روح النظام الأميركي، وخرافة المحافظين الجدد!

بقلم: نصر شمالي

يشترط العمل السياسي العام إلماماً كافياً بالتاريخ، فنحن لا نستطيع تفسير الأحداث الراهنة والتعامل معها بطريقة أقرب إلى الصحة من دون هذا الإلمام الذي يعطينا فكرة عن الكيفية التي جعلت الأوضاع تؤول إلى ما هي عليه اليوم. إن الجهل بالتاريخ يجعلنا نصدّق، على سبيل المثال، أن أخطاء وأفعال النظام العراقي هي وحدها التي تسببت باحتلال العراق، وأن ذلك ما كان ليحدث لولا تلك الأخطاء والأفعال، ويجعلنا نقتنع أن ما أقدم عليه جورج بوش ما كان ليقدم عليه بيل كلينتون.. الخ، أما إذا عدنا إلى الوقائع التاريخية المتوالية فسوف نجد الرئيس الأميركي جون كوينسي آدامز يصرّح في عام 1842 بما يلي:

-  -    إن الالتزام الأدبي بإجراء مبادلات تجارية بين الأمم يرتكز كلياً وبصورة حصرية على التعاليم المسيحية التي تطلب منا أن نحب قريبنا كما نحب أنفسنا، لكن الصين، وهي أمة ليست مسيحية، لا تستشعر الارتباط بالتعاليم المسيحية، فنظامها شرس ومعاد للمجتمع، والمبدأ الأساسي للإمبراطورية الصينية مبدأ معاد للتجارة، فهو لا يعترف بوجوب إجراء مبادلات تجارية مع بلدان أخرى. لقد حان الوقت لوضع حدّ لهذا التعدّي الفظيع على حقوق الطبيعة البشرية وعلى المبدأ الأساسي لحق الأمم!

لقد قيل هذا الكلام الفظيع قبل أكثر من قرن ونصف، قبل الحرب الأهلية الأميركية التي جعلت الولايات المتحدة دولة موحدة وقوية، وما كان رفض حكومة الصين للتبادل التجاري، الذي يتحدث عنه الرئيس الأميركي بغضب ويهدّد بمعالجته عن طريق الحرب، سوى رفضها إدخال الأفيون إلى الصين من قبل الأنكلوسكسون البريطانيين والأميركيين! إن الصين، التي مارست التجارة قبل ظهور بريطانيا والولايات المتحدة بآلاف السنين، تصبح شرسة ومعادية للمجتمع، أي إرهابية، ليس لأنها تحاول حماية مجتمعاتها من سموم الأفيون الأنكلوسكسوني، بل لأنها لا تستشعر الارتباط بالتعاليم المسيحية! وفي ما بعد، وقف ممثل ولاية انديانا في مجلس الشيوخ، السناتور البرت بيفردج، وألقى خطاباً رسمياً جاء فيه:

-  -    "إن الله لم يهيئ خلال ألف عام الشعوب الناطقة بالإنكليزية كي تتأمل نفسها بكسل ودون طائل، فقد جعلنا أساتذة العالم كي نتمكن من نشر النظام حيث تسيطر الفوضى، وجعلنا جديرين بالحكم كي نتمكن من إدارة الشعوب البربرية والهرمة، ومن دون هذه القوة سوف يعمّ العالم مرة أخرى الظلام والبربرية. لقد اختار الله الشعب الأميركي من دون سائر الأجناس كشعب مختار كي يقود العالم أخيراً إلى تجديد ذاته"!

وفي عام 1938، عشية الحرب العالمية الثانية التي جعلت واشنطن في موقع القيادة الأول للنظام الربوي العالمي، صرح الأميركي والتر ليجان بما يلي:

-" سوف نشاهد في عصرنا هذا بزوغ فجر يتحقق فيه وجود قوة جديدة مقدّر لها أن تخلف روما (القديمة) وبريطانيا. إنني أشير طبعاً إلى الولايات المتحدة الأميركية. وإنه لمن الأفضل لها أن تلعب هذا الدور بمعرفتها من أن تساق إليه. ورغم أن الكثير من الأميركيين قد يبغضون هذا الدور فإنهم لا يستطيعون رفض القيام به. إن عظمتهم ومكانتهم وقوتهم بين شعوب الأرض تجعل من المحتم عليهم قبول ما هو مقدّر لهم"!

وهكذا، بالعودة إلى هذه النصوص التاريخية، وإلى تاريخ الولايات المتحدة الحقيقي، نعرف أن الرئيس بوش في احتلاله للعراق، وفي تمكينه للمرتزقة الصهاينة خدم الولايات المتحدة في فلسطين، لا يفعل شيئاً جديداً من بنات أفكاره على الإطلاق، بل يواصل ما بدأه أول مستوطن إبادي وضع قدمه على أرض القارة الأميركية قبل خمسة قرون!

السلسلة التي تربط المغرب بالمشرق!

ما بين العامين 1801-1816 تعرضت بلدان المغرب العربي الأربع، جميعها على التوالي، لعدوان السفن الحربية الأميركية، وحدث ذلك في معرض المزاحمة الضارية بين واشنطن ولندن على تجارة الأفيون الذي كانوا يشحنونه إلى الصين، ووقعت تلك الاعتداءات الأميركية بهدف إرغام دول المغرب العربي على توقيع اتفاقيات تمكّن السفن الأميركية من استخدام موانئها دون غيرها أو أكثر من غيرها، ومن المثير أن تلك العمليات الحربية سجّلت وخلّدت في الأبيات الأولى من نشيد مشاة البحرية الأميركية التي تقول: من تلال موتيسوما إلى سواحل طرابلس/ في السماء وفي الأرض وفي البحر/ خضنا معارك الوطن! لقد أقنعوا جنودهم أنهم يخوضون معارك الوطن بينما هم يخوضون معارك تجار الأفيون! واليوم، يقنعون جنودهم في العراق أنهم يخوضون معارك الدفاع عن الولايات المتحدة، بينما هم يخوضون معارك تجار النفط والسلاح والمخدّرات!

على أية حال، ترتّب على تلك العمليات الحربية ضدّ بلدان المغرب العربي اتخاذ قرار بتشكيل أسطول بحري دائم الحضور في البحر الأبيض المتوسط منذ عام 1820، وأرغمت إسبانيا، مثلما ترغم اليوم، على تخصيص مرفأ "ماون" في جزر البليار كقاعدة دائمة لذلك الأسطول الذي كان نواة الأسطول السادس المعاصر! وهكذا فإن تواجد الولايات المتحدة في المتوسط ظل متواصلاً منذ مطلع القرن التاسع عشر، ومترافقاً مع عملياتها الحربية ضدّ البلاد العربية، وهي منذ ذلك التاريخ كانت تتطلع إلى السيطرة على هذه البلاد، وإلى جعل فلسطين مستوطنة صهيونية، ويجب أن يكون واضحاً تماماً أن ما يفصل بين الولايات المتحدة والسواحل الغربية للوطن العربي هو المحيط الأطلسي فقط، فهي إذا ما نزلت على تلك السواحل حققت هدفين في آن معاً: الأول هو انفتاح الطريق أمامها إلى أقاصي المشرق، والثاني هو محاصرة الأوروبيين في الشمال وحرمانهم، أو التحكم بعلاقاتهم مع بلدان أفريقيا وأسيا إلى حدّ كبير، فمضيق جبل طارق هو من أهم الممرات البحرية الدولية، ومن أهم الثغور العربية، وخمس التجارة الدولية تمرّ اليوم عبر هذا المضيق، ولنلاحظ أن الولايات المتحدة تضع يدها منذ زمن طويل على هذا الثغر وعلى بقية الثغور العربية (السويس، وباب المندب، وهرمز) وقد رأينا قواتها تتدفق نحو العراق عبر هذه الثغور جميعها من دون أن يعيقها عائق!

العراق وتحشدات جبل طارق !

قبيل احتلال العراق زادت الولايات المتحدة من حجم تحشداتها في مضيق جبل طارق، فأضافت أحد عشر سفينة حربية، وفرقاطة مطوّرة، وخمس مدمّرات، وعدد من الغواصات، إضافة إلى التواجد المسبق للبارجة ترومان التي تحمل 85 طائرة مقاتلة، وحوامتين وأكثر من خمسة آلاف جندي، كل هذا إلى جانب الأسطول السادس المخصص أصلاً لمنطقة البحر المتوسط، وبرّرت يومئذ هذه التحشدات الإضافية بالقلق من إمكانية وقوع "عمليات إرهابية" يجب الحيلولة مسبقاً دون وقوعها، لكننا رأينا كيف أن التواجد العسكري الأميركي مستمر ومتواصل منذ مطلع القرن التاسع عشر، الأمر الذي يعني أن "الإرهاب" كان قائماً طوال الوقت، متمثلاً بأية محاولة لمقاومة التوسع والهيمنة الأميركية، ليس هذا فحسب، بل إن الصحف تحدثت عشية احتلال العراق عن إبرام اتفاقية جمركية مع إسبانيا تلزم مدريد بالسماح للموظفين الأميركيين أن يفتشوا الناقلات التي ترسو في بعض الموانئ الإسبانية، وذلك بحجة الوقاية من هجمات إرهابية، و المعتقد أن الاتفاقية سلاح حربي مهمته التحكم بالتجارة الدولية، وبإرباكها أو تعطيلها لصالح العمليات الحربية الأميركية في العراق!

لقد كانت تلك الإضافات الحربية في جبل طارق عملاً يتراوح بين إحكام الحصار الدائم، المستمر منذ مطلع القرن التاسع عشر، وبين الاستعداد لعمل عسكري جديد، وبالطبع كان احتلال العراق هو السبب الرئيس لتلك التحشدات الإضافية، حيث لا يمكن أن يكون مثل هذا الإحتلال سوى فصل من حرب عالمية، غير أن أجهزة الدعاية والتعبئة الحربية النفسية ذهبت بالكثيرين بعيداً جداً عن حقيقة ما يجري، فمثلما اعتبرت قضية فلسطين قضية شعبين يتنازعان السكن في مكان واحد لا يتسع لكليهما، وأن اليهود هم الأحق تلمودياً بهذه السكنى، مع أن المسألة ليست كذلك على الإطلاق، اعتبرت أيضاً قضية العراق قضية أخطاء وأفعال نظام مستبد لولاها لما حدث الاحتلال، وهو المقرّر مثل غيره منذ نهضت الولايات المتحدة، والذي أصبح قيد التحقيق منذ احتلت فلسطين، ولا يغيّر شيئاً في النوايا التاريخية ضدّ العراق لو أنه كان محكوماً من قبل إدارة موالية وديمقراطية على الطريقة الأميركية!

التضحية بالإدارة لصالح النظام !

عندما يتعرض النظام الأميركي بمجمله، في جميع عهوده، لخطر الانكشاف كما حدث في العراق، وللظهور على حقيقته، نظاماً ربوياً عدوانياً، إبادياً واستيطانياً، تسارع الأجهزة إلى إلقاء المسؤولية على عاتق الرئيس، أو الإدارة، أي على عاتق الموظفين المأمورين، وكثيراً ما يضحى بهم للتكتم على حقيقة النظام، وفي هذا السياق، كالعادة، ازدحمت أجهزة الإعلام بالأخبار التي تتحدث عن غرابة أطوار الرئيس الأميركي، وجهله، ومسؤوليته عن تردّي أوضاع السياسة الأميركية في العراق، ولعل كتاب ريتشارد كلارك (ضدّ جميع الأعداء) هو المثال الأبرز على ذلك، حيث يحتل اليوم الدرجة الأولى في سلّم مبيعات الكتب في الولايات المتحدة.

لقد عمل ريتشارد كلارك في البيت الأبيض، على مقربة من سبعة رؤساء جمهوريين وديمقراطيين، ولحوالي ربع قرن بصفته خبيراً في شؤون ما يسمى بالإرهاب، فهو متخصص في هذا الميدان وحده، لا فرق عنده بين أن يكون رئيسه من هذا الحزب أو ذاك، ولا بين أن يكون "الإرهابي" شيوعياً أو قومياً أو إسلامياً، فصفة "الإرهاب" مصطلح يطلق على كل من يقاوم سياسات الولايات المتحدة، وصفة "الإرهاب" يمكن أن تطلق على شخص، أو حزب، أو نظام حكم، أو شعب بأكمله! إن ريتشارد كلارك مجرّد موظف محترف في خدمة استراتيجية تاريخية. غير أن هذا الموظف الكلاسيكي واجه مشكلة أخرجته عن طوره، حين وقع ذلك الحدث الجديد والفريد في نوعه، وهو الهجمات ضدّ نيويورك وواشنطن في 11/9/2001، فبصفته خبيراً متمكناً في شؤون "الإرهاب" كان على ثقة تامة أن تنظيم القاعدة هو من نفّذ تلك الهجمات التي اعتبرها كلارك بمنزلة كارثة قومية أميركية، وبالتالي فمن البداهة أن تعلن الحرب ضدّ هذا التنظيم حصراً وتحديداً، وإذا بالرئيس الأميركي يترك تنظيم القاعدة إلى حدّ كبير، ويتوجه بكليته نحو العراق الذي لا علاقة له بتاتاً –حسب كلارك- بتلك الهجمات! وهكذا، في آذار/مارس 2003، أي مع بدايات عملية احتلال العراق، غادر كلارك البيت الأبيض، مقالاً أو مستقيلاً، وانطلق يعلن على الملأ أن بوش ضلّل العالم، وأضاع فرصة نادرة للقضاء على تنظيم القاعدة، بل ترك هذا التنظيم طليقاً وهو الخصم العنيد القوي، لينمو باضطراد ويتحول إلى تهديد جدّي بأكبر مما حدث في 11/9/2001!

احتلال العراق في عهد كلينتون!

يريد ريتشارد كلارك، في كتابه وفي تصريحاته، التأكيد على أن إدارة بوش ليست أهلاً، وأنها أخطأت عن جهل حين تركت تنظيم القاعدة وتوجهت إلى العراق، وهذه الطروحات تلقى اليوم رواجاً واسعاً في الولايات المتحدة وفي العالم، غير أن ديك تشيني نائب الرئيس وكونداليزارايس مستشارة الأمن قالا أن كلارك هو من كان غير أهل، وغير منتبه للأولويات، لأنه خارج حلقة الإدارة، وشخصية ثانوية ليست متصلة بالشؤون الاستراتيجية التي تعالجها الحلقة! ونحن نرى أن هذا القول هو الصحيح بالفعل، وليس من شك أن كلارك مدين للمقاومة العراقية في إيصال صوته وفي شهرة كتابه، فلو أن احتلال العراق أخذ المنحى المقدّر له من قبل الإدارة الأميركية لكان كلارك نسياً منسياً لا يسمعه ولا يذكره أحد، والمنحى المقدّر من قبل الإدارة هو أن يكون احتلال العراق، المضمون دون أية مقاومة، الخطوة المفتاح التي سوف يليها بالراحة التامة انسياح تلقائي، شرقاً وغرباً، يشمل بلدان المغرب العربي على الأطلسي حتى الأرخبيلات الأندونيسية في المحيط الهادي وما بينهما، أي جميع البلدان العربية والإسلامية، فأي أثر سوف يبقى عندئذ من تنظيم القاعدة أو غيره في جميع هذه الأصقاع؟ غير أن الاندفاع نحو التنفيذ تعثر منذ لحظاته الأولى، ثم بدأ يراوح في مكانه مرتبكاً ومتخبطاً، فكانت تلك مفاجأة جعلت من الضروري، احتياطاً، إلقاء تبعة المشروع بمجمله على عاتق إدارة بوش في حال فشله وتأجيل تنفيذه إلى حين!

ولكن هل يعقل أن أحداً يعجز فعلاً عن الربط بين الحصار الطويل للعراق على مدى أكثر من عشر سنوات وبين الاحتلال؟ وبناء على ذلك أليس التحوّل البديهي من الحصار إلى الاحتلال كان يمكن أن يحدث في عهد كلينتون الديمقراطي لو أن الظروف كانت مواتية؟ إن إدارة بوش الابن، منذ تولت الحكم، لم تفعل سوى السير على المخطط الموضوع مسبقاً، ولعلها وجدت في الهجمات على نيويورك وواشنطن فرصة مناسبة تماماً، غير أن الاحتلال المقرر مسبقاً كان سيتحقق لأي سبب أو من دون سبب، في عهدها أو قبله أو بعده!

على طريق التأسيس لقرن أميركي!

لقد أعطت أحداث نيويورك وواشنطن فرصة نادرة لإعلان حالة الطوارىء والأحكام العرفية في العالم أجمع، وأعطت الذريعة لاعتماد أسلوب ما سمي بالحرب الاستباقية التي يحق لواشنطن شنها بناء على احتمالات ظهور نوايا إرهابية مستقبلاً في بلد من البلدان، أي أنها وضعت بلدان العالم عموماً كأهداف للاجتياح! وكان العراق هو البلد الأول المؤهل، لكنه لم يكن الأخير على طريق التأسيس لقرن أميركي ينهض على أنقاض العالم العربي والإسلامي، غير أن المقاومة العراقية أوقفت المشروع عند خطوته الأولى، ربما مؤقتاً وربما إلى الأبد، وبسبب الخيبة والفضائح في العراق صار كتاب كلارك مهماً لحماية النظام الأميركي بتوجيه الأنظار إلى الإدارة الحالية وتحميلها وحدها المسؤولية، ولعل الإدارة ذاتها لا تمانع في ذلك، أو لا تستطيع منعه بسبب سطوة حراس النظام غير المعلنين الساهرين على أمنه التاريخي!

والآن، لنستعرض مقطعاً مما أورده كلارك، إنما لقراءته بعمق وبطريقة أخرى. يقول كلارك أنه، في 12/11/2001، غادر قاعة المؤتمرات المكتظة وتوجه إلى قاعة الأزمات ليجدها خالية إلا من الرئيس بوش الذي كان يهيم وحده في جنباتها، وأن الرئيس جذبه مع عدد من أعضاء الإدارة إلى الداخل، وأغلق بنفسه باب القاعة، وقال:

-  -    "أنظروا! أريدكم أن تعودوا مرة أخرى لمراجعة كل شيء بأسرع وقت.. راجعوا ما إذا كان صدّام هو من قام بذلك.. تفحّصوا ما إذا كان بأي شكل على صلة بالفاعلين!

يقول كلارك: تراجعت إلى الوراء مشدوهاً مصدوماً وعاجزاً عن التفكير والكلام. قلت للرئيس:

-  -    ولكن، سيدي الرئيس، تنظيم القاعدة هو من قام بذلك!

قال الرئيس بوش:

-  -    أعلم، أعلم، ولكن دقّقوا في ما إذا كان صدّام متورطاً.. فقط تفحّصوا الأمر.. أريد أن أعرف كل تفصيلة مهما كانت صغيرة!

يقول كلارك أنه حاول أن يبدو أكثر طاعة وأسرع استجابة وأعظم احتراماً لوجهة نظر الرئيس وأنه خاطب بوش قائلاً:

-  -    لكنك تعرف أننا قمنا بذلك عدة مرات ولم نعثر على أية صلة للعراق!

ردّ الرئيس بوش بسرعة وبغضب:

-  -    افحصوا أمر العراق وصدّام (ثم تركنا وانصرف!).

واضح تماماً أن إدارة الرئيس جورج بوش منسجمة كل الانسجام مع الروح التاريخية للنظام الأميركي، فلا اختلاف بين أقوالها وأفعالها وبين أقوال وأفعال إدارة أي رئيس أميركي، ابتداء بجورج واشنطن ومروراً بكوينسي وترومان وجونسون وكلينتون، وإذا ما اقتضت ضرورات حماية روح النظام التضحية بإدارته، فإن ذلك لا يعني أنها إدارة جديدة، فريدة، مكوّنة من محافظين جدد، غريبي الأطوار كما يقال!

www.snurl.com/375h

 

Hosted by www.Geocities.ws

1