الملك لير يظهر من جديد فى المسرح القومى - يحيى الفخرانى: لير أكثر الشخصيات الكلاسيكية حداثة!!

بقلم: باسم صادق - مجلة الأهرام الرياضى. - بتاريخ الأربعاء 13 فبراير 2002

 

على اشعار أحمد فؤاد نجم وأنغام راجح داود ينسج مجموعة من ألمع النجوم خيوط أحد روائع شكسبير "الملك لير" وبين جنبات المسرح القومى يلتقى يحيى الفخرانى فى تصميم وتحد مع سوسن بدر بأنطلاقها وتفاؤلها ليحتضنا معا ريهام عبد الغفور تلك الموهبة الشابة التى تقف على خشبة المسرح لأول مرة لتؤدى دوراً من أصعب الأدوار وأكثرها شفافية وإيجابية وهى كورديليا الأبنة الصغرى للملك لير ويقودهم فى إخراج هذه السيمفونية  د. أحمد عبد الحليم.

المسرحية مازالت فى طور البروفات والتى لمسنا فيها روح الحب والمودة والاحترام المتبادل والإصرار والتصميم على تقديم مثل هذا العمل الشاق والصعب بشكل يليق بمكانته العريقة وأيضاً يناسب المشاهد المصرى فى نفس الوقت لذلك كانت جولتنا مع أبطال العرض بداية من المخرج د. أحمد عبد الحليم والذى قال إنه تم اختيار "الملك لير" من بين أعمال شكسبير لأنها تحمل كثيراً من الظروف الاجتماعية التى نعيشها هذه الأيام مثل عقوق الأبناء وهو موضوع يصلح لكل زمان ومكان بالإضافة إلى البعد السياسى فى النص الذى يشير إلى تنازل الملك عن عرشه لبناته وتفتيته الدولة إلى دويلات صغيرة لمجرد أنه أراد ذلك دون أن يراعى أحوال شعبه، ورغم الصعوبات التى تواجهنا سواء كانت مادية أو فنية تتمثل فى طول النص ومحاولة تكثيفه بشكل جيد فأننا نحاول التغلب عليها خاصة مع هذا الفريق المتجانس والذى يعى جيداً صعوبة تكرار المشاهد وسرعتها، وقد اخترت يحيى الفخرانى بالذات لأنه دور صعب ويحتاج لحماسته الدائم وهو فعلا يعيش الشخصية بكل أحاسيسه ووجدانه وعقله طول الوقت لأن هذا الدور يتطلب مجهوداً عصبيا وعضلياً وعقلياً.

الفخرانى يتحدى المسرح السياحى ..

ولأن يحيى الفخرانى من الممثلين المعروف عنهم اختيار الأدوار الصعبة فقد سألناه عن سبب اختياره لهذا الدول حيث قال: أن أكثر مما جعلنى متحمسا لهذا الدول أن هناك جيلاً بأكملة لم يشاهد مثل هذه النوعية من المسرح الكلاسيكى ولأن أحساسى بأن ما يسمونة المسرح السياحى قد ألغى كل المبادئ والتقاليد لذلك رايت أن أذهب لأبعد الأعمال الكلاسيكية أقتراباً من واقعنا الحديث نظراً لما تحمله الشخصية من جوانب إنسانية لا تنتهى على مر السنين، وفيما يتعلق بى شخصياً فأنا لا يمكننى تقديم مثل هذه الشخصية فى مرحلة سنية أكبر من ذلك لأنه يتطلب مجهوداً فظيعاً فلير يبلغ من العمر 80 سنة ولأنه شخصية شاقة وعصبية وتحكمه انفعالاته فأنه لا بد ألا يتعدى الممثل الخمسينات من عمره.

وحينما واجهنا الفخرانى بآراء بعض النقاد الذين يرون أنه لا يصلح لمثل هذا الدور فقد سعد كثيراً وقال: أنى أحب مثل هذه الانتقادات لأنها تحفزنى وتشجعنى على تقديم الدور بل وأتمنى أن يشعر الجمهور أيضاً بذلك حتى يأتى ليرى هل صدقت توقعاته أم لا .. وعن مسرح القطاع العام والقطاع الخاص أكد الفنان يحيى الفخرانى أنه لا يفرق بينهما قائلاً: أننى أعمل لهذا وذاك ولكننى أحدد النص الذى يجذبنى والتقاليد التى اسعى إليها مثل احترام موعد رفع الستار وعدم خروج الممثلين عن النص وأنا لم أقابل نصا استفزنى مثل شخصية "لير" فكلما قرأت جملة ما تستفز قدراتى واشعر بأن للجملة الواحدة معانى جديدة وعميقة جداً.

سوسن بدر والأبنة الشريرة ...

أما الفنانة سوسن بدر فقالت أنها قبلت العمل فى ذلك النص لأنه للأسف أن الأعمال الكلاسيكية لم تعد تقدم بكثرة الآن نظراً لصعوبتها وقد استوقفنى جدا دور الأبنة الكبرى للملك لأنها أبنة شريرة وغليظة وأنا لم أجسد مثل هذا الدور من قبل والذى يتسم بالشراسة فهو دور جديد تماماً على واجتهد فيه بكل استطاعتى والصعوبات التى تواجهنى وتطلب منى مجهوداً مضاعفاً تتبلور فى ضرورة الفهم العميق لتلك الشخصية ومقوماتها الفكرية والنفسية وأيضاً الجسدية ومنهم مبررات ودوافع الشخصية لارتكاب الفعل وأيضاً مبررات رد الفعل فى المواقف المختلفة فهى شخصية صعبة بكل المقاييس.

 

كورديليا ..

هى الأبنة الصغرى للملك لير والتى تلعب دورها الممثلة الشابة ريهام أشرف عبد الغفور وهى فتاة تحب والدها الملك كثيراً ولكنها ترفض أن تتملقه طمعاً فيه وحينما تعترف بذلك تعتقد أن الملك سيصدقها ويكتفى بهذا الحب لكن الملك يثور عليها ويطردها من حياته ويحرمها من الأرث وبعد أن تتزوج من ملك فرنسا وتتخلى عن أختاها يصل لير لمرحلة الجنون وتعود كورديليا لتقف إلى جانب والدها حتى يقتلها أدموند فى النهاية ويموت الأب حزنا على أبنته المظلومة وقالت ريهام عبد الغفور: أن هذا الدور جذبنى لما فيه من حساسية ودفء يغوص فى أعماق المشاهد المصرى وكورديليا فتاة ذات مشاعر رقيقة ونبيلة وإيجابية فى سلوكها وتدرك أن مثل هذا التقسيم قد يؤدى إلى ثورة ودائما يرتبط لير بكورديليا ولهذا أشعر بالخوف الشديد لصعوبة الدور وأهميته وأضاً لأن هذه هى المرة الأولى التى أقف فيها على خشبه المسرح وأشعر بالرهبة الشديدة من رد فعل الجمهور المباشر وفى النهاية فان العمل ليس سهلاً ولكنه عظيم ويستحق التشجيع.

ولأننا نثق فى قدرات ممثلينا الكبار فقد صورناهم فى بروفاتهم.

Hosted by www.Geocities.ws

1