إن صاحب هذه الرؤيا يصاحب أقواما كبارا كراما، و يحسن معاشرة الناس، و يقيم فرائض الله تعالى فإن رأى كأنه يقال له:ادخل الجنة، فلا يدخلها، دلت رؤياه على ترك الدين لقوله تعالى :( و لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) الأعراف 40. فإن رأى أنه قيل له: إنك تدخل الجنة، فإنه ينال ميراثا، لقوله تعالى :( و تلك الجنة أورثتموها ) الزخرف 72. فإن رأى أنه في الفردوس نال هداية و علما فإن رأى كأنه دخل الجنة مبتسما، فإنه يذكر الله كثيرا فإن رأى كأنه سل سيفا و دخلها، فإنه يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و ينال نعمة و ثناء و ثوابا.فإن رأى كأنه جالس، تحت شجرة طوبى، فإنه ينال خير الدارين لقوله تعالى:( طوبى لهم و حسن مئاب ) الرعد 29

.
فإن رأى كأنه في رياضها رزق الإخلاص و كمال الدين. فإن رأى كأنه أكل من ثمارها، رزق علما بقدر ما أكل. و كذلك فإن رأى كأنه متكئ على فراشها، دل عفة لامرأته و صلاحها. فإن كان لا يدري متى دخلها، دام عزه و نعمه في الدنيا ما عاش. فإن رأى كأنه منع ثمار الجنة، دل على فساد دينه، لقوله تعالى :( من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ) المائدة 72. فإن رأى كأنه التقط ثمار الجنة و أطعمها غيره، فإنه يفيد غيره، فإنه يفيد علما يعمل به و ينتفع، و لا يستعمله هو و لا ينتفع به، فإن رأى كأنه طرح الجنة في النار، فإنه يبيع بستاناً و يأكل ثمنه فإن رأى كأنه يشرب من ماء الكوثر، نال رياسة و ظفرا على العدو، لقوله تعالى :( إنا أعطيناك الكوثر . فصل لربك و أنحر ) الكوثر 1،2. و من رأى كأنه في قصر من قصورها نال رياسة أو تزوج بجارية جميلة، لقوله تعالى :( حور مقصورات في الخيام ) الرحمن 72. فإن رأى كأنه ينكح من نساء الجنة، و غلمانها يطوفون حوله، نال مملكة و نعما لقوله تعالى :( و يطوف عليهم ولدان مخلدون ) الإنسان 19
و حكي أن الحجاج بن يوسف، رأى في منامه كأن جارتين من الحور العين نزلتا من السماء، فأخذ الحجاج إحداهما و رجعت الأخرى إلى السماء، قال بلغت رؤياه إلى ابن سيرين، فقال : هما فتنتان يدرك إحداهما، و لا يدرك الأخرى، فأدرك الحجاج فتنة ابن الأشعث و لم يدرك فتنة ابن المهلب. و إن رأى رضوان خازن الجنة، نال سرورا و نعمة و طيب عاش ما دام حيا، و سلم من البلايا، لقوله تعالى :( و قال لهم خزنتها سلام عليكم ) الزمر73.فإن رأى الملائكة يدخلون عليه و يسلمون عليه في الجنة، فإنه يصير على أمر يصل الجنة، لقوله تعالى :( و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب ) الرعد 23. و يختم له بخير

 

 

  في الحرب وحالاتها

(869 قراءة



في الحرب وحالاتها والأسلحة وآلاتها والقتل والصلب والحبس والقيد وأشباه ذلك

الحرب في المنام على ثلاثة أضرب
: أحدها : بين سلطانين .
الثاني : بين السلطان والرعية .
والثالث : بين الرعية

فأما الحرب بين السلطانين فيدل على فتنة أو وباء نعوذ بالله منها . وإذا كان الحرب بين السلطانين والرعية ، دلت الرؤيا على رخص الطعام . وإذا كانت الحرب بين الرعية ، دلت على غلاء الطعام وقدوم العسكر بلدة ، دليل المطر بها . ومن رأى جنودا مجتمعة دل على هلاك المبطلين ونصرة المحققين ، لقوله تعالى ( فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ) ــ النمل : 37 . وقلة الجند دليل الظفر ، بدليل قوله تعالى ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) ــ البقرة : 249 ورؤية الجندي بيده سوطا أو نشابا ، دليل على حسن معاشه ، ورؤية الغبار دليل السفر . وقيل : إذا كان معه رعد وبرق ، فهو دليل القحط والشدة ،بدليل قوله تعالى ( ووجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها قترة ) ـ عبس 40 ــ 41 . وإذا لم يكن معه ذلك ، فهو دليل إصابة الغنيمة ،لقوله تعالى ( فأثرن به نقعا ) ـ العاديات : 4 . والتراب مال . ومنه يكون الغبار ، وقيل : من رأى عليه غبارا سافر ، وقيل : يتمول في حرب .ومن ركب فرسا ، وركضه حتى ثار الغبار ، فإنه يعلو أمره ، ويأخذ البطر ، ويخوض في الباطل، ويسرف فيه ، ويهيج فتنة ، لأن النشاط في التأويل بطر، والغبار فتنة

وأما العلم : فعالم زاهد ، أو موسر جواد يقتدي به الناس . لقوله تعالى ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) ـ النحل : 16 . والأعلام الحمر ، تدل على الحبوب ، والصفر تدل على وقوع الوباء في العسكر ، والخضر تدل على سفر في خير ، والبيض تدل على المطر ، والسود تدل على القحط . وقيل : من رأى راية صار في بلدة مذكورا والمتحير إذا رأى في منامه العلم م، يدل على اهتدائه ، لقوله تعالى ( وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها ) ـ الزخرف : 61 . والعلم للمرأة زوج . والعلم الذي ينسب إلى العالم الزاهد ، إن كان أحمر فهو فرج ، سرور . وإن كان أسود ، فإنه يرى منه سؤدد وقيل : الأعلام السود تدل على المطر العام ، والبيض تدل على المطر العبور ، والحمر حرب ورأت امرأة كأنها دفنت ثلاثة ألوية ، فأتت أمها ابن سيرين فقصت رؤياها عليه ، فقال : إن صدقت الرؤيا ، تزوجت ثلاثة أشراف كلهم يقتل عنها . فكان كذلك والحرب اضطراب لجميع الناس ، ما خلا القواد وأصحاب الجيش ، ومن كان عمله بالسلاح أو بسبب السلاح ، فإنه لهم دليل خير وصلاح والسيف ولد ذكر وسلطان ، وقبيعته ولد . ونعله ولد .
فمن رأى أنه تقلد سيفا ، تقلد ولاية كبيرة ، لأن العنق موضع الأمانة ، والحديد بأس شديد . فإن رأى أنه استثقل السيف وجره في الأرض ، فإنه يضعف عن ولايته فإن رأى أن الحمائل انقطعت عزل عن ولايته والحمائل فيها جمال ولايته . فإن رأى أنه ناول امرأته نصلا ، ا, ناولته نصلا ، فهو ولد ذكر ، فإن رأى أنه ناول امرأته سيفا في غمده ، رزقت بنتا . وإن ناولته سيفا في غمده ، رزق منها ابنا ،وقيل : بنتا . فإن رأى أنه متقلد أربعة سيوف ، سيفا من حديد ، وسيفا من رصاص ، وسيفا من صفر ، وسيفا من خشب . فإنه يولد له أربعة بنين ، فالحديد ولد شجاع ، والصفر ولد يرزق غنى ، والرصاص ولد مخنث ، والخشب ولد منافق . وإن رأى أنه سل سيفه وهو صدئ ، ولد له ولد قبيح . وإن انكسر السيف في غمده ، مات الولد في بطن أمه . وإن انكسر الغمد وسل السيف ، ماتت المرأة وسلم الولد . فإن انكسرا جميعا ، مات الولد والأم . فإن رأى أنه سل سيفا من غمده ولم تكن امرأته حبلى ، فهو كلام قد هيأه . فإن كان السيف قاطعا لامعا، فإن كلامه حق وله حلاوة . وإن كان السيف ثقيلا ، فإنه يتكلم بكلام لا يطيقه . فإن كان السيف ثلمة ، فهو عجز لسانه عما يتكلم به . فإن رأى في يده سيفا مسلولا وكان في الخصومة ، فالحق له . وإن وجد السيف فتناوله ، فإنه صاحب حق يجده . فإن دفع إليه سيف ، فهي امرأة ، لقول لقمان عن السيف : ألا ترى ما أحسن منظره وأقبح أثره . ومن رأى أنه متقلد سيفين أو ثلاثة فانقطعت ، فإنه يطلق امرأته ثلاثا . وقيل من رأى أنه سل سيفه ، فإنه يطلب من أناس شهادة ولا يقومون بها له ، لقوله تعالى ( سلقوكم بألسنة حداد) ـ الأحزاب : 19 .، يعني السيوف . فإن رأى أنه يضرب في بلد المسلمين بسيف يمينا وشمالا ، فإنه يبسط لسانه ويتكلم بما لا يحل والسيف إذا رؤي موضوعا جانبا ، فإنه رجل ذو بأس ونجدة . ومن تقلد حمائل بلا سيف ، فإنه يتقلد أمانة . وقائم السيف أب أو عم ، وقيل : أم أو خالة ، وانكساره موت أحدهم . وقيل : إن نعل السيف خادم أو بيع . وانكساره موت خادمه أو بيعه. واللعب بالسيف منسوبا إلى الولاية فهو حذاقته فيها . وإن كان منسوبا إلى الكلام فهو فصاحته . فإن كان منسوبا إلى الولد فهو عجبه وإن رأى السيوف مع الريج ، فإنه طاعون . وقيل : إن السيف يدل على غضب صاحب الرؤيا وشدة أمره

أتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت رجلا قائما وسط هذا المسجد ـ يعني مسجد البصرة ـ متجرا وبيده سيف مسلول ، فضرب صخرة ففلقها . فقال ابن سيرين : ينبغي أن يكون هذا الرجل الحسن البصري . فقال الرجل هو ،والله هو . قال ابن سيرين : قد ظننت أنه الذي تجرد في الدين لموضع المسجد ، وأن سيفه الذي كان يضرب به ، لسانه الذي كان يفلق بكلامه صخرة الحق في الدين وقال هشام لابن سيرين : رأيت كأن في يدي سيفا مسلولا وأنا أمشي ،قد وضعت طرفه في الأرض كما يضع الرجال العصا . فقال ابن سيرين : هل بالمرأة حبل ؟ قال : نعم ، قال : تلد غلاما أن شاء الله ورأى شجاع من الهنود كأنه ابتلع سيفا ، وقص رؤياه على معبر ، فقال : ستأكل مال عدوك . ولو رأيت كأن السيف ابتلعك للدغتك حية والسيف مع غيره من السلاح سلطان والقتال بالسيف منازعة لقوم . والضرب بالسيف بسط اللسان ، واليدين إذا كانت فيها سلاطة تشبه بالسيف . والسيف على الانفراد بغير شيء من السلاح ، فإنه ولد غلام . فإن رأى سيفا في يده قد رفعه فوق رأسه مخترطا وهو ولا ينوي أن يضرب به ، نال سلطانا مشهورا له فيه صيت . وقال ابن سيرين : الأقرب من السيف إن كان ينبغي له السلطان فالسلطان ، وإلا فهو ولد ذكر

وأما الرمح : فهو السلاح مع سلطان ينفذ فيه أمره . والرمح على الانفراد ولد أو أخ . والطعن بالرمح هو العيب والوقيعة ، ولذلك قيل للعباب : طعان وهماز . وقيل : إن الرمح شهادة حق . وقيل : هو سفر . وقيل : هو امرأة . ومن رأى في يده رمحا وهو يولد له غلام ، فإن كان فيه سنان فإنه ولد يكون قيما على الناس . ومن رأى بيده رمحا وهو راكب ، فهو سلطان في عز ورفعة . وانكساره في يد الراكب وهن في سلطانه . وانكسار الرمح المنسوب إلى الولد أو الأخ غلة في الولد والأخ . فإن كان الكسر مما يرجى إصلاحه ، فهو يبرأ . وإن كان الكسر مما لا يجبر ، فهو موت أحد هؤلاء . وكسر الرمح للوالي عزله . وضياع السنان موت الولد أو الأخ . والمرزاق يدل على ما يدل عليه الرمح وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن بيدي رمحا وأنا ماش بين يدي الأمير . فقال : إن صدقت رؤياك لتشهدن بين يدي الأمير شهادة حق وحكي أن أبا مخلد رأى في ا لمنام كأنه أعطي محا ردينيا ، فولد غلاما فسماه رديني ورأى رجلا كأن حربة وقعت من السماء فجرحته في رجله الواحدة ، فلدغته حية في تلك الرجل. والطعن بالرمح كلام يتكلم به الطاعن في المطعون والوهق : رجل مستعان به ، فإن كان نمن حبل ، فإنه رجل متين . وإن كان من ليف ، فهو رجل محسن . فمن رأى أنه وهق رجلا ، فإن الواهق يستعين برجل إن وقع الوهق في عنق الموهوق ، فإن وقع في وسطه فإن الواهق يخدعه وينتصف من الموهوق ويظفر به ، ويشرف الموهوق على الهلاك؟

وأما النشاب : فإنه رسول ، فمن رأى أنه رمي بسهم فلم يصب الغرض ، فإنه يرسل رسولا في حاجة فلا يقضيها . فإن أصاب الغرض ، فإنه يقضيها . فإن كانت النشابة سوية ، فهي كتاب فيه كلام حق . فإن نفذت النشابة فإن الكلام يقبل . فإن كانت من قصب ناقصة فإن ذلك الكلام باطل . فإن نفذ بها ما أراد وأصاب العلامة ، نفذ أمره . فإن كانت النشابة سهما ، فإنه رجل لسن . فإن أصاب نفذ ما يقوله . فإن رأى أن امرأة رمته فأصاب ق لبه ، فإنها تمازحه فيعلق قلبه بها . وإن كانت نشابة من ذهب ،فإنها رسالة إلى امرأة أو بسبب امرأة . فإن كانت سهاما معاريض ، فإنهم رسل معهم لطف ولين في كلامهم . فإن رمي بها مقلوبة نصولها إلى جانب الوتر ، فإنها رسالة مقلوبة . فإن كانت بلا ريش ، فإن الرسول مسخر والنصل : في النشابة رسالة في بأس وقوة . والنصل من رصاص رسالة في وهن .
ومن صفر متاع الدنيا ، ومن ذهب رسالة كراهية وإن كانت نشابته بغير نصل ، فإنه يريد رسالة إلى امرأة ولا يصيب رسولا ، فإن كانت بلا فواق ، فإن الرسول وغير حازم . واضطراب السهم خوف الرسول على نفسه . فإن رأى أنه رمى سهما فأصاب ، فإنه إن رجا ولدا ، كان ذكرا والنشاب قول الحق والرد على من لا يطيع الله . فإن أصاب ، قبل قوله . وإن أخطأ ، لم يقبل قوله . والسهم الواحد المنكوس إذا رأته امرأة في الجعبة ، فهو انقلاب زوجها عنها . وقيل : من رأى قوسا يرمى منها سهام ، فإن القوس أب . وربما كانت النشاب رجلا رباه غير أبيه . والسهم ولاية . وقيل : من رأى بيده سهما فإنه ينال ولاية وعزا ومالا . وقيل : من رأى بيده نشابا أتاه خبر سار ورأى رجل كأنه يضرب بالنشاب ، فقص رؤياه على معبر فقال : إنك تنسب إلى النميمة والغمز . فكان كذلك وانكسار القوس : عجزه عن أداء الرسالة . والسهم للمرأة زوجها ،والجعبة قيل : هي كوره وبلد . فمن رأى أنه أعطي جعبة أصاب سلطانا . وقيل : الجعبة امرأة حافظة ، أو هيبة على الأعداء ، والجعبة ولاية لأهل الولاية وللعرب امرأة . والرمي بالسهام في الأصل كلام رسائل . والقوس امرأة سريعة الولادة ، أو ولد أو أخ أو سفر أو قربة إلى الله تعالى . والقوس في غلاف غلام في بطن أمه . والقوس مع غيره من السلاح سلطان وعز . ومن ناول امرأته قوسا ولدت بنتا ، فإن ناولته المرأة قوسا ، رزق ابنا . ومد القوس بغير سهم دليل السفر . ومن رأى كأنه مد قوسا عربية ، فإنه يسافر إلى رجل شريف سفرا في عز ، فإن كانت القوس فارسية ، سافر إلى قوم عجم

وانقطاع الوتر : دليل العاقة عن السفر ، ويدل على طلاق المرأة . وانكسار القوس دليل موت المرأة أو الولد والشريك أو بعض الأقرباء ، وربما دلت القوس على ولاية ، وانكسارها على العز . وصعوبة القوس دليل للمسافر على كثرة التعب ، وللتجار على الخسران ، وفي الولد على العقوق ، وفي المرأة على النشوز ، وسهولتها تدل على الضد من ذلك ، وإن رمى عنها سهما فأصاب الغرض ، نال مراده . وربما تدل رؤية القوس على القرب من بعض الأشراف ، لقوله تعالى : ( ثم دنا فتدلى … الآية ) ـ النجم : 8 ومن مد قوسا بلا سهم سافر سفرا بعيدا وعاد صالح الحال . فإن انقطع الوتر ، أقام بالموضع الذي سافر إليه إن كان وصول إليه . وإن انكسرت قوسه أصابه مصيبة في سلطانه بأمره ونهيه . والرمي عن قوس البندق قذف من يرميه . ومن اتخذ قوسا أصاب ولدا غلاما وازداد سلطانا . ومن رأى أنه ينحت قوسا وكان عازبا ونوى التزوج ، فإنه يتزوج وتحبل امرأته عند دخوله بها . وإن تولى ولاية فإن الرعية لا تطيعه . وإنما جعل تأويل القوس امرأة ، لقول الناس : المرأة كالقوس ، إن سويتها انكسرت . والقوس المنسوب إلى الولد يكون ولدا صاحب كتابة ورسالات وإن مد قوسا لها صوت صاف فرمى عنها ونفذ السهم ، فإنه يلي ولاية مهيبة وينفذ أمره على العدل والإنصاف وقيل : منن رأى بيده قوسا مكسورة تزوج امرأة حرة

وأما المنجنيق والقذيفة
: فيدلان على قذف وبهتان . فإن رأى كأنه يرمي بهما حصنا من حصون الكفار قاصدا فتحه ، فإنه يدعو قوما إلى خير . وحجر المنجنيق رسول فيه قسوة ومن رأى كأنه يرمي الحجر من مكان مرتفع نال ملكا وجار فيه . والصخور التي على الجبل أو في أسفله من غيره فهم رجال قلوبهم قاسية في الدين . فإن رأى أن يشيل حجرا لتجربة القوة ، فإنه يقاتل بطلا قويا معينا قاسيا . فإن شاله كان غالبا له . وإن عجز فهو مغلوب رأى رجل أبو بنات وكان مقلا كأن صخرة دخلت داره ، فقص رؤياه على معبر ، فقال : يولد لك غلام قاسي القلب . فعرض له أن زوج ابنته رجلا فاسد الدين ورأى رجل كأن حصاة وقعت في أذنه فنفضها فزعا فخرجت ،فقص رؤياه على ابن سيرين فقال : هذا الرجل جالس أهل البدع فسمع كلمة قاسية مجتها أذنه ومن رأى أنه رمى إنسانا بحجر في مقلاع ، فإن الرامي يدعو إلى المرمي في أمر حق في قسوة قلب . وقيل من رأى كأن النساء رمينه بالحجارة ، فإنهن بالسحر يكدنه والدبوس : أخ موافق ، أو ولد ذكر ، أو خادم يذب عن صاحبه مشفق عليه والطبرزين : عز وسلطان ، وللتجار ربح وأما الدرع : فحصن ، ولابسه ينال سلطانا عظيما ولبس السلاح كله جنة منم الأعداء. والدرع حصانة الدين . وهو للعامة نعمة ووقاية من البلايا والمكايد ،قال الله تعالى ( سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم ) ـ النحل : 81 . وقال عز وجل ( وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم ) ـ الأنبياء:80

ومن رأى كأنه يصنع درعا ، فإنه يبني مدينة حصينة . ولبس الدرع أيضا يدل على أخ ظهير ، أو ابن شفيق ولبسه للتجارة فضل يصير إليه من تجارى دائمة ،وأمن وحفظ . وقيل : الدرع مال وملك إن ما كان من السلاح تغطى مثل الترس والبيضة والجوشن والصدور والساق ، فإنه يدل على ثياب كسوة ، والجوشن مثل الدرع ، إلا أنه أحصن وأحفظ وأقوى . وقيل : إن لبسه يدل على التزويج بامرأة قوية عزيزة ، وحسناء ذات مال . وأما المغفر والبيضة ، فمن رأى على رأسه مغفرا أو بيضة ، فإنه يأمن نقصان ماله وينال عزا وشرفا . وقيل : إن البيضة ذات قيمة مرتفعة ، دلت على امرأة غنية جميلة ، وإذا كانت غير مرتفعة ، دلت على امرأة قبيحة . وقيل : من رأى رأسه بيضة حديد ، بلغ وسيلة عظيمة . قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ( رأيت كأني في درع حصينة ، فأولتها المدينة . وأني مردف كبشا ، فأولته كبش الكتيبة . ورأيت كأن بسيفي ذي الفقار فلا ، فأولته فلا يكون فيكم . ورأيت بقرا تذبح ، فأولته القتلى من أصحابي ) والساعدان من الحديد : هما من رجال قراباته ، فمن رؤي عليه ساعدان ، فإنه يقوى على يدي رجل من قراباته . وقيل : إنه يصحب رجلين قويين عظيمين وربما وقع التأويل على ابنه أو أخيه . ومن رأى عليه ساقين من حديد ، فهما ولد وقوة في سفر
والترس : رجل أديب كريم الطبع مطيع كاف لإخوانه في كل شيء من الفضائل ، حافظ لهم ناصر لهم يقيهم المكاره والأسواء . وقيل : هو يمين يحلف بها . وقيل : هو ولد ذاب عن أبيه . والترس الأبيض رجل ذو دين وبهاء ، والأخضر ذوو ورع ،والأحمر صاحب لهو وسرور ، والأسود ذو مال وسؤدد والملون ذو تخاليط ، وإن رأى مع الترس أسلحة ، فإن أعداءه لا يصلون إليه بمكروه . فإن رأى صائغ أو تاجر أن ترسا موضوعا عند متاعه أو في حانوته أو عند معامليه ، فإنه رجل حلاف . وقد جعل يمينه جنة لبيعه وشرائه ، لقوله تعالى ( اتخذوا أيمانهم جنة ) ـ المنافقون : 2 ومن رأى معه ترسا وكان له ولد ، فإن ولده يكفيه المؤن كلها ويقيه الأسواء والمكاره . وقيل : من تترس بترس ، فإنه يلجأ إلى رجل قوي يستظهر به . وقيل : : إن الترس إذا كان ذا قيمة يدل على امرأة موسرة جميلة ، وإلا فهي امرأة قبيحة . فإن رأى أن عليه أسلحة وهو بين رجال لا أسلحة عليهم ، نال الرياسة على قوم . فإن كان القوم شيوخا فهم أصدقاؤه ، وإن كانوا شبابا فهم أعداؤه . وقيل : إن كان صاحب هذه الرؤيا مريضا دلت على موته وصوت الطبل الموكبي : خبر كاذب . وتمزق طبل الملك موت صاحب خبرة . وقيل : الطبل الموكبي رجل حماد الله تعالى على كل حال . والطبل الذي يدلدل ، يدل على اغترار وصلف .الدبادب أغنياء بخلاء . ومن رأى على بابه الدبادب والصنوج تضرب ، نال ولاية في العجم . والبوق من القرن خادم في رياسة والمبارزة: تدل على خصومة إنسان أو على تشتيت واختلاف وقتال مع آخر . وذلك أن المبارزة أول المقاتلة ، وتكون أيضا مع سلاح تدل على المقاتلين ، وهذه الرؤيا تدل على تزويج امرأة تشاكل ما رأى النائم إن كان مسلحا بأنواع السلاح في مبارزته . والإنسان إذا رأى أنه مبارز بالسلاح الذي هو عندنا أو نوع من الجوشن ، فإن الرؤيا تدل على أنه يتزوج امرأة غنية خداعه محبة للفقراء لا شكل لها ، أما غنية فلأن السلاح يغطي بعض البدن ، وأما خداعه فلأن سيف المبارزة ليس بقائم ظاهر ، وأما محبة للفقراء فلأن هذا السلاح لا يغطي البدن كله

والضرب بالسيف : إصابة شرف في سبيل الله ، ورؤية السيف المشهور بيد رجل اشتهاره بعمل يعمله والطعن بالرمح طعن بكلام . وكذلك بالسيف والعصا والعمود . فإن أشار بأحد هذه الأشياء ولم يطعن فإنه يهم بكلام ولا يتكلمه . والمناضلة إن كانت في سبيل الله وكان هو المرمي والمصاب بالسهم ، فإنه ينال حاجته من القربة إلى الله تعالى . وإن كانت في الدنيا فإنه ينال شرفها. أتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت صفين من الناس يرمي كل صف منهما الصف الآخر ، فكان أحد الصفين يرمون فيصيبون ، والآخرون يرمون فلا يصيبون قال : هؤلاء فريقان بينهما خصومة ، والمصيبون يعملون بالحق ،والمخطئون يتكلمون بالباطل والرمي بالسهم : إذا أصاب وكان فلي سبيل الله فإن الله يستجيب دعوته . وإذا كان لأجل الدنيا أصاب عزها ,
وأما الجراحات : فمن رأى أنه جرح في يديه ، فإن ذلك مال يصير إليه .وإن جرح في يده اليمنى فإنه مال يفيده من قرابة له من الرجال ، وفي اليسرى من قرابة له من ا لنساء . فإن جرح في رجله اليسرى ، فمال من الحرث والزرع . فإن جرح في عقبه أصاب مالا من جهة عقبه وولده . والجراحة في إبهام يده اليمنى ، دليل على ركوب ا لدين إياه . وكل جراحة سائلة نفقة وصرر في المال . ومن رأى فبجسده جراحة طرية يسيل منها الدم ، فإنها مضرة لصاحبها في مال وكلام من إنسان يقع فيه ويصيب على ذلك أجرا . والجراحة في الرأس ولم يسل منها الدم ، فإنه قد قرب من أن يصيب مالا . فإن سال منها الدم ، فإنه مال يبين أثره عليه . فإن رأى سلطان أو إمام أنه جرح في رأسه حتى بضعت جلدته والعظم ، فإنه يطول وعمره ويرى أترابه . فإن هشمت العظم انهزم جيش له . فإن جرح في يده اليسرى زاد عسكره . فإن جرح في اليمنى زاد ملكه . فإن جرح في بطنه زاد مال خزانته . فإن جرح فخذه زادت عشيرته. فإن جرح في ساقه طال عمره . وإن جرح في قدميه زاد في الأمور استقامة في المال وثباتا فإن رأى كأن إنسانا قطع أعضاءه وفرقها ، فإن القاطع يتكلم في أمره بكلام حق يورث ذلك ويفرق أولادهم ويشتتهم في البلاد . فإن تلطخ الجارح بدم المجروح، فإنه يصيب مالا حراما بقدر الدم الذي تلطخ به . ومن جرح كافرا وسال من الكافر دم ، فإنه يظفر بعدو له ظاهر العداوة ، وينال منه مالا حلالا بقدر الدم الخارج منه ، لأن دم الكافر حلال للمؤمن ، فإن تلطخ بدمه فهو أقوى . ومن رأى كأن إنسانا جرحه ولم يخرج منه دم ، فإن الجارح يقول فيهي قولا حقا جوابا له . فإن خرج دم ، فإنه يغتابه بما يصدق فيه ، ويخرج المضروب من إثم . وقيل من رأى كأنه جرح بشيء من الحديد بسكين أو غيرها ، فإنه تظهر مساويه ومعا يبه ولا خير فيه وقال بعضهم : من رأى في بعض أعضائه جرحا ، فإن التعبير فيه للعضو الذي حلت فيه الجراحة . فإن كانت في الصدر هو الفؤاد ، فإنها في الشاب من الرجال والنساء تدل على عشق .

وأما المشايخ والعجائز فإنها تدل على حزن وأما القتل: فمن رأى أنه قتل إنسانا فإنه يرتكب أمرا عظيما . وقيل : إنه نجاة من غم ، لقوله تعالى ( وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا ) ـ طـه : 40 ومن رأى أنه يقتل نفسه أصاب خيرا وتاب توبة نصوحا ؛ لقوله تعالى ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم … الآية ) ـ البقرة : 54 . ومن رأى أنه يقتل فإنه يطول عمره . ومن رأى كأنه قتل نفسا من غير ذبح ، أصاب المقتول خيرا . والأصل أن الذبح فيما لا يحل ذبحه ظلم . وأما من قتل أو سمي قتيلا وعرف قاتله ، فإنه ينال خيرا وغناء ومالا وسلطانا . وقد ينال ذلك من القاتل أو من شريكه ؛ لقوله تعالى ( ومن قتل مظلوما فقد حعلنا لوليه سلطانا ) ـ الإسراء : 33 . وإن لم يعرف قاتله ، فإنه رجل كفور يجري كفره على قدره . إما كفر الدين وإما كفر النعمة ؛ لقوله تعالى ( قتل الإنسان ما أكفره ) ـ عبس : 17 ومن رأى مذبوحا لا يدري من ذبحه ، فإنه رجل ابتدع بدعة أو قلد عنقه شهادة زور وحكومة وقضاء . وأما من ذبح أباه أو أمه أو وولده ، فإنه يعقه ويتعدى عليه . وأما من ذبح امرأة فإنه يطأها . وكذلك إن ذبح أنثى من إناث الحيوان ، وطئ امرأة أو افتض بكرا . ومن ذبح حيوانا ذكرا من ورائه ، فإنه يلوط . فإن رأى أنه ذبح صبيا طفلا وشواه ولم ينضج للشواء ، فإن الظلم في ذلك لأبيه وأمه .فإن كان الصبي موضعا للظلامة ، فإنه يظلم في حقه ، ويقال فيه القبيح ، كما نالت النار من لحمه ولم ينضج ، ولو كان يقال ما فيه لنضج الشواء . فإن لم يكن الصبي لما يقول فيه ويظلم به موضعا ، فإن ذلك لأبويه ، فإنهما يظلمان ويرميان بكذب ،ويكثر الناس فيهما ، وكل ذلك باطل ما لم تنضج النار الشواء . فإن رأى الصبي مذبوحا مشويا ، فإن ذلك بلوغ الصبي مبلغ الرجال . فإن أكل أهله من لحمه نالهم من خيره وفض له . فإن رأى سلطانا ذبح رجلا ووضعه على عنق صاحب الرؤيا بلا رأس ، فإن السلطان يظلم إنسانا ويطلب منه ما لا يقدر عليه ، ويطالب هذا الحامل تلك المطالبة ، ويطالبه بمال ثقيل ثقل المذبوح . فإن عرفه فهو بعينه ، وإن لم يعرفه وكان شيخا فإنه يؤاخذه بصديق ويلزمه بغرامة على قدر ثقله وخفته . وإن كان شابا أخذ بعدو وغرم . وإن كان المذبوح معه رأسه فإنه يؤذن به ولا يغرم ، وتكون الغرامة على صاحبه ، ولكن ينال منه ثقلا وهما . والمملوك إذا رأى أن مولاه قتله فإنه يعتقه

وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت امرأة مذبوحة وسط بيتها تضطرب على فراشها . فقال له ابن سيرين ينبغي أن تكون هذه المرأة قد نكحت على فراشها في هذه الليلة . وكان الرجل أخا وكان زوجها غائبا ،فقام الرجل من عند ابن سيرين وهو مغضب على أخته مضمر لها الشر ، فأتى بيته فإذا بجارية أخته وقد أتته بهدية وقالت إن سيدي قدم البارحة من السفر . ففرح الرجل وزال عنه الغضب وأتت ابن سيرين امرأة فقالت : رأيت كأني قتلت زوجي مع قوم . فقال لها : إنك حملت زوجك على إثم فاتقي الله عز وجل . قالت : صدقت وأتاه آخر فقال : رأيت كأني قتلت صبيا وشويته . فقال : إنك ستظلم هذا الصبي بأن تدعوه إلى أمر محظور وإنه سيطيعك وأما ضرب الرقبة : فمن ضربت رقبته وبان عنه رأسه ، فإن كان مريضا شفي . وإن كان مديونا قضي دينه ، وإن كان صرورة حج . وإن كان في خوف أو كرب فرج عنه .فإن عرف الذي ضرب رقبته ، فإن ذلك يجري على يديه ، فإن كان الذي ضربه صبيا لم يبلغ ، فإن ذلك راحته وفرجه مما هو فيه من كرب المرض . إلى ما يصير إليه من فراق الدنيا وهو موته على تلك الحال . وكذلك لو ورأى وهو مريض وقد طال مرضه وتساقطت عنه ذنوبه ، أو هو معروف بالصلاح ، فهو يلقى الله تعالى على خير حالاته ويفرج عنه ما هو فيه من الكرب والبلاء . وكذلك المرأة النفساء ، والمريض ، والمبطون ، أو من هو في بحر العدو . وما يستدل به على الشهادة ، فإن رأى ضرب العنق لمن ليس به كرب ولا شيء مما وصفت ، فإنه ينقطع ما هو فيه من النعيم ، ويفارقه بفرقة ويزول سلطانه عنه ، ويتغير حاله في جميع أمره .
فإن رأى كأن ملكا أو واليا يضرب عنقه ، فإن تأويل الوالي هو الله تعالى ينجيه من همومه ويعينه على أموره . فإن رأى كأن ملكا ضرب رقاب رعيته ، فإنه يعفو عن المذنبين ويعتق رقابهم . وضرب الرقبة للمملوك عتقه أو بيعه ، وللصيارفة وأرباب رؤوس الأموال فإنها تدل على ذهاب رؤوس أموالهم . وتدل في المسافرين على رجوعهم . ومن رأى رأسه في يده . فإنه صالح لم يكن له أولاد ، ولم يكن متزوجا ، ولم يقدر على الخروج في سفر . ومن رأى كأن سلطانا ضرب أوساط رعيته فإنه ينتصف منهم . ومن رأى كأنه جعل نصفين وحمل كل نصف منه إلى موضع ، فإنه يتزوج امرأتين لا يقدر على إمساكهما بالمعروف ، ولا تطيب نفسه على تسريحهما . وقيل : من رأى ذلك فرق بينه وبين ماله والدم مال حرام أو إثم ، فإن رأى أنه يتشحط في الدم فإنه يتقلب في مال حرام أو إثم عظيم . فإن رأى على قميصه دما من حيث لا يعلم ،فإنه يكذب عليه من حيث لا يشعر ، لقصة يوسف عليه السلام . فإن رأى قميصه تلطخ بالدم دم سنور فإنه يكذب عليه سلطان غشوم ظلوم . فإن تلطخ بدم كبش ، فإنه يكذب عليه رجل شريف غني منيع . وكذلك دم جميع الحيوان ، فإنه يكذب عليه من ينسب إلى ذلك الحيوان . فإن رأى أنه شرب دم إنسان ، فإنه ينال مالا ومنفعة وينجو من كل فتنة وبلية وشدة وقيل من شرب دم الناس ارعوى عن إثم ونجا منه . ومن وقع في بئر من دم فإنه يبتلى بدم أو مال حرام وسيلان الدم من الجسم صحة وسلامة . وإن كان غائبا رجع من سفره سالما وذكر رجل من الأزد قال : صلى معنا رجل من عظمائنا صلاة العشاء الآخرة صحيحا بصيرا ، فأصبح وهو أعمى ، فأتيناه وقلنا له : ما هذا الذي طرقك ؟ قال : أتيت في منامي فأخذت ، فذهب بي إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وإذا هو قاعد بين يديه طشت مملوء دما ، قال : إنك كنت فيمن قاتل الحسن ؟ قلت : نعم ، فأخذ إصبعي هاتين السبابة والوسطى فغمسهما في الدم ثم قال بهما هكذا في عيني. وأومأ بإصبعيه ، قال فأصبحت لا أبصر شيئا. وجاء رجل إلى ابن المسيب فقال : رأيت كأن في يدي قطرة من دم ، وكلما غسلتها ازدادت إشراقا . فقال أنت رجل تنتفي من ولدك فاتق الله واستلحقه وقال سفيان : رأيت كأن على ثوبي دما ، فلما أصبحت خرجت إلى المسجد ، وكان على بابه معبر ، فصصت رؤياي عليه ، فقال : يكذب عليك . فكان كما قال

وأما الصلب : فهو على ثلاثة أضرب : صلب مع الحياة ، وصلب مع الموت ، وصلب مع القتل، فمين رأى كأنه صلب حيا أصاب رفعة وشرفا مع صلاح دينه ، ومن صلب ميتا أصاب رفعة مع فساد دينه ، ومن صلب مقتولا نال رفعة ويكذب عليه . ومن رأى كأنه مصلوب ولا يدري متى صلب ، فإنه يرجع إليه مال قد ذهب عنه ، وقال بعضهم : للأغنياء رديء ربما كان فقرا ، لأن المصلوب يصلب عاريا ،وللفقراء دليل غنى . وفي مسافري البحار دليل ا لمراد من أسفارهم ،والنجاة من الأهوال ، لأن الخشبة مركب من خشب ، وشبيه بذيل السفينة وقيل : إن صلب العبد عنقه . وقال بعضهم : من رأى كأنه مصلوب على سور المدينة والناس ينظرون إليه ، نال رفعة وسلطانا ، وتصير الأقوياء والضعفاء تحت يده ، فإن سال منه الدم فإن رعيته ينتفعون به ومن رأى كأنه يأكل لحم مصلوب ، نال مالا ومنفعة من جهة رئيس مرتفع . وقيل : إنه يدل على أنه يغتاب سلطانا أو رئيسا دونه ، إذا لم يكن لما يأكل أثر وأما الهزيمة : فللكفار هي بعينها ، لقوله لتعالى ( وقذف في قلوبهم الرعب ) ـ الأحزاب : 26 . وللمؤمنين ظفر في الحرب . ومن رأى جندا عادلين دخلوا بلدة منهزمين ، رزقوا النصر والظفر . وإن كانوا ظالمين حلت بهمم العقوبة ، ومن رأي الفرار من الموت أو القتل ، دل على قرب أجله ، لقوله تعلية ( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل ) ـ الأحزاب : 16 . وقيل : إن الفرار من العدو أمن وبلوغ مراد . لقوله تعالى ( ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما ) ـ الشعراء : 21 ومن دعا رجلا وهو يفر منه ، وقيل : وهو يفر منه ، فإنه لا يقبل قوله ولا يطيعه ؛ لقوله تعالى ( فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ) ـ نوح :6 .. وقيل : الفرار أمان ؛ لقوله تعالى ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) ـ الذاريات : 50 . ومن اختفى من عدوه فإنه يظفر به ، فإن اطلع عليه العدو أصابته نائبة من عدوه . فإن ارتعد أو ارتخت مفاصله ، أصابه هم ولا يقوى به . ورؤية الخيل يتراكضون في بلده أو محله ، فإنا أمطار وسيول . والخوف أمن ، والأسر هو شديد

وأما القيد : فإن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال ( أحب القيد وأكره الغل ، والقيد ثبات في الدين . فإن كان من فضة ، فهو ثبات في أمر التزويج ، وإن كان من صفر ، فثبات في أمر مكروه . وإن كان من رصاص ، فهو ثبات في أمر فيه وهن وضعف . وإن كان فهو ثبات في ا لدين ؛ لقوله تعالى ) واعتصموا بحبل الله ) ـ آل عمران 103 . وإن كان من خشب فهو ثبات في نفاق . وإن كان من خرقة أو خيط ، فهو مقام في أمر لا دوام له وإن كان المقيد صاحب دين أو في مسجد ، فهو ثباته على طاعة الله تعالى . وإن كان ذا سلطان ورأى مع ذلك تقلد سيف ، فهو ثبات على طاعة الله تعالى . وإن كان من أبناء الدنيا ، فهو ثباته في عصارتها والقيد للمسافر عاقة عن سفره ، وللتجار متاع كاسد يتقيدون به . وللمهموم دوام همه . وللمريض طول مرضه . ومن رأى أنه مقيد في سبيل الله ، فهو يجتهد في أمر عياله مقيما عليهم . وإن رأى أنه مقيد في بلدة أو في قرية ، فهو مستوطنها . فإن رأى أنه مقيد في بيت ، فهو مبتلى بامرأة . فإن رأى القيد ضيقا فإنه يضيق عليه الأمر فيها . والقيد للمسرور دوام سروره وزيادته . وإن كان المقيد رأى أنه ازداد قيدا آخر ، فإن كان مريضا فإنه يموت فيه . وإن كان في حبس طال حبسه.ومن رأى أنه مربوط إلى خشبة ، فإنه محبوس في أمر رجل منافق . ومن رأى أنه مقيد وهو لابس ثيابا خضر ، فمقامه في أمر الدين واكتساب ثواب عظيم الخطر ، وإن كانت بيضاء ، فمقامه في أمر علم وفقه وبهاء وجمال . فإن كانت حمراء ، فمقامه في أمر لهو وطرب . وإن كانت صفراء ، فمقامه في مرض ،ومن رأى أنه مقيد بقيد من ذهب ، فإنه ينتظر مالا قد ذهب إليه. ومن رأى أنه مقيد في قصر من القوارير ، فإنه يصحب امرأة جميلة وتدوم صحبتها معه . وإن كان على سفر أقام بسبب امرأة. ومن رأى أنه مقرون مع رجل آخر في قيد ، دل على اكتساب معصية كبيرة يخاف عليها انتقام السلطان . لقوله تعالى ( وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد ) ـ إبراهيم :49 . وقيل : إن القيد في الأصل هرم وفقر . وقال بعضهم : إن القيد يدل على السفر ، لأنه يغير المشية وأما الغل : فمن رأى يده مغلولة إلى عنقه ، فإنه يصيب مالا لا يؤدي زكاته . وقيل : إنه يمنع عن معصية . فإن رأى كأن يديه مغلولتان دل على شدة بخله . فإن كان الغل من ساجور وهو الذي حوله حديد ووسطه خشب ، دل على نفاقه . ومن رأى أنه مقيد مغلول ، فهو كافر يدعى إلى الإسلام . ومن رأى أنه أخذ وغل ، فإنه يقع في شدة عظيمة من حبس أو غيره ، لقوله تعالى ( خذوه فغلوه ) ـ الحاقة : 30

وأتت ابن سيرين امرأة فقالت : رأيت رجلا عليه قيد يوغل وساجور ، فقال لها : الغل والساجور من خشب ، فهذا الرجل يدعي أنه من العرب وليس بصادق في دعواه . فكان كما قال وحكي أن الشافعي رضي الله عنه رأى في الحبس كأنه مصلوب مع أمير المؤمنين رضي الله عنه على قفاه ، فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال : إن صاحب هذه الرؤيا سينشر ذكره ويرتفع صيته ، فبلغ أمره إلى ما بلغ وأتى ابن سيرين رجل في زمن يزيد بن المهلب فقال : رأيت كأن قتادة مصلوب ، فقال : هذا رجل له شرف وهو يسمع منه . فكان قتادة في تلك الأيام يثبط الناس عن الخروج مع يزيد ، ويحملهم على القعود والسلسلة تدل على ارتكاب معصية عظيمة ، لقوله تعالى ( إنا أعتدنا للكافرين سلاسل ) ـ الإنسان : 4 والسلسلة في عنق الرجل تزوج امرأة سيئة الخلق ، ومن ربط بسلسلة دل على حزن فيه أو في المستقبل وأما دخول الحبس فلا يحمد البتة . ويدل على طول المرض ،وامتداد الحزن إن دخله برأي نفسه أو أكرهه غيره على دعوته ، نعوذ بالله من البلاء وأما المصالحة فتدل على ظهور خير ، لقوله تعالى ( والصلح خير ) ـ النساء : 128 . والدعوة إلى الصلح دعوة إلى الصلاح والهدى ، والنهي عن الصلح يدل على أن صاحبه مناع للخير ، والصلح يدل على السلامة فإن أحد معانيه السلم

 

 

في الخيل والدواب

(1262 قراءة



في الخيل والدواب وسائر البهائم والأنعام

البرذون : جد الرجل ، فمن رأى أن برذونه يتمرغ في التراب والروث ، فإن جده يعلو وماله ينمو . وقيل : البرذون يدل على الزوجة ، وعلى العبد والخادم ، ويدل على الجد والحظ من الرزق ، والعز المتوسط بين الفرس والحمار ، والأشقر منها حزن . ومن ركب برذونا ممن عادته يركب الفرس . نزلت منزلته ونقص قدره وذل سلطانه ، وقد يفارق زوجته وينكح أمه . وأما من كانت عادته ركوب الحمار ، فركب برذونا ارتفع ذكره وكثر كسبه ، وعلا مجده وقد يدل ذلك على النكاح للحرة من بعد الأمة وما عظم من البراذين ، فهو أفضل في أمور الدنيا ، فمن رأى أن برذونه نازعه فلا يقدر على إمساكه ، فإن امرأته تكون سليطة عليه ، ومن كلمه البرذون نال مالا عظيما من امرأته وارتفع شأنه . فإن رأى أنه ينكح برذونا فإنه يصنع معروفا إلى امرأته ولا يشكر عليه . ويدل ركوب البرذون أيضا على السفر . ومن رأى أنه يسير على ظهر برذونه ، فإنه يسافر سفرا بعيدا وينال خيرا من جهة امرأته . فمن رأى أنه ركبه وطار به بين السماء والأرض ، سافر بامرأته وارتفع شأنهما. فإن رأى أن برذونه يعضه ، فإن امرأته تخونه .وموت برذونه موت امرأته ومن سرق برذونه طلق امرأته . وضياع البرذون فجور المرأة . ومن رأى كلبا وثب على برذونه ، فإن عدوا مجوسيا يتبع امرأته . وكذلك إن وثب عليه قرد فإن يهوديا يتبع امرأته ، والبرذون الأشهب سلطان ، والأسود مال وسؤدد ومن رأى كأن برذونا مجهولا دخل بلدة بغير أداة ، دخل ذلك البلد رجل أعجمي . وإناث البراذين تجري مجرى إناث الخيل

وحكي أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت : رأيت أنه دخل رجلان علي ، أحدهما على برذون أدهم ، والآخر على برذون أشهب ، ومع صاحب الأشهب قضيب فنخس به بطني . فقال لها ابن سيرين : اتقي الله واحذري صاحب الأشهب فلما خرجت المرأة من عند ابن سيرين ، تبعها رجل من عند ابن سيرين ، فدخلت دارا فيها امرأة تتهم بصاحب الأشهب . وقال ابن سيرين : لما خرجت المرأة من عنده . أتدرون من صاحب الأشهب ؟قالوا : لا . قال : هو فلان الكاتب ، أما ترون الأشهب ذا بياض لفي سواد ، وأما الأدهم ففلان صاحب سلطان أمير البصرة وليس بعاجز
والحجرة : دالة على زوجة ، فإن نزل عنها وهو لا يضمر ركوبها أو خلع لجامها أو أطلقها ، طلق زوجته . وإن كان أضمر العود إليها ، وإنما نزل لأمر عرض له أو لحاجة ، فإن كانت بسرجها عند ذلك فلعلها تكون امرأته حاضت فأمسك عنها وإن كان نزوله لركوب غيرها تزوج عليها أو تسري على قدر المركوب الثاني ، وإن ولي حين نزوله عنها مسافرا عنها ماشيا ، أو بال في حين نزوله على الأرض دما ، فإنه مشتغل عنها بالزنا ، لأن الأرض امرأة .،والبول نكاح ، والدم حرام وتدل الحجرة أيضا على العقدة من المال والغلات والرباع ، لأن ثمنها معقود في رقبتها مع ما يعود من نفع بطنها ، وهي من النساء امرأة شريفة نافعة ، ومواتاتها على قدر مواتاتها في المنام والدهماء : امرأة متدينة موسرة في ذكر وصيت . والبلقاء امرأة مشهورة بالجمال والمال . والشقراء ذات فرح ونشاط . والشهباء امرأة متدينة ومن شرب لبن الفرس أصاب خيرا من سلطان ، والفرس الحصان سلطان وعز ،

فمن رأى أنه على فرس ذلول يسير رويدا وأداة الفرس تامة ، أصاب عزا وسلطانا وشرفا وثروة بقدر ذل ذلك الفرس له . ومن ارتبط فرسا لنفسه أو ملكه ، أصاب نحو ذلك . وكل ما نقص من أداته نقص من ذلك الشرف والسلطان وذنب الفرس أتباع الرجل ، فإن كان ذنوبا كثر تبعه ، وإن كان مهلوبا محذوفا قل تبعه ، وكل عضو من الفرس شعبة من السلطان كقدر العضو في الأعضاء ومن رأى أنه على فرس يجمح به ، فإنه يرتكب معصية أو يصيبه هول بقدر صعوبة الفرس ، وقد يكون تأويل الفرس حينئذ هواه ، يقال : ركب فلان هواه ، وجمح به هواه . وإن كان الفرس عرما كان الأمر أشنع وأعظم ، ولا خير ي ركوب إلا في موضع الدواب ، ولا خير في ذلك على حائط أو سطح أو صومعة ، إلا أن يرى الفرس جناحا يطير به بين السماء والأرض ، فإن ذلك شرف في الدنيا والدين مع سفر . والبلق شهرة ، والدهم مال وسؤدد وعز في سفر ، والأشقر يدل على الحزن ، وفي وجه آخر أن الأشقر نصر لأن خيل الملائكة كانت شقرا وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني على فرس قوائمه من حديد . فقال : توقع الموت وحكي أن علي بن عيسى الوزير قبل أن يلي الوزارة ، رأى كأنه في ظل الشمس في الشتاء ، راكب فرس مع لباس حسن ، وقد تناثرت أسنانه ، فانتبه فزعا ، فقص رؤياه على بعض المعبرين ،فقال : أما الفرس فعز ودولة ، واللباس الحسن ولاية ومرتبة ، وكونه في ظل الشمس نيله وزارة الملك أو حجابته وعيشه في كنفه ، وأما انتثار أسنانه فطول عمره وقيل من رأى فرسا مات في داره أو في يده ، فهو هلاك صاحب الرؤيا . ومن ركب فرسا أغر محجلا بجميع آلاته وهو لابس ثياب الفرس ، فإنه ينال سلطانا وعزا وثناء حسنا وعيشا طيبا وأمنا من الأعداء والكميت : أقوى للقتال وأعظم . والسمند شرف ومرض . ومن ركب فرسا فركضه حتى ارفض عرقا ، فهو غالب يتبعه ، ومعصية يذهب فيها لأجل العرق ، وإنما قلنا : إن العرق في الركض نفقة في معصية ، لقوله تعالى ( لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ) ـ الأنبياء : 13 والفرس لمن رآه من بعيد بشارة وخير لقوله ، صلى الله عليه وسلم ، ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) ـ البخاري . فإن رأى كأنه يقود فرسا ، فإنه يطلب خدمة رجل شريف . ومن ركب فرسا ذا جناحين نال ملكا عظيما إن كان من أهله ، وإلا وصل إلى مراده ، والفرس الجموح رجل مجنون بطر متهاون بالأمور وكذلك الحرون وقفز الفرس سرعة نيل أمانيه ، ووثوبه زيادة في خيره ، وهملجته استواء أمره . وقيل إن منازعة فرسه إياه خروج عبده عليه ، إن كان ذا سلطان ، وإن كان تاجرا خروج شريكه عليه ، وإن كان من عرض الناس فنشوز امرأته وقلادة

الفرس : ظفر العدو براكبه ، وقيل : إن ذنب الفرس نسل الرجل وعقبه . وقيل : من رأى الفرسان يطيرون في الهواء وقع هناك فتنة وحروب . ورؤية الفرس المائي تدل على رجل كاذب وعمل لا يتم . والرمكة جارية أو امرأة حرة شريفة البغل : رجل لا حسب له ، أما من زنا أو يكون والده عبدا ، وهو رجل قوي شديد صلب ، ويكون من رجال السفر ورجال الكد والعمل . فمن ركبه في المنام فإنه يسافر ، لأنه من دواب السفر ، إلا أن يكون له خصم شديد أو عدو كائد ، أو عبد خبيث ، فإنه يظفر به ويقهره . وإن كان مقوده في يده والشكيمة في فمه ، فإن كانت امرأة تزوجت أو ظفرت برجل على نحوه . ويدل ركوب البغل على طول العمر ، وعلى المرأة العاقر والبغلة : بسرجها ولجامها وأداتها امرأة حسنة أديبة دنيئة الأصل ولعلها عاقر أو لا يعيش لها ولد . والشهباء جميلة ،والخضراء صالحة وتكون طويلة العمر ، والبلغة بالأكاف والبرذعة أيضا دليل السفر . ومن ركب بغلة ليست له فإنه يخون رجلا في امرأته . وركوب البغلة مقلوبا امرأة حرام . وكلام البغلة أو الفرس أو كل شيء يتكلم ، فإنه ينال خيرا يتعجب منه الناس . ومن رأى بغلة نتوجا فهو رجاء لزيادة مال ، فإن ولدت حق الرجاء وكذلك الفحل إن حمل ووضع وركوب البغلة فوق أثقالها إذا كانت ذللا فهو صالح لمن ركبها . والبغل الضعيف لا يعرف له رب ، رجل خبيث لئيم الحسب . وركوب البغلة السوداء امرأة عاقر ذات مال وسؤدد

الحمار : جد الإنسان كيفما رآه سمينا أو هزيلا ، فإذا كان الحمار كبيرا فهو رفعته ، وإذا كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا ، وإذا كان جميلا فهو جمال لصاحبه ، وإذا كان أبيض فهو دين صاحبه وبهاؤه ، وإن كان مهزولا فهو فقر صاحبه . والسمين مال صاحبه ، وإذا كان أسود فهو سروره وسيادته ، وملك وشرف وهيبة وسلطان والأخضر ورع ودين . وكان ابن سيرين يفضل الحمار على سائر الدواب ، ويختار منها الأسود والحمار بسرج ولد في عز . وطول ذنبه بقاء دولته في عقبه . وموت الحمار يدل على موت صاحبه . وحافر الحمار قوام ماله ، وقيل: من مات حماره ذهب ماله ،وإلا قطعت صلته أو وقع ركابه أو خرج منها ، أو مات عبده الذي كان يخدمه ، أو مات أبوه أو جده الذي كان يكفيه ويرزقه ، وإلا مات سيده الذي كان تحته ، أو وباعه أو سافر عنه . وإن كانت امرأة طلقها زوجها أو مات عنها أو سافر عن مكانها وأما الحمار الذي لا يعرف ربه فإن لم يعد على رأسه ، فإنه رجل جاهل وكافر ، لصوته ، لقوله تعالى ( إن أنكر الأصوات ) ـ لقمان : 19 . ويدل أيضا على اليهودي لقوله تعالى ( كمثل الحمار يحمل أسفارا ) ـ الجمعة : 5 فإن نهق فوق الجامع أو على المئذنة ، دعا كافرا إلى كفره ومبتدعا إلى بدعته . وإن أذن أذان الإسلام ، اسلم كافر ودعا إلى الحق وكانت فيه آية وعبرة . ومن رأى أن له حميرا ، فإنه يصاحب قوما جهالا ، لقوله تعالى ( كأنهم حمر مستنفرة) ـ المدثر : 50 . ومن ركب حمارا أو مشى به مشيا طيبا موافقا ، فإن جده موافق حسن ومن أكل لحم الحمار ، أصاب مالا وجدة . فإن رأى أن حماره لا يسير إلا بالضرب ، فإنه محروم لا يطعم إلا بالدعاء. وإن دخل حماره داره موقرا ، فهو جده يتوجه إليه بالخير على جوهر ما يحمل

.
ومن رأى حماره تحول بغلا ، فإن معيشته تكون من سلطان . فإن تحول سبعا ، فإن جده ومعيشته من سلطان ظالم . فإن تحول كبشا ، فإن جده من شرف أو تمييز . ومن رأى أن حمل حماره ، فإن ذلك قوة يرزقه الله تعالى على جده حتى يتعجب منه ومن سمع وقع حوافر الدواب في خلال الدور من غير أن يراها ، فهو مطر وسيل والحمار للمسافر خير مع بطء ، وتكون أحواله في سفره على قدر حماره . ومن جمع روق الحمار ازداد ماله. ومن صارع حمارا مات بعض أقربائه . ومن نكح حمارا قوى على جده .ومن رأى كأن الحمار نكحه أصاب مالا وجمالا لا يوصف لكثرته. والحمار المطواع استيقاظ جد لصاحبه للخير والمال والتحرك .ومن ملك حمارا أو ارتبطه وأدخله منزله ساق الله إليه كل خير ونجاه من هم، وإن كان موقورا فالخير أفضل . ومن صرع حماره افتقر ، وإن كان الحمار لغيره فصرع عنه انقطع بينه وبين صاحبه أو سميه أو نظيره . ومن ابتاع حمرا ودفع ثمنها دراهم أصاب خيرا من كلام فإن رأى أن له حمارا مطموس العينين ، فإن له مالا لا يعرف موضعه . وليس يكره من الحمار إلا صوته ، وهو في الأصل جد الإنسان وحظه

الحمارة : امرأة وخادم دنيئة أو جارة المرء وموضع فائدته . فمن رأى حمارته حملت ، حملت زوجته أو جاريته أو خادمه . فإن كانت في المنام تحته ، فحملها منه ، ولدت في المنام ما يلده جنسها ، فالولد لغيره إلا أن يكون فيه علامة أنه منه . ومن شرب من لبن الحمار مرض مرضا يسيرا وبرئ . ومن ولدت حمارته جحشا فتحت عليه أبواب المعاش ، فإن كان الجحش ذكرا أصاب ذكرا ، وإن كانت أنثى دلت على خموله . وقيل : من ركب الحمارة بلا جحش ، تزوج امرأة بلا ولد.فإن كان لها جحش ، تزوج امرأة لها ولد . فإن رأى كأنه أخذ بيده جحشا جموحا أصابه فزع من جهة ولده . فإن لم يكن جموحا أصاب منفعة بطيئة وأما تراكض الخيل بين الدور ، فسيول وأمطار إذا كانت عربا بلا سروج ولا ركبان . ومن رأى جماعة خيل عليها سروج بلا ركبان ، فهي نساء يجتمعن على مأتم أو عرس . ومن ملك عددا من الخيل أو رعاها ، فإنه يلي ولاية على أقوام أو يسود في ناحيته . ومن ركب فرسا بسرج ، نال شرفا وعزا وسلطانا ، لأنه من مراكب الملوك ، ومن مراكب سليمان عليه السلام . وقد يكون سلطانه زوجة ينكحها أو جارية يشتريها . فإن ركبه بلا لجام فلا خير فيه في جميع وجوهه ، لأن اللجام دال على الورع والدين والعصمة والمكنة ، فمن ذهب اللجام منه ذهب ذلك من يده . ومن رأس دابته ضعف أمره وفسد حاله وحرمت زوجته ، وكانت بلا عصمة تحته .ومن رأى فرسا مجهولا في داره ، فإن كان عليه سرج دخلت إليه امرأة بنكاح أو زيادة أو ضيافة ، وإن كان عربا دخل إليه رجل بمصاهرة أو نحوها .

وقد كان ابن سيرين يقول : من أدخل فرسا على غيره ، ظلمه بالفرس أو بشهادة ، أخذ ذلك من اسمه مثل أن يقتله أو يغمز عليه سلطانا أو لصا أو نحو ذلك . والركوب يدل على الظفر والظهور والاستظهار ، لركوبه الظهر . ربما دلت مطية الإنسان على نفسه ، فإن استقامت حسن حاله ، وإن جمحت أو نفرت أو شردت مرحت ولهت ولعبت ، وربما دلت مطيته على الزمان ، وعلى الليل والنهار. والرديف تابع للمتقدم في جميع ما يدل مركوبه عليه ، أي خليفته بعده ، أو وصية ونحوه ، وأما المهر والمهرة ، فابن وابنة وغلام وجارية . فمن ركب مهرا بلا سرج ولا لجام ، نكح غلاما حدثا ، وإلا ركب هما وخوفا . وكذلك يجري على المهرة البقرة سنة ، وكان ابن سيرين يقول : سمان البقر لمن ملكها أحب إلي من المهازيل ، لأن السمان ، لأن السمان سنون خصب ، والمهازيل سنون جدب ، لقصة يوسف عليه السلام . وقيل : إن البقرة رفعة ومال ، والسمينة من البقرة امرأة موسرة ، والهزيلة فقيرة ، والحلوبة ذات خير ومنفعة ، وذات القرون امرأة ناشز . فمن رأى أنه أراد حلبها فمنعته بقرنها ، فإنها تنشز عليه .فإن رأى كأن غيره حلبها فلم تمنعه ، فإن الحالب يخونه في امرأته . وكرشها مال لا قيمة له. وحبلها حبل امرأته ، وضياعها يدل على فساد المرأة وقال بعضهم : إن الغرة في وجه البقرة شدة أول السنة ، والبلقة في جنبها شدة في وسط السنة ، وفي إعجازها شدة في آخر السنة ، والمسلوخ من البقر مصيبة في الأقرباء ، ونصف المسلوخ مصيبة في أخت أو بنت ، لقوله تعالى ( وإن كانت واحدة فلها النصف ) ـ النساء:11

.
والربع من اللحم مصيبة في المرأة ،والقليل منه مصيبة واقعة في سائر القربات وقال بعضهم : إن أكل لحم البقر إصابة مال حلال في السنة ، لأن البقرة سنة ، وقيل : إن قرون البقر سنون خصبة . ومن اشترى بقرة سمينة أصاب ولاية بلدة عامرة إن كان أهلا لذلك . وقيل : من أصاب بقرة أصاب ضيعة من رجل جليل ، وإن كان عزبا تزوج امرأة مباركة ، ومن رأى كأنه ركب بقرة وأدخلت داره وربطها نال ثروة وسرورا وخلاصا من الهموم . وإن رآها نطحته بقرنها دل على خسران ، ولا يأمن أهل بيته وأقرباءه . وإن رأى أنه جامعها أصاب سنة خصبة من غير وجهها. وألوان البقر إذا كانت مما تنسب إلى النساء ، فإنها كألوان الخيل . وكذلك إذا كانت منسوبة إلى السنين ، فإن رأى في داره بقرة تمص لبن عجلها ، فإنها امرأة تقود على بنتها .وغن رأى عبدا يحلب بقرة مولاه ، فإنه يتزوج امرأة مولاه ، ومن رأى كأن بقرة أو ثورا خدشته، فإنه يناله مرض بقدر الخدش . ومن وثب عليه بقرة أو ثور ، فإنه يناله شدة وعقوبة وأخاف عليه القتل وقيل : البقر دليل خير للأكرة ، ومن رآها مجتمعة دل على اضطراب . وأما دخول البقر إلى المدينة ، فإن كان بعضها يتبع بعضا وعددها مفهوم ، فهي سنون تدخل على الناس ، فإن كانت سمانا رخاء ، وإن كانت عجافا فهي شدائد ، وإن اختلفت في ذلك ، فكان المتقدم سمينا تقدم الرخاء ، وإن كان هزيلا تقدمت الشدة ، وإن أتت معا أو متفاوتة وكانت المدينة مدينة بحر ، وذلك الإبان إبان سفر وقدمت سفن على عددها وحالها ، وإلا كانت فتنا مترادفة ، كأنها وجوه البقر كما في الخير يشبه بعضها بعضا ، إلا أن تكون صفراء كلها فإنها أمراض تدخل على الناس . وإن كانت مختلفة الألوان شنعة القرون ، أو كانوا ينفرون منها أو كان النار أو الدخان يخرج من أفواهها أو أنوفها ، فإنه عسكر أو غارة أو عدو يضرب عليهم وينزل بساحتهم والبقرة الحامل سنة مرجوة للخصب . ومن رأى أنه يحلب بقرة ويشرب لبنها استغنى إن كان فقيرا ، وعز وارتفع شأنه ، وإن كان غنيا ازداد غناه وعزه . ومن وهب له عجل صغير أو عجلة ، أصاب ولدا . وكل صغير من الأجناس التي ينسب كبيرها في التأويل إلى رجل وامرأة ، فإن صغيرها ولد. ولحوم البقر أموال وكذلك أخثاؤها وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أذبح بقرة أو ثورا . فقال : أخاف أن تبقر رجلا ، فإن رأيت دما خرج ، فإنه أشد ، أخاف أن يبلغ المقتل . وإن لم تر دما فهو أهون وقالت عائشة رضي الله عنها, : رأيت كأني على تل وحول بقر تنحر ، فقال لها مسروق: إن صدقت رؤياك كانت حولك ملحمة . فكان كذلك

الثور : في الأصل ثور عامل وذو منعة وقوة وسلطان ومال وسلاح لقرنيه ، إلا أن يكون لا قرن له ، فإنه رجل حقير ذليل فقير مسلوب النعمة والقدرة ، مثل العامل المعزول والرئيس الفقير ، وربما كان الثور وغلاما ، لأنه من عمال الأرض . وربما دل على النكاح من الرجال لكثرة حرثه. وربما دل على الرجل البادي والحراث ، وربما دل على الثائر لأنه يثير الأرض ويقلب أعلاها أسفلها. وربما دل على العون والعبد والأخ والصاحب ، لعونه للحراث وخدمته لأهل البادية . فمن ملك ثورا في المنام ، فإن كانت امرأة ذل لها زوجها ، وإن كانت بلا زوج تزوجت أو كان لها بنتان زوجتهما . ومن رأى ذلك ممن له سلطان ظفر به وملك منه ما أمله ، ولو ركبه كان ذلك أقوى ومن ذبح ثورا ، فإن كان سلطانا قتل عاملا من عماله ، أو من ثار عليه . وإن كان من بعض الناس ، قهر إنسانا ، وظفر به ممن يخافه ، وقتل إنسانا بشهادة شهدها عليه . فإن ذبحه من قفاه أو من غير مذبحه ، فإنه يظلم رجلا ويتعدى عليه أو يغدر به في نفسه أو ماله ، أو ينكحه من ورائه ، إلا أن يكون قصده ذبحه ليأكل لحمه أو ليأخذ شحمه أو ليدبغ جلده . فإن كان سلطانا أعان غيره وأمر بنهب ماله . وإن كان تاجرا فتح مخزنه للبيع أو حصل الفائدة ، فإن كان سمينا ربح فيه ، وإن كان هزيلا خسر فيه ومن ركب ثورا محملا ، انساق إليه خير ، ما لم يكن الثور أحمر ، فإن كان أحمر فقد قيل : إنه مرض ابنه وتحول الثور ذئبا يدل على عامل عادل يصير ظالما . والثور الواجد للوالي ولاية سنة ، وللتاجر تجارة سنة واحدة . ومن ملك ثيرانا كثيرة انقاد إليه قوم منم العمال والرؤساء . ومن أكل رأس ثور نال رياسة ومالا وسرورا إن لم يكن أحمر . فإن رأى كأنه اشترى ثورا ، فإنه يداري الأفاضل والإخوان بكلام حسن . ومن رأى ثورا أبيض نال خيرا . فإن نطحه بقرنه غضب الله تعالى عليه ، وقيل : إن نطحه رزقه الله أولادا صالحين . فإن رأى كأن الثور خار عليه سافر سفرا بعيدا ، فإن كلم الثور أو كلمه وقع بينه وبين رجل خصومة . وقيل : من سقط عليه ثور ، فإنه يموت وكذلك من ذبحه الثور ومن عضه ثور أصابته علة

وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن ثورا عظيما خرج من جحر صغير فتعجبنا منه ، ثم إن الثور أراد أن يعود إلى ذلك الجحر فلم يقدر وضاق عليه ، فقال : هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل يريد أن يردها فلا يستطيع وحكي عن ابن سيرين أنه قال : الثيران عجم ، وما زاد عن أربعة عشر من الثيران فهو حرب ، وما نقص فهو خصومة . وأما من نطحه ثور أزاله عن ملكه فإن كان واليا عزل عن ولايته ، وإن كان غير ذلك أزاله عامل عن مكانه. وجلد الثور بركة من إليه ينسب الثور الجاموس : بمنزلة الثور الذي لا يعمل ، وهو ورجل له منعة لمكان القرن . وإناث الجواميس بمنزلة البقر ، وكذلك ألبانها ولحومها وجلودها وأعضاؤها ، وهو رجل شجاع لا يخاف أحدا ، يحتمل أذى الناس فوق طاقته ، نفاع . فإن رأت امرأة أن لها قرنا كقرن الجاموس ، فإنها تنال ولاية أو يتزوجها ملك إن كانت لذلك أهلا . وربما كان تأويل ذلك لقيمها الجمل : وأما الإبل إذا دخلت مدينة بلا جهاز أو مشت في غير طريق الدواب فهي سحب وأمطار . وأما من ملك إبلا فإنه يقهر رجالا لهم أقدار . والجمل الواحد رجل ،فإن كان من العرب فهو عربي ، وإن كان من البخت فهو أعجمي ، والنجيب منها مسافر أو شيخ أو خصي أو رجل مشهور . وربما دل الجمل على الشيطان ، لما في الخبر أن على ذروته شيطانا. وربما دل على الموت لصولته ولفظاعة خلقه ، ولأنه يظعن بالأحبة إلى الأماكن البعيدة . وربما دل على الرجل الجاهل المنافق ، لقوله تعالى ( إن هم إلا كالأنعام ) ـ الفرقان : 44 . ويدل على الرجل الصبور الحمول . وربما دل على السفينة ، لأن الإبل سفن البر . ويدل على حزن لقول النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ( ركوب الجمل حزن وشهرة
)
والمريض إذا رأى كأنه ركب بعيرا للسفر مات ، فكان ذلك نعشه وشهرته . ومن ركب بعيرا وكان معافى سافر ، إلا أن يركبه في وسط المدينة ، أو يراه لا يمشي به ، فإنه يناله حزن وهم يمنعه من النهوض في الأرض ، مثل الحبس والمرض لبعد الأرض منه ، والشهرة . وإن رأى ذلك ثائر على سلطان أو من يروم الخلاق على الملوك ، فإنه يؤخذ ويهلك ، لا سيما إن كان مع ذلك ما يزيده من اللبس المشهور ، إلا أن يركبه فوق محمل أو محفة ، فإنه ربما استعان برجل ضخم أو يتمكن منه . فإن ركبته امرأة لا زوج لها تزوجت ، فإن كان زوجها غائبا قدم عليها ، إلا أن يكون في الرؤيا ما يدل على الشر والفضائح فإنها تشتهر بذلك في الناس . وأما من رأى بعيرا دخل في حلقه أو في سقائه أو في آنيته ، فإنه جن يداخله أو يداخل من يدل عليه ذلك الإناء من أهله وخدمه ومن رأى جملا منحورا في دار ، فإنه يموت رب الدار إن كان مريضا ، أو يموت غلامه أو عبده أو رئيسه ، ولا سيما إن فرق لحمه وفصلت عظامه ،فإن ذلك ميراثه . وإن كان نحره ليأكله وليس هناك مريض ، فإن ذلك مخزن يفتحه ، أو عدل يحله لينال فضله . وأما إن كان الجمل في وسط المدينة أو بين جماعة من الناس ،فهو رجل له صوته يقتل أو يموت . فإن كان مذبوحا فهو مظلوم ، وإن سلخ حيا ذهب سلطانه أو عزل عنه ، أو أخذ ماله .

ومن رأى جملا يأكل اللحم أو يسعى على دور الناس فيأكل منها من كل دار أكلا مجهولا فإنه وباء يكون في الناس ، وإن كان يطاردهم ، فإنه سلطان أو عدو أو سيل يضر بالناس . فمن عقره أو كسر عضوا منه أو أكله ، عطب في ذلك على قدر ما ناله . وكذلك الفيل والزرافة والنعامة في هذا الوجه والقطار من الإبل في الشتاء دليل القطر . وقيل : ركوب الجمل العربي حج ، ومن سقط عن بعير أصابه فقر ومن رمحه جمل مرض . ومن صال عليه البعير أصابه مال وحزن ، ووقعت بينه وبين رجل خصومة . وإن رأى كأنه استصعب عليه أصابه حزن من عدو قوي . فإن أخذ بخطام البعير وقاده إلى موضع معروف ، فإنه يدل رجلا مفسدا على الصلاح . وقيل : قود البعير بزمامه ، دليل على انقياد بعض الرؤساء إليه . ومن رعى إبلا عرابا نال ولاية على العرب ، وإن كانت بخالتي فعلى العجم ، ومن رأى كأنه أخذ من أوبارها ، نال مالا باقيا . فإن رأى جملين يتنازعان ، وقعت حرب بين ملكين أو رجلين عظيمين ومن أكل رأس جمل نيا ، اغتاب رجلا عظيما . وركوب الجمل لمن رآه يسير به سفر ، فإن رأى أنه يحلب إبلا ، أصاب مالا حراما . ومن أكل لحم جمل ، أصابه مرض . ومنن أصاب من لحومها من غير أكل ، أصاب مالا من السبب الذي ينسب إليه الإبل في ا لرؤيا ، وجلود الإبل مواريث الناقة : امرأة أو سنة أو شجرة أو سفينة أو نخلة أو عقدة من عقد الدنيا . فمن ملكها أو ركبها تزوج إن كان أعزبا ، أو سافر إن كان مسافرا ، وإلا ملك دارا أو أرضا أو غلة أو جباية . فإن حلبها استغل وجبى وأفاد مما يدل عليه ، إلا أن يكون يمصه بفيه ، فإنه ينال ذله وأما الرحل والهودج والقبة والمحفة : فكل ذلك نساء ، لأنها تغشى وتركب ومن رأى ناقة مجهولة تدر لبنا في الجامع أو الرحاب أو المزدرعات ، فإنها سنة خصيبة ، إلا أن يكون الناس في حصار أو خوف أو فتنة أو بدعة . فإن ذلك يزول لظهور الفطرة ، لأن لبن النوق فطرة وسنة . والناقة العربية المنسوبة إلى المرأة فهي المرأة الشريفة العربية الحسيبة . وقيل : إن لحم الإبل مطبوخا رزق حلال ، وقيل : هو وفاء بنذر ،لقوله تعالى ( كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه ) ـ آل عمران : 93 . قيل : هو لحم الجزور والناقة الحلوب لمن ركبها امرأة صالحة . والحذوفة من النوق سفر في بر . والملهوبة سفر يخشى فيه قطع الطريق .وقيل : إن مس الفصيل وكل صغير من الولدان ، حزن وشغل

وحكي عن ابن سيرين أنه سئل عن رجل رأى ناقة فقال : تتزوج . وسأله آخر عن رجل رأى كأنه يسوق ناقة فقال : منزلة وطاعة من امرأة الغنم : غنيمة ، وقد روى عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال ( رأيت في المنام أني وردت على غنم سود فأولتها العرب . ثم وردت على غنم بيض ، فأولتها العجم ) ومن رأى أنه يسوق غنما كثيرة وأعنزا ، فإنها ولاية على العرب والعجم . وحلبه ألبانها وأخذه من أصوافها وأو بارها ، إصابته الأموال منهم . وقيل : من رأى قطيعا من الغنم دام سروره. ومن رأى شاة واحدة دام سروره سنة . ورؤوس الغنم وأكارعها زيادة الحياة . وملك الأغنام زيادة غنيمة . فإن رأى كأنه مر بأغنام فإنهم رجال غنم ليس لهم أحلام . ومن استقبلته أغنام ، فإنه يستقبله رجال لقتال ، ويظفر بهم . والضأن عجم والمعز : أشراف الرجال . ومن رأى كأنه يتبع شاة في المشي فلا يلحقها ، فإنه تتعطل دنياه في سنته ويحرم ما يتمناه . والإلية مال المرأة والعنز جارية أو امرأة فاسدة ، لأنها مكشوفة العورة بلا ذنب . والسمينة غنيمة ، والهزيلة فقيرة وكلام العنز يدل على خصب وخير . وشعر العنز مال ،والجدي ولد، والعناق امرأة عربية . واجتماع الغنم في موضع ، ربما كان رجالا يجتمعون هناك في أمر ،ومن رعى الغنم ولي على الناس

الكبش : هو الرجل المنيع الضخم ، كالسلطان والإمام والأمير وقائد الجيش والمقدم في العساكر . ويدل على المؤذن وعلى الراعي . والكبش الأجم هو الذليل أو الخصي لعدم قرنيه ، لأن قوته على قدر قرنيه ، ويدل أيضا الأجم على المعزول المسلوب من سلطانه ، وعلى المخذول المسلوب من سلاحه وأنصاره . فمن ذبح كبشا لا يدري لم ذبحه فهو رجل يظفر به على بغتة ، أو يشهد عليه بالحق ، إن كان ذبحه على السنة وإلى القبلة ، وذكر الله تعالى على ذبحه ، وإن كان على خلاف ذلك قتل رجلا أو ظلمه أو عذبه . وإن كان ذبحه للحم فتأويله على ما تقدم في الإبل والبقر . وإن ذبحه لنسك تاب إن كان مذنبا ، وإن كان مديونا قضى دينه ووفى نذره وتقرب إلى الله بطاعة ، إلا أن يكون خائفا من القتل أو مسجونا أو مريضا أو مأسورا ، فإنه ينجو لأن الله تعالى نجى به إسحاق عليه السلام* ( الصحيح الذي عليه السلف والخلف أن الذي فداه الله بالذبح العظيم هو سيدنا إسماعيل عليه السلام وليس سيدنا إسحاق عليه السلام ) ،ونزل عليه الثناء الجميل وعلى أبيه وأبقاها سنة ونسكا ، وقربة إلى يوم الدين ومن ذبح كبشا وكان في حرب رزق الظفر بعظيم من الأعداء . والكباش المذبوحة في موضع ، قوم مقتولون ومن ابتاع كبشا احتاج إليه رجل شريف ، فينجو بسببه من مرض أو هلاك . ومن رأى كبشا يواثبه ، أصابه من عدوه ما يكره . فإن نطحه ، أصابه من هؤلاء أذى أو شتيمة وأخذ قرن الكبش منعة ، وصوفه إصابة مال من رجل شريف ، وأخذ إليته ولاية أمر على بعض الأشراف ووراثة ماله أو تزوجه بابنته ، لأن الإلية عقبة الكبش . وأخذه ما في بطن الكبش استيلاؤه على خزانة رجل شريف ينسب إليه ذلك الكبش . ومن حمل كبشا على ظهره تقلد مؤنة رجل شريف .

ومن رأى كبشا نطح امرأة ، فإنها تأخذ شعر فرجها بمقراض .وقال النبي ،صلى الله عليه وسلم ، ( رأيت كأني مردف كبشا ، فأولت أني أقتل كبش القوم . ورأيت كأن ضبة سيفي انكسرت، فأولت أنه يقتل رجل من عشيرتي ) فقتل حمزة رضوان الله عليه . وقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، طلحة صاحب لواء المشركين ومن سلخ كبشا ، فرق بين رجل عظيم . ومن ركبه استمكن منه ، وشحوم الكباش والنعاج وألبانها وجلودها وأصوافها مال وخير ممن أصاب منه . ومن وهبت له أضحية أصاب ولدا مباركا. ومن رأى أنه يقاتل كبشا فإنه يخاصم رجلا ضخما ، فمن غلب منهما فهو الغالب ، لأنهما نوعان مختلفان . وأما النوعان المتفقان مثل الرجلين إذا تصارعا في المنام ، فإن المغلوب هو الغالب ومن ركب شيئا من الضأن أصاب خصبا ، وكذلك من أكل لحمه مطبوخا . ومن رأى في بيته مسلوخا من الضأن مات هناك إنسان ، وكذلك العضو من أعضاء البهيمة ، وأكل اللحم نيئا غيبة ، وسمين اللحم أصلح من مهزوله ورأى إنسان كأنه صار كبشا يرتقي في شجرة ذات شعوب وأوراق كثيرة فقصها على معبر ، فقال : تنال رياسة وذكرا في ظل رجل شريف ، ذي مال وحسب ، وربما خدمت ملكا من الملوك.فاستخدمه المأمون بالله النعجة: امرأة مستورة موسرة ، لقوله تعالى في قصة داود عليه السلام . ومن نكح نعجة ، نال مالا من غير وجهه ، ودل ذلك على خصب السنة في سكون. وذبح النعجة نكاح امرأة ، وولادتها نيل الخصب والرخاء ، ودخولها الدار خصب السنة . وقيل : شحم النعجة مال المرأة ، فإن ذبحها بنية أكل لحمها ، فإنه يأكل مال امرأة بعد موتها . وارتباطها وحملها رجاء إصابة مال . فإن واثبته نعجة ، فإن امرأة تمكر به .وتدل النعجة على ما تدل عليه البقرة والناقة . والنعجة السوداء عربية ،والبيضاء أعجمية

والسخل : ولد ، فإن ذبح سخلة لغير الأكل ، مات له أو لأحد من أهله ولد . ومن أصاب لحم سخلة ، أصاب مالا قليلا التيس : هو الرجل المهيب في منظره ، الأبلس في اختياره ، وربما دل على العبد ،والأسود ،والجاهل . وهو يجري في التأويل قريبا من الكبش . والعنز امرأة ذليلة أو خادمة عاجزة عن العمل ، لأنها مكشوفة السوأة كالفقيرة ،وتدل أيضا على السنة الوسطى

 

 

في السلاطين والملوك

(809 قراءة



في السلاطين والملوك وحشمهم وأعوانهم ومن يصحبهم السلطان

في النوم هو الله تعالى ، ورؤيته راضيا دالة على رضاه ، ورؤيته عابسا تدل على إظهار صاحب الرؤيا أمرا يرجع إلى فساد الدين ، ورؤيته ساخطا دليل على سخط الله تعالى .ومن رأى كأنه ولي الخلافة نال عزا وشرفا ، فإنه رأى أنه تحول خليفة بعينه وكان للخلافة أهلا نال رفعة ، وإن لم يكن للخلافة أهلا نال ذلا وتفرق أمره وأصابته مصيبة . ومن رأى أنه تحول ملكا من الملوك أو السلاطين ، نال جدة في الدنيا مع فساد دين ،
وقيل : من رأى كذلك ولم يكن أهلا له مات سريعا ، وكذلك إن كان مريضا دل على موته ، لأن من مات لم يكن للناس عليه سلطان ، كما أن الملك لا سلطان عليه . وإن رأى ذلك عبد أعتق فإن رأى أن الإمام عاتبه بكلام جميل ، فإن ذلك صلاح ما بينهما . فإن رأى أنه خاصم الإمام بكلام حكمة ، ظفر بحاجته . فمن رأى أنه سائر مع الإمام ، فإنه يقتدي به . فإن رأى كأنه صدمه في مسيره ، فإنه يخالفه . وإن كان رديفه على دابة ، فإنه يستخلفه في حياته أو بعد مماته . فإن رأى أنه يؤاكله نال شرفا بقدر الطعام الذي أكل ، وقيل :يلقى حربا ومكاشفة . فإن رأى نفسه قائما مع الإمام ليس بينهما حاجز ، ثم قام الإمام وبقي هو نائما ، دل على أن الإمام يحقد عليه .وإن ثبت بينهما المصاحبة يصير ماله للإمام ، لأن النائم كالميت ، ووجود الميت وجود مال . فإن رأى كأنه نام قبل الإمام ، سلم مما خاطر بنفسه ،فإن النوم معه مساو له بنفسه ، وهي مخاطرة ، فإن رأى كأنه نائم على فراش الإمام وكان الفراش معروفا ، فإنه ينال منه أو من بعض المتصلين به امرأة أو جارية أو مالا ، يجعله في مهر امرأة أو ثمن جارية ، وإن كان الفراش مجهولا قلده الإمام بعض الولايات . فإن رأى أن الإمام كلمه ، نال رفعة لقوله تعالى ( فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين ) ــ يوسف : 54 وإن كان تاجرا نال ربحا ، وإن كان في خصومة ظفر . وإن كان محبوسا أطلق . ومن ساير الإمام خالطه في سلطانه . ومن رأى الإمام أو السلطان دخل دارا أو محلة أو موضعا ينكر دخوله إليه ، أو قرية ، أصاب أهل ذلك المكان مصيبة عظيمة ، وكل ما رأى في حال الإمام وهيئته من الحسن ، فهو حسن حال رعيته ومن رأى في جوارحه من فضل ، فهو قوته في سلطانه

.
ومن رأى في بطنه من زيادة أو نقص ، فهي في ماله وولده . فإن رأى أنه دخل دار الإمام ، فإنه يتولى أمور أهله ، وينال سعة من العيش . ومن رأى كأنه ضاجع حرم الإمام ، اختلف في تأويله ، فمنهم من قال : إنه يصيب منه خاصية ،وقيل : يغتاب حرمه . فإن رأى أنه أعطاه شيئا ، نال شرفا ، فإن أعطاه ديباجة وهب له جارية ، أو يتزوج بامرأة متصلة ببعض السلاطين ومن دخل دار الإمام ساجدا ، نال عفوا ورياسة . فإن اختلف إلى بابه ، ظفر بأعدائه . فإن رأى أن باب دار الملك حول ، فإن عاملا من عمال الملك يتحول عن سلطانه ، أو يتزوج الملك بأخرى ومشي الإمام راجلا : كتمان سره وظفر بعدوه . وثناء الرعية عليه ظفر له ، ونثرهم عليه بالسكر ، إسماعهم إياه كلاما جميلا . ونثرهم عليه الدراهم كذلك ونثرهم عليه الدنانير إسماعهم إياه ما يكره ، ورميهم إياه بالحجارة ، إسماعهم إياه كلام قسوة وجفوة . ورميهم إياه بالنبال ، ودعاؤهم عليه في لياليه لظلمة أيامهم فإن أصابه نبل ، أصابته نقمة وسجود الرعية له : حسن الطاعة له . وقذفه إياهم بالنار ، يدل على أنه يدعوهم إلى الضلال . وعمله برأي امرأته ، وقوعه في حرب طويل وذهاب ملكه ، فإن آدم عليه السلام لما أطاع أهله رأى ما رأى . ومخالفته امرأته ، بالضد من ذلك وركوبه الفرس في سلاح : إصابة زيادة في ولايته . وركوبه عقابا مطواعا ، إصابة ملك المشرق والمغرب ، ثم زوال ذلك الملك عنه ، لقصة نمرود ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك …. الآية ) ـ البقرة 258 .

ومن رأى كأنه يصارع أسدا عظيما فصرعه ، فإنه يغلب ملكا عظيما فإن رأى سلطان أنه قاتل سلطانا آخر ، فصرعه ، فإن المغلوب منهما ينصر على الغالب في اليقظة ويقهره فإن رأى كأنه قعد بنفسه عن الولاية من غير أن يعزل ، فإنه عمل يندم عليه ، لقصة يونس عليه السلام حين ذهب مغاضبا . فإن صرفه غيره فهو ذل وهوان فإن رأى الإمام أنه يمشي فاستقبله بعض العامة فساره في أذنه مات فجأة ، لما حكي أن شداد بن عاد ، لما سار إلى الجنة التي اتخذها ، تلقاه ملك الموت في هيئة بعض العامة ، فأسر في أذنه وقبض روحه فإن رأى للإمام قرنين ، فإنه يملك المشرق والمغرب ، لقصة الإسكندر . فإن رأى الإمام هيئته هيئة السوقة ، أو رأى كأنه يمشي في السوق مع غيره تواضعا ، لم يخل ذلك بسلطانه ،بل زاده قوة ومرض الإمام : دليل ظلمه ، ويصح جسمه في تلك السنة . وموته خلل يقع في مملكته . وحمل الرجال إياه على أعناقهم ، قوة ولايته وضعف دينه ودين رعيته من غير رجاء صلاح . فإن لم يدفن فإن الصلاح يرجى له وتأويل حياة الميت قوة ودولة لعقبه . ورفعة مجلس السلطان ، ارتفاع أمره . واتضاع مجلسه ، فساد أمره. فإن رأى الملك كأن بعض خدمه أطعمه من غير أن رأى مائدة ، لم ينازع في ملكه وطال عمره ، وطاب عيشه إن كان في الطعام دسم . فإن رأى إنسان أن الإمام ولاه من أقاصي أطراف ثغور المسلمين نائبا عنه ، فإنه عز وشرف واسم وذكر وسلطان ، بقدر بعد ذلك الطرف عن موضع الإمام فإن رأى وال أن عهده أتاه ، فهو عزله في الوقت . وكذلك إن نظر في مرآة فهو عزله ، ولا يلبث أن يرى مكانه مثله ، إلا أن يكون منتظرا الولد ، فإنه يصيب حينئذ غلاما . وكذلك لو رأى أنه طلق امرأته ، فإنه يعزل وأما أخذ الإمام أغنام الرعية ظلما ، فهو ظلم أشرافهم .

فإن رأى الملك أنه يهيئ مائدة ويزينها ، فإنه يعانده قوم باغون ، ويشاور فيهم ويظفر بهم . فإن رأى أنه وضع على المائدة طعاما ، فإنه يأتيه رسول في منازعة . فإن كان الطعام حلوا فإنه سرور . وإن كان دسما ، فإن المنازعة بقاء . وإن رفع الحلو وقدم الحامض الدسم ، فإنه خير فيه هم وثبات . فإن كان بغير دسم ، فإنه لا يكون فيه ثبات . فإن طال رفع الطعام ووضعه ، فإنه تطول المنازعة . فإن رأى الإمام أنه تحول عن سلطانه من قبل نفسه ، فإنه يأتي أمرا يندم عليه ، كندامة ذي النون إذ ذهب مغاضبا ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ….) ت الأنبياء : 87 , 88 فإن رأى كأنه يصلي بغير وضوء في موضع لا تجوز فيه الصلاة ، كالمقبرة والمزبلة ، فإنه يطلب ما لا يناله ، أو يلي ولاية بلا جند ومن حمل إلى أمير أو رئيس طعاما ، أصابه حزن ثم أتاه الفرج ، أصاب مالا من حيث لا يرجو . ومن رأى كأنه يجتاز على بعض السلاطين ، أصاب عزا . فإن رأى كأنه دخل عليه ، أصاب غنى وسرورا ودخول الإمام العدل إلى مكان ، نزول الرحمة والعدل على أهل ذلك الموضوع . ومكاشفة الرعية السلطان الجائر ، وهن للسلطان وقوة للرعية والثياب السود للسلطان : زيادة قوته . والبيض زيادة بهاء وخروج من ذنب

. والثياب القطنية ، ظهور الورع منه والتواضع ، وقلة الأعداء ونيل الأمن ما عاش . والثياب الصوف ، كثرة البركة في مملكته ، وظهور الإنصاف والثياب والديباج ظهور أعمال الفراعنة وقبح السير ووضع السلطان والأمير قلنسوته أو حلة قبائه أو منطقته ، توانيه في سلطانه . ولبسه إياها ، قيامه بأسباب سياسته ، ولبسه خفا جديدا ، فوزه بمال أهل الشرك والذمة . وطيرانه بجناح ، قوة له . وسبيه قوما ، نيله مالا من حيث لا يحتسب وفتح بلادهم وظفر بأعدائه ، لقوله تعالى ( فريقا تقتلون وتأسرون فريقا * وأورثكم أرضهم وديارهم ) ـ الأحزاب : 26 , 27 فإن رأى أن الإمام يتبع النبي ،صلى الله عليه وسلم ، فإنه يقفو أثره في سنته . فإن رأى أنه عزل وولي مكانه شيخ ، قوي أمره . وإن ولي مكانه شاب ، ناله في ولايته مكروه من بعض أعدائه . وعزل الوالي في النوم ،ولايته في اليقظة . والجند في النوم ، ملائكة الرحمة ،والعامة ملائكة العذاب . وصاحب الجيش رجل صاحب الرأي والتدبير . ومن رأى أنه ولي الوزارة ، فإنه يقوم بأمر المملكة ورؤية حجاب الأمير قياما ، جدهم في أسباب السياسة . ورؤيتهم قعودا ، توانيهم فيها . وحاجب الملك بشارة ،والقائد رجل النهود ، ومن رأى أنه قائد في الجيش ، نال خيرا . والشرطي ملك الموت ،وقيل : هول وهم

وأما القاضي : فمن رأى كأنه ولي القضاء فعدل فيه ، فإن كان صاحب الرؤيا تاجرا كان متعسفا ، وإن كان سوقيا أوفى الكيل والوزن . فإن رأى أنه يقضي بين الناس ، ولا يحسن أن يقضي ويجور في قضائه ولا يعدل ، فإنه إن كان واليا عزل ، وإن كان مسافرا قطع عليه الطريق ، وإلا تغيرت نعم الله عليه ببلية يبتلى بها . كما يصدق القاضي ما يلفظ به من القول ، فإن رأى قاضيا معروفا ، فهو بمنزلة الحكماء والعلماء . فإن رأى قاضيا معروفا يجور في حكمه ، فإن أهل ذلك الموضع يبخسون في موازينهم وينقصون مكاييلهم . فإن تقدم رجل إلى القاضي فأنصفه ، فإن صاحب الرؤيا ينتصف من خصم له . وإن كان مهموما فرج عنه وإن جار القاضي في حكمه، فإنه إن كانت بينه وبين إنسان خصومة ، فلا ينتصف منه . فإن رأى قاضيا وضع في الميزان فرجح ، فإن له عند الله أجرا وثوابا . وإن شال الميزان ، فإنه يدبر له في معصية . فإن رأى أن القاضي يزن فلوسا أو دراهم رديئة ، فإنه يميل ، ويسمع شهادة الزور ويقضي بها والقاضي المجهول في النوم هو الله تعالى . ومن رأى أنه تحول قاضيا أو حكما أو صالحا أو عالما ، فإنه يصيب رفعة وذكرا حسنا وزهدا وعلما . فإن لم يكن لذلك أهلا ، فإنه يبتلى بأمر باطل ، يقبل قوله فيما ابتلى به ، كما يقبل قول القاضي فيما يحكم به . وقيل : من رأى وجه القاضي مستبشرا طلقا ، فإنه ينال بشرا وسرورا فإن رأى موضع قاض ، نال فزعا وخصومة . وقيل : موضع الحكم والقضاة والمتكلمين والأحكام والمعلمين للسنن والشرائع والفرائض في الرؤيا يدل على اضطراب وحزن وتلف مال كثير في جميع الناس ، وعلى ظهور الأشياء الخفية . ويدل في المرض على البحران . فإن رأى مريض كأنه يقضي له ، فإنه بحرانه يكون إلى خير ويبرأ . فإن رأى المريض كأنه يقضي ع ليه ، فإنه يموت . ومن كان في خصومة فرأى كأنه قاعد في موضع الأحكام ، وانه ا لحاكم ،فإنه لا يغلب وذلك أن الحاكم لا يحكم على نفسه ، لكن على غيره

والقهرمان : رجل حافظ عالم ، فإن يوسف عليه السلام كان يعمل القهرمية . والقاطع للمفاصل ، رجل يفرق بين الناس بالكلام والسوء . والبندار ، رجل ثقة تودع عند الودائع ، والجهبذ ، رجل نحوي . والحاسب في الديوان ، صاحب عذاب يؤذي الناس في معاملتهم ويشدد عليهم في المحاسبات . والخادم الخصي ، ملك وهو بشار فإن رأى في داره خدما معهم أطباق ، فإن هناك مريضا قد طال مرضه أو شهيدا وبواب السلطان نذير ، ومن رأى بواب أمير نال ولاية
وأما البوق : فمن رأى كأنه يضرب بالبوق ، فإنه يغشى خيرا وإذا سمع غيره يضربه ، فإنه يدعى إلى حرب أو خصومة . والطبال سلطان ذو هول . وأما الصناج فرجل مشنع مشتغل بالدنيا . وصاحب البريد ، رجل يغدر بمن اعتمده . وصاحب الخبر ، إن كان شيخا فهو من الكرام الكاتبين . وإن كان شابا فهو رجل قتال . وصاحب الراية ، القاضي ، لأنه منظور إليه . والصفار نقيب . والفهاد بطريق . والعارض رجل يتفقد أصحابه ويقوم بإصلاح أمورهم ومن رأى كأنه عرض في الديوان وليس من أهله ،فإنه يموت . فإن رأى كأن العارض غضبان عليه ، فإنه قد ارتكب المعاصي . وإن رآه راضيا عنه ، دل على رضا الله عنه . فإن رأى كأنهم أرادوا أن يعرضوه فلم يفعلوا ، فإنه يشرف على الموت ثم يسلم . والديوان موضع البلايا ، وتغليق أبواب البلايا ، وفتحه فتح أبواب البلايا والعريف : صاحب بدعة ،والعسس نذير لتارك الصلاة . والأعوان إذا كانت عليهم ثياب بيض ، فإنه بشارة . وإذا كانت ثيابهم سودا ، فمرض أو حزن . والغماز رجل حقود . ومن رأى أنه غماز ، فإنه يفرح بأمر في ابتدائه ، ثم يحزن عند انتهائه . والجلاد رجل سباب كثير الشتم . والسجان حفار قبور . والمنادي رجل يذيع الأسرار والنقاط رجل كياد . والوكيل رجل يكسب ذنوبا لنفسه . والترسي سلطان قوي محرض الجيوش على أعدائهم . والحمال رجل جاب . والحمار رجل ينفذ الأمور ويمشيها .

والشيروان رجل حازم يدبر الأمور . والسائس رجل صاحب رأي وتدبير . ونخاس الدواب يؤثر صحبه الأشراف على المال . ومن رأى كأنه يأكل ديوان السلطان نال ولاية بلده لقوله تعالى ( كل من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ) ــ سبأ : 15 وقيل : من رأى كأنه جندي ، فإنه يصيبه غم أو خسران . وإن كان مريضا مات . وقيل : إذا رأى العبد كأنه جندي ، أصاب عزا وكرامة ، ومن رأى كأنه أثبت اسمه في ديوان من غير أن يصير جنديا ، فإنه يصيب كفاية في العيش من غير أذى ولا مشقة ، فإن رأى في رأس الملك عظما ، فهو زيادة في سلطانه . فإن رأى في عينه عمى ، عميت عليه أخبار قومه . فإن رأى أن لسانه طال وغلظ ، فإن له أسلحة تامة وسيوفا قاتلة فإن رأى رأسه رأس كبش ، فإنه يتظاهر بالإنصاف . فإن رأى رأسه رأس كلب ، فإنه يبدأ معامليه بالسفاهة والدناءة . فإن رأى في وجنته سعة فوق قدره ، فهو زيادة عزه وبهائه . فإن رأى صدره تحول حجرا ، فإنه يكون قاسي القلب . فإن رأى في بدنه سمعا وقوة ، فإن قوة دينه وإسلامه . ومن رأى أن يده تحولت يد سلطان ، فإنه ينال سلطانا ويجري على يديه مثل ما جرى على يد ذلك السلطان ،من عدله أو ظلمه . فإن رأى جسده جسد كلب ، فإنه يعمل بالسفاهة والدناءة . فإن رأى جسده جسد حية ، فإنه يظهر ما يكتم من العداوة . فأن رأى جسده جسد كبش ، فإنه يظهر منه كرم وإنصاف . فإن كانت له إلية كإلية الكبش وهو يلحسها بلسانه ، فإن له ولدا مرزوقا يعيش منه . فإن رأى بطنه تحول صفرا فإنه يكون كثير الأمتعة . فإن رأى في بطنه عظما ، فهو زيادة في أهله وقوة بأس . فإن رأى أن فخذيه تحولتا نحاسا ، فإن عشيرته تكون جريئة على المعاصي فإن رأى أصابعه قد زاد فيها ،زاد في طمعه وجوره وقلة إنصافه . فإن رأى رجليه تحولتا رصاصا ، فإنه يكون كثير المال حيث أدرك . فإن رأى أنه ولي مكانه شيخ ، فهو زيادة في سلطانه. فإن رأى ذلك تاجر ، فإنه تتضاعف تجارته لأن الشيخ جد الرجل . فإن أخذ هذا الشيخ الأمر من يده ، فإنه يعينه ويقويه . والشاب عدو

وأما الدجال: فإنه سلطان مخادع جائر ، ولا يفي بما يقول ، وله أتباع أردياء. والشرطي إذا جاء بأعوانه ، فإنه فزع وهم وهول وعذاب وخطر . وكذلك كل ذي سلطان شرير . وذوي شر منم الهوام ، وذي ناب من السباع إن كان ضاريا، فإنه نجاة وفوز . وكل شيء يراه الإنسان أنه أخذ بأمر ا لملك ، يدل على منفعة ينالها من الملك عن أمره . والعون رجل يعين على الباطل . فمن رأى في داره أعوانا عليهم ثياب بيض ، فإنه بشارة له ونجاة من هم أو غم أو هول أو شدة أو ما أشبه ذلك،فإن رأى أنه هرب والعسس يطلبه فأدركه وأخذه وتكلم بكلام تجابه من العسس ، فإنه يقصر في صلاة العتمة ويتوب . والفهاد رجل بطريق البطارقة

 

 

في الصناع وأصحاب الحرف

(548 قراءة



في الصناع وأصحاب الحرف والعملة والفعلة

البناء باللبن والطين: رجل يجمع بين الناس بالحلال . والبناء بالآجر والجص وكل ما يوقد تحته النار ، فلا خير فيه . ومن رأى أنه يبني فإن كان ذا زوجة وإلا تزوج وابتنى بامرأة . والطيان رجل يستر فضائح الناس ، فمن رأى أنه يعمل عملا في الطين ، فإنه يعمل عملا صالحا . والجصاص رجل منافق مشعب معين على النفاق ، لأن أول من ابتدأ الجص فرعون . والنقاش إن كان نقشه بحمرة ، فإنه صاحب زينة الدنيا وغرورها ، وإن كان نقشه للقرآن في الحجر ، فإنه معلم لأهل الجهل . وإن كان نقشه بما لا يفهم في الخشب ، فإنه منقص لأهل النفاق ، مداخل أهل الشر . وناقض البناء ناقض العهود وناكث للشروط. وضارب اللبن ، جامع للمال . فإن رأى أنه ضرب اللبن وجففه وجمعه ، فإنه يجمع مالا . فإن مشى فيها وهي رطبة ، أصابته مشقة وحزن

والنجار : مؤدب للرجال مصلح لهم في أمور دنياهم ، لأن الخشب رجال فلي دينهم فساد ، فهو يزين من ذلك ما يزين من الخشب . والخشاب يترأس على أمل النفاق . والحطاب ذو نميمة وشغب . والحداد ملك مهيب بقدر قوته وحذقه في عمله ، ويدل على حاجة الناس إليه لكون السندان تحت يده . والسندان ملك . والحديد رأسه وقوته ، فإن رأى كأنه حداد يتخذ من الحديد ما يشاء ، فإنه ينال ملكا عظيما ، لقصة داود عليه السلام ( وألنا له الحديد ) ـ سبأ : 10 . وربما دل الحداد على صاحب الجند للحرب . لأن النار حرب وسلاحها الحديد . وربما دل على الرجل السوء العامل بعمل أهل النار ، لأن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، شبه الجليس السوء بالحداد إن لم يحرقك بناره أصابك من شره . وإن قيل في المنام : إن فلانا دفع إلى حداد أو دفع أمره إليه ، فإنه يجلس إلى رجل لا خير فيه ، فكيف به إن أصابه شيء من دخانه أو ناره أو شراره ، فضر بذلك ببصره أو ثوبه أو ردائه فأما من عاد في منامه حدادا ، فإنه ينال من وجوه ذلك مات يليق به مما تأكدت شواهده

والخباز : صاحب كلام وشغب في رزقه ، وكلي صنعة مستها النار فهي كلام وخصومة . وقيل : الخباز سلطان عادل ، فمن رأى في منامه كأنه خباز أصاب نعيما وخصبا وثروة . فإن رأى كأنه يخبز الحواري ، نال عيشا طيبا ودل الناس على وجه يستفيدون فيه غنى وثروة . فإذا رأى كأنه اشترى من الخباز خبزا من غير أن رأى الثمن ، فإنه يصيب عيشا طيبا في سرور ، ورزقا هيبا مفروغا منه . فإن رأى كأن الخباز أخذ منه ثمنا ، فهو كلام في الحاجة . ومن رأى كأنه خباز يخبز ويبيع الخبز في عامة ا لناس بالدراهم المكسرة ، فإنه يجمع بين الناس على فساد . والخباز وإن قال الناس إنه سلطان عادل ، فإنه يكون فيه سوء خلق ، لأن النار أصل عمله ، والنار سلطان خبيث ، وتوقدها بالحطب نميمة

وأما الخبز : فدال على العلم والإسلام ، لأنه عمود الدين وقوام الروح وحياة النفس . وربما دل على الحياة وعلى المال الذي به قوام الروح ، وربما دل الرغيف على الكتاب والسنة والعقدة من المال على أقدار الناس ، وربما دل الرغيف على الأم المربية المغذية ، وعلى الزوجة التي بها صلاح الدين وصون المرء . والنقي منه دال على ا لعيش الصافي والعلم الخالص ، والمرأة الجميلة البيضاء .والغلث منه على ضد ذلك ، فمن رأى كأنه يفرق خبزا في الناس أو الضعفاء ، فإن كان من طلاب العلم ، فإنه ينال من العلم ما يحتاج إليه . وإن كان واعظا كانت تلك مواعظه ووصاياه ، إلا أن يكون القوم الذين أخذوا صدقته فوقه أو ممن لا يحتاجون إلى ما عنده ، فإنها تباعات عليهم وحسنات ينالها من أجلهم ، وهم في ذلك أنحس حظا لأن ( اليد العليا خير من اليد السفلى )و (والصدقة أوساخ الناس ) وأما منن رأى ميتا دفع إليه خبزا ، فإنه مال أو رزق يأتيه من يد غيره ، من مكان لم يبرحه ، وأما من رأى الخبز فوق السحاب ، أو فوق السقوف ، أو في أعالي النخل ، فإنه يغلو ، وكذلك سائر المنوعات والأطعمة ، فإن رأى كأنه في الأرض يداس بالأرجل ، فإنه رخاء عظيم يورث البطر والمرح . وأما من رأى ميتا أهذ له رغيفا أو رآه سقط منه في النار أو في الخلاء أو في قطران ، فانظر في حاله ، فإن كان بطلا أو كان ذلك في أوان بدعة يدعو الناس إليها ، وفتنة يعطش الناس فيها، فإن الرغيف دينه يفقده أو يفسد . وإن لم يكن شيئا من ذلك ولا كان في الرؤيا ما يدل عليه ، وكانت له امرأة مريضة هلكت . وإن كانت ضعيفة الدين فسدت . ومن بال في خبز ،فإنه ينكح ذات محرم

والحناط : ملك تنقاد له الملوك ، أو تاجر يترأس على التجار . أو صانع تطيعه الأجراء . فمن رأى كأنه ابتاع من حناط حنطة ، فإنه يطلب من سلطان ولاية فإن رأى كأنه باعه من غير أن رأى الثمن ، فإنه يتزهد في الدنيا ويشكر ا لله تعالى على نعمه ، لأن كل شيء شكره . ومن رأى كأنه يملك حنطة ولا يمسها ولا يحتاج إليها ، فإنه يصيب عزا وشرفا ، لأن الحنطة أشرف الأطعمة.فإن رأى كأنه سعى في طلبها واحتاج إليها أو مسها ، أصابه خسران وهوان ، وعزل إن كان واليا ، وفرق بينه وبين أقاربه ، بدليل قصة آدم عليه السلام .وبياع الدقيق والشعير مثل الحناط والطحان رجل مشغول برمة نفسه ودنياه ، فإن رأى شيخا طحانا فإنه جد الرجل ، وتدل رؤياه على أنه يصيب رزقه من جهة صديقه. فإن رأى شابا طحانا فإنه ينال رزقه بمعاونة عدوه إياه . فإن رأى أنه طحان وقد طحن طعاما بقدر كفايته ، فإن معيشته على حد الكفاية . فإن طحن فوق الكفاية كانت معيشته كذلك . ومن رأى أنه طحان ، فإنه قيم نفسه وقيم أهله
والقصاب : ملك الموت ، فمن رأى كأنه أخذ من قصاب سكينا أصابه مرض ثم يبرأ ،ويصيب في حياته قوة ، فإن رأى كأنه ذبح ما لا يحل ذبحه من البهائم ، فهو دليل ظلمه والتباس عمله فيما بينه وبين الله تعالى . فإن رأى كأنه ذبح أباه ، فإنه يبره وصله إذا لم ير دما ،وإن رأى دما لم تحمد رؤياه ،وقيل : إن القصاب دليل الشدة في جميع الأحوال ، إلا في الحالين ، حال الدين فإنه يدل على قضائه ، وحال القيد فإنه يدل على فكه . والقصاب المنسوب إلى ملك الموت هو المجهول ، وأما المعروف فهو قاسم الأموال بين الأيتام والورثة . وقيل : هو السفاك ، وقيل : هو صاحب السيف .ومن رأى أنه يقسم اللحوم فإنه يمشي بين الناس بالنميمة . ومن رأى كأنه يقسم لحم بقر بين أقربائه ، فإن كان من أهل الخير والصلاح ، فإنه يصل رحمه ويقسم ماله بين ورثته بالعدل في حياته ، ويزوج أولاده

والسلاح : رجل ظالم كالشرطي أو التاجر الذي يمنع الحقوق عن الناس ، ويذهب بأموالهم . والشواء مؤدب ، فمن رأى كأنه يشتري قطعة من شواء ، فإنه يستأجر حاذقا . وقيل : إن الشواء رجل في كلامه شغب . والطباخ وكل من يعالج في صناعته النار ، أصحاب كلام وخصومات وشر وآثام ، كخدمة السلطان وأعوان الحكام وسماسرة الأسواق والكيس : يدل في الأشياء على الأسرار ، وانكشافها إظهار اليسر وخيانة في الأمانة والبقلي : رجل دنيء الكلام صاحب هموم وأحزان .والبطيخي رجل ممراض . و الباقلاني يسمع كلام السوء ويسمعونه أسوأ منه . وحلاب الأغنام جماع الأموال . وحالب البقر رجل يطالب العمال . وحالب الغنم رجل حسن الذكر عامل بالفطرة ، جامع للمال الحلال طالب للعلم . والهراس رجل مشغب وقيل : هو ضراب لسلطان جلاد وعيشه من ذلك . والسماط خائن أو عيار ظالم، لسمطه الناس من أموالهم ، لأن الصوف والشعر والوبر والريش أموال . وهو وصي يأكل أموال اليتامى ظلما . والناطفي والحلاوي ذوو كلام حلو وخلق لطيف ، وقيل هو مصنف العلوم ، وقيل : هو رجل يسوق لنفسه بإلقاء العداوة بين الناس والنميمة. والكامخي ممراض . وعصار الدهن إن كان من سمسم ، فإنه رجل ذو رياسة ومال ، وإن كان من حبوب ، فإنه رجل يجمع مالا يتعب فيه ومشقة . والسماك رجل نخاس الرقيق ، لأن السمكة جارية أو امرأة ، والسكري رجل لطيف فإن رأى أنه يبيع سكرا ويأخذ ثمنه دراهم ، فإنه يلطف الكلام للناس فيتلطفون له بالجواب . والسمان رجل موسر يعيش في ظلمه من تبعه ، والرأس رئيس الرؤساء ، فإن رأى كأنه اشترى رأسا من رآس ، فإنه يطلب من رئيس أن يشغله بخدمة ينتفع ويرتفق بها والذباح : رجل ظالم. والإسكاف المجهول رجل قاسم المواريث عادل فيها . وكذلك الصرام ، فإن جلود الحيوان مواريث . والحذاء نخاس الجواري يزين أمور النساء ، لأن النعل امرأة ، والخياط رجل مؤلف في صلاح تعم بركته الشريف والوضيع، وتلتئم على يديه أمور متفرقة ، فإن خيط لنفسه ، فإنه يصلح دنيا نفسه في صلاح الدين ، فإن رأى كأنه يخيط ثوب امرأته ، فإنه يصيبه محنة

والبزاز : رجل يحسن ويهدي الناس إلى الرشاد في أمر المعاش والمعاد ما لم يأخذ عنه ثمنا ، فإن أخذ عنه ثمنا دراهم ، دل على أنه يعمل الإحسان رياء . وإن أخذ ثمنه دنانير ، دل على قال وقيل وغرامة . والخلقاني رجل متوسط الحال، وابتياعه الخلقان يدل على فقر ، وبيعه يدل على زوال الفقر ، والجزار مثل الإسكاف ،وقيل مثل الحذاء . وبياع الطيور نخاس الجواري والخواص . والطرائفي والأكافي أيضا نخاس الجواري ، لأن الأكاف امرأة عجمية . والبيطار رجل يعين الجند وكبراء الناس على أمورهم ، وقيل : هو طبيب ومصلح وجابر وحجام وشعاب ، لأنه بيطار الأجسام
والتاجر : فإن رأى رجل أنه قاعد على حانوت وخوله متاع التجار وعليه زي التاجر وهو يتجر ويأمر وينهى ، فهو رياسة في تجارته ، وإذا لم يكن التاجر من أكابر التجار فرأى بيده شيئا من أدوات التجار ، ميزان أو رزمانج أو رمانة قبان أو دواة أو قلم ، فإنه يأمن من الفقر والجوهري : صاحب نسك وعبادة . وحكاك الفصوص رجل يسيء القول للناس . والسمسار رجل يدعي السخاء وتأمن الناس به . والحلواني رجل بار لطيف إذا لم يأخذ ثمنا ، فإن أخذ ثمنا فهو مراء

والخمار : صاحب مال حرام ومكسب فاسد يحث الناس على الأباطيل . والحمال صاحب هموم وحمل . والجمال والحمار والمكاري والبغال ولاة أمر الجند والتدبير . وكذلك السائس والجوشني داعي الناس إلى الألفة وحسن الصحبة والنبلي : زاهد عابد ، وقيل : جاسوس . والقواس رئيس الفرج . والتراس سلطان قوي يغري العساكر بأعدائهم . والرماح صاحب ولاية . والزراد معلم دال إلى الخير ،وقيل ذو سلطان . والسراج نخاس لأن السرج امرأة أو جارية ، لأنه مقعد الرجل . والجوالقي رجل يحرض الناس على السفر ،وقيل : هو رجل يفشي الناس إليه أسرارهم وجزار الشعور : رجل يضر الأغنياء وينفع الفقراء . وجالب الأمتعة جامع الدنيا . والنحاس صاحب عشور . والحارس يدل على ظهور الأسرار . والحمام جامع بين الناس على معصية ، وهو أيضا قيم من يدل الحمام عليه ، لأن الحمام يدل على أشياء كثيرة والحفار : رجل صاحب مكر وخديعة حتى يظهر الماء ، فإن ظهر الماء فهو حينئذ عقده إن كان ذلك له ،والأصل في الحفر المكر . وحفار الجبال رجل يزاول رجالا عظاما ، وقيل : إن الحفار رجل في عناء ومشقة لا ينجو من ذلك ما عاش ،فإن رأى كأنه يحفر في الثرى ، فإنه يشرع في باطل لا ينتفع به ، وقيل : إن الحفار رجل حقود مكار

والحجام : رجل يدل على متحكم في رقاب الناس ومهجهم وشعورهم وأبشارهم، كالسلطان والعالم والحاكم والطبيب . وكاتب الشروط والصكاك في الأعناق ، فمن رأى حجاما حجمه نظرت في أمره ، فإن كان مطلوبا بدم أو في جهاد ، قتل وسال منه دم بالحديد من عنقه ، وإذا كان مريضا شفي على يد الطبيب ، فإذا كان مطلوبا بمال في عنقه كالأمانة والدين ، أداه على يد حاكم ، وإن كان يرغب في النكاح تزوج امرأة وكتب كاتب الشروط في عنقه ، وإلا باع سلعة أو اشتراها أو قبض دينا أو عامل بدين ، وكتب عليه شروط والحراث : ذو أخطار ،وقيل : مشتغل بعمل صالح . والحلاق رجل يصلح أمور الناس عند السلطان . ورائق الجراحات داعي الناس إلى خير وألفة ، وراقي الحيات رجل غدار ، والرقية في المنام إذا كان فيها اسم الله تعالى نجاة من الهموم

والخازن : رجل منافق يجمع عنده مال حرام . والخراط رجل يقاتل رجالا فيهم نفاق ويسرق أموالهم . والدلال غير محمود ، والريحاني رجل صابر على المصائب راض بالقضاء. والرفاء معتذر بعد الرمي بما لا عذر فيه ، وصاحب خصومة ، فإن رفأ ثوب امرأته بعد أن ظهرت عورتها، فإنه ينسبها إلى فاحشة ثم يعتذر إليها من الكذب فإن رفأ ثوب نفسه خاصم بعض أقربائه وصاحب من لا خير فيه . والراعي صاحب ولاية ، ويدل على معلم الصبيان ، وعلى من يتولى أمر السلطان أو الحاكم ، ومن رأى أعرابيا يرعى الغنم فإنه يقرأ القرآن ، ولا يحسن معانيه ، وراعي البخاتي وال على العجم

والرائض : صاحب ولاية . وبياع الرصاص صاحب أمر ضعيف . والزجاج نخاس الجواري . والسقاء رجل ذو دين وتقوى يجري على يديه الخير ما لم يأخذ عليه أجرا ، فإن ملأ سقاء الملاء وحمله إلى منزله ولم ينو شربه ، فإنه يجمع مالا يأكله غيره . فإن حمل الماء إلى رجل وأخذ عليه ثمنا ، فإنه يحمل وزرا وينال المحمول إليه مالا من جهة سلطان ، لأن النهر سلطان ، والماء في الإناء مال مجموع والذي يسقي الناس بالكؤوس والكيزان صاحب أفعال حسنة ودين كالعالم والواعظ ،
وأما من يحمل القرب والجرار فهو المأمون على الأموال والودائع والوراق : محتال . والسقطي عالم بالترهات . والصيرفي عالم لا ينتفع بعلمه إلا في غرض الدنيا ،وهو الذي صنعته تصاريف الكلام والجدل والخصام والسؤال والجواب لما في الدنانير والدراهم التي يأخذها ويعطيها من الكلام المنقوش ، كالقاضي ، وميزانه حكمه وعدله ، وربما كان ميزانه نفسه ولسانه ، وكفتاه أذناه ، وصنجتاه ، وأوزانه عدله وأحكامه ، والدراهم والدنانير خصومات الناس عنده ، وقيل : هو الفقيه الذي يأخذ سؤالا ويعطي جوابا بالعدل والموازنة ،وهو المعبر أيضا لاعتباره ما يرد عليه ، ووزنه وعبارته ، فيأخذ عقدا كالدنانير ويعطي كلاما مصرفا كالدراهم ، أو يأخذ كلاما متفرقا كالدراهم ، ويعطي عبارة مجموعة كالدنانير ، فمن صرف في منامه دينارا من صيرفي وأخذ منه دراهم نظرت في حاله ، فإن كان في خصومة نقصت . وإن كان عنده سلعة باعها وخرجت من ملكه ، وإلا نزلت به حادثة يحتاج فيها إلى سؤال فقيه ، أو يرى رؤيا يحتاج فيها إلى سؤال معبر ، ويأتيه في عواقب ما ذكرناه ما يكرهه ويحزنه ، لأخذه الدراهم ، لأنها دار الهموم فاتنة القلوب والهم يشتق من اسمها ، إلا أن يكون له عادة حسنة في رؤيا الدراهم قد اعتادها في سائر أيامه وماضي عمره . وكذلك لو قبض ذهبا ودفع دراهم ، لأن الذهب مكروه وغرم في التأويل لاسمه ، ومنفعته لا تصلحه ، وكذا عادة الذي رآه

والناطور : صاحب ولاية وإن كان على شجرة جوز كانت ولايته على عجم بخلاء . والسكاكيني رجل يعلم الناس والحذق والكياسة. والسائل الفقير : طالب علم ، فإن أعطي ما سأل نال ذلك العلم ، وخضوعه وتواضعه ظفر . والسابح طالب العلوم ، وأمور الملوك . والساحر فتان . والشعاب رجل شريف مصلح نفاع مؤلف بين الشريف والدنيء . والصياد قد قيل : إنه رجل يميل إلى النساء ويحتال في طلبهن ، لأن كسبه في صورة خادع ، وربما دل الصياد على النخاس ، وربما دل على صاحب الحمام ، ومعلم الكتاب ، وكل من يترصد الناس ويصيدهم بما معه من الصناعة والحلية . وربما دل الصياد على القواد ، فمن خالط صيادا أو عاد صيادا ، فاستدل على صلاح ما يدل صيده عليه من فساده ، وبصفة صيده وزيادة منامه وقدرة في نفسه ، وما يليق بمثله . فإن كان صيده في البحر أو بما يجوز له في البر، فدلالة الصيد صالحة . وإن كان في الحرم أو بما لا يجوز في البر من التعذيب فهو رديء وصياد السباع سلطان قوي عظيم يكسر العساكر ويقهر السلاطين الظلمة . وصياد البزاة والبواشق سلطتن عظيم بمكر وخداع للسلاطين الغشمة الماردين . وصياد الطيور والعصافير رجل تاجر يمكر ويخدع أشراف الناس وصياد الوحوش يمكر بأقوام عجم ويقهرهم . وصياد السمك مع النساء والجواري خاصة ومعاملتهم

والشاهد : المعدل رجل يظفر بالأعداء . والكاتب رجل ذو حيلة كالحجام ، وقلمه مشرطه ، ومداده دمه وكالرقام ونحوهم ، وربما دل على الحراث ، فقلمه سكته ومداده البذر والكتاب المطوي خبر مخفي ، والكتاب المنشور خبر مشهور والصفار : رجل صاحب دنيا يؤثر الشر على الخير ، وقيل : هو رجل غاش خائن، وقيل رجل صاحب خصومة . فإن رأى من كان يريد التزويج أنه يعمل عمل الصفارين ، دلت رؤياه على حسن خلق المرأة على أنها تكون لسنة والصباغ : صاحب بهتان ، فمن رأى صباغا في منزله يتخذ له الصبغ فهو الموت ، وربما كان الصباغ يجري على يديه الخير . والصائغ شرير كذوب لا خير فيه ، لأنه يصوغ الكلام مع دخانه وناره ، وإن كان معه ما يدل على الصلاح ، وإن كان في مسجد أو تاليا القرآن ، فهو دال على كل حائك وجابر وعلى كل من صناعته إخراج شيء من شيء . والصقيل : وزير مهيب له أمر ونهي ممن يضر وينفع ، كالسلطان وسيوفه جنده ، ورجاله أوامره ويدل أيضا على الفقيه أو الحاكم ، وسيوفه فتواه وأحكامه والواعظ ، وسيوفه قلوب الناس عنده يجلوها ويزيل صدأها ويدل على الطبيب وسيوفه عقاقيره القاطعة للأمراض . فمن عاد في المنام صقيلا ، عمل من وجوه ذلك ما يليق به . ومن جرت بينه وبين صقيل مجهول معالجة أو معاملة حراما ، يدل على اليقظة بينه وبين من يدل عليه الصقيل في التأويل مثله ، بما يطول شرحه
وأما ضراب الدراهم والدنانير : فقد قال ابن سيرين : إنه صاحب نميمة وغيبة ينقل ا لكلام . وقيل : إن الضراب رجل بار لطيف الكلام إذا لم يأخذ عليه أجرا ، وقيل : هو رجل يفتعل الكلام جيدا حسنا . فإن رأى أنه يضرب الدنانير والدراهم بباب الإمام وكان أهلا للولاة نالها. وقيل : إن ضراب الدنانير يحافظ على الصلوات ويؤدي الأمانة وضرب الدراهم الرديئة كلام رديء وقول بلا عمل

والطبيب : عالم فيه الدين ، ويدل على كل مصلح ومدار لأمور الدين والدنيا كالفقيه والحاكم والواعظ الذي وعظه مرهم ودرباق ، مثل المؤدب والسيد والدباغ المصلح لجلود الحيوان . ويدل أيضا على الحجام لما في الحجم من شفاء. فمن رأى قاضيا أو عالما عاد طبيبا كثر رفقه وعظم نفعه . ومن رأى طبيبا عاد قاضيا أو فقيها فإن كان مسلما حكيما زاد ذكره وعظمت مرتبته وعلت درجته في صناعته ، وإن كان على خلاف ذلك نزلت به بلايا ، ولعله يهلك أحدا بطبه لجهله وجراءته ، لأنه سما في المنام إلى ما ليس له. ومن رأى طبيبا يبيع الأكفان فليحذر منه ، فإنه سفاك خائن في طبه ، لا سيما إن كانت الأكفان التي باعها مطوية ، فهو أدل على تدليسه في دوائه وغلط عامة الناس فيه ، ومن رأى طبيبا عاد دباغا للجلود فهو دليل على حذاقته وكثرة من يبرأ على يديه ، إلا أن يرى أن دباغه فاسد عفن ، فهو جاهل مدلس
والمطرز : عالم مكار مزوق كلام ، والعلاف رجل كثير المال . والعطار أديب أو عالم أو عابد ، والأصل أنه رجل يثنى عليه الثناء الحسن . والشعار رجل دخل في أمور غيره . وبيع الغزل يدل على السفر . والغواص ملك أو نظير ملك ، فمن رأى أنه غاص في البحر فإنه يدخل في عمل ملك أو سلطان .
فإن رأى كأنه استخرج لؤلؤة ، فإنه ينال من الملك جارية تلد له ابنا حسنا ، لقوله تعالى ( كأنهم لؤلؤ مكنون ) ـ الطور : 24 . وتدل رؤيا الغواص على طلب العلم الغامض ، وعلى طلب مال في خطر ، ويصيب ما يطلبه على قدر ما يطيب اللؤلؤ . والقصار رجل مذكر واعظ يتوب بسببه قوم من معاصيهم . وقيل : هو رجل يجري على يديه صدقات الناس أو يفرج الكربات ، لأن الوسخ في الثوب ذنوب أو هموم وأما القفال : فإنه رجل دلال ، فمن رأى أنه قفل باب حانوته فإنه دلال متاع . فإن رأى أنه قفل باب دار ، فإنه دلال تزويج . والقلانسي رئيس . وأما الفراش : فنخاس الرقيق ، وهو الذي يلي أمور النساء . والفحام : سلطان جائر يفقر رعيته ، لأن الأشجار رجال ، والنار سلطان . فإن رأى كأن الفحم نافق في سوقه ، فإنهم أقوام قد افتقروا من جهة السلطان ، ويرد عليهم أموالهم والقدوري: رجل طويل العمر ، لقوله تعالى ( وقدور راسيات ) ـ سبأ : 13 . والقطان رجل صاحب مال وتعب والكيال : وال عادل لم يبخس في كيله . والكاهن رجل صاحب أباطيل وغرور. والكحال : رجل داع إلى الخير مصلح للدين

والمساح : رجل يتفقد أحوال الناس ويحب الوقوف عليها ، فإن رأى كأنه مسح أرضا مزروعة فإنه يتفقد أحوال أهل الصلاح ، وإن مسح كرما فإنه يتفقد حال امرأته ، فإن مسح شجرا فإنه يتفقد أحوال رجال فيهم دين ، فإن مسح شارعا فإنه يسافر بقدر ذلك الطريق الذي مسحه . وإن كان في وجه الحج فإنه يحج ، فإن مسح مفازة فإنه يفوز منغم ، وإن مسح أرضا مخضرة لم يعرف صاحبها فإنه يصير ذا نسك وصلاح
واللص : هو الرجل المغتال الطالب ما ليس له ، وربما دل على المفسد لنساء الرجال ، والمخالف إلى فرشهم ، أو الصائد لدواجنهم أو حمامهم . واللص المجهول دال على ملك الموت لاختفائه في حين قبضه ، ونزوله في المنزل بغير إذن. والأموال والأرواح شركاء في التأويل . وربما دل اللص على السبع والحية والسلطان ، وقيل إن اللص الأسود سوداوي ، والأبيض بلغم ،والأحمر دم ، والأصفر صفراء . وإن رأى لصا دخل منزلا فأصاب منه شيئا وذهب به ،فإنه يموت إنسان هناك . فإن لم يذهب بشيء فإنه إشراف إنسان على الموت ثم ينجو

والمصور : كاذب على الله تعالى ذو البدعة ، وربما دل على الشاعر والزامر والمغني وأمثالهم ، ممن يأخذ المال على الباطل الذي يختلقه بيده أو فمه . والمعلم سلطان ذو صنائع ، والمعلم للصبيان المجهول ، يدل على الأمير والحاكم والفقيه ، وعلى كل من له صولة ولسان وأمر ونهي ، وربما دل على السجان لحبسه لأهل الجهل ، وعلى صياد العصافير وبائعها وأمثال ذلك ومن رأى كأنه عاد معلما نظرت في حاله وأي شيء يليق به مما ينسيه إليه المؤدب ، وقد يدل المعلم المجهول على الله تعالى كما دل القاضي ، لقوله تعالى ( الرحمن * علم القرآن ) ـ الرحمن : 1 ـ 2 . فهو معلم الخلق أجمعين
والبحاث : يقاتل أقواما منافقين ،ويأخذ منهم أموالا بالمكر . والنباش طالب علم غامض،وإن لم يكن من أهله فهو قواد ، ويدل أيضا عن الباحث عن الأمور المستورة المخفية والكنوز . والسائل عن الناس في الشهادات ، فإن نقل الموتى فإنه ينال ما يتمناه ، وإن نبش عن ميت فهو وباحث عن علم في طلب الدنيا . وإن كان مالا فهو حرام . فإن كان الميت حيا فإن ا لعلم زيادة في الدين ، وإن كان مالا فهو حلال . ومن رأى كأنه يحدث الموتى في حوائجه قضيت حوائجه . ونخاس الجواري صاحب أخبار ، لأن الجواري أخبار . ونخاس الدواب صاحب ولاية ، والنداف صاحب خصومات تجري على يديه أهوال ، فإن رأى أنه يندف دخل في خصومة ، فإن رأى أنه لا يحسن الندف غلبه خصمه والناقد : رجل يختار من كل شيء أجوده ، كالحاكم العادل ، والفقيه العالم والورع ،والعابر الحاذق ، والعابد المحترس من خداع الشيطان ، ومثل من لا يجوز عليه التدليس . والنعال رجل يعذب الناس لأجل المال ، فإن رأى كأنه ينعل كما ينعل الدواب ، فلم يجد له ألما نال مالا ، فإن ناله ألم ناله ضرر

والمعبر : يدل على الحاكم والفقيه والطبيب وكل من يحزن الإنسان عنده ويفرح ، وربما دل على المسجد ، وقارئ القرآن لأنه مبشر ومنذر . وربما دل على الوزان وعلى كل من يعالج الميزان والأوزان كصاحب المعيار والصيرفي ، وربما دل على من تولى الكشف للحاكم ، فإنه يبحث عن عورات الناس ، وربما دل على القصار والغسال وجزاز الشعور وكل من يسلي هموم الناس على يديه ، وربما دل على قارئ كتب الرسائل وسجلات الملوك القادمة من البلدان ، لأنه يعبر عن الرؤيا المنقولة عن المنام فيخبر بما يؤول إليه فمن عاد في النوم عابرا فإن حاق به القضاء ناله ، وإن كان طالبا للعلم والقرآن حفظه ، وإن كان موضعا للكتابة نالها ، فإن كان طالبا لعلم الطب حذقه ، وإلا عاد صيرفيا أو مكثفا أو قصارا أو غسالا أو وجزازا أو قارئا على قدر الأيام وزيادة الأحلام وأما من قص في المنام مناما على معبر ، فما عبر له فهو ما كان موافقا للحكمة جاريا على السنة ، وإن لم يعقل سؤاله ولا فهم عبارته ، فلعله يحتاج إلى بعض من يدل العابر عليه في صناعته ، فيقف إليه في حاجته وقال بعضهم : المعبر رجل يطلب عثرات الناس
المجبر : ملك و صنائع يؤلف الحقوق والحكام على الاستقامة ، وهو في الأصل صالح لاسمه دال على كل من تجري الخيرات على يديه في الدين والدنيا ، كالسلطان والحاكم والفقيه والكثير الصدقة ، وكالإسكاف والخياط والشعاب والبناء والبيطار وأمثالهم . فمن رأى أنه وقف إلى جابر في داء نزل به أو كسر أصابه ، فانظر إلى حال السائل وحقيقة الداء ومكانه ، حتى تعلم من الجابر بذلك من إشراكه في التأويل ، فإن قال رأى قرحة خرجت في عنقه ، فوقع على جابر ففتحها له بالحديد حتى سال جميع ما فيها ، فيكون ذلك شهادة في عنقه أو نذرا أو دينا يفرج عنه منه على يد حاكم أو عالم . ومن رأى مفاصله تفصلت أو عظامه تفرقت فضمها المجبر بعضها إلى بعض حتى عاد جسمه صحيحا ، دل على أنه يفصل ثوبا ويدفعه إلى خياط يخيطه ، وإن كان ذاك في اليد اليمنى خاصة فعمل عليها المجبر جبارة وربطها إلى عنقه ، فإنه رجل يجبره بمعروفه فيعتق يديه عن الصانع والأعمال ويمنعها عن قبول الصدقات . وإن كان ذلك في رجليه جميعا أو في إحداهما ، فإن تأويله في نحو ذلك إلا أن يكون له دابة فإني أخشى أن تنزل بها حادثة ،فيحتاج فيها إلى البيطار والمغازلي رجل يفشي أسرار الناس . والمشاط رجل يجلي هموم الناس . والفصاد إن فصد بالطول ، فإنه يتكلم بالجميل ويؤلف بين الناس ، وإن فصد بالعرض فإنه يلقى العداوة بينهم وينم ويطعن على أحاديثهم والفتح مساح كما أن المساح فتح . والخوزي رجل يلي أمور الناس ويعمل في ترتيبها . وجلاء الصفر رجل يزين متاع الدنيا ويحببه إلى نفسه ، والملاح رجل سجان ،وقيل : هو سائس الملك ،وقيل : هو وزيره وصاحب جنده ومدبر عسكره والمتوسط بينه وبين رعيته ، وربما دل على الجمال والبغال والحمار والمكاري والسائس . وبياع الملح صاحب أموال من الدراهم

والمساميري : يأمر الناس بالتودد . والبائع والمشتري مختلفين ، فمن رأى أنه يبيع شيئا أو يشتريه فإنه مضطر محتاج ، لأن الإنسان لا يبيع إلا وقت اضطراره فإذا اضطر باعه واشترى شيئا ، والاضطرار يخرج الإنسان إلى الحيل . ومن رأى أنه باع شيئا من نوع محبب فإنه يقع في تشويش واضطراب ومخاطرة ويرجو بذلك ظفرا ونجاة من المهلكة . فإن رأى أنه باع شيئا مكروها فلا خير ف يه . فإن اشترى شيئا من نوع محبوب فإن ذلك التدبير نجاة مما يحاذره . فإن كان من نوع مكروه فإن ذلك التدبير خطأ ويناله منه هم وحزن وأما محيي الموتى فهو رجل يخلص الناس من يد السلطان ،وقيل : إن محيي الموتى دباغ الجلود ، وصانع الموازين حتى يعلق الكفتين ويعتدلا ، هو بمنزلة الحداد وأما النساج : فهو الجماع الكداد في عمله ، الذي يسعى في طلبه أو يحث في عمله ، كالمسافر ، والمجالد بالسيف فوق الدابة ورجله في ا لركاب ، وربما دل النساج على البناء فوق الحائط ، المؤلف للطاقات المناول من تحته من بينه في حائط الذي علا عليه ، ووزنه بميزانه وخيطه ، وضربه بفأسه . وربما دل على الناسج والمصنف والحراث . وقد دل المنسج على ما الإنسان فيه من مرض أو هم أو سفر أو خصومة أو قراءة أو كتابة فمن قطع منسجه فرغ همه وعمله وسفره وما يعالجه وإلا بقي له بقدر ما بقي من تمامه في النول ، وقيل النسج سفر ، وقيل النسج خصومة ، وأما المسدي فهو الذي لا يستقر به قرار ، والذي عيشه في سعيه كالمنادي والمكاري ، وقد يدل على الساعي بين الاثنين ، وعلى ذو الوجهين . والفتال هو الماسح والسائح والمسافر ، وربما دل على كل من يبرم الأمور ويحكم الأسباب ، كالمفتي والقاضي وذي الرأس ، فمن فتل في المنام حبلا سافر إن كان من أهل السفر ، أو مسح أيضا إن كانت تلك صناعته ، أو أحكم أمرا هو في اليقظة على يديه أو يحاوله أو يؤلمه ، إما شركة أو نكاحا أو اجتماعا على عهد وعقد أو ائتلافا

والمكاري : والجمال والبغال والحمار ، فإنهم ولاة الأمور ومقدمو ا لجيوش ، والمكلفون بأمور الناس ، كصاحب الشرطة والسعاة ، لأنهم يدبرون الحيوان ويحملون الأموال وضارب البربط : يفتعل كلاما باطلا . والطبال يفتعل كلاما باطلا . والزامر ينعى إنسانا . والراقص رجل تتابع عليه مصيبات . وصاحب البستان قيم امرأة . والحطاب ذو نميمة . وصاحب الدجاج والطير نخاس الجواري . والفاكه ينسب إلى الثمرة الذي باعها . ومن باع مملوكا فهو صالح له ولا خير فيه لمن اشتراه ، ومن باع جارية فلا خير فيه وهو صالح لمن اشتراه . وكل ما كان خيرا للبائع فهو شر للمبتاع

وأما الدهان : فهو يعمل أعمالا خفيفة يزين بها ، ومطرز مصلح ومفسد ، كالمنافق المرائي والمتصنع المداهن والمدلس والمادح والمطري يستدل على صلاح عمله من فساده ونفعه وضره ، بحسب دهنه واعتداله وموافقته للمدهون ، وبالمكان الذي يعالج فيع ، وبلون الدهن وما جرى فليه من الكتاب والصور ، فإن كان قرآنا أو كلام بر فهو صالح ، وما كان سورا أو شعرا من باطل فهو فاسد والسباك : هو المسبوك في صناعته ، والمبتلى بالسنة أهل وقته للفظ السبك والسنة النار ، فربما دل على المحتسب الفاصل بين الحق والباطل . وربما دل على الغاسل والقصار ومصفي الثياب وأمثالهم

 

 

  في الصنم وأهل الملل الزائفة

(528 قراءة



المستحق للعبادة هو الله تعالى

، فمن عبد غيره فقد خاب وخسر . فيمن رأى كأنه يعبد غيره دل على أن مشتغل بباطل مؤثر لهوى نفسه على رضا ربه . فإن كان ذلك الصنم الذي عبده من ذهب ، فإنه يتقرب إلى رجل يبغضه الله تعالى ، ويصيبه منه ما يكره ،وتدل رؤياه على ذهاب ماله مع وهن دينه . وإن كان الصنم من فضة ، فإنه يحصل له سبب يتوصل به إلى امرأة أو جارية على وجه الخيانة والفساد . فإن كان ذلك الصنم من صفر أو حديد أو رصاص ، فإنه يترك الدين لأجل الدنيا ومتعاها ، وينسى ربه . وإن كان ذلك الصنم من خشب ، فإنه ينبذ دينه وراء ظهره ويصاحب واليا ظالما أو رجلا منافقا ، ويكون متحليا بالدين لآجل أمر من أمور الدنيا ، لا من أجل الله تعالى وقال بعض المعبرين : إن رؤية الصنم تدل على سفر بعيد ،وقيل : إذا رأى الصنم ولم ير عبادته نال مالا وافرا فإن رأى كأنه يعبد نجما أو شجرة : فإنه رجل دينه دين الصابئين وهمم من القوم الذين وصفهم الله تعالى فقال ( مذبذبين بين ذلك ) ـ النساء : 143 . وقيل : إن هذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يتقرب إلى خدمة رجل جليل يتهاون بدينه فإن رأى كأنه يعبد النار : فإنه يعصي الله تعالى بطاعة الشيطان ، أو يطلب الحرب . فإن لم يكن للنار لهب ،فإنه حرام يطلبه بدينه ، لأن الحرام نار . فإن رأى كأنه تحول كافرا ، فإن اعتقاده يوافق اعتقاد ذلك الجنس من الكفار فأن رأى كأنه تحول مجوسيا : فإنه قد نبذ الإسلام وراء ظهره بارتكاب الفواحش

فإن رأى كأنه يهودي ، فإنه يترك الفرائض فتصيبه عقوبتها قبل الموت ، ويتلقاه ذل ، لأن اليهود اعتدوا بأخذ الحيتان يوم السبت ، وعصوا أمر الله وعتوا عما نهوا عنه ، فمسخهم الله تعالى قردة . فإن رأى كأنه قيل له يا يهودي وعليه ثياب وهو تارك لتلك التسمية ، فإنه في ضيق ينتظر ا لفرج ، وسيفرج الله تعالى عنه برحمته ، لقوله تعالى ( إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء ) ـ الأعراف : 156
فإن رأى كأنه تحول نصرانيا ، فإنه يكفر نعم الله تعالى ويصفه بما هو متنزه عنه متقدس . فإن رأى كأنه تحول من دار الإسلام إلى دار الشرك ، فإنه يكفر بالله تعالى من بعد إيمانه فإن رأى كأن يده تحولت يد كسرى ، فإنه يجري على يده ما جرى على أيدي الأكاسرة والجبابرة من الظلم والفساد ولا تحمد عاقبته . فإن رأى كأن يده تحولت كما كانت أولا ، فإنه يتوب ويرجع إلى ربه جل جلاله ، وكل فرعون يراه الرجل في منامه فهو عدو الإسلام ، وصلاح حاله يدل على فساد حال أهل الإسلام وإمامهم . وهذا في الرؤيا مستمر ، فإن كل من رأى عدوه في منامه سيئ الحال ، كان رؤياه صلاح حاله هو . وكل من رأى عدوه حسن الحال كان تأويلها فلساد . فإن رأى كأنه تحول أحد فراعنة الدنيا ، فإنه ينال قوة وتضاهي سيرته سيرة ذلك الجبار ، ويموت على شر . وكذلك إذا رأى كأن بعض أموات الجبابرة حي في بلد ظهرت سيرته في تلك البلد والتحير في كل الأديان جحود ، ومن رأى كأنه متحير لا يعرف لنفسه دينا فإنه تنسد عليه أبواب المطالب ، وتتعذر عليه الأمور ، حتى لا يظفر بمراد ولا ينال مراما مع اقتضاء رؤياه وهن دينه والكفر : في التأويل يدل على غنى ، لقوله تعالى (كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى ) ـ العلق : 6 ـ 7 وقد يدل على الظلم ، لقوله تعالى (والكافرون هم الظالمون ) ـ البقرة:254 . ويدل على مرض لا ينفع صاحبه علاج ، لقوله تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون )ـ البقرة :6

.
فكثرة الكفار كثرة العيال والشيخ الكافر عدو قديم العداوة ظاهر البغضاء ،والشيخ المجوسي عدو لا يريد هلاك خصمه ، والشيخ اليهودي عدو يريد هلاك خصمه ، والشيخ النصراني عدو لا تضر عداوته ، والجارية الكافرة سرور مع هنا ومن رأى كأنه فسد دينه سفه على الناس وأذاهم ، كما لو رأى نفسه سفه فسد دينه ، لقوله تعالى ( وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا ) ـ الجن : 4 الزنار والمسح : يدلان على ولد إذا كان فوق ثياب جدد ، وانقطاعهما موت الولد . وإذا كانا تحت الثياب ، دلا على النفاق فلي الدين ، وإذا كانا مع ثياب رديء ، دلا على فساد الدين والدنيا. وقيل :: من رأى كأنه يهودي ورث عمه . ومن رأى كأنه نصراني ورث خاله أو خالته . فإن رأى كأنه يضرب بالناقوس ، فإنه يفشي بينا لناس خبرا باطلا ، فإن رأى أنه يقرأ التوراة والإنجيل ولا يعرف معانيهما فإن مذهبه فاسد ورأيه موافق لرأي اليهود والنصارى . قال الله تعالى ( وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) ـ البقرة : 44 فإن رأى كأنه صار جاثليقا : زالت نعمته وانقضى أجله . فإن رأى أنه صار راهبا ، فإنه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى ( ورهبانية ابتدعوها ) ـ الحديد : 27 . وقيل : إن صاحب هذه لرؤيا يضيق عليه معاشه وتتعسر عليه أموره ، ويصحبه في جميع الأمور ذل وخوف ورهبة لا تزايله. ويدل أيضا على أنه مكار خداع كياد مبتدع داع إلى بدعته وبالله العياذ من ذلك رأى رجل الحسن البصري كأنه لابس لباس صوف ، وفي وسطه كستيج وفي رجليه قيد،وعليه طيلسان عسلي ،وهو قائم على مزبلة ،وفي يده طنبور يضرب به ، وهو مستند إلى الكعبة . فبلغ ذلك ابن سيرين فقال : أما درعه الصوف فزهده وأما كستيجه فقوته في دين الله ، وأما عسليه فحبه للقرآن ، وتفسيره للناس ، وأما قيده فثباته في ورعه ، وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها تحت قدمه ، وأما ضربه الطنبور فنشره حكمته بين الناس ، وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عز وجل

 

 

  في الصنم وأهل الملل الزائفة

(528 قراءة



المستحق للعبادة هو الله تعالى

، فمن عبد غيره فقد خاب وخسر . فيمن رأى كأنه يعبد غيره دل على أن مشتغل بباطل مؤثر لهوى نفسه على رضا ربه . فإن كان ذلك الصنم الذي عبده من ذهب ، فإنه يتقرب إلى رجل يبغضه الله تعالى ، ويصيبه منه ما يكره ،وتدل رؤياه على ذهاب ماله مع وهن دينه . وإن كان الصنم من فضة ، فإنه يحصل له سبب يتوصل به إلى امرأة أو جارية على وجه الخيانة والفساد . فإن كان ذلك الصنم من صفر أو حديد أو رصاص ، فإنه يترك الدين لأجل الدنيا ومتعاها ، وينسى ربه . وإن كان ذلك الصنم من خشب ، فإنه ينبذ دينه وراء ظهره ويصاحب واليا ظالما أو رجلا منافقا ، ويكون متحليا بالدين لآجل أمر من أمور الدنيا ، لا من أجل الله تعالى وقال بعض المعبرين : إن رؤية الصنم تدل على سفر بعيد ،وقيل : إذا رأى الصنم ولم ير عبادته نال مالا وافرا فإن رأى كأنه يعبد نجما أو شجرة : فإنه رجل دينه دين الصابئين وهمم من القوم الذين وصفهم الله تعالى فقال ( مذبذبين بين ذلك ) ـ النساء : 143 . وقيل : إن هذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يتقرب إلى خدمة رجل جليل يتهاون بدينه فإن رأى كأنه يعبد النار : فإنه يعصي الله تعالى بطاعة الشيطان ، أو يطلب الحرب . فإن لم يكن للنار لهب ،فإنه حرام يطلبه بدينه ، لأن الحرام نار . فإن رأى كأنه تحول كافرا ، فإن اعتقاده يوافق اعتقاد ذلك الجنس من الكفار فأن رأى كأنه تحول مجوسيا : فإنه قد نبذ الإسلام وراء ظهره بارتكاب الفواحش

فإن رأى كأنه يهودي ، فإنه يترك الفرائض فتصيبه عقوبتها قبل الموت ، ويتلقاه ذل ، لأن اليهود اعتدوا بأخذ الحيتان يوم السبت ، وعصوا أمر الله وعتوا عما نهوا عنه ، فمسخهم الله تعالى قردة . فإن رأى كأنه قيل له يا يهودي وعليه ثياب وهو تارك لتلك التسمية ، فإنه في ضيق ينتظر ا لفرج ، وسيفرج الله تعالى عنه برحمته ، لقوله تعالى ( إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء ) ـ الأعراف : 156
فإن رأى كأنه تحول نصرانيا ، فإنه يكفر نعم الله تعالى ويصفه بما هو متنزه عنه متقدس . فإن رأى كأنه تحول من دار الإسلام إلى دار الشرك ، فإنه يكفر بالله تعالى من بعد إيمانه فإن رأى كأن يده تحولت يد كسرى ، فإنه يجري على يده ما جرى على أيدي الأكاسرة والجبابرة من الظلم والفساد ولا تحمد عاقبته . فإن رأى كأن يده تحولت كما كانت أولا ، فإنه يتوب ويرجع إلى ربه جل جلاله ، وكل فرعون يراه الرجل في منامه فهو عدو الإسلام ، وصلاح حاله يدل على فساد حال أهل الإسلام وإمامهم . وهذا في الرؤيا مستمر ، فإن كل من رأى عدوه في منامه سيئ الحال ، كان رؤياه صلاح حاله هو . وكل من رأى عدوه حسن الحال كان تأويلها فلساد . فإن رأى كأنه تحول أحد فراعنة الدنيا ، فإنه ينال قوة وتضاهي سيرته سيرة ذلك الجبار ، ويموت على شر . وكذلك إذا رأى كأن بعض أموات الجبابرة حي في بلد ظهرت سيرته في تلك البلد والتحير في كل الأديان جحود ، ومن رأى كأنه متحير لا يعرف لنفسه دينا فإنه تنسد عليه أبواب المطالب ، وتتعذر عليه الأمور ، حتى لا يظفر بمراد ولا ينال مراما مع اقتضاء رؤياه وهن دينه والكفر : في التأويل يدل على غنى ، لقوله تعالى (كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى ) ـ العلق : 6 ـ 7 وقد يدل على الظلم ، لقوله تعالى (والكافرون هم الظالمون ) ـ البقرة:254 . ويدل على مرض لا ينفع صاحبه علاج ، لقوله تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون )ـ البقرة :6

.
فكثرة الكفار كثرة العيال والشيخ الكافر عدو قديم العداوة ظاهر البغضاء ،والشيخ المجوسي عدو لا يريد هلاك خصمه ، والشيخ اليهودي عدو يريد هلاك خصمه ، والشيخ النصراني عدو لا تضر عداوته ، والجارية الكافرة سرور مع هنا ومن رأى كأنه فسد دينه سفه على الناس وأذاهم ، كما لو رأى نفسه سفه فسد دينه ، لقوله تعالى ( وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا ) ـ الجن : 4 الزنار والمسح : يدلان على ولد إذا كان فوق ثياب جدد ، وانقطاعهما موت الولد . وإذا كانا تحت الثياب ، دلا على النفاق فلي الدين ، وإذا كانا مع ثياب رديء ، دلا على فساد الدين والدنيا. وقيل :: من رأى كأنه يهودي ورث عمه . ومن رأى كأنه نصراني ورث خاله أو خالته . فإن رأى كأنه يضرب بالناقوس ، فإنه يفشي بينا لناس خبرا باطلا ، فإن رأى أنه يقرأ التوراة والإنجيل ولا يعرف معانيهما فإن مذهبه فاسد ورأيه موافق لرأي اليهود والنصارى . قال الله تعالى ( وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) ـ البقرة : 44 فإن رأى كأنه صار جاثليقا : زالت نعمته وانقضى أجله . فإن رأى أنه صار راهبا ، فإنه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى ( ورهبانية ابتدعوها ) ـ الحديد : 27 . وقيل : إن صاحب هذه لرؤيا يضيق عليه معاشه وتتعسر عليه أموره ، ويصحبه في جميع الأمور ذل وخوف ورهبة لا تزايله. ويدل أيضا على أنه مكار خداع كياد مبتدع داع إلى بدعته وبالله العياذ من ذلك رأى رجل الحسن البصري كأنه لابس لباس صوف ، وفي وسطه كستيج وفي رجليه قيد،وعليه طيلسان عسلي ،وهو قائم على مزبلة ،وفي يده طنبور يضرب به ، وهو مستند إلى الكعبة . فبلغ ذلك ابن سيرين فقال : أما درعه الصوف فزهده وأما كستيجه فقوته في دين الله ، وأما عسليه فحبه للقرآن ، وتفسيره للناس ، وأما قيده فثباته في ورعه ، وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها تحت قدمه ، وأما ضربه الطنبور فنشره حكمته بين الناس ، وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عز وجل

 

 

في الطيور الوحشية

(788 قراءة



في الطيور الوحشية والأهلية وصيد البحر

الطائر المجهول : دال على ملك الموت ، إذا التقط حصاة أو ورقة أو دودا أو نحو ذلك وطار بها إلى السماء من بيت فيه مريض ونحوه مات . وقد يدل على المسافر لمن رآه سقط عليه ، وقد يدل على العمل لمن رآه على رأسه وعلى كتفه وفي حجره أو عنقه ، لقوله تعالى ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) ـ الإسراء :13 . أي عمله ، فإن كان أبيض فهو صاف ، وإن كان كدرا ملونا فهو عمل مختلف غير صاف ، إلا أن يكون عنده امرأة حامل ، فإن كان الطير ذكرا كان غلام ، وإن كان أنثى فهو بنت ، فإن قصه عاش له وبقي عنده ، وإن طار كان قليل البقاء . وأما الفرخ الذي لا يطعم نفسه فهو يتفرخ على من حمله أو وجده أو أخذه ، إلا أن يكون عنده عمل ، فهو ولد ، وكذلك كل صغير من الحيوان ،

وأما الطائر المعروف ، فتأويله على قدره . وأما كبار الطير وسباعها ، فدالة على الملوك والرؤساء وأهل الجاه والعلماء وأهل الكسب والغنى ، وأما أكلة الجيف كالغراب والنسر والحدأة والرخم ، ففساق أو لصوص أو أصحاب شر ، وأما طير الماء فأشراف قد نالوا الرياسة من ناحيتين ، وتصرفوا بين سلطانين : سلطان الماء ، وسلطان الهواء ، وربما دلت على رجال السفر في البر والبحر . وإذا صوتت كانت نوائح وبواكي ، وأما ما يغني من الطير أو ينوح ، فأصحاب غناء ونوح ،ذكرا كان الطائر أو أنثى . وأما ما صغر من الطير كالعصافير والقنابر والبلابل ،فإنها غلمان صغار . وجماعة الطير لمن ملكها أو أصابها أموال ودنانير وسلطان ولا سيما إن كان يرعاها أو يعلفها أو يكفلها البازي : ملك ، وذبحه ملك يموت . وأكل لحمه نال من سلطان . وقيل : البازي ابن كبير يرزق لمن أخذه . وقيل : البازي لص جهارا ، ورؤية الرجل البازي في داره ظفر بلص ، وقيل : إذا رأى الرجل بازيا على يديه مطواعا وكان يصلح للملك نال سلطانا في ظلم ، وإن كان الرجل سوقيا نال سرورا وذكرا ، وإن رأى الملك أنه يرعى البزاة ،فإنه ينال جيشا من العرب أو نجدة وشجاعة . فإن رأى على يده بازيا فذهب وبقي على يده منه خيط أو ريش ، فإنه يزول عنه الملك ويبقى في يده منه مال بقدر ما ل بقدر ما بقي في يده من الخيط والريش وجاء رجل إلى معبر فقال : رأيت كأني أخذت بازيا أبيض ،فصار البازي خنفساء ، فقال : ألك زوجة ؟ قال : نعم ، قال : يولد لك منها ابن . قال الرجل : عبرت البازي وتركت ا لخنفساء ، قال المعبر : التحول أضغاث

الشاهين : سلطان ظالم لا وفاء له ، وهو دون البازي في الرتبة والمنزلة ، فمن تحول شاهينا تولى ولاية وعزل عنها سريعا الصقر : يدل على شيئين : أحدهما سلطان شريف ظالم مذكور ، والثاني ابن رفيع . ومن رأى صقرا تبعه عضب عليه رجل شجاع الباشق : دون البازي في السلطنة ، وقد قيل : إن رأى كأنه أخذ باشقا بيده ، فإن لصا يقع على يديه في السجن . ومن خرج من إحليله باشق ، ولد له ابن فيه رعونة وشجاعة وحكي أن رجلا أتى سعيد بن المسيب فقال : رأيت على شرفات المسجد الجامع حمامة بيضاء ، فعجبت من حسنها ، فأتى صقر فاحتملها . قال ابن المسيب : إن صدقت رؤياك تزوج الحجاج بنت عبد الله بن جعفر . فما مضى يسيرا حتى تزوجها ، فقيل له : يا أبا محمد ، بم تخلصت إلى هذا ؟ فقال : لأن الحمامة امرأة ، والبيضاء نقية الحسب ، فلم أر أحدا من النساء أنقى حسبا من بنت الطائر في الجنة ، ونظرت في الصقر فإذا هو طائر عربي ليس هو من طير الأعاجم ، ولم أر في العرب أصقر من الحجاج بن يوسف

العقاب : رجل قوي صاحب حرب ، لا يأمنه قريب ولا بعيد ، وفرخه ولد شجاع يصاحب السلطان . ومن رأى العقاب على سطح دار أو في عرصتها ، دلت الرؤيا على ملكا لموت ، فإن رأى عقابا على رأسه ، فإنه يموت ، لأن العقاب إذا أخذ حيوانا بمخلبه قتله ، فإن رأى أنه أصاب عقابا فطاوعه ، فإنه يخالط ملكا . ومن رأى عقابا ضربه بمخلبه ، أصابته شدة في نفسه وماله . ومن رأى عقابا يدنو منه أو يعطيه شيئا أو يكلمه بكلام يفهمه ، فإن ذلك منفعة وخير . وولادة المرأة عقابا ، ولادة ابن عظيم ، فإن كانت فقيرة ، كان الولد جنديا . وقيل : إن ركوب العقاب للأكابر والرؤساء دليل الهلاك ، وللفقراء دليل الخير النسر : أقوى الطير وأرفعها في الطيران وأحدها بصرا وأطولها عمرا ، فمن رأى النسر عاصيا عليه ، غضب عليه السلطان ، ووكل به رجلا ظلوما ، لأن سليمان عليه السلام وكل النسر بالطير ، فكانت تخافه . فإن ملك نسرا مطواعا ، أصاب سلطانا عظيما يملك به الدنيا أو وبعضها ، ويستمكن من ملك أو ذي سلطان عظيم . . فإن لم يكن مطواعا وهو لا يخافه ، فإنه يعلو أمره ويصير جبارا عنيدا ويطغى في دينه ، لقصة نمرود ، فإن طار في السماء ودخل مستويا ، مات ، فإن رجع بعدما دخل في السماء ، فإنه يشرف على الموت ثم ينجو ، ومن أصاب من ريشه أو عظامه ، أصاب مالا عظيما من ملك عظيم . فإن سقط عن ظهره ، أصابه هول وغم ، وربما هلك فإن وهب له فرخ نسر ، رزق ولدا مذكورا . فإن رأى ذلك نهارا ، فإنه مرض يشرف منه على الموت ،فإن خدشه النسر طال مرضه ، وقيل النسر خليفة وملك كبير يظفر به من ملكه . ولحم النسر مال وولاية . ومن تحول نسرا طال عمره وسباع الطيور : كلها مثل البازي والشاهين والصقر والعقاب والنسر والباشق تنسب إلى السلطان والشرف ، فمن حمله طائر منها وطار به عرضا حتى بلغ السماء أو قرب منها ، سافر سفرا في سلطان بعيد بقدر ذلك الطائر . فإن دخل في السماء مات في سفره ذلك . وجميع الطيران عرضا محمود في التأويل . والطيران مستويا إلى السماء طاعنا فيها ، فهو موت أو هلك أو مضرة البوم : إنسان لص شديد الشوكة لا جند له ذوو هيبة ، وهي من الممسوخ القطاه : امرأة حسناء معجبة بحسنها

البدرج : امرأة حسناء عربية ، فمن ذبحا افتضها. ولحم البدرج مال المرأة. ،وقيل: البدرج رجل غدار لا وفاء له الحبارى : رجل أكول موسر سخي نفاق الدراج : قيل إ‘نه مملوك ، وقيل : إنه امرأة فارسية والقبجة : امرأة حسناء غير ألوف ، وأخذها تزويجها . وقيل : لحم القبج كسوة ، ومن صاد قبجا كثيرا ، أصاب مالا كثيرا من أصحاب السلطان . وقيل : إصابة القبج الكثير ، صحبة أقوام حسان الأخلاق ضاحكين . وقيل : إن القبج الكثير النسوة واليعقوب : لبن لمن كانت امرأته حبلى ، وقيل : هو رجل صاحب حرب العقعق : رجل منكر غير أمين ولا ألوف ، محتكر يطلب الغلاء ،وكلامه يدل على ورود خبر من غائب الظليم : رجل خصي أو بدوي العنقاء : رئيس مبتدع ، وكلامها إصابة مال من جهة الإمام ، أو نيل رياسة . وقيل : إنه يدل على امرأة حسناء النعام : امرأة بدوية لمن ملكها أو ركبها ، ذات مال وقوام وجمال ، وتدل أيضا على الخصي لأنها طويلة ، ولأنها ليست من الطائر ولا من الدواب، وتدل أيضا على النجيب لأنها لا تسبق ، وتدل على الأصم لأنها لا تسمع ، وهي نعمة لمن ملكها أو اشتراها ما لم يكن عنده مريض ، فإن كان عنده مريض فهي نعيه ، ومن رأى في داره نعامة ساكنة طال عمره ونعمته ، وفرخها ابن ، وبيضها بنات ، فإن رأى السلطان له نعامة ، فإن له خادما خصيا يحفظ الجواري
والظليم : هو ذكر النعام وذبحه من قفاه لواط ، وركوبه ركوب البريد والببغاء : رجل نخاس كذاب ظلوم ، وهو منن الممسوخ . وقيل : هو رجل فيلسوف والبلبل : رجل موسر وامرأة موسرة ، وقيل : هو غلام صغير وولد مبارك قارئ لكتاب الله تعالى ، لا يلحن فيه وأما العندليب : فهو امرأة حسنة الكلام لطيفة ، أو رجل مطرب أو قارئ . وهو للسلطان وزير حسن التدبير الزرزور : رجل صاحب أسفار كالقبج والمكاري ، لأنه لا يسقط في طيرانه ، وقيل : هو رجل ضعيف زاهد صابر مطعمه حلال الدبسي : رجل ناصح واعظ الخطاف : ويسمى السنونو ، وهو رجل مبارك ، أو امرأة مملوكة ، أو غلام قارئ فمن أخذ خطافا ، أخذ مالا حراما ، فإن رأى في بيته أو ملكه كثيرا منها فالمال حلالا . وقيل : هو رجل مؤمن أديب ورع مؤنس ، فمن أفاده أفاد أنيسا ، وقيل : من رأى الخطاطيف تخرج من داره سافر عنه أقرباؤه ، وهو أيضا دليل خير في الأعمال والحركة وخاصة في غرس الأشجار . ويدل أيضا على المعين . وقال بعضهم : من رأى أنه تحول خطافا هاجم اللصوص منزله الخفاش : ويسمى الوطواط ، رجل ناسك ، وقيل : امرأة ساحرة الرخمة : إنسان أحمق ، وبالنهار مرض ، وأخذها يدل على وقوع حرب ودماء كثيرة ، وهي للمريض دليل الموت . ومن رأى رخما كثيرا دخلت بلدة ، نزل على أهلها سفك حرام من عسكر, وتدل على أناس بطالين هجناء ، وعلى مغسل الموتى وسكان المقابر الشقراق :امرأة جميلة غنية والسلوى والصرد : رجل ذو وجهين . والصعوة ، امرأة أو جارية أو صبي أو مال . والطيطوى جارية عذراء

الطاووس : الذكر منها ملك أعجمي حسيب ، والأنثى منها امرأة أعجمية حسناء ذات مال وجمال . والجامع بين الطاووس والحمامة، رجل قواد على النساء والرجال . وقيل : الطاووس يدل على أناس صباح ضاحكي السن وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن امرأتي ناولتني طاووسا ، فقال له : لئن صدقت رؤياك لتشترين جارية ، ويرد عليك في ثمن تلك الجارية من الديون ستة وسبعون درهما ، ويكون ذلك برضا امرأتك فقال الرجل : رحمك الله ، لقد كان أمس على ما عبرت سواء ، وردوا علي الديون مقدار ما قلت سواء ، فقيل لابن سيرين : من أين عرفت ذلك ؟ قال: الطاووسه الجارية ، من حساب الجمل : الطاء تسعة ، والألف واحد ، والواو ستة ، والسين ستين الغداف : لمن أصابه ، نيل سلطان بحق لمن كان من أهله ، ولمن يكن من أهله قول حق لا يقبل من قائله ومن رأى غدافا فأوقع عليه ، دل على قطع للصوص الغراب الأبقع : رجل مختال في مشيته متبختر متكبر ، وهو من الممسوخ ، أو هو رجل فاسق كذاب ، وقيل من صاد غرابا ، نال مالا حراما في فسق بمكابرة ، ومن أصاب غرابا أو أحرزه ، فإنه غرور باطل . فإن رأى أن له غرابا بصيد ، فإنه يصيد غنائم من باطل . ومن كلمه غراب ، اغتم من ذلك ثم فرج عنه . ومن أكل لحم غراب ، أصاب مالا من اللصوص . فإن رأى غرابا على باب الملك ، فإنه يجني جناية يندم عليها أو يقتل أخاه ثم يتوب ، لقوله تعالى ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ) ـ المائدة : 31 . ومن خدشته الغربان بمخالبها هلك بشدة البرد ، أو شنع عليه قوم فجار ، وناله ألم ووجع . وقيل : إن الغراب دليل طول الحياة رأى الأمير نصر بن أحمد كأنه جالس على سريره ، فجاء غراب فنقر فلنسوته بمنقاره ، فسقطت عن رأسه ، فنزل عن سريره ورفع قلنسوته فوضعها على رأسه ، فقص رؤياه على حيوه النيسابوري فقال : سيخرج عليك رجل من أهل بيتك يزاحمك في ملكك ، ثم يرجع الأمر إليك . فعرض له أن أبا إسحاق الساماني خرج وشوش عليه الأمر ، ثم عاد إليه ورأى بعضهم كأن غرابا على الكعبة ، فقص رؤياه على ابن سيرين فقال : سيتزوج رجل فاسق امرأة شريفة ، فتزوج الحجاج بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب . رؤية الغراب في مكان غير محمود ، فإن رأى غرابا في داره ، دل على رجل يخونه في امرأته ، ويدل أيضا على هجوم شخص من السلطان داره الفاختة : امرأة غير ألوفة ، ناقصة الدين ،سلطة كذابة . وقيل : هو ولد كذاب القمرية : امرأة متدينة ،وقيل : هو ولد صاحب نعمة طيبة الورشان : إنسان غريب ، وقيل هو امرأة ، ويدل على استماع خبر الهدهد : رجل بصير في عمله كاتب ناقد ، يتعاطى دقيق العلم ، قليل الدين ، وثناؤه قبيح لنتن ريحه ، وإصابته سماع خبر خير

العصفور : رجل ضخم عظيم الخطر والمال ، خامل لا يعرف الناس حقوقه ، ضار لعامة الناس ، محتال في أموره ، كامل في رياسته ، سائس شاطر مدبر ، وقيل : إنه ولد ذكر . ومن ملك عصافير كثيرة ، فإنه يتمول ويلي ولاية على قوم لهم أخطار ، وقيل : إن ا لعصفور كلام حسن ، والقنبرة ولد صغير وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن معي جرابا وأنا أصيد عصافير وأدق أجنحتها والقيها فيه . قال أنت معلم كتاب تلعب بالصبيان وحكي أيضا أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني عمدت إلى عصفورة ، فأردت أن أذبحها فكلمتني وقالت : لا تذبحني . فقال له : استغفر الله ، فإنك قد أخذت صدقة ولا يحل لك أن تأخذها . فقال : معاذ الله أن آخذ من أحد صدقة . فقال إن شئت أخبرتك بعددها . فقال كم ؟ قال : ستة دراهم . فقال له صدقت فمن أين عرفت ؟ فقال : لأن أعضاء العصفورة ستة ، كل عضو درهم وحكي أن رجلا أتى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال : رأيت كأن في كمي عصافير كثيرة وطيورا ، فجعلت أخرج واحدة بعد واحدة منها وأخنقها وأرمي بها . فقال : أنت رجل دلال ، فاتق الله وتب إليه الكركي : قيل : إنسان غريب مسكين ضعيف القدرة ، فمن أصاب صاهر أقواما أخلاقهم سيئة ، وقال بعضهم من رأى كركيا سافر سفرا بعيدا ، وإن كان مسافر رجع إلى أهله سالما ، وقيل : الكراكي أناس يحبون الاجتماع والمشاركة ، فإن رأى كراكي تطير حول بلد ، فإنه يكون في تلك السنة برد شديد وهجوم سيل لا يطاق . ومن رأى الكراكي مجتمعة في الشتاء ، دل على لصوص وقطاع طريق . وهي دليل خير للمسافرين ، ولمن أراد التزويج ، ولمن أراد الولد . وقيل : من أصاب كريكا أصاب أجرا ، ومن ركبه افتقر

الديك : في أصل التأويل عبد مملوك أعجمي ، أو من نسل مملوك . وكذلك الدجاج ، لأنهم عند ابن آدم مثل الأسير ، لا يطيرون ،ويكون رب الدار من المماليك ، كما أن الدجاجة ربة الدار من الخادمات والجواري . الديك أيضا يدل على رجل له علو همة ، وصوت كالمؤذن ،والسلطان الذي هو تحت حكم غيره ، لأنه مع ضخامته وتاجه ولحيته وريشه داجن لا يطير ، فهو مملوك ، لأن نوحا عليه السلام ، أدخل الديك والبدرج السفينة ،فلما نضب الماء ولم يأته الإذن من الله تعالى في إخراج من معه في السفينة ، سأل البدرج نوحا أن يأذن له في الخروج ليأتيه بخبر الماء ، وجعل الديك رهينة عنده ، وقيل : إن الديك ضمنه فخرج وغدر ولم يعد ، فصار الديك مملوكا ، وكان شاطرا طيارا فصار أسيرا داجنا ، وكان البدرج ألوفا فصار وحشيا . وهو طائر أكبر من الدجاج ، أحمر العينين مليح . وقيل : إن الديك رجل جلد محارب أخلاق رديئة ، يتكلم بكلام حسن بلا منفعة ، وهو على كل الأحوال إما مملوك أو من نسل مملوك . وقال بعضهم : من رأى أن تحول ديكا مات وشيكا . والديوك الصغار مماليك أو صبيان أولاد مماليك . وكذلك الفراريج الإناث أولاد جوار أو وعبيد أو وصائف . وجماعة الطيور سبي وأموال رقيق . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : رأيت كأن ديكا نقرني نقرة أو نقرتين ، أو قال ثلاثة ، وقصصتها على أسماء بنت عميس فقالت : يقتلك رجل من العجم المماليك وجاء رجل إلى أبي عون الضراب فقال : رأيت كأن ديكا كبيرا صاح بباب بيتك هذا . فجاء أبو عون إلى ابن سيرين فقص عليه تلك الرؤيا فقال له ابن سيرين : لئن صدقت رؤياك ، لتموتن أنت بعد أربعة وثلاثين يوما ،وكان له خلطاء وندماء على الشراب ، قال : فرفع ذلك كله ، وتاب إلى الله تعالى من يوم الرؤية ، ومات فجأة كما قال ابن سيرين . فقيل لابن سيرين : كيف استخرجت ذلك ، قال : من حساب الجمل ، لأن الدال أربعة ، والياء عشرة ، والكاف عشرين

الدجاجة : امرأة رعناء حمقاء ، ذات جمال ، من نسل مملوك أو من أولاد أمة أو سرية ، أو خادمة ، ومن ذبحها افتض جارية عذراء ، ومن صادها أفاد مالا حلالا هنيئا ، ومن أكل لحمها فإنه يرزق مالا من جهة العجم ، ومن رأى الدجاجة والطاووسة يهدران في منزله ، فإنه صاحب بلايا وفجور . وقيل :الدجاجة وريشها مال نافع الحمامة : هي المرأة الصالحة المحبوبة التي لا تبغي ببعلها بديلا ، وقد دعا لها نوح عليه السلام ، وتدل على الخبر الطارئ والرسول والكتاب ، لأنها تنقل الخبر في الكتاب ، وأصل ذلك أن نوحا بعث الغراب ليعرف له أمر الماء ، فوجد جيفة طافية على الماء ، فاشتغل بها ، فأرسل الحمامة فأتته بورقة خضراء ، فدعا لها. فهي لمن كان في شدة أو له غائب بشرى إذا سقطت عليه أو أتت إليه طائرة ، إلا أن يكون مريضا فتسقط على رأسه ، فإنها حمام الموت ، ولا سيما إن كانت من اليمام وناحت عند رأسه في المنام ، وربما كانت الحمامة بنتا وأفضل الحمام الخضر ، ومن رأى أنه يملك منها شيئا كثيرا لا يحصى ، أصاب غنيمة وخيرا . وبعضها بنات وجوار ، وبرجها مجمع النساء ، وفراخا بنون أو جوار . ومن رأى حمامة إنسان فإنه رجل زان . فإن نثر علفا لحمام ودعاهن إليه ، فإنه يقود . وهديل الحمامة معاتبة رجل لامرأة . والبيض منها دين ، والخضر ورع ، والسود منها سادة نساء ورجال ، والبلق أصحاب تخاليط ، ومن نفرت منه حمامة ولم ت عد إليه ، فإنه يطلق امرأته أو تموت ومن كان له حمائم فإن له نسوة وجواري لا ينفق عليهن . فإن قص جناح حمامة ، فإنه يحلف على امرأته أن لا تخرج ، أو يولد له من امرأته ، أو تحبل والحمامة رجل أو امرأة عربية ، ومن ذبحا افتض امرأة بكرا ، ومن أكل لحمها أكل مال المرأة . والحمام مع فراخهن ، سبي مع أولادهن . والحمامة الهادية المنسوبة ، خير يأتي من بعيد . وإن كانت امرأته حبلى ولدت غلاما وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أصبت حمامة معجبة لي جدا ، وكأن إحدى عينيها من أحسن عيني حمامة ،والعين الأخرى فيها حول قد غشيتها صفرة . فضحك ابن سيرين وقال : إنك تتزوج امرأة جميلة تعجبك جدا ولا يهمك الذي رأيت بعينها ، فإن العيب ليس في بصرها ، وإنما هو شيء في بظرها ، وتكون سيئة في خلقها وتؤذيك به . فتزوج صاحب الرؤيا امرأة فرأى منها خلقا شديدا

الحدأة : ملك خامل الذكر ، شديد الشوكة ، متواضع ظلوم ، مقدر لقربه من الأرض في طيرانه ، وقولة خطئه في صيده مع ما يحدث فيه ، فمن ملك حدأة وكان يصيد له ، فإنه يصيب ملكا وأموالا ، فإن رأى أنه أصاب حدأة وحشيا لا يصيد له ولا يطاوعه ، ورأى كأنه ممسكه بيده ، فإنه يصيب ولدا غلاما لا يبلغ مبلغ الرجال حتى يكون ملكا . فإن رأى أن ذلك الحدأة ذهب منه على تلك الحال ، فإن الغلام يولد ميتا أو لا يلبث إلا قليلا حتى يموت وفراخه أولاده . والواحدة امرأة تخون ولا تستتر . وقيل : الحدأة تدل على اللصوص وقطاع الطريق والخاطفين والخداعين يخفون الخير عن أصدقائهم
اللقلق من الطير : تدل على أناس يحبون الاجتماع والمشاركة ، وإذا رآها الإنسان مجتمعة في الشتاء ، دل على لصوص وقطاع طريق وأعداء محاربين ، وعلى برد واضطراب في الهواء ، فإن رآها متفرقة ، فهي دليل خير لمن أراد سفرا ، وذلك لظهورها في بعض أزمنة الشتاء ، وغيبوبتها في بعضها ، وكما أنها تغيب ثم تظهر بعد زمان ، كذلك تدل على أن المسافر يقدم من سفره ، وأيضا فإنها دليل خير لمن أراد التزويج طير الماء أفضل الطير في التأويل ، لأنهن أخصب عيشا وأقل غائلة . ومن أصابها أصاب مالا وغنيمة ، لقوله تعالى ( ولحم طير مما يشتهون ) ـ الواقعة : 21 . والطائر رجل من الرجال ، بمنزلة ذلك الطائر في الطيور في قدرته وسلاحه وطعمته وقوته وريشه وطيرانه وارتفاعه في الجو ، فمن رأى أنه يأكل لحما لبط ، فإنه يرزق مالا من قبل الجواري ، ويرزق امرأة موسرة ، لأن البط مأواه الماء ولا يمله ،وقيل : إن البط رجال لهم خطر ، أصحاب ورع ونسك وعفة . ومن كلمته البط ، نال شرفا ورفعة من قبل امرأة

الإوز : نساء ذوات أجسام وذكر ومال . وإذا صوتن في مكان ، فهن صوائح ونوائح . ومن رأى أنه يرعى الإوز فإنه يلقى قوما ذوي رفعة ، وينال من جهتهم أموالا ، لأن الإوز ، قيل : إنه رجل ذو هم وحزن وسلطان في البر والبحر ، ومن أصاب طيرا في البحر ولد له ولد وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أخذت كثيرا من طير الماء فجعلت أذبح الأول فالأول ، فقال إن لم تر ماء فإنه رياش تصيبه ومن رأى الطير يطرق فوق رأسه ، نال ولاية ورياسة ، لقوله تعالى ( والطير محشورة كل له أواب ) ـ ص : 19 فإن رأى طيورا تطير في محله ، فإنهم الملائكة وحكي أن بعض الغزاة رأى كأن حلاقا حلق رأسه وخرج من فيه طائر أخضر فحلق في السماء ، وكأنه عاد في بطن أمه تاليا ، قال تعالى ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) ـ طـه : 55 . فقصها على أصحابه ، ثم عبرها لنفسه فقال : أما حلق رأسي ، فضرب عنقي ،
وأما الطائر ، فروحي ، وصعوده إلى الجنة ، وأما عودي بطن أمي بالأرض ، فقتل ثاني يوم رؤياه وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأن طائرا جاء من السماء فوقع بين يدي فقال : هي بشارة تأتيك فتفرح بها النحل : رؤيته تدل على نيل رياسة ، وإصابة منفعة . وتدل على أهل البادية وأهل الكد والسعي في الكسب ، والحيازة والجمع والتأليف . وربما دل على العلماء والفقهاء وأصحاب التصنيف ، لأن العسل شفاء ، والنحل قد أوحي إليها وألهمت صناعتها وتفقهت في علمها . وربما دلت على العسكر والجند ، لأن لها أميرا وقائدا وهو اليعسوب ، وفيها دواب وبغال ، وقيل : النحلة إنسان كسوب مخضب نفاع عظيم الخطر ، فمن أصاب من النحل جماعة ، أو ا تخذها أو أصاب من بطونها ، أصاب غنائم وأموالا بلا مؤنه ولا تعب . وإن رأى ملك أنه يتخذ موضع النحل ، فإنه يختص بلدة لنفسه عامرة نافعة ، حلال الدخل . فإن دخل في كورها ، فإنه يستفيد ملك الكوارة ويظفر بها ، فإن استخرج العسل منه ولم يترك للنحل منه شيئا ، فإنه يجور ويأخذ أموالهم ، فإن أخذ حصته وترك حصتها ، فإنه يعدل فيهم . فإن اجتمعت عليه ولسعته ، فإنهم يتعاونون ويصيبه منهم أذى ، فإن قتلها ، فإنه ينفيهم من تلك الكورة الزنبور : رجل من الغوغاء الأوباش ، مهيب صاحب قتال ، ودخول الزنابير الكثيرة موضعا ، يدل على دخول جنود أولي شجاعة وقوة ذلك الموضع ، ومحاربتهم أهله . وقيل : إنه الممسوخ ، وهو رجل يجادل في ا لباطل . وقيل : هو رجل غماز سفيه دنيء المطعم ، ولسعها كلام يؤذي من أوباش الناس

الفراش : إنسان ضعيف عظيم الكلام الذباب : رجل ضعيف طعان دنيء ، وأكله رزق دنيء أو مال حرام ، ومن رأى كأن ذبابة دخلت جوفه ، فإنه يخالط السفلة والأرذال ، ويفيد منهم مالا حراما لا بقاء له . والذباب الكثير عدو مضر ، وأما المسافر إذا رأى وقوع ا لذباب على رأسه ، يخاف أن يقطع عليه الطريق ويذهب بماله ، لقوله تعالى ( وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ) ـ الحج : 73 وكذلك إذا وقع الذباب على شيء منه ، يعني من ماله ، خيف عليه اللصوص . وقيل : من قتل ذبابة ، نال راحة وصحة جسم الجراد : عسكر ، وعامة ، وغوغاء ، يموج بعضهم في بعض . وربما دلت على الأمطار ، إذا كانت تسقط على السقوف ، أو في الأنا جر ، فإن كثرت جدا وكانت على خلاف الجراد ، وكانت بين الناس وبين الأرض والسماء ، فإنها عذاب وكذلك القمل الضفادع والدم ، لأنها آيات عذب بها بنو إسرائيل ، إلا أين يكون الناس يجمعونها أو يأكلونها ، وليست لها غائلة ولا ضرر ، فإنها أرزاق تساق إليهم ، ومعاش يكثر فيهم ،وقد يكون من ناحية الهواء ، كالعصفور والقطا والمن والكماة والفطر ونحوه ، وقيل : إن اجتماعها في وعاء ، يدل على الدراهم والدنانير ، فقد حكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أخذت جرادا فجعلته في جرة . فقال : دراهم تصيبها فتسوقها إلى امرأة وقيل : إن كل موضع يظهر فيه الجراد ولا يضر ، يدل على فرح وسرور ، لقصة أيوب عليه السلام . ولو رأى أنه أمطر عليه جراد من ذهب ، فإنه ينال نعمة وسرور . وقيل : إن الجراد خباز يغش الناس في الطعام

والبراغيث : جند الله تعالى ، وبها أهلك نمرود ، والبرغوث رجل دنيء مهين طعان . ومن رأى برغوثا قرصه نال مالا .
وكذلك البق إذا كان طريا كثير العدد ، فهو أموال وغنيمة لمن أصابه وصغار السمك : أحزان لمن أصابه بمنزلة الصبيان ، ومن أصاب سمكة طرية أو اثنتين ، أصاب امرأة أو امرأتين ، فإن أصاب في بطن السمكة لؤلؤة ، فإنه يصيب منها غلاما . وإن أصاب في بطنها شحما ، أصاب منها مالا وخيرا ، ومن أصاب سمكا مالحا ، أصابه هم من جهة ملوحته ، وصغاره أيضا لا خير فيه . وربما كان في طبع الإنسان إذا رأى السمك المالح في منامه ، أن يصيب مالا وخيرا ، ومن خرجت من فمه سمكة ، فهي كلمة يتكلم بها من المحال في امرأة . ومن رأى سمكة خرجت من ذكره ، ولدت له بنت . والسمكة الحية الطرية بكر . وصيد السمك في البر ، ارتكاب فاحشة . وقيل : إنه خبر سار . وصيد السمك من الماء الكدر هم شديد ، ومن الماء الصافي رزق . أو يولد له ابن سعيد . ومن أكل سمكا حيا نال ملكا . والسمك المشوي الطري غنيمة وخير ، لقصة مائدة عيسى عليه السلام . وقيل : هو قضاء حاجة أو إجابة دعوة أو رزق واسع ، إن كان الرجل تقيا ، وإلا كانت عقوبة . والمالح والمشوي سفر في طلب علم أو حكمة ، لقوله تعالى ( نسيا حوتهما ) ـ الكهف : 61 .ومن رأى أنه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن ، فإنه يصلح ما لا ينفعه ، وينفق علي ذلك من مال شريف ، ويتعب فيه حتى يصير مالا لذيذا شريفا وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن على مائدتي سمكة آكل منها أنا وخادمي من ظهرها وبطنها ، قال : فتش خادمك ، فإنه يصيب من أهلك . ففتشه فإذا هو رجل السلحفاة : امرأة تتعطر وتتزين وتعرض نفسها على الرجال ، وقيل : السلحفاة قاضي القضاة ، لأنه أعلم أهل البحر وأورعهم ، ومن رأى سلحفاة في مزبلة مستخفا بها ، فإن هناك عالم ضائع لجهل أهل ذلك الموضع ، وقيل : هو ورجل عالم عابد قارئ ، وأكل لحمه مال أو علم ، وهي من الممسوخ

السرطان : رجل كياد هيوب رفيع الهمة ، وأكل لحمه استفادة مال وخير من أرض بعيدة، وقيل : من رأى السرطان نالا مالا حراما , الدعموص : مسخ ، وهو في ا لتأويل ، رجل ملعون نباش التمساح : شرطي لأنه أشر ما في البحر لا يأمنه عدو ولا صديق ، وهو لص خائن ، وهو بمنزلة السبع ، ويدل أيضا على التاجر الظالم الخائن . فمن رأى أن تمساحا جره إلى الماء وقتله فيه ، فإنه يقع في يد شرطي يأخذ ماله ويقتله ، فإن سلم فإنه يسلم الضفدع : رجل عابد مجتهد في طاعة الله ، وأما الضفادع الكثيرة في بلد أو محلة ، فهو عذاب . ومن أكل لحم ضفدعة ، أصاب منفعة من بعض أصحابه ، ومن رأى ضفدعا كلمه ، أصاب ملكا ، والضفدع أطفأ نار نمرود

 

 

  في العطش والشرب والري

(992 قراءة



في العطش والشرب والري والجوع والأكل وأكل الإنسان لحم نفسه أو لحم جنسه ومضغ العلك والطبخ بالنار

أما العطش : في التأويل فخلل في الدين ، فمن رأى أنه عطشان وأراد أن يشرب من نهر فلم يشرب ، فإنه يخرج من حزن لقوله تعالى في قصة طالوت ( إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن يطعمه فإنه مني ) ـ البقرة : 249 . وقال بعضهم : من أراد أن يشرب فلم يشرب ، لم يظفر بحاجته ، ومن شرب الماء البارد أصاب مالا حلالا. وإذا رأى أنه ريان من الماء ، دل على صحة دينه واستقامته وصلاح حاله فيها وأما الجوع : فإنه ذهاب مال وحرص في طلب معاش . والشبع تحصيل المعاش وعود المال . والأكل يختلف في أحواله . وقال بعضهم : الجوع خير من الشبع ، والري خير من العطش . وقيل : من رأى أنه جائع أصاب خيرا ويكون حريصا ومن رأى أن غيره دعاه إلى الغداء دلت رؤياه على سفر غير بعيد لقوله تعالى ( لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ) ــ الكهف : 62 . فإن دعاه إلى الأكل نصف النهار ، فإنه يستريح من تعب . فإن دعاه في العشاء فإنه يخدع رجلا ويمكر به قبل أن يخدعه هو . ومن رأى أنه أكل طعاما وانهضم ، فإنه يحرص على السعي في حرفته ومن رأى أنه أكل لحم نفسه ، فإنه يأكل من مدخور ماله ومكنوزه . فإن أكل لحم غيره ، فإن أكله نيئا يغتابه أو أحد أقربائه ، وإن أكله مطبوخا أو مشويا فإنه يأكل رأس مال غيره . فإن رأى كأنه يعض لحمم نفسه ويقطعه ويطرحه إلى الأرض فإنه رجل لماز وأكل المرأة لحم المرأة مساحقة ، أو مغالبة . وأكل المرأة لحم نفسها دليل على أنها تزني وـاكل كد فرجها وأكل لحم الرجل في التأويل مثل أكل لحم المرأة ، وكذلك أكل لحم الشاب أقوى في التأويل من أكل لحم الشيخ . فإن رأى أنه يأكل لحم لسان نفسه أصاب منفعة من قبل لسانه ، وربما دلت هذه الرؤيا على تعود صاحبها السكوت وكظم الغيظ والمداراة

وأما مضغ العلك : فمن رأى أنه يمضغه فإنه ينال مالا في منازعة . وقيل : إن مضغ العلك إتيان فاحشة ، لأنه من عمل قوم لوط وأما من رأى أنه طبخ بالنار شيئا ونضج : فإنه يصيب مراده في مال . فإن لم ينضج يرى أنه يمضغ اللبان ، فإن اللبان بمنزلة بعض الأدوية . ولو يرى أنه يمضغ اللبان والعلك فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام وترداده ، مثل منازعة أو شكوى أو ما يشبه ذلك وكل ما يمضغ من غير أكل ، فإنه يزداد الكلام بقدر ذلك المضغ . وكذلك قصب السكر ، إلا أنه كلام يستحلي ترداده . فإن رأى أنه يأكل من رؤوس الناس أو يطعمها غيره أو ينال منها شعرا أو عظاما ، فإنه يصيب مالا من رؤساء الناس وعظمائهم . فإن أكل من أدمغتهم ، فإنه يصيب من ذخائر أموالهم . وكذلك رؤوس البهائم والسباع . إلا أنها دون رؤوس الناس في الشرف فإن رأى رؤوس مقطوعة في بلدة أو محلة أو بيت أو على باب دار ، فإن رؤوس الناس يأتون ذلك الموضع ويجتمعون فيه . وقيل : من رأى أنه يأكل لحم نفسه أصاب مالا وسلطانا عظيما . فإن رأى أنه يأكل لحم مصلوب أو لحم أبرص أو لحم مجذوم، فإنه يصيب مالا عظيما حراما . فإن رأى أنه عانق رجلا ميتا أوحيا ، فإنه تطول حياته ، وكذلك المصافحة . ومن رأى أنه يأكل من لحم نفسه أو غيره وكان لما يأكل أثر ظاهر ، أكل من ماله أو من مال غيره. فإن لم يكن له أثر ، اغتاب إنسانا من أهل بيته أو غيرهم . ومن أكل لحم المصلوب ، أكل مالا حراما من رجل رفيع اقدر إذا كان لما يأكل أثر

 

 

في القلم والدواة والنقش

(619 قراءة



القلم : يدل على ما يذكر الإنسان به . وتنفذ الأحكام بسببه ، كالسلطان والعالم والحاكم واللسان والسيف والولد الذكر . وربما دل على الذكر ، والمداد نطفته وما يكتب في منكوحه .وربما دل على السكة ، والأصابع أزواجه ، ومداده بذره وإنما يوصل إلى حقائق تأويله بحقائق الكتبة وزيادة الرؤيا والضمائر ، وما في اليقظة من الآمال . وقيل : إن القلم يدل على العلم . فمن رأى أنه أصاب قلما ، فإنه يصيب علما يناسب ما رأى في منامه أنه كان يكتبه به . وقيل : إنه دخول كفالة وضمان لقوله تعالى ( وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ) ــ آل عمران 44 وحكي أن رجلا قال لابن سيرين : رأيت كأني جالس وإلى جنبي قلم ، فأخذته فجعلت أكتب به وأرى عن يميني قلما آخر ، فأخذته وكتبت بهما جميعا فقال : هل لك غائب ؟ قال : نعم . قال : فكأنك به قد قدم عليك فإن رأى كاتب كأن بيده قلما أو دواة ، فإنه يأمن الفقر لحرفته . فإن رأى كأنه استفاد دواة الكتابة بأسرها ، فإنه يصيب في الكتابة رياسة جامعة يفوق فيها أقرانه من الكتاب . وهكذا كل من رأى أنه استفاد أداة واحدة من أدوات حرفته أمن بها الفقر . فإن رأى أنه أصاب حرفة جامعة ، فإنه ينال فيها رياسة جامعة . والسكة الذي يقطع بها القلم ، يدل على ابن كيس محسود . وقيل : إن من رأى في يده سكينا من حديد ، فإنه يعاود امرأة قد فارقته من قبل . لقوله تعالى(قل كونوا حجارة أو حديدا * أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة ) ـ الإسراء : 50 ـ 51 . والقلم الأمر والنهي والولاية على كل حرفة ، والقلم قيم كل شيء . وقيل : القلم ولد كاتب ورأى رجل كأنه نال قلما فقص رؤياه على معبر فقيل له : يولد لك غلام يتعلم علما حسنا

وأما الدواة فخادمة ومنفعة من قبل امرأة ، وشأن من قبل ولد . فمن رأى أنه يكتب من دواة ، اشترى خادمة ووطئها ، ولا يكون لها عنده بطء ولا مقام ، وقيل : من رأى أنه أصاب دواة فإنه يخاصم امرأته أو غيرها . فإن كان ثم شاهد خير تزوج ذا قرابة له وحكي أن رجلا رأى كأنه يليق دواة ،فقص رؤياه على معبر فقال : هذا رجل يأتي الذكران وقال أكثر المعبرين : إن الدواة زوجة ومنكوح ، وكذلك المحبرة ، إلا أنها بكر وغلام . والقلم ذكر ، وإن كانت امرأته كان مدادها مالها أو نفعها ، أو همها وبلاءها ، سيما إن سود وجهه أو ثوبه . وقد تدل الدواة على القرحة ، والقلم على الحديد ، والمداد على المدة ، لمن رأى أن بجسمه دواة ، وهو يستمد منها بالقلم ومن رأى أنه يكتب في صحيفة ، فإنه يرث ميراثا . قال الله تعالى (إن هذا لفي الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى ) ــ الأعلى : 19،18 . فإن رأى أنه يكتب في قرطاس فإنه جحود ما بينه وبين الناس . وإن رأى أن الإمام أعطاه قرطاسا ، فإنه يقضي له حاجة يرفعها عليه . ويدل القرطاس على أمر متلبس عليه ، لقوله تعالى ( تجعلونه قراطيس تبدونها ) ـ الأنعام : 91

وأما النقش : في الأصل فليدل على فرح وشرف ما لم يتلطخ به الثوب ، فإن تلطخ به الثوب دل على مرض وعلى أن الذي لطخه به يقع فيه ويرميه بعيب وتظهر براءته من ذلك العيب للناس . وربما يلطخ ثوبه في اليقظة كما رآه . والمداد سؤدد ورفعة في مدد ، والكتاب قوة . فمن رأى بيده كتابا نال قوة، لقوله تعالى ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) ــ مريم : 12 والكتاب : خبر مشهور إن كان منشورا ، وإن كان مختوما فخبر مستور . وإن كان في يد غلام ، فإنه بشارة ، وإن كان في يد جارية فإنه خبر في بشارة وفرح ، وإن كان في يد امرأة فإنه توقع أمر في فرح . فإن كان منشورا والمرأة متنقبة ، فإنه خبر مستور يأمره بالحذر . فإن كانت متطيبة حسناء ، فإنه خبر وأمر يه ثناء حسن فإن كانت المرأة وحشية ، فإنه خبر في أمر وحش ومن رأى في يده كتبا مطوية ، فإنه يموت قريبا ، لقوله تعالى (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ) ـ الأنبياء :104 . فإن رأى أنه أخذ من الإمام منشورا ، فإنه ينال سلطانا وغبطة ونعمة إن كان محتملا لذلك ، وإلا خيف عليه العبودية . فإن رأى أنه أنفذ كتابا مختوما إلى إنسان فرده إليه . فإن سلطانا وسرى إليه جيش ، فإنهم مهزومون . وإن كان تاجرا خسر في تجارته . وإن كان خاطبا لم يزوج . فإن رأى كتابه بيمينه ، فهو خير فإن كان بينه وبين إنسان مخاصمة أو شك أو تخليط ، فإنه يأتيه البيان . وإن كان في عذاب يأتيه الفرج ، لقوله تعالى ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ) ـ النحل : 89 . وإن كان معسرا أو مهموما أو غائبا ، فإنه يتيسر عليه أمره ويرجع إلى أهله مسرورا وأخذ الكتاب باليمين خير كله ، فإن أعطي كتابه بشماله فإنه يندم على فعل فعله. ومن أخذ كتابا من إنسان بيمينه ، فإنه يأخذ أكرم شيء عليه . لقوله تعالى( لأخذنا منه باليمين)ـ الحاقة:45 . وإذا رأى بيده مصحفا أو كتابا عربيا ، فإنه يخذل أو يقع في هم وغم ، أو كربة وشدة . ومن نظر في صحيفة ولم يقرأ ما فيها فهو ميراث يناله . وقيل : من رأى كأنه مزق كتابا ذهبت غمومه ورفعت عنه الفتن والشرور ونال خيرا . وكذلك المؤمن إذا رأى بيده كتابا فارسيا يصيبه ذل وكربة. ومن رأى أنه أتاه كتاب مختوم انقاد لملك ، وتحقيقه ختمه . لأن بلقيس انقادت لسليمان عليه السلام حين ألقي إليها كتابا مختوما ، وكان من سبب الكتاب دخولها في الإسلام .

ومن رأى أنه وهبت له صحيفة فوجد فيها رقعة ملفوفة ، فهي جارية وبها حبل . قال ابن سيرين : من رأى أنه يكتب كتابا فإنه يكسب كسبا حراما لقبوله تعالى ( قول لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) ـ البقرة: 79 والنقش : على يد الرجل حيلة تعقب الذل ، وللنساء حيلة لاكتساب . ومن رأى كأن آية من القرآن مكتوبة على قميصه ، فإنه رجل متمسك بالقرآن . والكتابة باليد اليسرى قبيحة وضلالة ، وربما يولد له أولاد من زنا . أو يصير شاعرا والكتابة : في الأصل حيلة ، والكاتب محتال . وإن رأى أنه رديء ا لخط ،فإنه يتوب ويترك الحيل على الناس. ومن رأى أنه يقرأ وجه صحيفة ، فإنه يرث ميراثا . فإن قرأ ظهرها ، فإنه يجتمع عليه دين ، لقوله تعالى ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) ــ الإسراء : 14 . فإن رأى أنه يقرأ كتابا وكان حاذقا في قراءته ، فإنه يلي ولاية إن كان أهلا لها ، أو يتجر تجارة إن كان تاجرا بقدر حذقه فيه . فإن رأى أنه يقرأ كتاب نفسه ، فإنه يتوب إلى الله من ذنوبه لقوله عز وجل ( واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة ) ــ الأعراف : 156 ومن رأى كأنه كتب عليه صك ، فإنه يؤمر بأن يحتجم . فإن كتب عليه كتاب ولا يدري ما في الكتاب ، فإنه قد فرض الله عليه فرضا وهو يتوانى فيه ، لقوله تعالى( وكتبنا عليهم فيها )ـ المائدة:45. الآية . فإن رأى أنه يكتب عليه كتاب ، فإن عرف الكاتب فإنه يغشه ويضله ويفتنه في دينه . لقوله تعالى ( كتب عليه أنه من تولاه ) الآية ـ الحج : 4

والإسطرلاب : خادم الرؤساء وإنسان متصل بالسلطان ، فمن رأى أنه أصاب إسطرلاب فإن يصحب إنسانا كذلك وينتفع به على قدر ما رأى في المنام، وربما كان متغيرا بالأمر ، ليست له عزيمة صحيحة ولا وفاء ولا مروءة الشاعر : رجل غاو يقول ما لا يفعل ،والشعر قول الزور ، ومن رأى أنه يقول الشعر ويبتغي به كسبا ، فإنه يشهد بالزور ، فإن رأى أنه قرأ قصيدة في مجلس ، فإنها حكمة تميل إلى النفاق ، فإنه سمع الشعر فإنه يحضر مجالس يقال فيها الباطل ، ومن رأى كأنه أعجمي فصار صيحا ، فإنه شرف وعز أو ملك ، حتى لا يكون له فيه نظير إن كان واليا . وإن كان تاجرا فإنه يكون مذكورا في الدنيا وكذلك فلي كل حرفة ومن رأى أنه يتكلم بكل لسان ، فإنه يملك أمرا كبيرا من الدنيا ويعز ، لقوله تعالى حكاية يوسف ( إني حفيظ عليم ) ـ يوسف : 55 .يعني بكل لسان . والكاتب ذو حيلة وصناعة لطيفة مثل الإسكافي ،والقلم كالأشفى والإبرة . والمداد كالشيء الذي يحزم به من خيوط وسيور . والحجام وقلمه مشرطه ، ومداده دمه ، وكالرقام والرفاء ونحوهما . وربما دل على الحراث . وان لقلم كالسكة ،والمداد كالبذر فمن حدث عليه حادثة مع كاتب مجهول ، تعرف تلك الصفة ماذا تدل عليه ، ثم أضفها إلى من تليق به ، أو ومن هو في اليقظة في أمر حال فيه ممن ينصرف الكاتب إليه ، كالذي يقول رأيت كأني مررت بكاتب فدفع إلى كتابا أو كتابين أو ثلاثة وكان فيها دين لي أو على ، فأخذتها منه ومضيت ، فانظر إلى حاله ويقظته ، فإن كان له نعل أو خف عند خراز وقد ماطله أو هم بشرائه ، فهو ذلك . وأشبه ما بهذا الوجه أن يأخذ من رقعتين أو كتابين . وإن كان قد أصفر الدم به أو وهم بالحجامة أو احتجم قبل تلك الليلة ، فهو ذاك . وأشبه ما بهذا المكان أن تكون الرقاع الثلاثة إن كان ممن يحتجم كذلك . فإن كان له ثوب عند مطرد أو صانع ديباجي ، فهو ذاك . وإن كان له سلم عند حراث ، أخذ منه ما كان له . وإلا قدمت إليه أخبار أو وردت عليه أمور ، فإن كانت الكتب مطوية فهي أخبار مخيفة ، وإن كانت منشورة فهي أخبار ظاهرة والكاتب إذا رأى أنه أمي لا يحسن الكتابة ، فإنه يفتقر إن كان غنيا ، أو يجن إن كان عاقلا ، أو يلحد إن كان مذنبا ، أو يعجز إذا كان ذا حيلة . وإذا رأى الأمي أنه يحسن الكتابة ، فإنه في كرب وسيلهمه الله تعالى سببا يتخلص به من كربه . وتمزيق الكتاب ذهاب الحزن والغم

 

 

في الكسوات واختلاف ألوانها وأجناسها

(1196 قراءة



أنواع الثياب أربعة : الصوفية والشعرية والقطنية والكتانية ،والمتخذة من الصوف مال ، ومن الشعر مال دونه ، والمتخذة من القطن مال ، ومن الكتان مال دونه ، وأفضل الثياب ما كان جديدا صفقا واسعا ، وغير المقصور خير من المقصور ، وخلقان الثياب وأوساخها فقر وهم وفساد الدين ، والوسخ والشعث في الجسد والرأس هم والبياض من الثياب جمال في الدنيا والدين ، والحمرة في الثياب للنساء صالح ، وتكره للرجال لأنها زينة الشيطان ، إلا أن تكون الحمرة في إزار أو فراش أو لحاف ، وفيما لا يظهر فيه الرجل ، فيكون حينئذ سرورا وفرحا . والصفرة في الثياب كلها مرض . وقد قيل : إن الحمرة هم ، والحمرة والصفرة في الجسد لا يضران ، لأنهما لا ينكران ولا يستبشعان للرجال ، والخضرة في الثياب جيدة في الدين ، لأنها لباس أهل الجنة . والسود من الثياب صالحة لمن لبسها في اليقظة ، ويعرف بها ، وهي سؤدد ومال وسلطان ، وهي لغير ذلك مكروهة وثياب الخز : مال كثير ، وكذلك الصوف . ولا نوع من الثياب أجود من الصوف إلا البرود من القطن ، إذا لم يكن فيها حرير ، فإنها تجمع خير الدنيا والدين وأجود البرود الحبرة . والبرود من الإبريسم مال حرام وفساد في الدين ،والكساء من الخز والقز والحرير والديباج سلطان ، إلا أنها مكروهة في الدين ، ألا في الحرب فهو صالح

والعمائم : تيجان العرب ،ولبسها يدل على الرياسة ، وهي قوة الرجل وتاجه وولايته . فإن رأى كأنه لوى عمامته على رأسه ليلا فإنه يسافر في ذكر وبهاء . وإن رأى عمامته اتصلت بأخرى ، زاد في سلطانه . والعمامة من الإبريسم تدل على رياسة وفساد الدين ومال حرام ، ومن القطن والصوف رياسة في صلاح الدين والدنيا ، ومن الخز إصابة غنى . وتجري ألوانها مثل ألوان باقي الثياب رأى إسحاق عليه السلام كأن عمامته قد نزعت فانتبه ، ونزل عليه الوعيد بانتزاع امرأته عنه ، ثم رأى أن عمامته قد أعيدت إليه ، فسر بعودها إليه ورأى أبو مسلم الخرساني كأن رسول الله ،صلى الله عليه وسلم ، عممه بعمامة حمراء ولواها على رأسه اثنتين وعشرين ليلة ، فقص رؤياه على معبر فقال : تلي اثنتين وعشرين سنة ولاية في بغي كان كذلك
والقلنسوة : سفر بعيد أو تزويج امرأة ، أو شراء جارية ، ووضعها على الرأس إصابة سلطان ورياسة ونيل خير من رئيس أو قوة لرئيسه ، ونزعها مفارقة لرئيسه فإن رآها مخرقة أو وسخة ، فإن رئيسيه يصيبه هم بقدر ذلك . وإن نزعها من رأسه شاب مجهول أو سلطان مجهول ، فهو موت رئيسه وفراق ما بينهما بموت أو حياة . فإن رأى على رأسه برطلة ، فهو يعيش في كنف رئيسه . فإن كانت بيضاء فإنه يصيب سلطانا إن كان ممن يلبسها ، وإن لم يكن فهو دينه الذي يعرف به . ومن رأى ملكا أعطى الناس قلانس ، فإنه يرأس الرؤساء على الناس ويوليهم الولايات. ولبس القلنسوة مقلوبة تغير رئيسه عن عادته . فإن رأى بقلنسوة الإمام آفة أو بهاء فإنه في الإسلام الذي توجه الله تعالى به ، وبالمسلمين الذين هم أعزة بهم. فإن كانت من برود كما كان يلبسه الصالحون ، فهو يتشبه بهم ويتبع آثارهم في ظاهر أمره . ومن رأى بقلنسوة نفسه وسخا أو حدثا ، فهو دليل على ذنوب قد ارتكبها . فإن رأت امرأة على رأسها قلنسوة ، فإنها تتزوج إن كانت أيما . وإن كانت حبلى ولدت غلاما . ومن رأى قلنسوة من سمور أو سنجاب أو ثعلب ، فإن كان رئيسه سلطانا فهو ظالم غشوم ، وإن كان رئيسه فقيها فهو خبيث الدين ، وإن كان رئيسه تاجرا فهو خبيث المتجر ، وإن كانت القلنسوة من فرو الضأن فهي صالحة وجاء رجل إلى معبر فقال : رأيت كأن عدوا لي فقيها عليه ثياب سود وقلنسوة سوداء ، وهو راكب على حمار أسود . فقال له : قلنسوته السوداء توليته القضاء والحكم ، والثياب السود سؤدد يصيبه ، والحمار الأسود خير ودولة مع سؤدد يناله ، والمنديل خادم . وما يرى به من حدث أو جدة أو جمال أو صفاء ، فهي الخادم

وخمار المرأة : زوجها وسترها ورئيسها ، وسعته سعة حاله ، وصفاقته كثرة ماله ، وبياضه دينه وجاهه . فإن رأت أنها وضعت خمارها عن رأسها بين الناس ذهب حياؤها . والآفة في الخمار مصيبة في زوجها إن كانت متزوجة ، وفي مالها إن لم تكن ذات زوج . فإن رأت خمارها أسود باليا دل على سفاهة زوجها ومكره ، وإن رأت امرأة عليها خمارا مطيرا دل على مكر أعداء المرأة بها ، وتعييرهم صورتها عند زوجها وقميص الرجل : شأنه في مكسبه ومعيشته ودينه ، فكل ما رآه فيه من زيادة أو نقصان فهو في ذلك ، وقيل القميص بشارة لقوله تعالى ( اذهبوا بقميصي هذا ) ـ يوسف 93 . وقيل : هو للرجل امرأة ، وللمرأة زوج ، لقوله تعالى ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) ـ البقرة : 187 . فإن رأى قميصه انفتق فارق امرأته ، فإن رأى أنه لبس قميصا ولا كمين له ، فهو حسن شأنه في دينه ، إلا أنه ليس له مال ويكون عاجزا عن العمل ، لأن العمل والمال ذات اليد وليس له ذات اليد وهي الكمان . فإن رأى جيب قميصه ممزقا فهو دليل فقر. فإن رأى كأن له قمصانا كثيرة ، دل على أن له حسنات كثيرة ينال بها في الآخرة أجرا عظيما والقميص الأبيض : دين وخير ،ولبسه القميص شأن لابسه ، وكذلك جبته ، وصلاحهما وفسادهما في شأن لا بسهما . فإن رأت امرأة أنها لبست قميصا جديدا صفيقا واسعا ، فهو حسن حالها في دينها ودنياها وحال زوجها ، وقال النبي ، صلى الله عليه وسلم ،( رأيت كأن الناس يعرضون علي ، وعليهم قمص ، منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعرض على عمر ،وعليه قميص يجره ، قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال : الدين ) ـ رواه البخاري ومسلم والترمذي

وأما القرطق : ففرج وقيل : ولد ، فمن رأى أنه لبس قرطقا وتوقع ولدا فهو جارية والقباء : ظهر وقوة وسلطان وفرج ، وصفيقه خير من رقيقه . فمن رأى عليه قباء خزا أو قزا أو ديباجا ، فإن ذلك سلطان يصيبه بقدر القوة في كسوتها وحدتها ، إلا أن كله مكروه في الدين ، لأنه ليس من لباس المسلمين ، إلا في الحرب مع السلاح ، فإنه لا بأس به . والقباء لصاحبه ولاية فرج على كل الأحوال والدواج : أيضا ظهر ،ويدل على تزوج امرأة إذا تلحف به ونام ، فإن رأى كأن دواجه من لؤلؤ فإن امرأته دينة قارئة لكتاب الله تعالى ، فإن كان الدواج مبطنا بسمور أو سنجاب أو ثعلب ، فإن امرأته خائنة مكرة لزوجها برجل ظالم والدراعة : امرأة أو نجاة من هم وكرب ، فإن كان عليه دراعة وبيده قلم وصحيفة ، فإنه قد أمن الفقر بالخدمة للملك
وأما الفرو : في الشتاء فخير يصيبه وغنى ،وفي الصيف خير يصيبه في غم وجلود الأغنام : ظهور قوته . وجلود السباع كالسمور والثعلب والسنجاب ، يدل على رجال ظلمة . وقيل : إنها دليل السؤدد ، ولبس الفرو مقلوبا إظهار مال مستور والسراويل : امرأة دينة أو جارية أعجمية ، فإن رأى كأنه اشترى سراويل من غير صاحبه ، تزوج امرأة بغير ولي والسروال الجديد امرأة بكر ، والتسرول دليل العصمة عن المعاصي . وقيل : السراويل دليل صلاح شأن امرأته وأهله . ولبس السراويل بلا قميص فقر ، ولبسه مقلوبا ارتكاب فاحشة من أهله . وبوله فيه دليل حمل امرأته . وتغوطه فيه دليل غضبه على حمل امرأته . وانحلال سراويله ظهور امرأته للرجال ، وتركها الاختفاء والاستتار عنهم . وقيل : إن السراويل تدل على سفر إلى قوم عجم ، لأنه لباسهم . وقيل : السراويل صلاح شأن أهل بيته وتمدد سرورهم . والتكة : تابعة للسراويل ، وقيل : إنها مال ، وقيل : من رأى في سراويله تكة ، فإن امرأته تحرم معليه ، أو تلد له ابنتين إن كانت حبلى ، وإن رأى كأنه وضع تكته تحت رأسه ، فإنه لا يقبل ولده . وإن رأى كأن تكته انقطعت ، فإنه يسيء معاشرة امرأته أو يعزل عنها عند النكاح . فإن رأى كأن تحته حية ، فإن صهره عدو له . ومن رأى كأن تكته من دم ، فإنه يقتل رجلا بسبب امرأة ، أو يعين على قتل امرأة الزاني . ومن رأى أنه لبس رانا فإنه يلي ولاية على بلدة إن كان أهلا للولاية ، ولغير الوالي امرأة غنية ليس لها حميم ولا قريب

والإزار : امرأة حرة ، لأن النساء محل الإزار . فإن رأت امرأة أن لها إزار أحمر مقصولا فإنها تتهم بريبة .فإن خرجت من دارها فيه ، فإنها تستبشع . فإن رؤي في رجله من ذلك خف ، فإنها تتهم بريبة تسعى فيها والملحفة : امرأة وقيمة بيت ، ومن رأى أنه لبس ملحفة ، فإنه يصيب امرأة حسنة . ومن لبس ملحفة حمراء ، لقي قتالا بسبب امرأة والرداء الجديد الأبيض : الصفيق جاه الرجل وعزه ودينه وأمانته ، والرقيق منه رقة في الدين . وقيل : الرداء امرأة دينة ، وقيل : هو أمر رفيع الذكر قليل النفع . وصبغة الرداء والطيلسان الخلق من الفقر ، والرداء أمانة الرجل ، لأن موضعه صفحتا العنق ، والعنق الأمانة وسئل ابن سيرين عن رجل رأى كأن عليه رداء جديدا من برد يمان قد تخرقت حواشيه ، فقال : هذا الرجل تعلم شيئا من القرآن ، ثم نسيه والطيلسان : جاه الرجل وبهاؤه ومروءته ، على قدر الطيلسان وجدته وصفاقته فإن كان لابس الطيلسان ممن تتبعه الجيوش قاد الجيوش ، وإن كان للولاية أهلا نال الولاية ، وإن لم يكن أهلا لذلك فإنه يصير قيما على أهل بيته وعائلا لهم . وقيل : إن الطيلسان حرفة جيدة يقي صاحبها الهموم والأحزان كما يقيه الحر والبرد . وقيل الطيلسان قضاء دين ، وقيل هو سفر في يبر ودين ، وتمزقه وتحرقه دليل كوت من يتجمل به من أخ وولد ، فإن رأى الحرق أو الخرق ورأى كأن لم يذهب من الطيلسان شيء ، ناله ضرر في ماله . وانتزاع الطيلسان منه دليل على سقوط جاهه ويقهر والكساء رجل رئيس ، وقيل : هو حرفة يأمن بها صاحبها من الفقر . والوسخ في الكساء خطأ في المعيشة وذهاب الجاه . والتوشح بالشتاء في الصيف هم وضر ، وفي الشتاء صالح والمطرف : امرأة . والقطنية سلاح على العدو . والممطر ثناء حسن وذكر في الناس وسعة في الدنيا ، لأنه من أوسع الملابس ، وقيل : هو اجتماع الشمل والأمن في البلد ، ووقاية من البلايا ، ولبسه وحده من غير أن يكون معه شيء آخر من الثياب ، دليل الفقر والتجمل مع ذلك للناس بإظهار الغنى

وأما الفاقة : إذا لفت فهي سفر . والجورب مال ووقاية للمال ، فإن طابت رائحتها دل على أن صاحبها يقي ماله ويحصنه بالزكاة ويحسن الثناء عليه ، وإن كانت رائحتها كريهة دلت على قبح الثناء . وإن كانت بالية على منع الزكاة والصدقة والجبة : امرأة ، فمن رأى أن عليه جبة ، فهي امرأة عجمية تصير إليه . فإن كانت مصبوغة فإنها ودود ولود وظهارة الجبة من القطن حسن دين ولبس الصوف : مال كثير مجموع يصيبه . والنوم على الصوف إصابة مال من جهة امرأة . واحتراق الصوف فساد في الدين وذهاب الأموال . ولبسه للعلماء زهد ، فإن رأى كلبا لابسا صوفا دل على تمول رجل دنيء بمال رجل شريف ، فإن رأى أسدا لابسا صوفا دل على إنصاف السلطان وعدله ، وإن رأى أسدا لابسا ثوبا من قطن أو كتان ، فإنه سلطان جائر يسلب الناس أموالهم وحرمهم ولبس الثياب البيض : صالح دينا ودنيا لمكن تعود لبسها في اليقظة . وأما المحترفون والصناع فإنها عطلة لهم إذا كانوا لا يلبسون الثياب البيض عند أشغالهم

والثياب الخضر : قوة ودين ، وزيادة عبادة للأحياء والأموات ، وحسن حال عند الله تعالى ، وهي ثياب أهل الجنة . ولبس الخضرة أيضا للحي يدل على إصابة ميراث ، وللميت يدل على أنه خرج من الدنيا شهيدا والثياب الحمر : مكروهة للرجال ، إلا الملحفة والإزار والفراش ، فإن الحمرة في هذه الأشياء تدل على سرور ، وهي صالحة للنساء في دنياهن ، وقيل : إنها تدل على كثرة المال مع منع حق الله منه . ولبس الملك الحمرة دليل على اشتغاله باللهو واللعب ، وقيل يدل في المرض على الموت . ومن لبس الحمرة يوم عيد لم يضره والصفرة : في ا لثياب مرض وضعف ، إلا في الديباج والخز والحرير ، فقد قيل : إنها في هذه الأشياء صالحة للنساء ، وفساد دين للرجال والثياب السود : لمن لا يعتاد لبسها إصابة مكروه ، ولمن اعتاد لبسها صالحة ، وقيل : هي للمريض دليل الموت . لأن أهل المريض يلبسونها والزرقة : هم وغم . وأما الثياب المنقوشة بالألوان ، فإنه كلام من سلطان يكرهه وحزن . والثوب ذو الوجهين أو ذو ا للونين فهو رجل يداري أهل الدين والدنيا ، فإن كان جديدا وسخا فإنه دنيا وديون قد اكتسبها . وقيل : إن الثياب المنقوشة الألوان للفتكة والذباحين ، ولمن كانت صناعته في شيء من أمر الأشربة خير . وأما في سائر الناس فتدل على الشدة والحزن . وتدل للمريض على زيادة مرضه من كيموس حاد ومرة صفراء. وهي صالحة للنساء وخاصة للغواني والزواني منهن ، وذلك أن عادتهن لبسها والثياب الجدد : صالحة للأغنياء والفقراء ، دالة على ثروة وسرور . ومن رأى كأنه لابس ثيابا جددا وهو يقدر على إصلاح مثلها ، فإنه يسحر . وإن كان التمزق بحيث لا يمكنه إصلاح مثلها ، فإنه يرزق ولدا والثياب الرقيقة : تجدد في الدين ، فإن رأى كأنه لبسها فوق ثيابه ، دل على فسق وخطأ في الدين . فإن لبسها تحت ثيابه دل على موافقة سريرته علانيته ، أو كونها خيرا من علانيته ، وعلى أنه ينال خيرا مدخورا

وأما الديباج والحرير : وجميع الإبريسم لا يصلح لبسها للفقهاء ، فإنه يدل على طلبهم الدنيا ودعوتهم النساء إلى البدعة ، وهي صالحة لغير الفقهاء ، فإنها تدل على أنهم يعملون أعمالا يستوجبون بها الجنة ، ويصيبون مع ذلك رياسة . وتدل أيضا على التزوج بامرأة شريفة ، أو شراء جارية حسناء والثياب المنسوجة بالذهب والفضة : صلاح في الدين والدنيا ، وبلوغ المنى . ومن رأى أنه يملك حللا من حرير أو إستبرق أو يلبسها على أنه تاج أو إكليل من ياقوت ، فإنه رجل ورع متدين غاز . وينال مع ذلك رياسة وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأني اشتريت ديباجا مطويا فنشرته ، فإذا في وسطه عفن ، فقال له : هل اشتريت جارية أندلسية ؟ قال : نعم . قال : هل جامعتها ؟ قال : لا لأني لم أستبرئها بعد . قال : فلا تفعل فإنها عفلاء . فمضى الرجل وأراها النساء فإذا هي عفلاء ورأى رجل كأنه لبس ديباجا ، فسأل معبرا فقال : تتزوج جارية عذراء جميلة ذات قدر وأما الأعلام على الثوب : فهي سفر إلى الحج أو إلى ناحية الغرب ، وثياب الوشي تدل على نيل الولاية لمن كان من أهلها ، خصوصا على أهل الزرع والحرث ، وعلى خصب السنة لمن لم يكن من أهلها . وهي للمرأة زيادة عز وسرور . ومن أعطى وشيا نال مالا من جهة العجم أو أهل الذمة

والثياب المسيرة : تدل على السياط ، ونعوذ بالله منها . والمصمت جاه ورفع صيت ، والملحم مختلف فيه ، فمنهم من قال : هو المرأة ، ومنهم من قال : هو النار ، ومنهم من قال :هو مرض ، ومنهم من قال : هو ملحمة والخز قد قيل : إنه يدل على الحج ، واختلفوا في الأصفر منه ، فمنهم من كرهه ، ومنهم من قال : إن الخز الأصفر لا يكره ولا يحمد ، والأحمر منه تجدد دنيا لمن لبسه وأما ثياب الكتان : من رأى أنه لبس قميص كتان نال معيشة شريفة ومالا حلالا وأما ثياب البرود : فإنه يدل على خير الدنيا والآخرة . وأفضل الثياب البرود الحبرة ، وهي أقوى في التأويل من الصوف . والبرود المخططة في الدين خير منه في الدنيا . والبرود من الإبريسم مال حرام والخلقان من الثياب عن ، فمن رأى كأنه لبس ثوبين خلقين مقطعين أحدهما فوق الآخر ، دل على موته وتمزق الثوب عرضا تمزق عرضه . وتمزق الثوب طولا دليل الفرج مثل البقاء والزواج .فإن رأت امرأة قميصها خلقا قصيرا ، اقتصرت وهتك سترها . ومن مزق قميصه على نفسه ، فإنه يخاصم أهله وتبطل معيشته . فإن لبس قمصانا خلقانا ممزقة بعضها فوق بعض ، فإنه فقره وفقر ولده . فإن رأيت الخلقان على الكافر ، فإنها سوء حاله في دنياه وآخرته وقيل : الثياب المرقعة القبيحة : تدل على خسران وبطالة . والوسخ هم سواء كان في الثوب أو في الجسد أو في الشعر . والوسخ في الثياب بغير دسم يدل على فساد الدين وكثرة الذنوب ، وإذا كان مع الدسم فلهو فساد الدنيا ، وغسلها من الوسخ توبة ، وغسلها من المني توبة من الزنا ، وغسلها من الدم توبة من القتل ،ـ وغسلها من العذرة توبة من الكسب الحرام . ونزع الثياب الوسخة زوال الهموم، وكذلك إحراقها وأما البلل في الثوب: فهو عاقة عن سفر ، أو عن أمر هم به ، ولا يتم له حتى يجف الثوب . ومن رأى أنه أصاب خرقا جددا من الثياب ، أصاب كسورا من المال

والخلعة : شرف وولاية ورياسة . وأكل الثوب الجديد أكل المال الحلال ، وأكل الثوب الوسخ أكل المال الحرام ، ومن رأى كأنه لبس ثيابا للنساء وكان في ضميره أنه يتشبه بهم ، فإنه يصيبه هم وهول من قبل سلطان . فإن ظن مع لبسها أن له فرجا مثل فروجهن خذل وقهر . فإن رأى كأنه نكح في ذلك الفرج ، ظهر به أعداؤه . ولبس الرجل ثياب النساء مصبوغة ، زيادة في أعدائه ، ومن رأى كأنه لبس ثيابا عزل عن سلطانه ، فإن رأى كأنه فقد بعض كسوته أو متاع بيته فإنه يلتوي عليه بعض ما يملكه ، ولا يذهب أصلا وأما لبس الخفين فقيل : إنه سفر في بحر ولبسه مع السلاح جنة . والخف الجديد نجاة من المكارة ، ووقاية المال ، وإذا لم يكن معه سلاح ، فهو هم شديد وضيقه أقوى في الهم . وقيل : الخف الضيق دين وحبس وقيد ، وإن كان واسعا فإنه هم من جهة المال ، وإن كان جديدا وهو منسوب إلى الوقاية ، فهو أجود لصاحبه ، وإن كان خلقا فهو أضعف للوقاية ، وإن كان منسوبا إلي الهم ، فما كان أحكم فهو أبعد من الفرج ، فإن رأى الخف مع اللباس والطيلسان ، فهو زيادة في جاهه وسعة في المعاش . والخف في إقبال الشتاء خير ، وفي الصيف هم . فإن رأى خفا ولم يلبسه ، فإنه ينال مالا من قوم عجم ، وضياع الخف المنسوب إلى الوقاية ، ذهاب الزينة وإن كان منسوبا إلى الهم والديون ، كان فرجا ونجاة منهما . ولبس الخف الساذج يدل على التزوج ببكر،فإن كان تحت قدمه متخرقا دل على التزويج بثيب ، فإن ضاع أو قطع طلق امرأته ، فإن باع الخف ماتت المرأة ، فإن رأى أنه وثب على خفه ذئب أو ثعلب ، فهو رجل فاسق يغتاله في امرأته ، ومن لبس خفا منعلة أصابه عم من قبل امرأة ، وإن كانت في أسفل الخف رقعة ، فإنه يتزوج امرأة معها ولد . ولبس الخف الأحمر لمن أراد السفر لا يستحب . وقيل : من رأى أنه سرق منه الخفان أصابه همان

ونزع الصندل : مفارقة خادم أو امرأة . والنعل المحذوة إذا مشى فيها طريق وسفر ، فإن انقطع شسعها أقام من سفر ، فإن انقطع شراكها أو زمامها أو انكسرت النعل ، عرض له أمر منعه عن سفره على كره منه ، وتكون إرادته في سفر حسب لون نعله ، فإن كانت سوداء ، كان طالب مال وسؤدد ، وإن كانت حمراء كان لطلب سرور ، وإن كانت خضراء كان الدين ، وإن كانت صفراء كان لمرض وهم . فإن رأى أنه ملك نعلا ولم يمش فيها ملك امرأة. فإن لبسا وطئ المرأة . فإن كانت غير محذوة كانت عذراء ، وكذلك إن كانت محذوة لم متلبس ،وتكون المرأة منسوبة إلى لون النعل ، فإن رأى أنه يمشي في نعلين فانخلعت إحداهما عن رجله ، فارق أخا له أو شريكا . ولبس النعلين مع المشي فيهما سفر في بر ، فإن لبسها ولم يمش فيها فهي امرأة يتزوجها . فإن رأى أنه مشى فيها في محلته وطئ امرأته والنعل المشعرة غير المحذوة مال ، المحذوة امرأة . والنعل المشركة ابنة ، فإن رأى كأنه لبس نعلا محذوة مشعرة جديدة ، لم تشرك ولم تلبس تزوج بكرا . فإن رأى كأن عقبها انقطع ، فإنها امرأة غير ولود . وقيل : إنه يتزوج امرأة بلا شاهدين ، فإن لم يكن لها زمام تزوج امرأة بلا ولي . فإن رأى كأن نعله مطبقة فانشق الطبق الأسفل ولم يسقط ،فإن امرأته تلد بنتا . فإن تعلق الطبق بالطبق فإن حياة البنت تطول مع أمها ، وإن سقطت فإنها تموت . ومن رأى كأنه رقع نعله فإنه يردم الخلل في أمر امرأته ويحسن معها المعاشرة . فإن رقعها غيره ، دل على فساد في امرأته ، فإن دفع نعله إلى الحذاء ليصلحها ، فإنه يعين امرأته على ارتكاب فاحشة . فإن رأى كأنه يمشي بفرد نعل ، فإنه يطلق امرأته أو يفارق شريكه .وقيل : إن هذه الرؤيا تدل على أنه يطأ إحدى امرأتيه دون الأخرى ، أو يسافر سفرا ناقصا . فإن رأى كأن نعله ضلت أو وقعت في الماء ، فإن امرأته تشرف على الهلاك ثم تسلم . فإن رأى رجلا سرق نعله فلبسها ، فإن الرجل يخدع امرأته على علم منه ورضاه بذلك والنعل من الفضة حرة جميلة ، ومن الرصاص امرأة ضعيفة ، ومن النار امرأة سليطة ، ومن الخشب امرأة منافقة خائنة ، والنعل السوداء امرأة غنية ذات سؤدد ، والنعل المتلونة امرأة ذات تخليط ومن جلود البقر فهي من العجم ، ومن جلود الخيل فهي من العرب ، ومن جلود السباع فهي من ظلمة السلاطين . والنعل الكنانة امرأة مستورة قارئة لكتاب الله فصيحة وقيل : إن خلع النعلين أمن ونيل ولاية ، لقوله تعالى ( فاخلع نعليك ) ـ طـه : 12 وسأل رجل ابن سيرين فقال : رأيت نعلي قد ضلتا فوجدتهما بعد المشقة . فقال : تلتمس مالا ثم تجده بعد المشقة وقيل : إن المشي في النعل سفر في طاعة الله تعالى ، وسئل ابن سيرين عن رجل رأى في رجليه نعلين فقال : تسافر إلى أرض العرب . وقيل : إن النعل يدل على الأخ

وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أمشي في نعلي ، فانقطع شسع إحداهما ، فتركتها ومضيت في حالي . فقال له : ألك أخ غائب ؟ قال : نعم . قال : خرجتما إلى الأرض معا فتركته هناك ورجعت ؟ قال : نعم . فاسترجع ابن سيرين وقال : ما أرى أخاك إلا قد فارق الدنيا . فورد نعيه عن قريب

 

 

  في المعالجات والادوية

(594 قراءة



في المعالجات والأدوية والأشربة والحجامة والفصد

كل شراب أصفر اللون في الرؤيا فهو دليل المرض . وكل دواء سهل المشرب والمأكل فهو دليل على شفاء المريض ، وللصحيح اجتناب ما يضره ، وأما الدواء الكريه الطعم الذي لا يكاد يسيغه ، فهو مرض يسير يعقبه برء وقيل : إن الأشربة الطيبة الطعم السهلة المشرب والمأكل ، صالحة للأغنياء بسبب التفسح ، وأما الفقراء فهو رديء ، لأنهم لا يمدون أعينهم إليه بسبب مرض يعرض لهم ويضطرهم إلى شربها ، وأما السويق فحسن دين وسفر في بر لقوله تعالى ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) ـ البقرة: 197 ومن رأى كأنه شرب دواء فنفعه فهو صالح في دينه ، وشرب الفقاع منفعته من قبل خادم ، أو خدمة من قبل رجل شديد ، وذهاب غم . وليس تأويل ما يخرج من الإنسان كتأويل ما يخرج بغير الدواء من الأحداث

وأما الفصد : فمن رأى كأن شيخا فصده فإنه يسمع كلاما من صديق . فإن خرج من عرق دم فإنه يؤجر عليه فإن لم يخرج منه دم ، فإنه يقال فيه حق ويخرج الفاصد من الإثم . فإن فصده بالعرض فإنه يقطع ذلك الكلام عنه ، وإن فصده بالطول فإنه يزيد الكلام ويضاعفه ، فإن رأى كأن شابا فصده بالطول فإنه يسمع من عدوه طعنا فيه ويزيد ماله . ومن رأى كأن الشاب فصده بالعرض فهو موت بعض أقاربه . فإن فصده الشاب بالطول وخرج منه دم فإنه يصيبه نائبة من السلطان ويأخذ منه مالا بقدر الدم الخارج منه ، فإن فصده بالعرض لم يتعرض له السلطان . فإن فصده عالم وخرج منه دم كثير في طست أو طبق فإنه يمرض ويذهب ماله على العيال والأطباء ، لأن الطبق هو الطبيب . فإن فصده ولم ير دما ولا خدشة ، سمع كلاما من أقربائه ممن ينسب إلى ذلك العضو ، بقدر ما أصابه من الوجع . فإن افتصد وكره خروج الدم فإنه يمرض ويصيبه ضرر في ماله ، وإن كان في ضميره أن الفصد ينفعه وخرج منه خرج الدم بقدر معلوم موافق ، فإنه يصح دينه ويصح جسمه أيضا في تلك السنة والفصد في اليمنى زيادة في المال ، وفي اليسرى زيادة في الأصدقاء . فإن كان له امرأة سمنت سمنا عظيما واتسع في دنياه. فإن قصد عرق رأسه استفاد رئيسا آخر ، وإن لم يخرج من عرقه دم ، فإنه يقال فيه حق ، فإن رأى أنه يفصد إنسانا فإن الفاصد يخرج من إثم . فإن رأى كأنه سرح في الدم بعد الفصد ، فإنه يتوب من ذنب ، لأن خروج الدم توبة . فإن كان الدم أسود ، فإنه مصر على ذنب عظيم لأن الدم إثم وخروجه توبة . فإن رأى كأنه أخذ مبضعا ففصد به امرأته طولا ، فإنها تلد بنتا . وإن فصدها عرضا ،فإنه يقطع بينها وبين قراباتها . فإن رأى كأنه ينوي الفصد فإنه ينوي أن يتوب

وأما الحجامة : فمن رأى أنه يحجم أو يحتجم ولي ولاية ، أو قلد أمانة ، أو كتب عليه كتاب شرط أو تزوج ، لأن العنق موضعه الأمانة . فإن شرط ، تزوج بجارية وطلبت منه النفقة وما لا يطيقه . وإن لم يشرط ، لم تطلب منه النفقة . فإن كان الحجام شيخا معروفا فهو صديقه . وإن كان شابا فهو عدو له يكتب عليه كاتب شرط أو دين فإن حجم رجلا شابا ظفر بعدو له وقالوا : الحجامة ذهاب المرض ،وقالوا : من رأى حجاما حجمه فهو ذهاب مال عنه في منفعة . فإن كان ذا سلطان عزله . فإن احتجم ولم يخرج منه دم ، فإن دفن مالا ولا يهتدي إليه . أو دفع وديعة إلى من ليؤديها إليه فإن خرج منه دم صح جسمه فيتلك السنة . فإن خرج بدل الدم حجر فإن امرأته تلد من غيره فلا يقبل ذلك الولد، فإن انكسرت المحجمة ، فإنه يطلق امرأته أو ت موت . وقيل : من رأى أنه احتجم نال ربحا ومالا . وقيل إن الحجامة إصابة السنة . وقيل : هي نجاة من كربة وحكي أن يزيد بن المهلب كان في حبس الحجاج ، فرأى في منامه أنه يحتجم فنتجا من الحبس. ورأى معن بن زائدة كأنه احتجم وتلطخ سرادقه من دمه ،فلما أصبح دخل عليه أسودان يقتلانه ومن رأى أنه يداوي عينه ، فإنه يصلح دينه . ومن رأى كأنه يكتحل وكان ضميره في كحله إصلاح البصر ، فإنه يفتقد دينه بصلاح أو زينة ، فإن كان ضميره الزينة ، فإنه يأتي أمرا يزين به دينه ودنياه وأما السعوط : فمن رأى أنه يستعط ، فإنه يبلغ الغضب منه ما تضيق منه الحيلة بقدر ما سعط به من دهن أو غيره

وأما الحقنة : فمن رأى أنه يحتقن من داء يجده في نفسه ، فإنه يرجع في أمر له فيه صلاح في دينه . وإن احتقن من غير داء يجده ، فإنه يرجع في عدة يعدها إنسانا أو نذر نذره على نفسه ، أو في كلام تكلم به أو في غبطة خرجت منه ونحو ذلك ربما كان من غضب شديد يبتلى به والتمريخ بالدهن الطيب ثناء حسن ، وبالدهن المنتن ثناء قبيح ، وقيل الدهن غم في الأصل ، فإن رأى كأن له قارورة دهن وأخذ منها الدهن وادهن به أو دهن به غيره ، فإنه مداهن أو حالف بالكذب أو نمام ، لقوله تعالى ( ودوا لو تدهن فيدهنون … الآية . ) ـ القلم : 9 . ومن رأى أنه دهن رأسه ، اغتمم إذا جاوز المقدار وسال على الوجه . فإن لم يجاوز المقدار المعلوم ، فهو زينة . والدهن الطيب الرائحة ثناء حسن ، وبالدهن المنتن ثناء قبيح . وقيل : الدهن النتن امرأة زانية أو رجل فاسق . وقالوا : من دهن رأس رجل في موضع ينكر ، فليحذر المفعول به من الفاعل مداهنة ومكرا . فإن رأى وجهه مدهونا ،فإنه رجل يصوم الدهر. ومن رأى أنه قد رقى أو سقاه غيره في قدح ، فإنه يدل على طول حياته وأما الكي : فاللدغ بالكلام الطيب الموجع لمن يكويه ، فمن رأى أنه يكوي بالنار إنسانا كيا موجعا ، فهو يلدغ المكوي بكلام سوء ، وبأس من سلطان . فإن كان الكي مستديرا فهو ثبات في أمر السلطان في خلاف السن ، وقيل : من رأى أنه كوى عرقا من عروقه ، فإنه تولد له جارية ، أو يتزوج ، أو يرى امرأته رجل غريب وأما الترياق : فقد رأيت ابن سيرين يكرهه

 

 

في النكاح وما يتصل به

(2400 قراءة



في النكاح وما يتصل به من المباشرة والطلاق والغيرة والسمن وشراء الجارية والزنا واللواط والجمع بين الناس بالفساد وتشبه المرأة بالرجل والتخنث ونظر الفرج

ومن رأى أنه عريس ولم ير امرأته ولا عرفها ولا سميت له ولا نسبت له إلا أنه سمي عريسا ، فإنه يموت أو يقتل إنسانا ، ويستدل على ذلك بالشواهد . فإن هو عاين امرأته أو عرفها أو سميت له ، فإنه بمنزلة التزويج وإذا رأى أنه تزوج أصاب سلطانا بقدر المرأة وفضلها وخطرها ومعنى اسمها وجمالها إن عرف لها اسما أو نسبة . ولو رأى أنه طلق امرأته فإنه يعزل عن سلطانه ، إلا أن يكون له نساء حرائر وإماء ، فإنه نقصان شيء من سلطانه . فإن رأى بعض أبناء الدنيا أنه ينكح زانية أصاب دنيا حراما وجميع النكاح في المنام إذا احتلم صاحبه فوجب عليه فليس برؤيا ، فإن رأى رجل أنه يأتي امرأة معروفة ، فإن أهل بيتها يصيبون خيرا في دنياهم . فإن رأى أنه لم يغشاها ولكنن نال منها بعض اللمم فإن غنى أهل بيتها يكون دون ذلك لأن الغشيان أفضل وأبلغ ولو رأى أو رؤي له أنه ينكح أمه أو أخته أو ذات الرحم : فإن ذلك لا يراه إلا قاطع لرحمه مقصر في حقهم ، فهو يصل رحمه ويراجع . فإن رأى أن امرأته متصنعة مضطجعة معه فوق ما هي في هيئتها ومخالفة لذلك ، فإنها سنة مخصبة تأتي عليه ويعرف وجه ما يناله منها . فإن كانت امرأة مجهولة فهو أقوى ، ولكن لا يعرف صاحبها وجه ما يناله من الس نة

.
فمن رأى أنه ينكح رجلا مجهولا وكان المجهول شابا فإن الفاعل يظفر بعدو له . وكذلك لو كان المنكوح معروفا أو كانت بينهما منازعة أو خصومة أو عداوة ، فإن الفاعل يظفر بالمفعول به . وإن كان المنكوح معروفا وليست بينهما منازعة أو عداوة ، فإن المفعول به يصيب من الفاعل خيرا ، أو سميه إن لم يكن لذلك أهلا ، أو نظيره أو في سبب من أسباب هؤلاء. فإن كان المنكوح شيخا مجهولا ، فإن الشيخ جده وما يصل منه إلى جده من خير فإنه يحسن ظنه واحتماله فيه وكذلك لو رأى أنه يقبل رجلا أو يضاجعه أو يخالطه بعد أن يكون ذلك من شهوة بينهما ، فإنه على ما وصفت في النكاح إلا أنه دونه في القوة والمبلغ . فإن رأى أنه يقبل رجلا غير قبلة الشهوة ، فإن الفاعل ينال من المفعول به خيرا ويقبله كقبوله فإن رأى رجل أن بنفسه حملا : فإنه زيادة في دنياه . ولو رأى أنه ولد له غلام أصابه هم شديد ، فإن ولد له جارية أصاب خيرا ، وكذلك شراء الغلام والجارية فإن رأى أنه ينكح بهيمة معروفة : فإنه يصل بخيره من لا حق له في تلك الصلة ولم يؤجر على ذلك . فإن كانت البهيمة مجهولة ، فإنه يظفر بعدو له في نفسه ، ويأتي في ظفره به مالا يحل له ولا استحق العدو ذلك منه ، وكذلك لو كان ما ينكح غير البهيمة من الطير والسباع ما خلا الإنسان فإن رأى أنه ينكح ميتا معروفا : فإن المفعول به يصيب من الفاعل خيرا من دعاء أو صلة . فإن رأى أنه ينكح ذا حرمة من الموتى ، فإن الفاعل يصل المفعول به بخير من صدقة أو نسك أو دعاء ، وإن رأى ميتا معروفا ينكح حيا ، وصل الحي المنكوح خير من تركة الميت أو من وارثه أو عقبه من علم أو غيره .

والقبلة بعكس ذلك ، لأن الفاعل فيها يصيب خيرا من المفعول به ويقبله ومن رأى أنه تزوج بامرأة ميتة ودخل بها ، فإن يظفر بأمر ميت يحتاله ، وهو في الأمور بقدر جمال تلك المرأة ، فإن لم يكن دخل بها ولا غشيها فإن ظفره بذلك الأمر يكون دون ما لو دخل بها ولو رأت امرأة أن رجلا ميتا تزوجها ودخل بها في دارها أو عندها ، فإن ذلك نقصان في مالها وتغير حالها وتفريق أمرها . فإن كان دخل بهاالميت في دار الميت فهي مجهولة ، فإنها تموت . وإن كانت الدار معروفة للميت ، فهي على ما وصفت نقصان في مالها . ولو رأت امرأة لها زوج أنها تزوجت بآخر ، أصابت خيرا وفضلا . ولو رأى الرجل المتزوج أنه تزوج بأخرى ، أصاب سلطانا . ولو تزوج بعشر كان ذلك له صالحا . كل ذلك إذا عاين امرأته أو سميت له أو عرفها . وكذلك المرأة إذا تزوجت برجل مجهول ولم تعاينه ولا عرفته ولا سمي لها ، فإنها تموت وقيل : لو رأت امرأة أن ميتا ينكحا فإنها تصيب خيرا من موضع لا ترجوه ، كما أن الميت لا يرجى ، كذلك نكاح الرجل الميت . ومن نكح امرأة في دبرها حاول أمرا من غير وجهه ومن رأى أنه يدخل على حرم الملوك ويضاجعهن : فإنها حرمة تكون له بأولئك الملوك إن كان في الرؤيا ما يدل على بر وخير ، وإلا فإنه يغتاب تلك الحرم ومن رأى أن امرأته حائض : انغلق عليه أمره . فإن طهرت انفتح عليه ذلك الأمر . فإن جامعها عند ذلك تيسر أمره . فإن رأى أنه هو الحائض أتى محرما . وإن رأى أنه جنب اختلط عليه أمره . فإن اغتسل ولبس ثوبه خرج من ذلك ، وكذلك المرأة ومن رأى لامرأته لحية : لم تلد المرأة أبدا . وإن كان لها ولد ساد أهل بيته . وقال القيرواني : أما عقد النكاح للمرأة المجهولة إذا كان العاقد مريضا مات ، وإن كان مفيقا عقد عقدا على سلطان أو شهد شهادة على مقتول ، لأن المرأة سلطان ، والوطء كالقتل ، والذكر كالخنجر والرمح ، سيما الافتضاض الذي فيه جريان الدم عن الفعل . وإن كانت معروفة أو نسبت له أو كان أبوها شيخا ، فإنه يعقد وجها من الدنيا ، إما دارا أو عبدا أو حانوتا ، أو يشتري سلعة ، أو ينعقد له من المال ما تقر به عينه . وإن تأجل وقته حتى يدخل بالزوجة وينال منها حاجته ، فيتعجل ما قد تأجل

وأما الوطء : فدال على بلوغ المراد مما يطلبه الإنسان ، أو هو فيه أو يرجوه من دين أو دنيا،كالسفر والحرث والدخول على السلطان ، والركوب في السفن ، وطلب الضال ، لأن الوطء لذة ومنفعة فيه تعب ومداخلة . فإن وطئ زوجته نال منها ما يرجوه أو نالت هي ذلك منه وأما نكاح المحرمات : فإن وطئه إياهن صلات من بعد يأس ، وهبات في الأم خاصة من بعد قطيعة ، لرجوعه إلى المكان الذي خرج منه بالنفقة والإقبال من بعد الصد ، إلا أن يطأهن في أشهر الحج ، أو يكون في الرؤيا ما يدل عليه ، فإنه يطأ بقدمه الأرض الحرام ، ويبلغ منها مراده . وإن كانت قد تمت لذته ، وتكون نطفته ماله الذي ينفقه في ذلك المكان الطيب الذي لا يمله طالب،وإن رجع منه طالبته نفسه بالعودة إليه . ومن أحرز في يده شيئا من نطفة أو رآها في ثوبه ، نال مالا من ولد أو غيره وأما نكاح البهائم والأنعام المعروفة : فإنه دليل على الإحسان إلى من لا يراه ، أو النفقة في غير الصواب ، وإن كانت مجهولة ظفر بمن تدل عليه تلك الدابة من حبيب أو عدو ، ويأتي في ذلك ما لا يحل له منه . فإن كانت الدابة هي التي نكحته ، كان هو المغلوب المقهور ، إلا أن يكون عند ذلك غير مستوحش ، ولا كان من الدابة أو السبع وشبهه إليه مكروه ، فإنه ينال خيرا من عدوه أو ممن لم يكن يرجوه . وقد يدل ذلك الوطء المحرمات من الإناث والذكران ، إذا كان مع ذلك شاهد يقويه .
وأما الوطء في الدبر فإنه يطلب أمرا عسيرا من غير وجهه ، ولعله لا يتم له ويذهب فليه ماله ونفقته ، ويتلاشى عنده عمله ، لأن الدبر لا تتم فيه نطفة ولا تعود منه فائدة كما يعود الفرج وأما افتضاض البكر العذراء : فمعالجة الأمور الصعاب ، كلقيا بعض السلاطين، كالحرب والجلاد وافتتاح البلدان وحفر المطامير والآبار وطلب الكنوز والدواوين ، والبحث عن العلوم الصعاب والحكمة المخفية ، والدخول في سائر الأمور الضيقة . فإن فتح وأولج في منامه ، نجح في مطلوبه في يقظته ، وإن انكسر ذكره أو حفي رأسه وأتته شهوته دون أن يولجه ، ضربه جده أو ضعفت حيلته أو استمالة هواه عما أراده ، أو بذل له مال عما طلبه حتى تركه على قدر المطالب في اليقظة وأما نكاح الذكران : فانظر إلى المنكوح ، فإن كان شابا ظفر الناكح بعدوه ، وإن كان شيخا ظفر بجده وعلا بحظه ، وإن كان معروفا قهره الناكح وظلمه وعدا عليه ، وإن كان طفلا صغيرا ركب ما لا ينبغي له وحمل غير مشقة لا تصلح له . وإن كان المنكوح صديقه باينه بأمر لم يكن المنكوح يظنه . فإن كان بميله وإرادته فإنه ينال من الفاعل خيرا ويشترك الفاعل والمفعول مع غيرهما ، ويجتمعان على شيء مكروه وأما منا كحة الميت : فإن المفعول به ينال من الفاعل خيرا . فأما الحي فلعله ينال من ميراثه أو من أحد من أـهل بيته أو عقبه ، وأما الميت فلعل الحي يتصدق عنه أو يصل أهله أو يترحم عليه . وإن كانت المنكوحة الميتة مجهولة فإنه يحيا له أمر ميت يطلبه ، إما أرض خربة يعمرها ، أو بئر مهدومة يحفرها ، أو أرض ميتة يحرثها ، أو مطلب ميت يحييه بالطلب ووجود البيئة والأنصار ، إلا أن يضعف ذكره عند المجامعة أو يكسل عن الشهوة ، فإنه يحاول ذلك وعجز عنه وأما نكاح الميت الحية : فإن كانت مريضة أو كان عندها مريض لحقه واتصل به ، وإلا كان ذلك شتاتا في بيتها أو علة في جسمها ، إلا أن يكون مع ذلك ما يدل على الصلاح ، مثل أن يقول لها : إني لست بميت ، أو ترى أنه مع ذلك قد دفع إليها تبنا أو وهبها شعيرا ، فإنه خير يحيا لها لم تكن ترجوه ، أو قد يئست من ميراثه أو عقبه ، أو من زوج إن كانت أرملة ، أو من غائب يقدم عليها إن كان لها غائب وأما إن تزوجت المرأة زوجا غير زوجها في المنام : فإنه نفع يدخل عليها أو على أهل بيتها أو زوجها من شريك يشاركه أو ولد يعاونه أو صانع يخدمه ويعمل له. وأما من نكح امرأته في المنام ، فإنه يظفر بما يحاوله في أمور صناعته . فإن رأى أنه جنب اختلط أمره ، فإن اغتسل خرج من جميع ما أصابه

والحيض في المنام : للحامل غلام ، لقوله تعالى ( فضحكت فبشرناها بإسحاق ) ـ هود:71. وإن رأى الرجل أنه حائض، وطئ ما لا يحل وطؤه. فإن رأى أنه نكح امرأته وهي معرضة عنه، فربما التابت عليه دنياه، وإن رآها حاضت كسدت صناعته . وأما القبلة للشهوة فإنها تجري مجرى النكاح ، ولغير الشهوة فإن الفاعل يقبل على المفعول ويقصد إليه بمجيئه ، أو بسؤال وحاجة فينالها إن كان قد أمكنه منها أو تبسم له ولم يدفعه عنها ولا أنكر فعله ذلك عليه والمضاجعة : في الفراش الواحد واللحاف الواحد والمخالطة تجري مجرى النكاح والقبلة ، فإن رأى كأنه تزوج بأربعة نسوة ، يستفيد مزيدا من الخير لقوله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) ــ النساء : 3 . فإن رأى كأنه تزوج امرأته رجل آخر وذهب بها إليه ، فإنه يزول ملكه إن كان من الملوك ،وتبطل تجارته إن كان من التجار . وإن رأى أنه زوج امرأته لرجل وذهب بذلك الرجل إلى امرأته ، فإنه يصيب تجارة رابحة زائدة .والعرس لمن يتخذه مصيبة . ولمن يدعى إليه سرور وفرح إذا لم ير طعاما

وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فذكر له أنه ينكح أمه ، فلما فرغ منها نكح أخته وكأن يمينه قطعت . فكتب ابن سيرين جوابه في رقعة حياء من أن يكلم الرجل بذلك ، فقال : هذا عاق قاطع للرحم بخيل بالمعروف مسيء إلى والدته وأخته ومن رأى كأن الخليفة نكحه : نال ولاية ،وإن نكحه رجل من عرض الناس أصاب فرجا من الهموم وشفاء من الأمراض . ومن رأى شيخا مجهولا ينكح امرأته فإنه ينال ربحا وزيادة ، فإن الشيخ جده . فإن نكحها شاب فإن عدوا له يخدمه ويحثه على الظلم وسوء المعاملة . والمنكوح إذا كان محبوسا فرج عنه . ومن رأى كأنه ينكح أمه الميتة في قبرها، فإنه يموت لقوله تعالى ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم) ـ طـه : 55 . . ومن رأى كأنه نكح جارية نال خيرا . فإن رأى أنه ينكح امرأة على غير وجه الإباحة ، فإنه يطلب أمرا من غير وجهه ولا ينتفع به . فإن رأى الرجل كأنه ينكح عبده أو أمته، نال زيادة في ماله وفرحا بما ملكه . فإن رأى كأن عبده يجامعه ، فإن عبده يستخف به، وقيل : من رأى كأنه طلق زوجته استغنى ، لقوله تعالى ( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته ) ـ النساء :130 . وقيل : إن هذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يفارق ملكا كان يصحبه ، فإن النساء ذات كيد كالملوك ، والطلاق فراق . وقيل : إن طلاق المرأة للوالي عزله ، وللصانع ترك حرفته ، فإن طلقها رجعية فإنه يرجع إلى شغله , ومن رأى أنه غيور فإنه حريص والسمن : زيادة في المال . فمن رأى أنه سمين زاد وقيل من رأى كأنه زنى فإنه يخون ،وقيل : يرزق الحج . وقيل : إن الزنا بامرأة رجل معروف طلب مال ذلك الرجل وطمع فيه . والزاني بامرأة شابة واضع ماله في أمر محكم غير مضيع له . وإن أقيم الحد على هذا الزاني ، دل على استفادة فقه وعلم في الدين إن كان من أهل العلم ، وعلى قوة الولاية وزادتها إن كان واليا وأما الجمع بين الناس بالفساد : فلمن رأى أنه يجمع بين زان وزانية ولا يرى الزانية ، فإنه رجل دلال يعرض متاعا ويتعذر عليه وأما تشبه المرأة بالرجل : فإن رأت المرأة كأن عليها كسوة الرجال وهيئتهم فإن حالها يحسن إذا كانت غير مجاوز للقدر . فإن كانت الثياب مجاوزة لقدر ، فإن حالها يتغير مع خوف وحزن . فإن رأت كأنها تحولت رجلا كان صلاحها لزوجها

وأما التخنث : فمن رأى كأنه مخنث أصيب هولا وحزنا . وأما النظر إلى الفرج : فمن رأى كأنه نظر إلى فرج امرأته أو غيرها من النساء نظر شهوة أو مسه ، فإنه يتجر تجارة مكروهة . وإن رأى أنه نظر إلى امرأة عريانة من غير علمها ، فإنه يقع في خطأ وزلل وأما اللواط : فمنهم من قال : إنه يدل على الظفر بالعدو ، لأن الغلام عدو ، ومنهم ممن قال : يفتقر ويذهب رأس ماله

 

الصفحة الرئيسية          مسؤول الموقع          للمراسلة               أضف الموقع للمفضلة     اجعلنا الرئيسية   

All copyright reserved © Ahmed on lin

 

 

الأخبار..

الصفحة الرئيسية          مسؤول الموقع          للمراسلة               أضف الموقع للمفضلة     اجعلنا الرئيسية   

Hosted by www.Geocities.ws

1