AFGALALY محمد عبد الفتاح جلال

القائمة الرئيسية

 

1-موضوعات عامة

2-أشعارى

3-مختارات شعرية و قصصية

4-مقالات أدبية

5-مقالات تاريخية و سياسية

6-شخصيات

7-إسلاميات

8-عروض الكتب

9-القسم الطبى

10-طب الأسنان

11-مدوناتى الخاصة

 

 

 

 

 

القدس فى بداية الألفية الماضية

 


 

مفاتيح القدس سنة 1000م وما بعدها موجودة فى القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية و ركن الكنيسة الأرثودكسية الشرقية.. فبعد أن دخل الصراع بين قوى الإسلام و المسيحية منعطفه الخطيربظهور السلاجقة على الساحة فى أواخر الألفية الأولى من الميلاد و توسعهم المطرد على حساب أراضى الإمبراطورية البيزنطية حتى أنزلوا بهم هزيمة مدلة ومنكرة فى موقعة منزيكرت(ملاد كرد)فى أغسطس 1071م،أراد الإمبراطور البيزنطى ألكسيوس كومنين أن يقوم بعمل عسكرى جبار المراد منه أساسا اجتزاز شوكة السلاجقة الأتراك، و إنهاء خطرهم الداهم..

البداية:

ولم يكن أمام الإمبراطورألكسيوس إلا أن يستنجد بكرسى البابوية الرومانية ،الدى كان يعتليه وقتها البابا إربان الثانى، مثيرا فيه الحمية للمسيحيين ،على أن المصادر التاريخية تؤكد أنه لم يرد دكر القدس ولو بالإشارة فى خطاب الاستنجاد هدا.أما البابا فقد رأى أن الفرصة أمامه سانحة ليقوم بعمل يزعزع مكانة خصومه من ملوك أوروبا على الأصعدة السياسية و الشعبية ؛ فدعا فى مؤتمر كليرمونت الكنسى 1095م إلى ما عرف فى النهاية بالحرب الصليبية مجمعا حوله الأمراء الإقطاعيين، ملوحا لهم بما يستطيعون جنيه من ثمار الشرق بعيدا عن تبعيتهم لملوكهم.وحتى يتسنى له جمع قوام جيش غفير من المحاربين عمل البابا على استمالة الرعاع و ضرب لهم على الوتر الحساس،و هو الدين،و رسخ فى أنفسهم أنهم ذاهبون إلى الشرق حجاجا للقبر المقدس و مخلصين لكنيسة القيامة و إخوانهم فى المسيحية من وحشية أمراء المسلمين وباع إربان صكوك الغفران التام من الذنوب لكل من يشترك فى هدا "الزحف المقدس" فانضم إلى "الحجاج" سفلة القوم و قطاع الطرق و المرتزقة.

البواعث:

يبرز هنا سؤال هام عن بواعث البابوية على هدا العمل : لا شك أنها أرادت أن تبرهن على أن سلطانها أعلى من كل سلطان ،و أن تصنع لنفسها نصرا سياسيا هاما كما أشرنا من قبل ،كما أن البابا رأى فى نجاح دعوته نجاحا ذاتيا له يرفعه فى أعين المسيحيين الشرقيين فيصبح فى نظرهم بمثابة المنقذ و المخلص من ظلم أحل بهم ولم يستطع الإمبراطور البيزنطى محوه عنهم.أما دوافع الأمراء على الخروج فحدث و لا حرج عن أغراضهم المادية التى لم تخف على أحد.

حملة الأمراء:

 وفد إلى الشرق عن طريق الأراضى البيزنطية أربع جماعات نظامية كل منها من إحدى المناطق الأوروبية،وإن كان أغلبها من فرنسا الحالية، و تحت قيادة أمير إقطاعى تمرس و من معه على فنون القتال. و قد اتبع الإمبراطور الرومانى معها نفس النهج حيث رغب على أن تكون هده الحملة بأكملها تحت لوائه ، فكان يصر على أن يأخد لنفسه من قائد كل جماعة يمين الولاء، مما كان يعنى تخلى الأمراء عن تبعية ملوكهم الأوروبيين ، و أن تكون طاعته الكاملة لمن عقد له يمين الولاءألا و هو الإمبراطور ،و أن يتنازل له بالتالى عن كل أراض يفتحها. و فى المقابل كان الإمبراطور يؤمن الجيش بالمؤن و العتاد ، ويسهل عبوره إلى شاطئ آسيا الصغرى(تركيا حاليا).

*كانت الجماعة الأولى من إقليم "لوتارتجيا" بفرنسا ،و بقيادة "جودفرى دى بويون" ومعه أخيه "بلدوين" ،وهى التى كان لها النصيب الأكبر من الفتوح.رفض جودفرى فى بادئ الأمر أن يقطع للإمبراطور ألكسيوس اليمين الدى طلبه، و لكنه رضخ فى النهاية لعلمه أنه لا قبل له بمخاصمة الإمبراطور.

*الجماعة الثانية جاءت بقيادة "بوهيموند" ابن "رورت جيسكارد" الدى عرف عنه عداؤه الشديد للإمبراطورية البيزنطية، إلا أنه اتبع سياسة "تمسكن حتى تتمكن"، و قطع على نفسه يمين الولاء بغير جدل ولا نزاع. و قد اصطحب معه فى الحملة ابن أخته "تانكريد".

*الجماعة الثالثة أتت من إقليم "بروفنس " بفرنسا تحت قيادة "ريموند"كونت "تولوز"الصنجيلى، و معه "أديمار" أسقف "بوى" و نائب البابا لدلك فقد كانت تحظى باهتمام البابا الخاص. و قد رفض الكونت قطع يمين الولاء،و أصر إن أراد الإمبراطور هدا اليمين أن يرسل مع الحملة جيشا روميالمصاحبتها، لكنه رفض هدا الطلب.

*أما "روبرت وليم" و "ستيفن" كونت "بلوا"و "شارتر" اللدان جاءا على رأس الجماعة الرابعة فقد بادرا بإعطاء اليمين فى سهولة و يسر، فأغدق عليهما الإمبراطور بالعطايا  و المنح.

الهجوم:

هكدا تجمعت الفرق الأربعة على شاطئ آسيا الصغرى مصحوبة بكتيبة بيزنطية ضئيلة العدد درا للرماد فى العيون. و كانت "نيقية"دات الأهمية الكبيرة للسلاجقة أول الحصون التى سقطت فى أيدى الصليبيين، إلا أن حصونها قد استسلمت لجنود بيزنطة ، فرُفعت على أسوارها أعلام الإمبراطورية.و هكدا ، و بعد سقوط نيقية خالصة للإمبراطور الرومانى لم يعد أحد من القادة الصليبيين يكترث إن هو سعى جهرا و علانية لمصلحته الخاصة، و كان هدا أمر أخفاه كل منهم فى صدره : فما لبث أن انفصل "بلدوين" و "تانكريد" عن الحملة ، ونجحوا فى الاتصال بالأرمن بالرها ،الدين ساعدوا الصليبيين ، فدخلوها بغير حرب و انفرد "بلدوين" بحكمها ،فتأسست بدلك أول الإمارات اللاتينية فى الشرق ،فى بقعة لم تكن البابوية ولا المساهمون فى الخروج فى هده الحملة يضعونها فى الحسبان. و انقطعت صلة "بلدوين" ببقية الحملة، و تفرغ لتأمين إمارته الجديدة و حدودها.

أما بقية الحملة فقد زحفت فى اتجاه أنطاكية و التى كانت هدفا خاصا ل"بوهيموند" النورماندى. حوصرت أنطاكية طويلا دون أن تنجدها أى من الإمارات العربية حتى نجح "بوهيموند" حتى نجح "بوهيموند" فى الاتصال سرا برجل من الأرمن معه مفاتيح المدينة اسمه "فيروز"الدى أسلمه البلد على غير علم من أهلها أو حتى علم بقية الصليبيين الدين فوجئوا بأعلام "بوهيموند" ترتفع فجأة على أسوار أنطاكية . و كان المفروض حسب الاتفاق أن يرد "بوهيموند" المدينة للإمبراطور، و لكنه أنكر الاتفاق و تنكر له ، و لم يتخل عن المدينة فاتحا و أميرا.

القدس:

ملا فتحت أنطاكية بهده الصورة رأى الصليبيون ألا جدوى من البقاء بها و الجدل حولها ، و من ثم قرروا متابعة الزحف إلى القدس. وفى هده الأثناء كانت تتوافد رسل الأمراء المسلمين على الصليبيين يعِدونهم العون، كما لو كانوا أهل دينهم و بنى جلدتهم،و كانت نتيجة إحدى هده اللفتات العربية الكريمة أن سقطت طرابلس فى يد "ريموند الصنجيلى"لتصبح ثالث إمارة صليبية فى الشرق.والدى أغرى "ريموند" بالاستيلاء عليها تدلل صاحبها فخر الملك للصليبيين، و أخده على نفسه دفع الجزية.كل هدا كان دليلا على تفسخ عرى الوحدة بين المسلمين حتى خلت الساحة أمام الصليبيين ممن يخاف منه أو يعمل له حساب، فتقدمت جحافلهم ،و دخلوا القدس فى 15 يوليو 1099م ،وحطت على أسوار المدينة المقدسة يومئد رايات أناس لا يعرفون الرحمة ،فكان يوما سيظل وصمة عار لا تمحى من جبين المسلمين.

                                            ملخص مقالة للدكتور قاسم عبده قاسم من مجلة وجهات نظر المصرية


 
القائمة الرئيسية

Copyright or other proprietary statement goes here.

For problems or questions regarding this web contact [[email protected]].
Last updated: 07/01/06.

Hosted by www.Geocities.ws

1