رأيتُ الغصون التي لم تزل

رأيتُ الغصونَ التي لم تزلْ

تصدُّ الرياحَ وتضربُ للواهمينَ المثلْ

تعضُّ على الحُرُماتِ النواجذَ في الصمتِ

حتى يعيشَ الأملْ

هُنَا القُدسُ حَوراءُ تسكنُ في بيتِ شعرٍ

ُيرتلُ في مقلتيها الغَزَلْ

يرِفُّ على قبةٍ كمْ تُنادي

أنا العزُ في سجنِهِ مُعتَقَلْ

وأقصى يئنُّ ومَسرَى يحِنُّ

إلى الأنبياءِ ونورٍ على راحتَيها نَزَلْ

وبعدَ الصلاةِ نداءُ السَمَاءِ

من القدسِ للقدسِ للمُنتَهىَ قد وصَلْ

توضأَ بالنورِ ثم اغتَسَلْ

وفوقَ البراقِ يعودُ إمامُ الرُسُلْ

هُنَا البدءُ والانتهاءُ

وفصلُ الخطابِ وخيرُ العَمَلْ

هُنَا عهدةٌ للأنامِ سَقاهَا عُمَر

ويا ليتَ أنَّ الوَرَىَ من هُداهَا نَــهَلْ

هُنَا القُدسُ تَحلُمُ بالقادمِينَ

الذينَ استناموا ببحرِ العَسَلْ

تُنادي الحفيدَ ونسلَ الحفيدِ

أَفيِكُمْ جَسورٌ هَصورٌ بَطَلْ؟

على صهوةِ المجدِ يأتي

فَيدحَرُ سيفُ الشموخِ العَذَلْْ

قوياً عزيزاً سريعاً بلا

فلسفاتٍ يُغَلِفُهُنَّ الوَجَلْ

هُنَا القُدسُ حَمرَاءُ؟

هَلْ ذاكَ مِنْ نَزفِها أمْ تُرَاهُ احمِرارُ الخَجَلْ؟

هُنِا القُدسُ خَضرَاءُ؟

مِنْ حَرفِها دينِها شِعرِها نَثرِها من قديمِ الأَزَلْ؟

هُنَا القُدسُ عَزلاءُ يا عِزِّهَا

حِينَ يَخشىَ الذِئَابُ صُراخَ الحَمَلْ

يُدَنِسُ مِحرَابَها كُلَ يومٍ

دَبيِبُ الضباعِ فحيحُ الأَفاعيِ

وَسُمُّ الغَزَلْ

بليلٍ طويلٍ طويلٍ طويلٍ

بعينين بالنومِ يا قدسُ لم ْتُكْتَحَلْ

وعزفِ اليهودِ بنايٍ وعودِ

كذوبِ العُهودِ بأمطارِ جودٍ

وليس لها في ثَرَاكِ بَلَلْ

وَمَهمَا تَطُولُ اللياليِ

سيأتي صَلاحُ لِيغزِلَ بالفجرِ

أَبهى الحُلَلْ

وما الفجرُ يا قُدسُ إلا عُلاكي

وليسَ لنا عن عُلاكي بَدَلْ

Hosted by www.Geocities.ws

English Version
الصفحة الرئيسية
عودة إلى الأشعار
Hosted by www.Geocities.ws

1