فرح الحذاءُ

 

فَرِحَ الحذاءُ .. وكان أسعدَ من جموعِ الشامتينْ

فسألتُه ما سرُّ فرحِكَ

أنت لم تلمسْ بهذا الشيءِ خدَّاً أو جبينْ

قال : سعيدٌ شاكرٌ ربي لأني

كنتُ أخشى لمسَ رأسٍ حَللت يوماً دماء المسلمين

لكنْ يشوبُ سعادتي بعضُ الأنينْ

أوَلم أكُن حضناً لكعب فتىً عراقيٍّ

أبيٍّ لم يخُن إرثَ الإباءِ ولا رجاءَ الحالمينْ؟

إنه ألم الفراقِ

فراق من صاحبته ومعاً خطونا نحمل الحلم الدفينْ

***

أدري بأني طلقةٌ لن تستعيدَ سنابلاً

أو تسحر الأشواكَ في دربِ العروبةِ ياسمينْ

أدري بأنيِّ حينَ طيرني الأبيُّ صوبَ رأسِ الغولِ

لست مُحرِراً طفلاً وزيتوناً ببغدادَ وغزةَ أو جِنينْ

لكنني رمزٌ ستكتبهُ يدُ التاريخِ يوماً

أن نعلاً صار أسمى من أنوفِ الظالمينْ

أنَّ رغم الشوكِ رغم الليلِ رغم الريحِ

( منتظرُ ) الأبيُّ غدا شعاعاً في ظلام التائهينْ

يلقمُ النمروذَ نعلاً حاملاً لعناتِ أقطارٍ

وتاريخٍ ودينْ

*****

لم يمتطِ ( الزيديُّ ) ركبَ مسيخِ عصرٍ

أرجوانيٍ توضأَ من دماءِ الوادعين

ولَجَ العرينَ بنخوةٍ ورأى به الثعبانَ

يحتلُ العرينْ

وَلَجَ العرينَ مصاحباً قلماً وأوراقاً وموالاً ثخين

وأمامه وجهٌ لأفعى ليس يُجدي نحوها

إلا حذاءٌ صارمٌ صرخاتُه رمزٌ لكل الحانقين

*****

صَمَتَ الحذاءُ وسرتُ وحدي لا أرى

إلا ضياءً في غمامِ الصامدين

سوف تُتلى للورى ألحانُه الشماءُ حتماً

بعد حينٍ

بعد حينٍ

بعد حينْ

           

Hosted by www.Geocities.ws

صفحة الأشعار
صفحة المقالات
صفحة الصحافة المصرية
الصفحة الرئيسية
البريد الشخصي

Hosted by www.Geocities.ws

1