يوميات العرابي
أرشيف المقالات

وعد بوشفور
 

 

 

 

 

 

 


وعد بوشفور ..  بعد وعد بلفور .. وربما يهل علينا العام القادم بوعد كيري ، والفرق بين هذه الوعود السابقة والحالية وربما القادمة وبين وعد إبليس بالجنة ، أن وعد إبليس لا يصدق ، ولكن وعود الغرب لإسرائيل تحقق منها وعد واحد على الأقل ، ونصارع الآن جاهدين دفعاً لعدم تحقيق وعد الكابتن بوش .

حدثت الفاجعة الكبرى منذ 87 عاماً عندما بعث وزير الخارجية البريطانية عام 1917 برسالة إلى اللورد روتشيلد - أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة والتي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، وكانت بمثابة أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين. وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهدا بإقامة دولة لليهود في فلسطين. وفي ما يلي نص الرسالة:

-----------------------

(( وزارة الخارجية

الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917

         عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته ، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية ، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".

وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيونى علما بهذا التصريح.

المخلص 
 آرثر بلفور
))

-----------------------

وما أشبه الليلة بالبارحة فبلفور أصبح بوشفور ، وروتشيلد أصبح شارون ، وفلسطين مازالت فلسطين ، والعرب لازالوا يحلمون بعنتر ابن شداد ، ويتباهون أمام العالم بسيوفهم اليمانية ، ويكتبون الأشعار في العيون العسلية ! ربما يقول قائل لا تجلد نفسك وتجلدهم فقد تغيروا عن ذي قبل كثيراً !  نعم تغيروا .. تغيروا في أشكالهم ، فبعد الجلباب والكوفية ، أصبحوا يرتدون الجينز والتي شيرت ، وبعد الثريد أصبحوا يلتهمون الهوت دوج والهامبورجر ، وبعد عصير الرمان ، أصبحوا يحتسون البيبسي كولا - " وهذا أضعف الإيمان " – وبعد خلطة الزنجبيل مع عصير الجرجير أصبحوا يلتهمون الفياجرا .. نعم تغيروا .. فقد استعملوا الانترنت واقتحموا عالم الكمبيوتر ولكن بطريقتهم الخاصة جداً ، فيدخلون مواقعاً لا تسمن ولا تغني من جوع .. فموقع الفنانة زوبة اللهلوبة أفضل لديهم ألف مرة من موقع أي عالم عربي .

وعندما أرادوا الجلوس معاً كانت الطامة الكبرى ، واختلط الحابل بالنابل .. فواحد يقول نجتمع لمحاربة شارون ، وهو جالس في ظلال الزيزفون ! والثاني يقول الإصلاح من الداخل ، فيضحك منه أهل الداخل ، وآخر يقول الإصلاح من الخارج ، فيقذفون به إلى الخارج .. وآخر يقول نبدأ من إصلاح الجامعة ، فيرد عليه آخر نبدأ أولاً بتعريف كلمة " إصلاح " ، وعندما ننتهي منها نشرع في تعريف كلمة " الجامعة " وعندما يتفقون على " التعريف " ، يقول لهم الآن يمكننا أن نحيل التعريف إلى لجنة الدراسة المنبثقة عن لجنة التعريف!

وفي هذه الأثناء يقوم الكابتن بوشفور بإرسال رسالته الشهيرة إلى المعلم شارون ، والتي يقول له فيها ما قاله عبد الحليم في إحدى أغانيه الوطنية : " قول ما بدا لك .. إحنا رجالك .. ودراعك اليمين " .. يقول له فيها " خلي مستوطناتك معاك يا راجل بلاش وجع دماغ  .. إحنا هنزعل من بعض عشان شوية مستوطنات "  ، " أما بخصوص اللاجئين فهم قد اعتادوا على الغربة .. ومن يريد العودة فليعد إلى دولة فلسطين التي سوف تقوم بإذن الله سنة 3004م  على مساحة تقدر بفدانين منزوعين من السلاح والزيتون والتفاح . المهم من يسألك عن خطة انسحابك قل له إنها ضمن خطة خارطة البتاع .. أقصد خارطة الطريق "

هذا هو نص رسالة الكابتن بوشفور لحضرة العمدة ، والحاكم الحقيقي للكرة الأرضية حالياً شارون باشا .. الذي لم يقنعه هذا الوعد التافه ، وعاد معبراً عن عدم قناعته بذلك فقتل بكل متعة وانسجام الدكتور الرنتيسي .. وبمجرد أن علم بوشفور بالعملية عاد مرةً أخرى يكرر أغنيته الشهيرة " قول ما بدا لك .. إحنا رجالك .. ودراعك اليمين " ، وأوعز للدكتورة رايس لتصرح بأن الرنتيسي إرهابي ، وحماس إرهابية ، وأن الإرهابيين يستأهلون ذلك العقاب .. أما المعلم شارون فهو رجل السلام .. وموتوا بغيظكم يا عرب .

فما كان من العرب إلا أن غاظوها أكثر مما غاظتهم ، لأنهم لم يتأثروا ولم يغتاظوا لأنهم منهمكون حالياً في الإعداد لمؤتمر القمة العربي .. شوف الثقة بالنفس .. ثقة العرب في أنفسهم أكبر من شارون وبلفور وبوشفور ورايس .. أكبر من فلسطين والعراق والشيخ أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي .. .

لقد شارفت الخطة الصهيونية على نهايتها بكل صبر وعلم وإحكام .. فبعد احتلال الصهاينة لأكبر وأقوى دولة في العالم ، مازلنا - نحن العرب – نشجب ونندد بإسرائيل ، ونوطد بكل ما أوتينا من قوة عرى الصداقة مع الصديق الأمريكي .. وتحضرني في هذا المقام نكتة عن أحد الأشاوس ذات يوم عندما جمع رجاله وقال لهم لم تعد موازنة الدولة تكفي لإطعام الشعب ، فماذا نفعل ؟ وطلع عليه أحد الأذكياء في حكومته قائلاً : سيدي نحارب أمريكا ، فتهزمنا وتحتلنا ، ثم توفر لنا بعد ذلك طعامنا !  فما كان من عضو آخر تفوق عليه في الذكاء إلا أن نهره وسأله سؤالاً فيه الشفاء :  طيب وإذا هزمنا أمريكا هنأكلها منين يا ذكي ؟

--------------------------------------------------------

هنا أبكيتُ قيثاري..      سجدتُ لرحمةِ  الباري

لجأتُ   لنشـرةِ  الأخبار ِ        في   ذعرٍ   وإدبارِ

فأيقظني   فمٌ   حلوٌ      وصـدرٌ   تحته   عاري

وراقصةٌ    تُعذبها      بقايا     ثوبها   الناري

كأنَ  القومَ  قد ثـملوا قبـيل   الذبحِ  في "  البار ِ"

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Hosted by www.Geocities.ws

You need Java to see this applet.
Hosted by www.Geocities.ws

1