الأمين العام للمؤتمر القومي العربي                        دمشق- 10/8/2003                                                   

الأخ الأستاذ معن بشور المحترم

 

تحية عربية وبعد:

 

الموضوع: المبادرة المصرية لتطوير جامعة الدول العربية

المصدر: نصر شمالي- عضو الأمانة العامة

 

بعد الإطلاع على المشروع المنسوب إلى مصر لتطوير الجامعة العربية، وعلى رسالتكم التي تضمنت الدعوة للمساهمة في هذا التطوير، وإشارتكم إلى أن مركز دراسات الوحدة العربية يعد لحلقة نقاشية سيطلع الأمانة العامة للمؤتمر على نتائجها، تمهيداً لإعداد مذكرة للجامعة تتضمن مساهمتنا في هذا الجهد، وبناءً على طلبكم، أجيبكم بما يلي:

1-         لم أدرك المغزى في أن ينسب مشروع التطوير المقترح إلى مصر! وفي عدم تسمية الجهة المحدّدة التي أعدّته، حيث لكي ينسب إلى مصر لا بد أن يكون مقرّاً من قبل هيئة لها حق النطق باسم مصر، كمجلس الشعب مثلاً! نرجو تسمية الجهة التي أعدّت المشروع.

2-         لقد تميّز المشروع بالمحدودية المفرطة في تصويره للنظام العربي، ولمؤسسته الأولى الجامعة، وأنا أعتقد أن هذا يعود إلى التجاهل وليس إلى الجهل، وهذا التجاهل لا يمكن أن يكون دافعه سوى النفاق والإنتهازية مهما حسنت النية، فالنظام الرسمي العربي جزء لا يتجزأ من النظام الرسمي الدولي، ومع ذلك فإن معدي المشروع يتجرّأون، مثلاً، على إجراء مقارنات بين نظام عمل الاتحاد الأوروبي وبين نظام عمل الجامعة العربية، وبين نظام عمل مجلس الأمن الدولي ونظام عمل مؤسسات الجامعة، وإن ذلك ليبعث على الغثيان حقاً، حتى أنني قرأت النص مرغماً نفسي على ذلك طوال الوقت!

3-         يجب أن نقرّ أننا أمة شبه مستعمرة، وأن النظام الرسمي العربي وجامعته هما مظهر من مظاهر شبه استعمارها. إن هذا ليس تجنّياً وليس استثناء لأي نظام منها، كذلك ليس هو دعوة لمقاطعة النظام العربي وجامعته، بل دعوة للتعامل معه ومعها كما هما في الواقع، من دون نفاق ولا انتهازية، علماً أننا لا نستطيع إقناع المنافق الانتهازي أن لا يكون كذلك!

4-                     إن وظيفة  المؤتمر القومي العربي، والهيئات المماثلة، هي العمل على مستويين:

أولاً: صياغة علاقة محسوبة مع النظام العربي الرسمي المعاش وجامعته، تحاول الحدّ من شروره من جهة، وتحاول جعله يلتزم ببعض الواجبات القومية، بل الإنسانية، بل الأخلاقية، التي لا تقبل نقاشاً، ولا جدلاً، ولا مماحكة، مثل الموقف من معاناة العراقيين والفلسطينيين وغيرهما.

ثانياً: تشريح بنية هذا النظام وجامعته ببعديها الداخلي والخارجي، وتعرية كل خليّة من خلاياهما، واستخلاص النتائج والعبر الواقعية التي تساعد على تصوّر النظام الذي تحتاجه الأمة وتناضل من أجل تحقيقه.

5-         إن مهمة واحدة يجب أن نكرّس لها معظم جهودنا، وهي جعل هذا النظام يتوقف عن ممارساته المشينة، بإطلاق صفة الإرهاب على المقاومة، مثل ما يفعل الأعداء، وبمعاملة المقاومة باعتبارها إجراماً، وبتجاهل ومكافأة  الظالم بظلمه، وإدانة ومعاقبة المظلوم بأخطائه، حتى أن هذا النظام الخانع لا يساوي بين المعتدي والمعتدى عليه في المعاملة، بل هو مع المعتدي!

6-         إن المنافقين والانتهازيين بمشاريعهم التطويرية، التي ظاهرها ما يشبه السذاجة، وباطنها الخبث، يتطلعون فقط إلى توسيع دائرة الإرتزاق في مؤسسات النظام العربي، الأمر الذي سيدفع بالكثيرين من الأوساط الثقافية والفكرية، الشديدة الهشاشة أخلاقياً، إلى الانحياز ضدّ أمتها بالعمل لصالح النظام الرسمي العربي، أي لصالح النظام الشايلوكي الدولي!

7-         يتوجب على المؤتمر القومي العربي أن يحذر تماماً الانزلاق إلى ميادين عمل النظام الرسمي العربي، وأن يحافظ بحزم على استقلاليته التي يمكن أن تؤهله كمرجعية للأمة، فهو غير معني بتطوير النظام الرسمي العربي البائس، الأسير تماماً للنظام الدولي، بل معني بالحدّ من أذاه، وبدفعه لاتخاذ مواقف الحدّ الأدنى، التي يمكن أن تُدفع إليها دول أجنبية معادية أو صديقة.

8-                     لم أجد أية ضرورة للدخول في مماحكات حول كل بند من بنود المشروع!

 

                        أرجو أن تتقبلوا أطيب تمنياتي، وفائق احترامي.

 

                                                     عضو الأمانة العامة للمؤتمر

                                                   أخوكم/نصر شمالي

Hosted by www.Geocities.ws

1