في مثلِ يومٍ من أيامنا السودِ منذ ما يربو على العشرين عاماً نظمتُ هذه القصيدة
فهل ثمةَ تغييرٍ اليوم عن الأمس البعيد ..
حقاً ما أشبه الليلة بالبارحة !
والريــحُ تعوي والثرى يتفجَّرُ |
|
صهيونُ يخطرُ في
الدمــــاءِ ويمخُرُ
|
طـــرباً .. كأنَّ
دمَ العروبةِ كوثرُ!
|
|
وتراهُ
في الحانِ الشجيِّ
مصـــــفقاً |
عصــــمَ الشقيَّ الطودُ وهو الكافرُ! |
|
غرقتْ سفيـــنةُ ألف ِ نوحٍ بينمــــا |
وجــــثا له الجوديُّ
أنىَّ يبحرُ !
|
|
وكأنما الطــــوفانُ ذلَّ
حياله ! |
عربيـــــــةٌ ، أزرى به المســــــــتنصرُ |
|
حتى استوى فإذا الشطوطُ جماجمٌ |
أبداً ، ولا سُـــحبُ المروءةِ تُمـــطرُ |
|
وإذا المنـــاحةُ لا يُفـــَضُ
عـــزاؤها |
|
|
|
ينعى ســـــــناءً قد طوته الأعصــــرُ |
|
في كلِّ روضٍ
للعروبـــــةِ بلــبــــــلٌ |
ويحثُّ عبســــاً كي يشـــمرَ عنتــــرُ |
|
يشـــــتمُّ قعقاعاً ، ويشــحذُ خالداً |
وتراهُ في روضِ الحمـــــــائمِ
يزأرُ ! |
|
عجباً ..تراهُ مع النسـور حمامةً ! |
لبنــــــــانَ والأعرابِ لم يتـــــــــأثروا ! |
|
وترى فلســــــــــطينَ تعانقُ في اللظى |
ـــلُّ يدَ التـــــتـارِ الجامــحينَ ويثأرُ |
ــــــ |
طالَ انتظارهمو لمن عنهم يشـــــــــــــ |
أو ربــــما بـــحرُ الدمـــــا يتخثرُ |
|
فلربــما حـــنَّ
الغــــزاة
بهـــــدنةٍ |
غدُهُ بأيديِ خصــــــــومهِ يتـــــقَررُ |
|
يا ويـــــحَ منْ فقَدَ القرارَ وويلَ مَنْ |
وإذا صـــــحا يســـــقيه سماً قيـــصرُ |
|
كســــــرى يصب له النبيـــــذ مخدراً |
|
||
هـــذي
تضَّيــــِعنا ، وذاك يُغــــررُ |
|
يا قومُ صـــــنوانُ الخيانـــــةِ والكـــرى |
فالهـــــِـرُّ في الغـــابِ الخوالي
أقــدرُ |
|
وإذا توحَّــــــشَ في العرينِ غضــنفرٌ |
سَــــــيظلُّ في وحل المنامِ يُجرجرُ؟ |
|
يا ســــــادتي قولوا لنــــــا مَنْ مثلنـــــا |
لٌ
صـــــــــفعها مِنْ كلِ مَِنْ يتنــــــدرُ |
|
لكأنـــــما للعُربِ
أقفيــــــةٌ حلا |
سِــــــــفرٌ أحقُ ، ولا حديثٌ أشهرُ |
|
رامبـــــــو يقولُ ، وليس مثل َ مقالهِ |
وطبيعةِ العُربِ الكرامِ.. تخيروا ! |
|
ياعُربُ أيُّ
الموتِ أكثرُ رقةً |